منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   الشريعة و الحياة (http://forum.islamstory.com/f99.html)
-   -   عذاب القبر (http://forum.islamstory.com/11676-%DA%D0%C7%C8-%C7%E1%DE%C8%D1.html)

النهر الأزرق 04-05-2010 02:22 AM

عذاب القبر
 
عذاب القبر
الذى جعلنى أكتب فى هذا الموضع الغفلة نعم الغفلة والخوض فى مباهج الحياة لهؤلاء الناس الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، وعاشوا حياتهم بدون التفكير فى ذلك اليوم ، اليوم الأخير فى هذه الفانية متناسين أنه أول يوم فى الباقية ، نسأل الله العافية ، لعله يكون ذا فائدة وليس لى أى تعليق لأن هذه هى البداية . فليست النهاية بموت الإنسان ، فإنها بداية الحياة وأى حياة : حياة تتوقف فيها عقارب الزمن ، حياة أبدية سرمدية ، فاز فيها من فاز ، وخاب وخسر فيها من خسر ، وهذا هو الخُسران المُبين ، يقول الحق عز وجل :
" الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيُمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأُخرى إلى أجل مسمىّ...." الزمر 42 فالروح فى حالة النوم لاتخرج من الجسد كُلِّية كما هو الحال فى الموت .. وإنما تظل الروح داخل بدنها وما يخرج منها يجول فى السماوات أثناء النوم ، نستطيع تشبيهه بشعاع أو خيط من هذه الروح يظل أوله متَّصِلا بالجسد ويمتد شعاع الروح إلى السماء ثم يعود تارة أخرى فيستيقظ النائم .
أما فى حالة الموت فالجسد يظل فى التراب أما الروح فهى فى البرزخ والبرزخ هو الحاجز بين الشيئين : بين السماء والأرض .. بين الدنيا والآخرة .. أى الفترة ما بين الموت والبعث ".. فنعيم البرزخ أو عذابه ليس هو نعيم الآخرة وعذابها .. إنما هو هو شئ وسط بين الدنيا والآخرة ..
وبالرغم من أن الروح فى البرزخ والجسد فى باطن الآرض إلا أنهما يتصلان .. وبالتالى فالنعيم أو العذاب واقع عليهما معا ً.. وقد شبَّهنا ذلك بحالة النوم مع الفارق طبعا ً.. ففى النوم الروح أصلا ً مقرها الجسد وإنما ترسل ما يُشبه بشعاع منها إلى السماء فيرى النائم الحلم فيشعُر بسعادة أو شقاوة .. فينعم به أو يُعذب به فى نومه ..
أما الموت فالروح مقرها أصلا ًالبرزخ وليس الجسد فحين يريد بها الله سبحانه وتعالى النعيم أو العذاب يصلها بجسدها فى الأرض.. فالروح منتشرة فى أكثر من مكان فى آن واحد .. والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى موسى عليه السلام قائما ًيُصلى فى قبره ليلة الإسراء ، ورآه فى السماء السادسة والسابعة .
وعذاب القبر يكون منذ لحظة الإحتضار إلى لحظة سؤال الملكين ؛ فيُفتح للكافر باب فى الجنة ويُقال له : أنظر هذا مِقعدك من الجنة لو أطعت الله ، ثم يُقفل ويُفتح له آخر إلى النار ويقال : أنظر هذا مقعدك من النار ويظل مفتوحا ًعليه وتأتيه من حرِّها وسمومها إلى يوم القيامة .. ثم تضيق عليه الأرض وتضمُّه ضمَّة إلى أن تختلف أضلاعه .. ثم ينهال عليه العذاب أشكالا ُوألوانا ُكل بحسب عمله.
وعن الإستعاذة من عذاب البرزخ أوالقبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوَّذ بالله من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ومن فتنة المسيح الدجال "
من كتاب الروح لإبن قيِّم الجوزية وسُمِّى بهذا الإسم لأن والده كان قيِّما على مدرسة الجوزية بدمشق ومن هنا جاء الإسم ، وهو غير إبن القيِّم الجوزى المتوفى ببغداد 597 هجرية.


الساعة الآن 04:26 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام