كتب الله لهذا الكتاب مكانةً مرموقةً بينَ كُتب المسلمين، فلا تحصى جهودُ علماء المسلمينَ به، مِن نسخٍ ودراية، وسماعٍ ورواية، وشرحٍ وضبط، وتصحيحٍ وطباعة.
ومِن أصحِّ الطبعات لهذا الكتاب العجاب إلى الآن، هي الطبعةُ الشهيرة المسمّاة بـ: النسخة السلطانية، فقد تلهَّف للحصول عليها والقراءة فيها علماءُ الأمة في العصر الحديث، ولا سيما مَن لهم اعتناءٌ بعلوم الحديث.
تلك النسخةُ التي أمر بطباعتها وعلى حسابه الخاص السلطانُ عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى، وكان قد كلَّف بهذا العملِ الجليل الصدرَ الأعظم والمجاهدَ الفلكيَّ أحمد مختار باشا (ت1919م)، فقد كان هذا الضابطُ هو الذي يقوم بنفسه بالإشراف على المقابلة والتصحيح، وتأمينِ النسخ الخطية مِن هذا الصحيح.