منتدى قصة الإسلام - لقائي بهذا الرجل القامة(د.راغب السرجاني)

حقيقة أن مما يشرح القلب ويرد انتعاش الروح إلى الجسد ويجدد الحياة فيها أن تتعرض بين الحين والآخر في ظلامات هذه الحياة إلى من جعل الله على يديهم نوراً كثيراً يهدي به من يشاء إلى ما يحب ويرضى،،، كان هذا لقائي مع فضيلة الدكتور راغب السرجاني
وحقيقة الأمر أنه بفضل الله وتوفيقه كتب لي زيارة مصر – للمرة الأولى - هذه البلدة الطيبة التي فيها من الخير الكثير ما لانفقهه ولا ندريه ( وعسى أن أكتب عنه في موضع آخر) وكان من المقرر أن تكون هذه الزيارة لمدة اسبوعين، ولما أوشكت المدة على الإنقضاء ولم أتمكن من مقابلة الدكتور شعرت بحزن شديد وأوشك اليأس أن يتملكني وعندما تبقى لي فقط يومان على موعد سفري أتاني الفرج وتواصلت مع القائم على اعمال الدكتور راغب وحدد لي الموعد على الرغم من شدة انشغاله وضيق وقته ( وذلك كما قال لي الدكتور تقديراً للأنني أتيته من بلد آخر )
ومضيت تتسارع بي الخطى اسأل عن الدرب حتى وصلت، وهناك رأيت من النظام والدقة والترحاب ما أدهش عقلي وأحار فكري، وبعد انتظار قليل وأنا أنتاول الشاي وصل الدكتور رأيت منه ما ادهشني حتى قبل أن انطق بكلمة معه، وذلك أنه شديد الترحاب بكل من يمر بجانبه فيسلم على الأول والثاني والعاشر دون ملل أو كلل، وعندما وصل إلى موضعي وقفت ملقياً عليه التحية وعرفته بنفسي وأنني جئته من السودان، فرحب بي كثيراً وما أن انقضت خمسة دقائق إلا وباب المكتب يفتح لي لمقابلته، وعندما رأيته عرفت أنه هو منبع النظام والدقة والترحاب، فالرجل هو رب البيت والمثل الأعلى لكل من فيه.
وقف لي وصافحني بحرارة زادت من لهيب مودته في قلبي وألهتمني بكلمات ما ظننت أنها تخرج من فمي،
فقلت له: أتيتك من بلد يحبك هو وأهله وكل من فيه يدعو لك ووالله لو أنك اتيتنا لحملناك فوق الرأس وبين الأضلع وبداخل الفؤاد،فأجاب في تواضع جمّ مداعبا ( طب ماتجوزوني منكم) ووالله إن أسعد الناس من تشرف بنسبك ( حفظ الله لك أهلك وولدك وأقر عينك بهم).
ثم عرضت عليه أفكار جمعيتنا " لبيك فلسطين " التي انشأت في رابع يوم من حرب غزة العام الماضي بالسودان وتم تسجيلها في وزارة الشئون الإنسانية وبدأت أعمالها مستهدفةً بمشاريعها كل شرائح المجتمع من الأطفال والشباب والعائلات ( ولعلي أحدثكم عنها أيضا في موضع آخر ).
وبعد أن بين أهمية القضية ومركزيتها أشاد بالجهد المبذول ودعى للمزيد ورحب بالتواصل معه وختم حديثه بالدعاء لنا وللأمة الإسلامية جمعاء...
ثم ودعته وخرجت من عنده بعد أن خلد بطيبته وخلقه الحميد أحداث هذا اليوم في ذاكرتي أبداَ ما حييت.
ألا حفظ الله لنا هذا العلامة ورزقنا وإياه فوز الدارين وأقر أعيننا بمصاحبته ونبينا الكريم في الفردوس الأعلى إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أسامة صالح
رئيس منظمة لبيك فلسطين - السودان
أرجو شاكرا التثبيت