إنما أدخلنا التوسل في الوسائل المنافية للتوحيد أو لكماله، لأن التوسل إلى الله بذات أو جاه أحد مخلوقاته محذور من وجهين:
أحدهما أنه أقسم على الله في دعائه بأحد مخلوقاته، ولا يجوز الحلف بغير الله عز وجل كما تقدم ( 1 ).
والمحذور الثاني أنه اعتقد أن لأحد على الله حقا، وليس للعباد حق على الله إلا ما أوجبه عز وجل على نفسه من نصرة المؤمنين، وإنجاء الموحدين، وإثابة المطيعين، واستجابة دعاء الداعين ( 2 ).
``````````````````` 1- انظر ص133-134 من هذا الكتاب.
2 - انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي 1/ 294-296.
"أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" ( 3 ).
2- التوسل بالأعمال الصالحة.
ودليل ذلك من كتاب الله،
قوله عز وجل:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا
إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
[البقرة: 127] ،
ومن السنة:
قصة النفر الثلاثة الذين توسلوا بأعمالهم الصالحة؛
من بر الوالدين، وترك الفواحش، وأداء الحقوق،
فاستجاب الله عز وجل لهم ( 4 ).
3- التوسل بدعاء الغير:
ودليل ذلك قوله عز وجل حكاية عن أبناء يعقوب عليه السلام:
3 - أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 391،
وقال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند رقم3712: إسناده صحيح.
وصححه الألباني "السلسلة الصحيحة رقم199".
4 - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين.
"صحيح البخاري، كتاب الإجارة، باب من استأجر أجيرا فترك أجره.
وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب قصة أصاب الغار الثلاثة".
5 - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين؛ "صحيح البخاري،
كتاب الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره.
وصحيح مسلم، كتاب الإيمان،
باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب".