رد: شرح الأصول الثلاثة - لفضيلة الشيخ أ . د. صالح سِندي
ولا شك أن العلم من أهم المهمات
ونحن إذا أطلقنا العلم
أو إذا قرأت في النصوص كلمة العلم
فـ"ال" هنا عهدية،
والمراد العلم الشرعي
علم الكتاب والسنة،
علم ما أنزل الله تبارك وتعالى على عباده،
هذا هو العلم الذي جاء الأمر به،
وجاء الحث عليه وجاء بيان فضله،
وأن فضل العالم على العابد كفضلي
كما قال صلى الله عليه وسلم على أدناكم
كفضل النبي صلى الله عليه وسلم على أدنى العباد،
هذا العلم هو العلم الشرعي
هو الذي من خرج في طلبه فهو في سبيل الله
حتى يرجع،
هذا العلم لا شك أنه من الأهمية بمكان
ومن الفضل بمكان
ومن الثواب بمكان،
فلا ينبغي عليك يا عبد الله أن تزهد فيه
بل ينبغي عليك أن تحرص عليه تمام الحرص
وهذا كما أسلفت
مما قلَّ الاهتمام به مع الأسف الشديد.
ولذلك انظر إلى أمر من أهم الأمور
التي أوجبها الله عز وجل علينا
بل هو أهم الأمور على الإطلاق بعد التوحيد
ألا وهو الصلاة،
قضية واجبة على كل مسلم ومسلمة في كل حال
وفي كل وقت،
يعني في اليوم يجب عليك أن تصلي خمس مرات قضية مهمة،
ومع ذلك أين في مجموع المسلمين أولئك الذين جلسوا
وأثنوا ركبهم وخصصوا من أوقاتهم
في تعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم التي أمر بها
أليس نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول:
«صلوا كما رأيتموني أصلي»
صلوا فعل أيش؟ فعل أمر،
والأصل في الأمر أن يقتضي الوجوب
إذن أوجب النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة
أن تصلي كما اعتادت؟!
كما رأت الناس؟!
كما شاهدت أباءها وأمهاتها؟!
أو كما صلى هو صلى الله عليه وسلم؟!
أجيبوا؟!!
كما صلى هو عليه الصلاة والسلام «صلوا كما رأيتموني أصلي»،
طيب كيف بنا أو كيف لنا
أن نصل إلى معرفة صلاته صلى الله عليه وسلم
حتى نؤدي هذا الواجب؟
الجواب:
عن طريق التعلم
أن نتعلم صلاة النبي
صلى الله عليه وسلم
وهذا من أقل الأشياء
أن تجد شخص يبحث عن كتاب يشرح كيف صلى النبي
صلى الله عليه وسلم
أو يأتي إلى عالم أو إلى طالب علم
ويقول علمني صلاة النبي
صلى الله عليه وسلم
هذا شيء قليل
تجد الشخص يبلغ من العمر خمسين أو ستين أو سبعين سنة
وهو ما تحرك في نفسه دافع إلى أن يتعلم صلاة النبي
صلى الله عليه وسلم
مع الأسف الشديد مع أن عنده استعداد
لأن يقرأ أي شيء
يمكن أن يقرأ صحيفة من أولها إلى أخرها
ممكن يقرأ مجلة من أولها إلى أخرها،
لكن أن يكون عنده دافع لأن يتعلم صلاة النبي
صلى الله عليه وسلم
هذا قليل من الناس مع الأسف الشديد من يهتم به،
رد: شرح الأصول الثلاثة - لفضيلة الشيخ أ . د. صالح سِندي
ولذا كم تقع من الأخطاء في صلاة الناس
مع الأسف الشديد
والسبب أنهم ما حرصوا على التعلم
وكم يضيع عليهم من الأجور
تأمل في هذا الحديث يا رعاك الله
قال صلى الله عليه وسلم:
«من توضأ كما أمر، وصلى كما أمر،
غفر له ما تقدم من عمل»
انتبه (توضأ)
ولكن هناك قيد وهو كما أمر من؟
الرسول صلى الله عليه وسلم هو الآمر في هذه الأمة،
من توضأ كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم وكما علَّم،
وصلى أيضاً كما أمر
النتيجة غفر له ما تقدم من عمل.
من الذي لا يطلب هذا الفضل العظيم
وهو أن يغفر الله عز وجل لك
ما تقدم من ذنوبك ومعاصيك؟
والأمر يسير هو أن تؤدي هذه الصلاة طهارة وصلاة
تؤديها وفق ما أمر النبي
صلى الله عليه وسلم
وكما جاء في سنته
صلى الله عليه وسلم
والسبب يسير وسهل وهو أن تتعلم،
إذن هذا أمر لابد منه
وهو أن تتعلم يارعاك الله
أن تتعلم ما يتعلق بربنا جلا وعلا
بمعرفة ما له من الأسماء والصفات،
وما له من الحق على العباد،
وما حق الله عز وجل على العباد؟
أن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئاً،
أن يعلم ما أمر الله عز وجل به
وما نهى الله تعالى عنه.
إذن يجب علينا العلم
وهو معرفة الله
تكون بمعرفة أسماءه وصفاته،
ومعرفة حقه على العباد،
ومعرفة حدود ما أنزل الله على العباد
إذن عندنا ثلاثة أمور
أن نعرف ربنا جلا وعلا بأسمائه وصفاته،
وهذا لب الإيمان وأصل الأصول
كيف تعبد من تجهل،
أنت إذا علمت ربك تبارك وتعالى
فإنك تعبده على الوجه الصحيح،
بمعنى
معرفتك بمن تحب
تجعلك تحبه،
معرفتك بمن تعظِّم
تجعلك تعظِّمه،
معرفتك بمن تخاف
تجعلك تخافه،
وهكذا إذن كل هذه التعبدات فرع عن العلم،
لو قيل لنا
اعبدوا رباً لا تعرفوا عنه شيئاً،
اعبدوه بالحب والخوف والرجاء
والإخبات والدعاء إلى غير ذلك،
ألا وهو نبينا الكريم
محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي المكي ثم المدني
صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا،
هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
الذي أخرجنا الله به من الظلام إلى النور،
من الغواية إلى الهداية،
من الضلالة إلى نور الحق
هذا النبي صلى الله عليه وسلم لابد أن تعرفه،
تعرف اسمه وتعرف نسبه وتعرف سيرته
وتعرف شمائله وتعرف دلائل نبوته
صلى الله عليه وسلم
حتى ترضى به
صلى الله عليه وسلم نبياً
وبذلك تصل إلى مرحلة أن تذوق طعم الإيمان.
قال صلى الله عليه وسلم:
«ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً
وبالإسلام ديناً
وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً»
كيف تصل إلى الإيمان به
بل إلى الدرجة الأعلى وهي
أن ترضى به نبياً
وأنت تجهله وأنت تجهل سيرته
وأنت تجهل شمائله وأنت تجهل أيضاً دلائل نبوته
صلى الله عليه وسلم
ولا سيما في هذا العصر
كما أسلفت
فإن هذا العصر هو عصر الشبه،
وعصر التشكيك
لا سيما مع انتشار هذه الوسائل العصرية في التواصل
عن طريق الشبكة وعن طريق غيرها
هناك مشككون في النبي
صلى الله عليه وسلم
في دينه في رسالته في ما جاء به من عند الله عز وجل من الوحي
هذا كله يحتاج منك معه إلى أن تكون على علم بشمائله
صلى الله عليه وسلم
وبدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم
حتى تكون في حماية وحرز بتوفيق الله
من الوقوع في هذا التشكيك.