نجم من نجوم العلم والفكر، وعلم من أعلام الدعوة و الحكمة، كانت حياته جهاد متواصلا في ميادين العلم و التعليم و الدعوة و الإرشاد و التأليف
جمع بين فقه العلماء و بيان الأدباء ، رزق حسن مخاطبة الناس بلسان يتدفق انسيابا و لغة تنساب على لسانه سحرا حلالا
تميز بالتواضع و السكينة و الحلم و الهدوء و العقل و الرزانة مع كرم خلق و سخاء يد وسعي في حوائج إخوانه و طلابه .
عمل الشيخ على نشر علمه من خلال تدريسه الجامعي لأربعة عقود وبرامجه الإذاعية و المقالات الصحفية وتصنيف الكتب المباركة التي كتب لها القبول
اسمه ونشأته :
هو محمد بن لطفي بن عبداللطيف بن عمر الصباغ
ولد في حي الميدان بدمشق في الرابع من رجب عام 1348 ه الموافق 1929 م.
قرأ القرآن على القارئ المتقن سليم اللبني رحمه الله قراءة مستوفية لأحكام التجويد. ثم قرأ على شيخ قراء الشام الشيخ كريم راجح وكتب له إجازة بالإقراء.
و تلقي العلوم الإسلامية على علماء دمشق من أمثال الشيخ حسن حبنكة، والشيخ صالح العقاد الذي كان أفقه أهل عصره في مذهب الشافعي، والشيخ محمد خيرو ياسين و هو ابن عمه، والشيخ زين العابدين التونسي، والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت، وغيرهم. وقرأ علوم العربية على بعض هؤلاء العلماء وعلى غيرهم.
ودرس إلى جانب هذه الدراسة الجادة في المدارس العصرية فنال الشهادة الابتدائية ثم شهادة الدراسة المتوسطة ثم شهادة الدراسة الثانوية ثم شهادة الليسانس في آداب اللغة العربية وعلومها من الجامعة السورية في دمشق عام 1954 م
بعد تخرجه من الجامعة عمل بالتدريس بالمدارس الثانوية في دمشق وفي درعا كما كان له أنشطة دعوية مباركة بالحركة الإسلامية كما عمل متعاونا مع فريق البحث العلمي و تحقيق التراث بالمكتب الإسلامي للشيخ زهير شاويش و من أعماله فيه مشاركته في تحقيق كتاب مشكاة المصابيح مع الشيخ ناصر الدين الألباني و الشيخ عبد القادر الأرناؤوط
وصفهُ شيخه علي الطنطاوي بقوله: “إنهُ أحد الفرسان الثلاثة الذين عرفتهم تلاميذ صغاراً، وأراهم اليوم ويراهم الناس أساتذةً كباراً: عصام العطار، وزهير الشاويش، ومحمد لطفي الصباغ، والأستاذ الصباغ معروفٌ بفضله الذي يبدو في آثار قلمه، وفي بَيانه الذي يظهر دائماً على لسانه، وفي علمه الذي يشهَدُ به عارفوه، ويستفيدُ منه تلاميذُه، فهو رجلٌ قد جمع سَعَةَ الاطِّلاع، وجَودَة الإلقاء، وسَلامَةَ اللغة، والبُعدَ عن اللَّحْن، وهو مُحدِّث موفَّق في الإذاعة والرائي، ومُدرِّس ناجحٌ في الجامعة وفي الجامع، ظاهرُ المكان، مُتميِّز الرَّأي في النَّدوات الإسلامية، عاملٌ دائبٌ في حَقل الدعوة إلى الله، قادرٌ على توضيح المسائل وتقريبها إلى الشبَّان، وهو سَليمُ العَقيدة، سَلفيُّ المشرَب، مثل أَخَوَيه عصام وزهير، وفَّقَهُم الله جميعاً وقَوَّاهُم وأكثرَ من أمثالهم”.
إلى السعودية
سافر الشيخ إلى السعودية عام 1961 و حط الرحال في مدينة الرياض و بقي فيها إلى وفاته
نال شهادة الماجستير في الآداب عام 1978م والدكتوراه في الآداب مع مرتبة الشرف الأولى من قسم اللغة العربية من كلية الآداب من جامعة الإسكندرية في مصر عام 1980 م عن رسالته "التصوير الفني في الحديث النبوي "
عمل في التدريس الجامعي قرابة أربعين سنة أربع منها في كليتي الشريعة و اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود، و ستة و ثلاثون عاما في كليتي الآداب و التربية جامعة الإمام سعود درس فيها علوم الحديث و علوم القرآن و النحو و البلاغة و الأدب
وشارك في لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية مرات عديدة، وكما كان عضواً في لجنة جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج.
وشاركت في التوعية الإسلامية في الحج لمدة عشرين سنة.
وكانت له مشاركة فعالة في التلفاز السعودي والإذاعة السعودية
كان الشيخ الصباغ رحمه الله يقدم درساً اسبوعياً في قراءة صحيح مسلم في جامع الحمدان بحي الملك فهد بمدينة الرياض.
كما زارالعديد من الدول العربية والأوروبية محاضرا و مشاركا في مؤتمرات علمية و أنشطة دعوية
مؤلفاته
عمل الشيخ على نشر علمه من خلال تدريسه الجامعي وبرامج إذاعية و مقالات وتصنيف وتحقيق الكتب المباركة التي زاد عددها عن السبعين ما بين تأليف و تحقيق و ما بين مخطوط و مطبوع نذكر منها :
:
1 - الحديث النبوي: مصطلحه، بلاغته، كتبه (وقد طبع ست طبعات)
2 - أبو داود: حياته وسننه.
3 - أبو نعيم وكتابه الحلية.
4 - تاريخ القصاص وأثرهم في الحديث النبوي.
5 - قضايا في الدين والحياة: تأملات في عدد من جوامع الكلم.
6 - من هدي النبوة: تأملات في عدد من جوامع الكلم.
7 - التشريع الإسلامي وحاجتنا إليه.
8 - من صفات الداعية (وقد طبع ما يزيد على عشر مرات).
9 - لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير (وقد طبع ست طبعات).
10- سعيد بن العاص.
11- الابتعاث ومخاطره.
12- تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية والاختلاط المستهتر (طبع سبع طبعات).
13- التصوير الفني في الحديث النبوي.
14- فن الوصف في مدرسة عبيد الشعر.
15- أم سليم.
16- أسماء بنت أبي بكر.
17- نظرات في الأسرة المسلمة.
18- المناهج والأطر التأليفية.
19- بحوث في أصول التفسير.
20- أقوال مأثورة وكلمات جميلة.
21- وصايا للزوجين.
22- من أسباب تخلف العمل الإسلامي.
23- نداء إلى الدعاة.
24- خواطر في الدعوة إلى الله.
25- يوم بدر يوم الفرقان.
26- معركة شقحب.
27- الخشوع في الصلاة.
28- توجيهات قرآنية في تربية الأمة.
29- وقفات مع الأبرار ورقائق من المنثور والأشعار.
30- أيها المؤمنون: تذكرة للدعاة.
31- الإنسان في القرآن.
32- الحكم الشرعي في ختان الذكور والإناث.
33- تعميق الوعي بمخاطر التدخين والمخدرات وحكمهما الشرعي
وفاته :
توفي الشيخ الدكتور العالم الجليل محمد لطفي الصباغ الدمشقى، عن عمر بلغ 88 عاماً في أحد مستشفيات العاصمة السعودية الرياض يوم الجمعة 7 صفر 1439 هـ ، الموافق 27 من شهر أكتوبر لعام 2017.
نسأل الله أن يتغشاه بواسع رحمته وسوابغ مغفرته و أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم آمين