الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين آمين .
المعلم الأول : أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتدي بهدي الأنبياء قبله ، حيث ذكر عز وجل مجموعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ثم قال بعد ذلك ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتداه ...) سورة الأنعام .
المعلم الثاني : أن الله أمرنا بالاقتداء برسوله صلى الله عليه وآله وسلم والامتثال لأمره وطاعته ، قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ..) وقال تعالى (وما أتاكم الرسول فخذوه ...) وقال تعالى (وإن تطيعوه تهتدوا... ) .
المعلم الثالث : أن طاعته صلى الله عليه وآله وسلم والاستجابة لأمره سبب السعادة في الدارين قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم ...) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ..." رواه البخاري .
المعلم الرابع : الأصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله أنها للاتباع والتأسي ، قال الله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراْ ) ، ولهذا قال الحافظ ابن كثير : هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.
المعلم الخامس : من ثمرات التزود من العبادات :
1- كثرة العبادة علامة محبة لله تعالى للعبد ، للحديث القدسي "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..." رواه البخاري ، ولهذا قال ابن القيم : الدين كله استكثار من الطاعات ، وأحب خلق الله إليه أعظمهم استكثاراً منها ، وخواص المقربين هم الذين انقلبت المباحات في حقهم إلى طاعات وقربات بالنية ، فليس في حقهم مباح متساوي الطرفين ، بل كل أعمالهم راجح ، وقال : العارفون بالله عاداتهم عبادات ، والعامة عباداتهم عادات .
2- المحافظة على التطوع بعد الفريضة سبب لمحبة الله تعالى "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..." رواه البخاري .
3- سبب لسد ما نقص في الفرائض " فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَىْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِى مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ " رواه الترمذي وصححه الألباني .
المعلم السادس : اغتنام مواسم الطاعات واستثمارها بكثرة العبادة : قال ابن القيم : وله – لله سبحانه وتعالى- عليه في كل وقت من أوقاته عبودية ، تقدمه إليه وتقربه منه ، وقال ابن رجب : فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات ، وحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم شاهدة بذلك :
1) قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول ابن القيم : وكان من هديه صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف ، وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور .
2) قال ابن دقيق العيد : ولقد كان صدر الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم يثابرون على فعل السنن والفضائل مثابرتهم على الفرائض ولم يكونوا يفرقون بينهما في اغتنام ثوابها ، وقال ابن رجب : وقد كان السلف الصالح يجتهدون في الأعمال الصالحة حذرا من لوم النفس عند انقطاع الأعمال على التقصير .أ.هـ .
3) نماذج محافظة السلف على الأعمال الصالحة :
1- جاء في صحيح مسلم عن أم حبيبة تحكي عن نفسها أنها لم تدع السنن الرواتب منذ سمعت بفضلها .
2- في مسند الإمام أحمد في سورة الصف أن عبدالله بن سلام قال النبي صلى الله عليه وسلم جمعنا فقرأ علينا –سورة الصف –كلها ، قال أحد الرواة - وهو أبو سلمة -عن عبدالله بن سلام : وقرأها علينا عبدالله بن سلام كلها ، قال يحيي : وقرأها علينا أبو سلمة كلها ، قال ابن كثير وقرأها علينا الأوزاعي ، قال عبدالله فقرأها علينا ابن كثير .
3- وفي المسند أيضا : عن علي رضي الله عنه أنه كان يحافظ على التسبيح عند نومه .
4- والمحافظة على صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى والوتر جاءت عن أبي هريرة في صحيح البخاري ، وعن أبي الدرداء في صحيح مسلم .
هذا والله أعلم .
كتبه / عبدالله بن محمد بن عبدالله الحسين أباالخيل - أبو محمد -