منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com/f104.html)
-   -   امراض مزمنة (http://forum.islamstory.com/11230-%C7%E3%D1%C7%D6-%E3%D2%E3%E4%C9.html)

فاطمة سيد أم سهيلة 16-04-2010 12:50 PM

امراض مزمنة
 
امراض مزمنة
.

تواجه العالم الان امراض كثيرة ولكن هناك امراض تواجه العالم الاسلامي بشكل خاص ، تختلف حسب طبيعتها فمنها ما هو عارض ينتهى باخذ العلاج ومنها ما هو مزمن يحتاج لفترة من العلاج فالمرض والاسباب وطرق العلاج هو ما نشير اليه




فالمرض هو الغفلة



فما هي الا الإنغماس فى الشهوات والبعد عن الاخرة والسعي فى بناء القصور وكسب الاموال وارضاء الذات فيصبح الانسان له قلب لا يفقه وعين لاترى وله اذن لا تسمع فيصير كالانعام بل هو اضل فالانعام تميز بين الضار والنافع وتذكر الله سبحانه وتعالى وما من شي الا يسبح ولكن لاتفقهون تسبيحهم

قال تعالى (اقترب للناس حسباهم وهم فى غفلة معرضون ما ياتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم ) سورة الانبياء
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتربت الساعة ولايزيد الناس على الدنيا الا حرصا ولا يزدادون من الله الا بعد


عند ما يعطى العبد من الدنيا وهو على معصية فهذا استدراج من الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى (فلما نسوا ما ذكر به فتحنا عليهم ابواب كل شي حتى اذا فرحوا بما اتوا اخذناهم بغته فإذا هم مبلسون)


يقول ابو سليمان الدارا نى كانت الاخرة فى القلب جاءت الدنيا لتزاحمها واذا كانت الدنيا فى القلب لم تزاحمها الاخرة لانها كريمة والدنيا لئيمة فالدنيا ما هي الا وسيلة وليست غاية وسيلة للقرب من الله بالصدقات والصلوات والزكاة وتحصيل الاعمال وليست لكسب الاموال والاسراف فى الشهوات
هذا هو المرض


اما الاسباب فهي كثيرة ومتعددة ويصعب جملتها دفعة واحدة ولكن نتناول بعضها لنذكر انفسنا


السبب الاول قشورة الدين

نعم فما اكثر حفظة الحديث بالرواية والنصوص والاستشهاد بالايات وغياب الجانب العملي لهذه الايات والنصوص فاصبح الدين تجميع للمعلومات وغياب المنهج ، فنجد الايات تُجرد من مدلولها الحقيقي اما بتحملها اكثر من ما تعنى او تبسيطها ، فتفقد مدلولها الحقيقي فى الحالتين وينتج عن هذا اما تشديد او تفريط لذلك لم يحدث تغير ملموس فى مجتمعاتنا رغم انتشار اللحية والحجاب والنقاب واختصار فهم الدين فى الشكل دون المضمون ويظن البعض ان نصرة الدين فى الشكل العام فاصبحت مجتمعتنا تشبه الاواني الفخارية فى امتلاها بالهواء من الداخل رغم جمال الشكل وكأن نصر الدين فى حفظ المعلومات وتجميعها الى حين الاحتياج لها

وهذا لسنا ضده ولكن نحتاج الشكل والمضمون ، فالامة فى اشد الحاجة الى علماء الدراية وليست الرواية ولسنا بحاجة لحفظة القران ولكن لحملة القران فالفهم مقدم على العلم المقتصر على المعرفة المجردة من الفهم فقد قال الدكتور يوسف القرضاوي علم الدراية مقدم على علم الرواية اذا لم يجتمعا معا فنجد الايات القرانية دائما تختم بعبارات دالة على الفهم والتعمق فى مدلول الايات والاحاديث وعدم اخذ الامور الشرعية بسطحية لذلك تختم الايات بتلك العبارات افلا تعقلون ، افلا تبصرون ، افلا تعلمون ونجد ان سورة الزمر تعالج قضية الفهم وقضية الغفلة بشكل خاص فهي ترسم مشاهد متعددة لاحداث الاخرة واحوال اهل الدنيا واهل الاخرة واحوال الصالحين بين الخوف والرجاء بين السكينة والانزعاج وهذا مشهد يجمع صور متعددة لاحوال العبد بين الخوف والرجاء قال تعالى (امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة يرجوا رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر اولو الاباب )


ترسم الاية الكريمة صورة للقنوت لله عز وجل وطاعته والتوجه اليه وهو ساجد وهو قائم فهذا صفاء يمنح القلب الرؤية والالتقاط والتلقي وذكرت الاية الذين يعلمون ولم تذكر الذين يعملون رغم من انه يقوم بعمل ، فهنا إشارة الى ان العبادة الحقة هي المبنية على علم الدراية والفهم وليس العلم المبنى على المعرفة التي تزاحم العقل ولا تؤدى الى حقائق الكون وبعد ذلك ذكرت الاية اولوا الالباب اى اصحاب القلوب الواعية المدركة لما وراء الظواهر وتربط كل ما يحدث حولها وتلمسه ولا تنساه ولا تنسى يوم لقاءه فلا تكن جامع معلومات ولكن كن مدركا لما تملك من معلومات وخاصة الذين يقومون على الدعوة حتى لا يكونون سبب فى تضليل الناس بدلا من ارشادهم لان فى ذالك كذب على الله قال تعالى ( فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا )


اما السبب الثاني هو حب الدنيا

فالدنيا هي الدافع الحقيقي وراء كل خطيئة والغفلة ما هي الا ثمرة من ثمار حب الدنيا قال تعالى (يعلمون ظاهر من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة غافلون ) الروم
يقول الحسن البصري من نافسك فى دينه فنافسه ومن نافسك فى دنياك فالقها فى نحره)
فمن مظاهر حب الدنيا النظر الى من هو اعل منك فى الدنيا ولا ينظر الى من هو اقل منه ، والنظر الى من هو اقل منك فى الطاعة فلا تنظر الى من هو اقل منك فى الطاعة لان الطاعة لا تقاس بالظواهر ولم تكن مقصورة على اعمال بعينها فلها صور واشكال متعددة


السبب الثالث رداء الصالحين :

نعم هناك رداء يسمى رداء الصالحين يقوم بعض الناس بارتداءه لانهم ، ينظرون دائما حولهم الى احوال الناس فيجدون انفساهم من الاتقياء يضعون انفساهم داخل قوالب يرون فى الناس كل العيوب ويرونهم دائما مذنبين ويجعلوا انفساهم حكاما عليهم فيقولون هذا صالح وهذا طالح هذا مخلص وهذا يرائى حبا فى الظهور يضعون انفساهم فى منازل الابرار والشهداء فيرى انه من سكنة الفردوس الاعلى وغيره من اهل النار .

من يصعد السلم وهو ينظر خلفه فيجب عليه الحذر ولابد ان ينظر للامام لانه لم يدرك عند السقوط العواقب فمن المؤكد ستحدث جروح ولكن تختلف حدتها حسب قوة السقوط واحذر ان تكون الجروح بالغة فيصعب علاجها او تستغرق وقتا طويلا فى العلاج فهذه بعض الاسباب

انواع المرض اربعة :

1- هناك من يعرف انه مريض ويعرف العلاج فيسارع فى اخذ العلاج ويتحمل مرارة رغبة فى الشفاء

2- هناك من يعرف انه مريض ويعرف العلاج ولكن لا ياخذ الدواء لجهله نتيجة مرضه فيهمله

3- من يعرف العلاج ولا يعرف مرضه فهذا يحتاج لطبيب يشخص له مرضه لكي يشعر انه مريض

4- من لا يعرف المرض ولا العلاج فهو جاهل بهما وربما لا يشعر انه مريض فهذا يحتاج الى من ينبه ويدله على الطبيب حتى يشعر بمرضه ويصف له الدواء .

وبعد ما تعرفنا على انواع المرض نتعرف على مراحله من حيث قوته وشدته

1- غفلة لحظية : وهى يتعرض لها كل انسان قال الامام بن القيم لابد لك من سنة الغفلة ومن قدرة الهوى ولكن كن خفيف النوم .

2- غفلة متوسطة : غفلة الذى يصلى ويصوم ويزكى وينهى عن الكبائر والمحرمات ولكنه يقع فى صغائر الذنوب وربما وقع فى الكبائر ولا يدرى ونسى ان الجبل عبارة عن حصى قال صلى الله عليه وسلم ( اياكم و محقرات الذنوب فانها تجتمع على الرجل فتهلكه ) .

هذه هي الصغائر التي رضى بها الشيطان لان مهمته البحث عما يدخل الانسان النار قال تعالى (انما يدعوا حزبه ليكونوا من اصحاب السعير )


3- غفلة التسويف :

فهذا مرض يصاب به الكثير منا يظل يسوف حتى ياتيه ملك الموت وهذا الداء يلحقة بالغافلين ( رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت )

4- غفلة التمني :


مرض التمني بحر ليس له ساحل يدمن ركوبه مفاليس الدنيا يعيش صاحبة دائما فى الامواج الكاذبة والخيالات الباطلة يتمنى على الله المغفرة ولا يعمل لكي ينل الرضا من الله وهذا قمة التواكل على الله وبعد .


بعد ما تعرفنا على المرض واسبابه ومراحلة نتقل الى طرق العلاج

1- فهم القران الكريم


قراءة القران قراءة فهم وتدبر وليست قراءة تجميع حروف فمن اراد العبرة فعليه بالقران ومن اراد الفهم فعليه بالقران ومن اراد التعرف على احوال الصالحين والمذنبين والكفرين فعلية بالقران فالامة الاسلامية سر تماسكها ونهضتها فى فهم القران والعودة له واستخلاص المنهج الاسلامي من القران


2- تذكر الموت



قال صلى الله عليه وسلم اكثروا من ذكر هادم اللذات قلنا يا رسول الله وما هادم اللذات قال الموت وقال ايضا الكيس الفطن من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الامانى ، والمقصود هنا ليس ذكر اللسان ولكن ذكر القلب نتذكر باللسان والقلب غافل( افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها) فالقران يقص لنا عن حياة منتظرة الجميع تنتظر المؤمن والكافر المذنب والعاصي

3- التأمل فى الكون



واحوال تلك الكرة التي نحيا عليها ونتأمل فى خلق الله وقدرته وعظمة وحلمة بنا فى تيسير سبل العيش لنا ، فالكون يرسل لنا رسائل تؤكد لنا انه يستعد للرحيل ولكن من الغفلة اننا نتعامل مع الظواهر بسطحية وعلى انها مجرد ظاهرة طبيعية ، ولكن كيف هذا وقد جعل الله لنا الايات الكونية اما برهان وتاكيدا لما ذكر فى القران اوأيات تحذرنا وتنذرنا لكي نعود للحق ونتذكر يوم اللقاء فلماذا هذا الاعراض ، فالشمس فى كسوفها والقمر فى خسوفه والانهار فى جفافها والبحار فى غليانها كل هذه رسائل لنا فكيف نعرض عنها فالشمس تستعد للرحيل والقمر قد اوشك ينطفى نوره يوما بعد يوم فالكون يستعد للنهاية ولكنها البداية لحياة جديدة اما نعيم وخلود واما جزاء وعقاب فكل ما يحدث حولنا رسائل لنا جميعا سواء كانت ظاهرة او حدث او موقف ما يحدث حتى ولم يكن يخصنا بشكل مباشر فمن المؤكد ان بها جزء خفى لنا فنجد فيها عبرة او عظة او انذار ، ما دامت وصلت اليك بشكل او بأخر فهى توجه لك رسالة



فكن سريع الفهم لان الناس نوعان اما سريع الفهم يفهم ويستخلص العبرة والعظة واما بطى الفهم لا يفهما الرسائل التي تصل اليه .

4- من اسباب العلاج ايضا مصارحة النفس :

5- ولكن لكي تكون المصارحة ناجحة ولها ثمار نافعة فلابد من الصدق عند المصارحة ومن ذلك نستنتج ان المصارحة نوعان :


· النوع الاول من المصارحة مصارحة الغافل


قرر غافلا مصارحة نفسه فسمع عن الصناعة اليابانية وعن جودتها ، فقرر شراء مرآه ياباني

لكي تكون صادقة معه وبداء المصارحة وطلب منها ان لا تخدعه واتفقا على ذلك بان ترشيده وتكون صادقة ، وجلس يسمع لها ، ولكن اسمعته كلاما جميلا ولم تظهر له عيبا واعطته صورة جميلة ومشرقة كان يتمنها ويعلم انها ليست صورته ولكن يرغبها وجعلت له بعض الهفوات واظهرتها له على انها شياء وبسيطة ، فقالت له انت تعمل الكثير وهناك من يخطى اكثر منك ، واعجبته تلك الصورة الجميلة وعاش مع تلك الاوهام الكاذبة وبعد فترة قد انكشفت له الحقيقة وعلم انها قصة كانت من تأليفه هو واخراج تلك المرآه ، جمهورها هو ، موضوعها الغفلة فعلم ان ليس هناك من يصارحه ولا يخدعه الا هي نفسه فذهب اليها .

النوع الثاني مصارحة النفس


فعلم انها نفسه فذهب لها وطالب منها ان تصارحه وقال لها لاتكونى سبب فى هلاكي ولا ترمى بي فى بحر الهوى وتدخلين سجن اهل الغافلات صاحبه الشيطان سكانه اصحاب الاوهام جدرانه من الاشواك ، تملكين مفاتحة فلما علمت انها منى وهلاكي هلاكها ونجاتي نجاتها فصارحتني ولم تخدعني وقالت لي لاتكن اسير لشهواتك و هفواتك واذا كان الضعف لحظة فلا تجعله لحظات ولاتنسى ان هناك اناس جمعوا الزاد فهل ترضى ان تكوني بغير زاد وان هناك اناس خرجوا من الدنيا ولم يعرفوها وهناك من عاشوها وما هم فيها ، فالتزم القناعة فما هى غير ساعة ولا تتمادى وتتمنى على الله المغفرة .

.





فمن المؤكد اننا جميعا نحتاج للحظات صدق مع النفس قال الامام الجوزي النفس فرس متشيطن ان لم تمسك لجامه لم تامن باي مكان يرمى بك

فاطمة سيد أم سهيلة 16-04-2010 12:52 PM

رد: امراض مزمنة
 
الموضوع للنقاش اذا كان هناك اى ملاحظات
وشكرا لكم


الساعة الآن 12:10 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام