* مراعاة الآداب العامة والذوق السليم أثناء التخاطب
من أدب الحوار في الإسلام بين المتكلم والمستمع والتي اشار اليها الكثير من علماء الاسلام :
1- حسن الاستماع والنهي عن مقاطعة حديث المتكلم
يقول الغزالي: ".. اصغ إلى الكلام الحسن ممن حدثك من غير إظهار تعجب مفرط ولا تسأله إعادته" ([1])وفي هذا الصدد يقول ابن المقفع: "تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام ومن حسن الاستماع:
أ- إمهال المتكلم حتى ينقضي حديثه.
ب- وقلة التلفت إلى الجواب.
ج- والإقبال بالوجه والنظر إلى المتكلم.
د- والوعي لما يقول.
ه- وعدم مقاطعته أثناء حديثه قبل أن ينتهي منه.
وعن أهمية مراعاة هذا العامل الأخير في شروط حسن الاستماع يقول ابن المقفع: "واعلم في ما تُكلم به صاحبك أن مما يهجنِّ صواب ما يأتي به ويذهب بطعمه وبهجته ويزري به في قبوله عجلتك بذلك وقطعك حديث الرجل قبل أن يفضي إليك بذات نفسه " ([2]) وفي موضع آخر يؤكد على عدم مقاطعة المتحدث أثناء الحديث حتى وإن كنت على علم بحديثه قائلاً: "ومن الأخلاق التي أنت جدير بتركها إذا حدَّث الرجل حديثا تعرفه ألا تسابقه إليه وتفتحه عليه وتشاركه فيه حتى كأنك تُظهر للناس أنك تريد أن يعلموا أنك تعلم مثل الذي يعلم وما عليك أن تهنئه بذلك وتفرده به (أي أنك تعرضه للحرج) بدلا من أن تمنحه الشعور بالتفرد بهذا الحديث وتسره وتهنئه عليه ولهذا؛ فإن المقفع يعلق على سلوك من يفعل ذلك مع المتحدث واصفًا إياه بالبخل ليس بالمال وإنما بالعطاء اللفظي سواء كان بالثناء ، أو الصمت فيقول ابن المقفع:وهذا الباب من أبواب البخل وأبوابه الغامضة كثيرة " ([3]).
ويقول أيضًا: "إذا رأيت رجلا يتحدث حديثًا قد علمته أو يخبر خبرًا قد سمعته فلا تشاركه فيه ولا تتعقبه حرصًا على أن يعلم الناس أنك قد علمته؛ فإن ذلك خفة وشحًا وسوء أدب وسخفًا"([4]).
وروى الإمام أحمد عن أبي حبيب السلمي، قال: قرأت في الحكمة :أنصِت للسائل حتى ينقضي
كلامه ثم اردد عليه برحمة". وقال بعض الحكماء لابنه: يا بني تعلَّم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الحديث وليعلم الناس أنك أحرص على أن تسمع منك على أن تقول([5]).
وحسن الاستماع عند أبي بكر المرادي الحضرمي هو: "إمهال المتكلم حتى يستوفي حديثه وقلة التلفت إلى جوابه والإقبال بوجهك ولحظك على لفظه ".
وحسن الاستماع يمنح الشخص المتحدث الشعور بالأهمية وهذا قد أشار إليه دون جابور بقوله: "إن انتباهك للشخص في أثناء الحديث يدل على اهتمامك وحب استطلاعك كما يعمل على تشجيع هذا الشخص على الحديث وعلى الإفصاح عن الكثير من المعلومات عن حياته.... وهذا يجعلهم يشعرون بالراحة عند الحديث معك"([6]).
والرسول r خير قدوة لنا في هذا الأدب في تعاملنا مع المتحدث فعن أنس t قال: كان رسول الله r من أشد الناس لطفًا وما سأله سائل قط إلا أصغى إليه أذنه فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه..."([7]).
- لكن ماذا تفعل مع من لا يصغون إليك؟ أو يقاطعونك أثناء حديثك؟
من الأفضل أن تتوقف عن الحديث وكما قال علي بن أبي طالب: "من لم ينشط لحديثك فارفع عنه مؤنة الاستماع منك"([9]).
ويقول "المرادي الحضرمي": "اقطع كلامك عمن لا يقبل عليك ببصره ويصغي (ينصت) إليك بسمعه ويفهم عنك بذهنه وإياك أن تفعل ذلك بأحد مخاطبيك من أمير وغيره"([10]) أي إذا كان يجوز لك الكف عن كلامك حين تستشعر عدم إقبال من تحدثهم عليه؛ فإنه لا يجوز لك مقاطعة كلامك مع كل مسئول أعلى منك حتى ولو لم يقبل عليك في أثناء كلامك إلا أن يكون هو الذي يطلب منك ذلك.
فكيف يمكن التعامل مع محتكري الحديث؟
"ومحتكر الحديث: هو من يسهب ويطنب في كلامه لا يعطيك فرصة للتحدث والإدلاء بدلوك وتعد أكثر الطرق فعالية لتحويل دفة الحديث الأحادي الجانب إلى الحوار الذي تبغيه هي: مقاطعته ببعض الأسئلة المحددة نحو: نعم (يا جعفر) ولكن هل يؤثر هذا على الميزانية التي نناقشها؟ وكلما كان السؤال أكثر تحديدًا وتركيزًا على الموضوع المطروح للنقاش أدرك هذا الفظ وجميع الحاضرين أيضًا أن الوقت يتم إهداره وأن هذه هي اللحظة المناسبة لتصحيح مسار الحديث".([12])
2- حسن الإجابة واللطف في الحديث
كان الرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا في حسن ولطف حديثه وإجابته على كل شخص في لين وتعاطف حتى وإن كان خادما "عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما كان أحد أحسن خلقًا من رسول الله r: ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهله إلا قال: لبيك ولذلك أنزل الله U: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ [القلم: 4] وقيل: "لا تترفع بحيث تُستثقل ولا تتنازل بحيث تُستخس وتُستحقر"([13]).
وعن أنس قال: خدمت رسول الله r عشر سنين والله ما قال لي أُفٍ قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا ؟ وهلا فعلت كذا ؟([14])
وعن أنس t قال: خدمت رسول الله r سنين فما سبني سبة قط ولا ضربني ضربة ولا انتهرني ولا عبس في وجهي ولا أُمرت بأمر فتوانيت فيه فعاتبني عليه؛ فإن عاتبني عليه أحد من أهله قال: دعوه فلو قُدِّر شيء كان([15]) بل إن القول المشهور بيننا لمن أدى فريضة الحج هو : "حج مبرور " وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم من معاني بر الحج الكلام الطيب الحسن "وسئل النبي r ما بر الحج؟ قال: طيب الكلام وإطعام الطعام"([16]).
ولين الكلام هو السبيل إلى الفوز بمحبة الآخرين ونيل المراد يوضح ذلك قول معاوية: "عجبت لمن يطلب أمرًا بالغلبة وهو يقدر عليه بالحجة ولمن يطلبه بخرق وهو يقدر عليه برفق" وقيل: "من لانت كلمته وجبت محبته"([17]).
ومما ذكره ابن أبي الدنيا عن بعض الحكماء قال: "الكلام الليِّن يغسل الضغائن المستكنة في الجوانح"([18]).
وهذا شبيه بقول ابن المقفع: "إذا ناطقت فناطق بالحسنى؛ فإن المنطق الحسن يزيد في ود الصديق ويستلّ سخيمة الوَغِر"([19]) وسخيمة: هي الحقد والموجدة في النفس والوغر: المحترق من الغيظ.
وفي "مجاني الأدب": "إياك الغلظة في الخطاب والجفاء في المناظرة؛ فإن ذلك يذهب ببهجة الكلام ويسقط فائدته ويعدم حلاوته ويجلب الضغائن ويمحق المودات ويصير القائل مستثقلاً "سكوته أشهى للسامع من كلامه ويثير النفوس على معاندته ويبسط الألسن بمخاشنته وإذهاب حرمته"([20]).
ومن اللطف في الحديث وجاذبيته أن يكون نائيًا عن الجدل في غير موضعه فالجدل قد يكون ممدوحًا في مواطن ومذمومًا في أخرى يوضحها المحاسبي حين يذكر أن الجدال الممدوح هو الجدال عن المظلوم عند الحاكم وكذلك الجدال عند المكذوب عليه والمظنون فيه السوء دون حق وأيضًا الجدال عن النفس في كل المواضع السابقة .
أما الجدال المذموم: فهو الإدعاء فوق الحق المعلوم أو شتم الظالم بما لا يجوز أو الاستعانة بشهود الزور وكذلك الجدال عن الظالم أو الكاذب أو المغتاب.
أما عندما لا يتضح الظالم من المظلوم فينبغي أن يكون الجدال محايدًا بلا ميل إلى قرابة أو صحبة أو هوى([21]).
- وعن الحث على الكلام الحسن وبيان فضله:
يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن نكون على حذر مما نقول وألا نستهين بالكلام الذي نتحدث به فالكلمة الواحدة تحدد مصير الإنسان في الآخرة وربما لا يكون الإنسان على وعي بذلك ، عن بلال بن الحارث المزني قال: قال رسول الله r: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله U ما يظن أنها تبلغ ما بلغت يكتب الله U له بها رضوانه إلى يوم القيامة وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت يكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم القيامة" فكان علقمة راوي الحديث عن بلال يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث([22]).
وعن علي قال: قال رسول الله r: "إن في الجنة لغرفًا يُرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها، فقال أعرابي لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله U والناس نيام"([23]).
"وقال أبو الدرداء لولا ثلاث أحببت أن أكون في بطن الأرض لا على ظهرها لولا إخوان لي يأتوني ينتقون طيب الكلام كما يُنتقي طيب التمر ، أو أُعفِّر وجهي ساجدًا لله U أو غدوة ، أو روحة في سبيل الله U" وقد قيل "لو لينت كلامك كثرت غاشيتك وأصحابك"([24]).
وعن أم حبيبة زوج النبي r قال: كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمرًا بمعروف، أو نهيًّا عن منكر أو، ذكر الله تعالى، فقال رجل لسفيان:ما أشد هذا الحديث قال سفيان:وما شدته؟قال: قال الله U: ﴿لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس﴾ [النساء: 114] وقال الله تبارك وتعالى:﴿وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾[النصر: ]وقال U:﴿ولا يشفعون إلا لمن ارتضى﴾ [الأنبياء: 28] وقال U: ﴿إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا﴾ [طه: 109]"([25]).
3- كراهية أن يتحدث اثنان دون أن يشركا في الحديث ثالثهما
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله r: "لا يتناجى اثنان دون الثالث"([26]). وعن عبد الله قال: "كان رسول الله r ينهانا إذا كنا ثلاثة أن يتناجى اثنان دون صاحبهما حتى يختلطا بالناس من أجل أنه يجزئه"([27]). أما إن كانوا أربعة فيجوز أن يتحدث اثنان دون الآخرين. "فعن ابن عمر قال: قال رسول الله r: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما قيل: فإن كانوا أربعة؟ قال: لا بأس"([28]).
4- كراهية السخافة في الحديث
وهي أن يكون حديثك مقترنًا بالهذر أو الضحك أو السكوت عن الكلام حين الحاجة إليه أو كثرة الكلام وهذا وضحه ابن مكانس في أرجوزته قائلاً: "إياك والهذر والكلام فيما لا يعني وإياك والسكوت في محل الحاجة ورجوع النوبة إليك إما لاستخراج حق أو اجتلاب مودة أو تنبيه على فضيلة وإياك والضحك مع كلامك وكثرة الكلام..."([29]).
وعند ابن حزم أن حد السخف هو العمل والقول بما لا يحتاج إليه في دين ولا دنيا ولا حميد خلق مما ليس معصية ولا طاعة ولا عونًا عليهما ولا فضيلة ولا رذيلة مؤذية ولكن من هذر القول وفضول العمل فعلى قدر الاستكثار من هذين الأمرين أو التحلل منهما يستحق المرء اسم السخف وقد يسخف المرء في قصة ويعقل في أخرى ويحمق في ثالثة"([30]).
ومن علامات السخافة عند المتكلم أيضًا قول ابن المقفع: "من الدليل على سخافة المتكلم أن يكون:
1- ما يُرى من ضحكه ليس على حسب ما عنده من القول.
2- أو الرجل يكلم صاحبه فيجاذبه الكلام ليكون هو المتكلم.
3- أو يتمنى أن يكون صاحبه قد فرغ وأنصت له فإذا أنصت له لم يحسن الكلام([31]).
4- مراعاة عقول من تتحدث إليهم
أي يجب ألا يتحدث مع الناس على اختلافهم بطريقة واحدة فما يستحسنه منك إنسان قد لا يلقى قبولا عند الآخر ويستهجنه، يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" خاطبوا الناس على قدر عقولهم ..." ، ويقول ابن المقفع: "لا تجالس امرأً بغير طريقته فإنك إن أردت لقاء الجاهل بالعلم والجافي بالفقه والعيي بالبيان لم تزد على أن تضيِّع علمك وتؤذي جليسك بحملك عليه ثقل ما لا يعرف وغمك إياه ما يغتم به الرجل الفصيح من مخاطبة الأعجمي الذي لا يفقه عنه ، واعلم إنه ليس من علم تذكره عند غيره أهله إلا عابوه ونصبوا إليه ونقضوه عليك وحرصواعلى أن يجعلوه جهلاً حتى إن كثيرًا من اللهو واللعب الذي هو أخف الأشياء على الناس ليحضره من لا يعرفه فيثقل عليه ويغتم به"([32]).
وكان كُثير بن مرة بقول: "لا تحدث الحكمة عند السفهاء فيكذبوك ولا تحدث الباطل عند الحكماء فيمقتوك ولا تمنع العلم أهله فتأثم ولا تحدثه غير أهله فتجهل أن عليك في علمك حقًّا كما عليك في مالك حقًّا"([33]).
5- لا تخلط الجد بالهزل
هذا أسلوب في طريقة الحديث يضجر منه كل شخص أيا ما كان مستوى تفكيره، ولأن الافتخار هو أكثر المواطن التي يتضح فيها هذا الأمر والذي قد يتساهل كثير من الناس فيه حيث الانزلاق إلى المبالغة والكذب والهزل لذا كان التحذير منه والحض على أن لا تفتخر إلا وأنت تقول الحقيقة وحديثك جاد، والبعد عنه أولى وأحسن من الناحية الدينية .
