والمؤلف-قد سماها بهذا وبهذا،
والأمر في تسميتها يسير.
هذه الرسالة رسالة وجيزة قليلة الكلمات،
لكنها عظيمة النفع،
وتحتوى هذه الرسالة على مقدمة ومضمون الرسالة
وهي الأصول الثلاثة وخاتمة،
أما المقدمة فإنها تشتمل على ثلاثة أمور:
أولاً:على مسائل أربع يجب على المسلم أن يتعلمها,
ثم ذكر المؤلف أيضاً
ثانياً:ثلاث مسائل أيضاً يجب على المسلم أن يتعلمها،
ثم ذكر في خاتمة المقدمة خلاصة الملة الحنيفية
ملة إبراهيم عليه السلام,
شرحها وبينها-بكلمات وجيزة,
ثم بدأ في شرح الأصول الثلاثة
وهي كما علمت
معرفة الله
ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم
ومعرفة دين الإسلام بالأدلة،
ثم ختم بخاتمة نبه فيها على بعض المسائل
كالبعث وما يتعلق بالإيمان باليوم الآخر والكفر بالطاغوت.
هذه إطلالة وجيزة على هذه الرسالة النفيسة،
وأنا أوصيك يا أخي رعاك الله بالاهتمام بهذه الرسالة وقراءتها؛
بل أوصيك بحفظها فإنها من أهم ما يكون،
ولا سيما طالب العلم عليه أن يحرص تمام الحرص
على حفظ هذه الرسالة المهمة.
وكان علمائنا رحمهم الله
يحفظون طلابهم ويسمعونهم هذه الرسالة
فلتحرص رعاك الله على دراستها وفهمها،
وحفظها إن استطعت.
قال رحمه الله:
(بسم الله الرحمن الرحيم , اعلم رحمك الله
أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل).
بدأ المؤلف رحمه الله بهذه المقدمة
فقال: (بسم الله الرحمن الرحيم)
بدأ بالبسملة بدأ الرسالة بذكر اسم
(الله, الرحمن, الرحيم)،
مستعيناً ومتبركاً بذكر اسمه تبارك وتعالى
إذ بذكره جلا وعلا وبذكر أسماءه وصفاته
تحل البركات والخيرات،
وهو في هذا مؤتسٍ بكتاب الله عز وجل
فإنه مُفتتَح بالبسملة
فأول ما في المصحف بسم الله الرحمن الرحيم.
كذلك كان مؤتسياً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم,
فإنه كان إذا بعث رسائله استفتحها بالبسملة
كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
لما أرسل إلى هرقل عظيم الروم تلك الرسالة
التي بين فيها دعوته صلى الله عليه وسلم
بدأها ببسم الله الرحمن الرحيم
واستقر عمل مصنفي العلوم ومؤلفي الكتب
على افتتاح كتبهم بــ " بسم الله الرحمن الرحيم ".
رد: شرح الأصول الثلاثة - لفضيلة الشيخ أ . د. صالح سِندي
واجب:يعني لابد لك أن تتعلمه, ومستحب:يحسن بك أن تتعلمه. أما العلم الواجب: فهو علم ما أوجب الله عز وجل عليك اعتقاداً وعملاً. الشيء الذي أوجب الله عز وجل عليك اعتقاده وأوجب عليك العلم به فإنه يجب عليك أن تتعلمه، الله عز وجل أوجب عليك أن تصلي إذن يجب عليك أن تتعلم كيف تصلي، الله عز وجل أوجب عليك أن تتطهر إذن يجب عليك أن تتعلم كيف تتطهر، الله أوجب عليك أن تصوم إذن يجب عليك أن تتعلم كيف تصوم، لما؟ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب هذا أمر لا يعذر الإنسان فيه.الشيء الذي يقوم به دينك الواجب تعلمه واجب، هذه قضية متفق عليها بين أهل العلم لابد وجوباً أن تتعلم ما أوجب الله تعالى عليك، أما العلم المستحب فهو العلم الشرعي الذي دون ذلك، وهذا بالنظر إلى الأفراد هو مستحب في حقك وفي حقي وفي حق الآخرين، لكن في مجموع الأمة هذا العلم المستحب فرض كفاية يعني يجب أن يكون في الأمة من يحمل هذا العلم؛ لأن به الحفاظ على هذا الدين، والحفاظ على هذا الدين فرض كفاية، وفرض الكفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، إذن العلم بالشريعة لا يخلو إما يكون واجباً أو مستحباً، والواجب هو علم ما أوجب الله على العبد ذكراً كان أو أنثى.أما العلم الدنيوي: فإنه يختلف الحكم فيه بحسب هذا العلم فهو من حيث الأصل مباح، الأصل في العلوم الدنيوية أن تكون مباحة كعلوم الطب والهندسة والفيزياء وما إلى ذلك، وقد يتعلق أو قد يرتبط بهذا العلم ما يصبح به محرماً أو يصبح به واجباً على الكفاية، فإذا كان حاجة الأمة قائمة إلى هذا العلم أصبح فرضاً كفائياً، يجب أن يكون في الأمة من تحصل به الكفاية في الطب والهندسة والصناعة وما إلى ذلك، وذلك لأن هذا من الأمور التي تحتاجها الأمة في دينها أو في دنياها وقد يتعلق بهذا العلم ما يجعله محرماً كأن يستعمل هذا العلم فيما حرم الله تبارك وتعالى، أو يكون موضوعه في الأصل محرماً كعلم السِحر وعلم الكهانة وعلم الموسيقى وما إلى ذلك فهذه علوم موضوعها في الأصل محرم وبالتالي فالتعلم لهذه العلوم لا يجوز هذا هو الأصل في مسألة العلم.