منذ زمن كان من أحد أسباب السعادة هو أن يكون لدينا وظيفة تكفي لتسديد فواتيرنا ، ولكن اليوم نحن طواقين لما هو أبعد من ذلك نريد الانجاز و التحدي الخلاق و الشعور بأننا أحياء من أجل شيء يتعدى ذواتنا ليس فقط نجاح ولكن تأثير عظيم و نجاحات تصنع فارق وبدون تأجيل .
مشكلة التأجيل التي يعاني منها العديد منا و هناك دوافع خفية وراء كل محاولة من أجل تأجيل الشيء الذي يجب علينا فعله . هل هذا التأجيل بسبب خوفي من الإخفاق أو هروب من مواجهة مشكلة ما , أو استسلام مبكر أمام تحدي أو عائق أو أمر محبط . التأجيل له حلول و ليست معقدة لو اتبعت فقط بعض الخطط للقضاء على هذه المشكلة ، بسهولة يمكنك مضاعفة وقتك و انجاز الأشياء التي ليست مهمة و لكن أنت مضطرا لعملها ، إجمعها اليوم و فرغ الغد من أجل عمل الشيء المهم الذي تود عمله ، حاول أن لا تخلط بين الأشياء المهمة و الأشياء الغير مهمة في نفس اليوم ، بذلك فإنك تضاعف اليوم الذي خصصته لعمل أمورك المهمة .
الطريقة الثانية هي أن تنظر للأشياء التي تأخذ حيزا كبير من وقتك ، إذا كنت تستطيع أن تستبعدها من حياتك سيكون ذلك ممتاز ، و إن لم تستطع استبعادها لسبب ما حاول أتمتة بمعنى أن تصبح أوتوماتيكية ، أو أن تجد شخص يفعل تلك الأشياء نيابة عنك ، و إذا لم تستطع أن تستبعدها أو اتمتتها أو تفويض شخص من أجل القيام بها ، قم بتأجيل هذه الأشياء الصغيرة حتى يحين الوقت من أجل تنفيدها لو كان من غير المهم تنفيدها في الوقت الحالي .
إلهائك عن هدفك الكبير و الذي أنت مركز عليه ، ليس من العيب أن تقول لا ، لأنه في كل مرة تقول نعم لشيء ما ، في نفس الوقت أنت تقول لا لشيء أهم ممكن أن يكون بإنتضارك ، لذلك كن مدركا لما تقول له لا و لما تقول نعم ، وهناك أكثر من طريقة أو خدعة تمكنك من التحايل بها على عقلك لتبدأ بعمل الأشياء التي لا يريد عملها ، مثلا أنك تقوم بخلق محيط أو أن تضع نفسك في مكان يكون من الصعب عدم عمل هذا الشيء ، إذا كنت تحب الغيتار مثلا و دائما تقوم بتأجيل موضوع تعلم الغيتار قم بشراء الغيتار و سجل في عشرة دروس و ذلك فإنك قمت بخلق بيئة حتمية وحصرية لنفسك ، لأن الألم الذي نتج من صرفك للمال لشراء الغيتار و التسجل في حصص التدريب أكبر من ألم التكاسل و التأجيل الذي كنت تمر منه ، نفس الشيء في الرياضة قم بشراء ملابس الرياضة و اشترك في نادي رياضي و لكن لا تذهب إليه في نفس اليوم ، فقط إعمل هذه الخطوة و بعدها سوف تشعر بالمسؤولية انك لا يجب أن تضيع المال الذي وضعته في شراء ملابس الرياضة و الاشتراك الشهري في النادي .
طريقة أخرى من أجل خداع عقلك و هي أن تعمل جزء بسيط او بداية بسيطة من الشيء التي تقوم بتأجيله ، إن كنت تذهب الى نادي رياضي قم بلبس ملابس الرياضة و لن تجد نفسك مرتديا لتيشرت أو السروال أو الحذاء مثلا , الا و دماغك مبرمج على الذهاب الى صالة الرياضة ، لأن الشيء البسيط الذي قمت بعمله خلقت و بنت قوة دفع جعلت كل شيء أسهل بعد ذلك .
هذه الحلول السريعة من أجل حل هذه المشكلة ولكن إذا كان هذا الشعور في المماطلة مسيطر على حياتك في كل شيء و في كل يوم و بشكل متكرر هذا يعنى أنه يوجد مشكلة أعمق و كامنة في اعماقك ، و اصبح من اللازم أن تعرف جدور و أصل المشكلة و يمكن أن تكون نتيجة تجاهلك للقيام بهذا الشيء لأنه يهدد هويتك ، أنت محس أن التغيير ممكن أن يغير الطريقة التي ترى بها نفسك ، حتى ولو كان هذا التغيير للأفضل انت تحس أنه لو دهبت لدروس تمتيل سوف يجعل منك ممثل مشهور مثلا ، هذا من الممكن أن يغير من هوية من أنت ، و بداخلك انت لاتريد هذا الشيء ، يعني انت تخاف من النجاح ، لأن هذا النجاح قد يؤدي إلى سفر و انت لا تريد ترك مكانك لأنه يهدد هويتك ايضا ، نحن كلنا عندنا مجموعة معتقدات عن من نحن ، و دائما ما نحاول حماية هذه المعتقدات بدون أن نشعر إذا كنت أعتقد أنني شخص لطيف و حساس من المؤكد أنني سوف أتجنب المواقف التي من الممكن أن تتعارض مع هذا الاعتقاد ، الشخص الذي يبقى في قريته الصغيرة و لم يحاول أن يخرج منها لأنه بداخله يعتقد أنه ليس كفئ بما يكفي ليكون ناجح في أي مكان آخر ، لذلك إذا كانت مشكلة التأجيل مشكلة يومية و متكررة هذا يعني وجود مشكلة أكبر بكثير من مشكلة التأجيل نفسها .
في حالات أخرى انت تؤجل لأنك مقتنع أن الشيء الذي تود القيام به هو شيء غير مهم و لا يعني اي شيء و إذا كان ليس مهم و طارئ فأنت سوف تتركه على جنب و لن تكون له أولوية ، هنا يأتي دور ذكائك من أجل تسخيره من أجل شيء له معنى و لو قيمة و يتعلق فيه ، هناك كلمة في اللغة اليابانية اسمها “الايكيغاي” وهي تعني السبب الرئيسي الذي افيق من اجله كل يوم في الصبح ، و هذا ما جعل معدل الاعمار في اليابان و بالتحديد في منطقة اسمها واكيناوا اطول بسبع سنوات عن أي جنسية أخرى ، و عندهم اكبر معدل ناس أعمارهم فوق المائة سنة لان لديهم الايكيغاي لا يعرفون كلمة التقاعد ليست موجودة في لغتهم أو قاموسهم نهائيا ، و هذا ما نحتاجه الايكيغاي اي نبحث عن سبب جوهري في كل يوم من اجله و ليس من الضروري أنه يجب أن يرتبط بغاية اسمى بالحياة ، و اربط نفسك بأشياء أكبر منك هذا هو جوهر السبب ، شيء ليس فقط متعلق بك أو بنجاحك الشخصي ولكن فيه مشاركة و إضافة للعالم المحيط بك ، هذا يساعد على انطلاق الشغف و الطاقة التي بداخلك ، تذكر أن هناك أشخاص اكتشفوا قضية و وهبوا كل حياتهم لها منهم مانديلا و غاندي و اينشتاين و غيرهم ممن وجدوا رسالة جدبت و سحرت قلوبهم ، و بمجرد في أن تتمكن من تنمية صلة عاطفية مع هذه الرسالة سوف تتدفق الإثارة و تنفجر الطاقة التي عندك . للمزيد من مقالات تطوير الذات . يمكنك الاطلاع على المصدر من هنا