يقول ابن المقفع: "إن آثرت أن تفاخر أحدًا ممن تستأنس إليه في لهو الحديث فاجعل غاية ذلك الجد ولا تعتد أن تتكلم فيه بما كان هزلاً فإذا بلغه أو قاربه فدعه".
ولا تخلطن بالجد هزلاً ولا بالهزل جدًّا؛ فإنك إن خالطت بالجد هزلاً هجنته (قبحته) وإن خلطت بالهزل جدًّا كدرته".
متى يستحسن الهزل في الحديث ؟
وابن المقفع الذي يحذر من مخالطة الجد بالهزل يذكر أن هناك موضعا واحدا يجوز فيه مقابلة الجد بالهزل وذلك حين تتعرض لأذى سفيه فهنا يكون رد فعلك المثالي عليه عند ابن المقفع هو الهزل وعدم مقابلته بمثل سوء فعله، وقد أشار ابن المقفع لذلك بقوله: "غير أني قد علمت موطنًا واحدًا إن قدرت أن تستقبل فيه الجد بالهزل أصبت الرأي وظهرت على الأقران (تغلبت على نظرائك) وذلك أن يتوردك متورد (يأتي إليك ويحضر) بالسفه والغضب وسوء اللفظ فتجيبه إجابة الهازل المداعب برحب من الذرع (السعة من القوة) وطلاقة من الوجه وثبات من المنطق"([34]).
والغزالي ينهى عن المزاح مطلقًا عند الحديث لتوابعه السيئة على المتكلم والمستمع قائلاً: "ولا تمازح لبيبًا فيحقد عليك ولا سفيهًا فيجترئ عليك؛ لأن المزاح يخرق الهيبة ويسقط المنزلة ويذهب ماء الوجه ويعقب الحزن ويزيل حلاوة الود ويشين فقه الفقيه ويجرِّئ السفيه ويميت القلب ويباعد من الرب ويعقب الذم ويفسخ العزم ويظلم السرائر ويميت الخواطر ويكثر الذنوب ويبين العيوب"([35]).
* أدب استماع الحديث .
- التوقير للمتحدث والنهي عن التطاول عليه:
والوقار كما يعرفه ابن حزم : وضع الكلام موضعه ومسايرة الناس بالمسالمة وهذه الأخلاق تسمى الرزانة([36])وقد حث عليها علماؤنا المستمعين للحديث فيقول ابن المقفع: "تحفّظ في مجلسك وكلامك من التطاول على الأصحاب وطب نفسًا عن كثير مما يعرض لك فيه صواب القول والرأي مداراة لئلا يظن أصحابك أن دأبك التطاول عليهم"([37]). أي: لا تراجع كثيرًا الآخرين فيما يتحدثوا به؛ فإن لم تلن لهم وتتجاوز عن حديثهم ربما اعتقدوا أنك تسيء إليهم عند نقدهم أو مجادلتهم ، وبالتالي فإن الصمت في هذا الموضع هو الأفضل وخاصة عند الاستماع للعامة من الناس وفي هذا الصدد أيضًا يقول ابن المقفع: "إن أردت أن تلبس ثوب الوقار والجمال وتتحلى بحلية المودة عند العامة وتسلك الجدد (الأرض المستوية) الذي لا خيار فيه (ما سترخى من الأرض) ولا عثار فكن عالمًا كجاهل وناطقًا كعيي فأما العلم فيزينك ويرشدك وأما قلة ادعائه فتنفي عنك الحسد وأما المنطق (إذا احتجت إليه) فيبلغك حاجتك وأما الصمت فيكسبك المحبة والوقار"([38]).
- الامتناع عن الكلام حين الجدال.
وكما يقول صاحب كتاب "السياسة أو الإشارة في تدبير الإمارة : "إذا تمارى (تجادل) قوم بحضرتك فاستقبلهم بصمتك وسايرهم بحسن وقارك فإنك إن ماريتهم كنت كأحدهم وإن صمت عنهم رجع الأمر إلى قولك واعتمد في الصواب على رأيك وتكلم حين تصيخ الأسماع إلى كلامك ولا تتحدث بكل ما سمعته ولا تكذِّب بكل ما أشكل عليك"، وكان ابن عمر يقول: "لن يصيب رجل حقيقة الإيمان حتى يترك المراء وهو يعلم أنه صادق ويترك الكذب في المزاحة"([39]).
وكنموذج للتطاول في الحديث مع بيان الآداب التي ينبغي أن تراعى خاصة في مجلس الحاكم أو المسئول... ما ذكره القيرواني من تنازع إبراهيم بن المهدي وابن بختيشوع الطبيب بين يدي أحمد بن أبي داؤد في مجلس الحكم في عقار بناحية السواد فأربى عليه إبراهيم وأغلظ له فأحفظ ذلك ابن داؤد فقال: يا إبراهيم إذا نازعت في مجلس الحكم بحضرتنا امرءًا فلا أعلمن أنك رفعت عليه صوتًا ولا أشرت بيد وليكن قصدك أمما (قريب) وريحك ساكنة وكلامك معتدلاً مع وفاء مجالس الخليفة حقوقها من التعظيم والتوقير والاستكانة؛ فإن ذلك أشكل وأشمل لمذهبك في محتدك وعظيم خطرك... والله يعصمك من خطل القول والعمل ويتم نعمته عليك... فقال إبراهيم: أصلحك الله تعالى أمرت بسداد وحضضت على رشاد ولست عائدًا لما يثلم مروءتي ويسقطني من عينك ويخرجني من مقدار الواجب إلى الاعتذار فها أنا معتذر إليك من هذه البادرة اعتذار مقر بذنبه معترف بجرمه ولا يزال الغضب يستفزني بمواده فيردني مثلك بحلمه وتلك عادة الله عندك وعندنا منك وقد جعلت حقي من هذا العقار لابن بختيشوع فليت ذلك يكون وافيا بأرش الجناية عليه ولم يتلف مال أفاد موعظة وحسبنا الله ونعم الوكيل"([40]).
- لكن ماذا يفعل الإنسان حين يسمع كلامًا غير صواب ويخشى من تأثر السامعين به؟
هنا ينصح ابن المقفع بعدم الرد على المتكلم مكذبًا له لأنك بذلك تثير امتعاضه وإنما الأولى الصمت وإن كنت تخشى على أحد من المستمعين لهذا الكلام فلتنفض هذا الكلام له في ستر وفي هذا يقول: اعلم أنك ستسمع من جلسائك الرأي والحديث تنكره وتستجفيه من المتحدث به عن نفسه أو غيره فلا يكونن منك التكذيب ولا التسخيف لشيء مما يأتي به جليسك ولا يجرئنك على ذلك أن تقول: إنما حدَّث عن غيره فإن كل مردود عليه سيمتعض من الرد وإن كان في القوم من تكره أن يستقر في قلبه ذلك القول الخطأ تخاف أن يعقد عليه (يبنى عليه) أو مضرة تخشاها على أحد فإنك قادر على أن تنقض ذلك في ستر فيكون ذلك أيسر للنقض وأبعد للبغضة ثم اعلم أن البغضة خوف وأن المودة أمن فاستكثر من المودة صامتًا فإن الصمت سيدعوها إليك"([41]).
3- لا تتكلم فيما لا يعنيك وإذا تكلمت فيما يعنيك فضع الكلام في موضعه:
وهذا من باب النأي بالنفس عن الوقوع في المعاصي التي يستدعيها كثرة الكلام فيما هو ليس بضرورة أو حاجة وإنما هو الفضول ولقد رُوي عن الرسول r الكثير من الأحاديث في هذا الصدد والتي توطد دعائم المودة والمحبة وضبط النفس حين يضبط اللسان بالصمت و يترك الإنسان الحديث فيما لا يعنيه .
فعن أبي ذر t قال: قال لي رسول الله r: "ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: هو الصمت وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك".
وعن ابن مسعود t قال: "أتى رسول الله r آت، فقال: يا رسول الله إني مطاع في قومي فما آمرهم به؟ فقال: مرهم بإفشاء السلام وقلة الكلام إلا فيما يعينهم"([42]).
يقول الشيخ محمد الغزالي ينبغي أن يسأل المرء نفسه قبل أن يتحدث إلى الآخرين هل هناك ما يستدعي الكلام؟ فإن وجد داعيًّا إليه تكلم وإلا فالصمت أولى به وإعراضه عن الكلام حيث لا ضرورة له عبادة جزيلة الأجر قال عبد الله ابن مسعود t "والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان"([43]) وقال رسول الله r: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"([44]) وأول مراحل هذه الاستقامة أن ينفض يديه مما لا شأن له به و ألا يقحم نفسه فيما لا يُسأل عنه قال رسول الله r: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"([45]).
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: خمس لهم أحسن من الدُهم الموقفة (الخيل الجيد) لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنه فضل ولا آمن عليك الوزر...!
- ولا تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعًا.
- ولا تمار حليمًا ولا سفيهًا فإن الحليم يقليك وإن السفيه يؤذيك!
- واذكر أخاك إذا تغيب بما تحب أن يذكرك به وأعفه مما تحب أن يعفيك منه.!
- واعمل عمل رجل يرى أنه مجازي بالإحسان مأخوذ بالإجرام([46]).
ويعلق الشيخ الغزالي على هذا الحديث قائلاً: "والمسلم لا يستطيع هذا إلا إذا ملك لسانه وسيطر على زمامه بقوة فكبحه حيث يجب الصمت وضبطه حين يريد المقال أما الذين تقودهم ألسنتهم فإنما تقودهم إلى مصارعهم"([47]).
والمعنى المقصود من قولهم وضع الكلام موضعه هو أن تراعي آداب الحديث عند كل حالة يمر بها الإنسان فمناسبة الحزن الحديث فيها يختلف عن الحديث في حالة الفرح وهكذا ومما رُوي تأكيدًا لهذا المعنى " أن إبراهيم النخعي (وهو من العبّاد) كان يقول كنا إذا حضرنا جنازة أو سمعنا الميت عُرف ذلك فينا أيامًا لأنا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيَّره إلى الجنة أو إلى النار قال: فإنك في جنائزكم تحدثون بأحاديث دنياكم"([48]). وفي هذا الصدد روى الإمام أحمد عن أحدهم قوله: "إن كنا لنشهد الجنازة فما ندري من نعزي من حزن القوم"([49]).
ولقد أشار ابن حزم إلى أن صنف الناس الذي يضع الكلام في موضعه كما قيل: -لكل مقام مقال- هم فئة نادرة الوجود قائلاً: "رأيت الناس في كلامهم الذي هو فصل بينهم وبين الحمير والكلاب والحشرات ينقسمون أقسامًا ثلاثة:
أحدها: من لا يبالي فيما أنفق كلامه فيتكلم بكل ما سبق إلى لسانه غير محقق نصر حق ولا إنكار باطل وهذا هو الأغلب في الناس.
والثاني: أن يتكلم ناصرا لما وقع في نفسه أنه حق ودافعًا لما توهم أنه باطل غير محقق لطلب حقيقة لكن لجاجًا فيما التزم وهذا كثير وهو دون الأول.
والثالث: واضع الكلام في موضعه وهذا أعز من الكبريت الأحمر([50]).
وهذا التقسيم لأحوال الناس عند كلامهم نجده لدى الغزالي الذي تناول هذا الموضوع وعالجه بدقة وخلص إلى حضه على الصمت والسكوت لأن آفات اللسان كثيرة قائلاً: "يدلك على فضل لزوم الصمت أمر: وهو أن الكلام أربعة أقسام: قسم هو ضرر محض، قسم هو نفع محض، قسم فيه ضرر ومنفعة ، قسم ليس فيه ضرر ولا منفعة أما الذي هو ضرر محض فلابد من السكوت عنه وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر فهو فضول والاشتغال به تضييع زمان وهو عين الخسران، فلم يبق إلا القسم الرابع فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام وبقى ربع وهذا الربع فيه خطر إذ يمتزج بما فيه إثم من دقائق الرياء والتصنع والغيبة وتزكية النفس وفضول الكلام امتزاجًا يخفى دركه فيكون الإنسان به مخاطرًا"، ويقول: دكتور زكي مبارك معلقًا: " وهذا من الغزالي إغراق في حب السلامة"([51]).
والكلام هو معيار لإيمان الفرد يتضح ذلك حين نجد الإمام علي يفرق بين المنافق والمؤمن عن طريق كلامه فالمنافق يتكلم بكل شيء فيما يعنيه ولا يعنيه أما المؤمن فلا يتكلم إلا بخير وإن كان غير ذلك آثر الصمت وفي هذا يقول: "اجعلوا اللسان واحدًا وليخزن (ليحفظ) الرجل لسانه فإن هذا اللسان جموح بصاحبه والله ما أرى عبدًا يتقي تقوى تنفعه حتى يخزن لسانه وإن لسان المؤمن من وراء قلبه وإن قلب المنافق من وراء لسانه؛ لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه فإن كان خيرا أبداه وإن كان شرا واراه وإن المنافق يتكلم بما أُتى على لسانه: لا يدري ماذا له وماذا عليه"([52]) وهنا يتضح لنا فضيلة التأني وعدم التسرع بالكلام وهي وإن كانت عملية نراها صعبة في أول مراحلها إلا أنه بتدريب الإنسان نفسه عليها شيئًا فشيئًا يستطيع أن يصل إلى هذا المستوى في الحديث وبالتالي يمكن لنا وضع الكلام حيث يكون حين نعطي الفرصة للعقل أن يعمل التفكير خلال فترة الصمت وحسن الاستماع لحديث الآخرين .
وكما يقول الشاعر :
و احفظ لسانك واحترز من لفظه فالمـرء يسلم باللسان ويعطب
وزن الكـــلام إذا نطقت ولا تكن ثرثارة في كل ناد تخطب([53])
وإننا لنجد العلماء الغربيين المتخصصين الذين لهم إسهامات واضحة في وضع أسس للحوار والتواصل والتفاعل مع الآخرين يثنون على فضيلة الصمت وكيف أنه يكون مفضلاً في أوقات كثيرة مثل "دون جابور" الذي يقول: السكوت ليس عيبًا فهو إحدى وسائل تحسين طريقتنا في الحوار وهو الوسيلة المثلى حين التردد حيث هو يمثل سؤالاً بلا إجابة كما أنه وسيلة لتجنب الحديث عن شيء معين أو قضية معينة نخشى اعتراض الطرف الآخر من المحادثة على مناقشتها والصمت يمنحك مساحة للتفكير في رأيك قبل التحدث به([54]).
كما أن الصمت هو الإجابة المثلى على من نقل إليك كلامًا يقتضي منك التثبت منه ولولا ذلك لحدثت فتن وقطيعة (بين الأفراد وذلك) لخطورة هذا الكلام وابن حزم يوضح هذا بقوله: "من جاء إليك بباطل رجع من عندك بحق وذلك أن من نقل إليك كذبًا عن إنسان حرك طبعك فأجبته فرجع عنك بحق فتحفظ من هذا ولا تجب إلا عن كلام صح عندك قائله"([55]).
والرسول (ص) وصحابته الكرام خير قدوة عملية لنا في حفظ اللسان بالصمت إلا عن كل خير ومعروف بل يعد من أفضل آداب مجالسة الآخرين بالصمت دلالة على حسن الاستماع لهم والترفع عن لغط القول أو الوقوع في إثم الغيبة والنميمة.
"ففي حديث طويل عن سماك قال: قلت لجابر بن سمرة t أكنت تجالس النبي r؟ قال: نعم، وكان كثير الصمت"([56]). "وعن أبي مالك الأشجعي t، عن أبيه، قال: "كنا نجلس عند النبي r ونحن غلمان فلم أر رجلاً كان أطول صمتًا من رسول الله r فكان إذا تكلم أصحابه فأكثروا الكلام تبسم"([57]). "وعن عبادة بن الصامتt أن رسول الله r خرج ذات يوم فسار على راحلته وأصحابه معه يتقدم منهم أحد بين يديه فقال معاذ بن جبل t يا رسول الله... أرأيت إن كان شيء – ولا يرينا الله ذلك- أي الأعمال نعملها بعدك، قال: الجهاد في سبيل الله، قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله نعم الشيء الجهاد في سبيل الله... أَمْلَك من ذلك قال :الصيام والصدقة... فقال : يا رسول الله أَملك من ذلك فأشار رسول الله r إلى فِيه قال: الصمت إلا من خير قال: وهل نؤاخذ بما تكلمت ألسنتنا؟ فضرب رسول الله r على فخذ معاذ ثم قال: ثكلتك أمك وهل يكُب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت عن شر قولوا خيرًا تغنموا واسكتوا عن شر تسلموا"([58]).
وكان أبو الدرداء t يقول: تعلموا الصمت كما تتعلمون الكلام فإن الصمت حلم عظيم وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم ولا تتكلم في شيء لا يعنيك ولا تكن مضحاكًا من غير عجب ولا مشاء إلى غير أرب (حاجة)([59]).
وحدث محمد بن سوقة (وهو أحد علماء الكوفة وعبّادها) جماعة من زواره قال: ألا أسمعكم حديثًا لعله ينفعكم كما نفعني؟ قالوا: بلى، قال: نصحني عطاء بن أبي رباح ذات يوم فقال: يا ابن أخي... إن الذين من قبلنا كانوا يكرهون فضول الكلام فقلت: وما فضول الكلام عندهم؟ فقال: كانوا يعدون كل كلام فضول ما عدا كتاب الله U أن يقرأ ويفهم... وحديث رسول الله r أن يروى ويدرى (يفهم)...أو أمرًا بمعروف ونهيا عن منكر... أو أن تتكلم بحاجتك ومعيشتك التي لابد لك منها.
ثم حدق (حدد النظر) إلى وجهي وقال: أتنكرون ﴿إنَّ عليكم لحافظين كرامًا كاتبين﴾[الانفطار: 10- 11] وأن مع كل منكم ملكين ﴿عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾ [ق: 17- 18]([60]).
والمحاسبي يوضح متى يكون الصمت أو الكلام أفضل فيذكر أن الصمت أسلم وإن كان أفضل إذا أريد به وجه الله دون إفراط في الصمت أو الكلام فالإفراط في الصمت يؤدي إلى الضجر والبلادة واختلال العقل لكن يحسن الصمت عن المحرمات أو ما لا يعرفه العبد وينبغي أن يكون الكلام في موضعه وأوانه ولمن ينتفع به دون ثرثرة أو إطناب([61]).
لكن مع كل ما سبق من ذكر فضيلة الصمت ومواضع الكلام التي يكون الصمت فيها خير فضيلة نتساءل...
وعلى عكس ما سبق فأحيانا يكون الصمت أفضل وسيلة لتجنب الانفجارات الانفعالية أو غضب الآخرين كما يكون أكثر تأثيرًا وأقل هما ودمعًا لك وللشخص الثائر (القنبلة الموقوتة) فالصمت هو إحدى أفضل وسائل نزع فتيل القنبلة الموقوتة([66]).
"وكما قيل إذا سكت عن الجاهل فقد أشبعته جوابًا وأوجعته عقابًا" وجواب الأحمق السكوت عنه([67]).أما في الأحوال العادية فإذا أردت أن تكون خطيبا فصيحا لبقا وتؤثر على الآخرين وتهزم الخجل الذي يدفعك إلى الصمت فلنطلع على رأي المتخصصين وهو ماسيتم تناوله في المبحث الاخر
المراجع :
([1]) الرسائل، الغزالي كتاب: آداب الصحبة ص429.
([2]) الأدب الصغير والأدب الكبير، ص129- 130.
([3]) المرجع السابق، ص131 - 132.
([4]) المرجع السابق، ص138- 139.
([5]) الزهد، ص131، مجاني الأدبج 2/50.
([6]) إدارة الخجل، ص83.
([7]) أخرجه أبو نعيم في الدلائل ص57.
([8]) كيف تؤثر على الآخرين وتكسب الأصدقاء، ص107.
([9]) الإدارة في التراث الإسلامي، د/ محمد بن عبد الله، د/عدنان بن حمدي ص308.
([10]) السياسة أو الإشارة في تدبير الإمارة، ص121.
([12]) إدارة الخجل، ص83
([13]) أخرجه أبو نعيم في الدلائل، ص57، مجاني الأدب ج 2/66.
([14]) أخرجه مسلم، ج 2/253.
([15]) أخرجه أبو نعيم في الدلائل، ص57.
[16]) رواه الحاكم في المستدرك، ج1/483 وقال حديث صحيح الإسناد.
([17]) مجاني الأدب، ج1 /ص18-19
([18]) مداراة الناس، ص96.
([19]) الأدب الصغير والأدب الكبير، ص128.
([20]) مجاني الأدب، 2/66.
([21]) المسائل في أعمال القلوب والجوارح للحارث المحاسبي، علم النفس في التراث الإسلامي ج 1/102، عرض، د/أسامة سعد أبو سريع.
([22]) الزهد، ص21.
([23]) المرجع السابق، ص25.
([24])الزهد، ص169- 387.
([25]) المرجع السابق، ص30-31
([26]) حديث حسن صحيح: مساوئ الأخلاق ومذمومها للخرائطي ص191.
([27]) أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه، المرجع السابق، ص192.
([28]) أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه، المرجع السابق، ص192.
([29]) مجاني الأدب، 2/65.
([30]) الأخلاق والسير في مداواة الناس، ص184.
([31]) الأدب الصغير والأدب الكبير، ص51.
([32]) الأدب الصغير والأدب الكبير، ص127.
([33]) الزهد، ص462.
([34]) الأدب الصغير والأدب الكبير، ص100.
([35]) مجموعة رسائل الغزالي، كتاب الأدب في الدين، ص447.
([36]) الأخلاق والسير في مداواة النفوس، ص186.
([37]) الأدب الصغير والأدب الكبير، ص100
([38]) المرجع السابق، ص102.
([39]) السياسة أو الإشارة في تدبير الإمارة ص120- 121، الزهد ص439.
([40]) زهر الآداب، ج 1/186.
[41]) الأدب الصغير والأدب الكبير، ص128.
([42]) حُسن السمت في الصمت، للسيوطي في علم النفس في التراث الإسلامي، ج3/253- 254.
([43]) رواه الطبراني .
([44]) رواه أحمد.
([45]) رواه الترمذي.
([46]) رواه ابن أبي الدنيا.
([47]) خُلق المسلم، ص77- 79.
([48]) الزهد، ص438.
([49]) المرجع السابق، ص437.
([50]) الأخلاق والسير في مداواة النفوس، ص189.
([51]) الأخلاق عند الغزالي د/زكي مبارك ص235.
([52]) نهج البلاغة، ص416.
([53]) مجاني الأدب، 3/116.
([54]) إدارة الخجل، دون جابور ص65.
([55]) الأخلاق والسير في مداواة النفوس، ص188.
([56]) أخرجه أحمد والطبراني في الكبير، 2/23 رقم (1953).
([57]) الطبراني في الكبير، 8/320.
([58]) أخرجه الطبراني والهيثمي، ج 10/299.
([59]) أخرجه ابن عساكر الكنز،ج 2/159، وأبو نعيم في الحليةج 1/220.
([60]) صور من حياة التابعين، ص15.
([61]) المسائل في أعمال القلوب والجوارح، الحارث المحاسبي ص92- 102 علم النفس في التراث الإسلامي،
ج 1/101 عرض د/أسامة سعد لهذا الكتاب.
([66]) التعامل مع أناس لا تحتملهم، د/ريك برنيكمان، ود/ريك كيرشنر، ص193- 194 بتصرف بسيط.
([67]) الإدارة في التراث الإسلامي، ص320- 321.