منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   الشريعة و الحياة (http://forum.islamstory.com/f99.html)
-   -   الشوق إلى رمضان وكيفية الاستعداد له>>>>>>>>>>>>>>> (http://forum.islamstory.com/119605-%C7%E1%D4%E6%DE-%C5%E1%EC-%D1%E3%D6%C7%E4-%E6%DF%ED%DD%ED%C9-%C7%E1%C7%D3%CA%DA%CF%C7%CF-%E1%E5.html)

نبيل القيسي 15-04-2019 07:25 AM

الشوق إلى رمضان وكيفية الاستعداد له>>>>>>>>>>>>>>>
 
تمرُّ الأشهرُ والأيامُ، ويبقى قلب المؤمن وروحه في شوقٍ إلى شهر رمضان، فتنطق القلوب والأرواح قبل الجوارح واللسان: اللهم بلِّغْنا رمضان.



هذا الشهر المبارك الذي ينتظره المسلمون من العام إلى العام بشوقٍ لا تستطيع أن تُعبِّرَ عنه الكلماتُ والأقلامُ، ولن يشعُرَ بهذا الشوق العميق إلَّا مَنْ أدركَ قيمة هذا الشهر، وما فيه من النفحات الإيمانية، والرحمات الإلهية، والسكينة الربانية التي تُصلِح القلوبَ، وتُحيي النفوسَ، وتبعث الأرواحَ، وتفتح أبوابَ التوبة والمغفرة، والإقبال على الله عز وجل.



بلوغ رمضان نعمة عظيمة:

يقول ابن رجب: "بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمةٌ عظيمةٌ على مَنْ أقدَرَه الله عليه، ويدل عليه حديث طلحة بن عبيد الله؛ حيث أخبر أن رجلين قدما على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلما، وكان أحدهما أشدَّ اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم تُوفِّي على فراشه، فرؤي في المنام أن الذي مات على فراشه أسبقُ دخولًا إلى الجنة من الذي مات شهيدًا، فسُئِلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أليس صلَّى بعده كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه؟ فوالذي نفسي بيده، إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض))؛ [رواه أحمد] [1].



• لماذا نشتاق إلى رمضان؟

1) نشتاق إلى رمضان؛ لأن فيه تُفتَح أبواب الجنان، وتُغلَق النيران، وتُغلُّ الشياطين:

فعن أبي هريرة، قال: لما حضر رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامَه، تُفتَح فيه أبواب الجنة، وتُغلَق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خيرٌ من ألف شهرٍ، من حرم خيرها، فقد حرم))؛ [رواه أحمد].



2) نشتاق إلى رمضان؛ لأنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق:

فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من صام نهاره إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبه، ومن قام ليله إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، مَنْ قامَها إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه، ولله في كل ليلة عتقاء لا يعلم عددهم إلا الله.



فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَنْ صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّمَ من ذنبه، ومَنْ قامَ ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه))؛ [متفق عليه].



وكذلك ورد عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ... يُنادي مُنادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة))؛ [رواه الترمذي].



3) نشتاق إلى رمضان؛ لأنه شهر إجابة الدعاء:

فللدعاء مكانة عظيمة في الإسلام، وخير الدعاء دعاءُ الصائم عند فطره؛ فإنه لا يُرَدُّ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ثلاث لا تُرَدُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم))؛ [رواه الترمذي].



4) نشتاق إلى رمضان؛ لأنه شهر الجود والعطاء:

فالصَّدَقة على الفقراء والمحتاجين من أفضل أعمال البر، ومن أسباب المغفرة وتكفير السيئات، وأفضل الصَّدَقة صَدَقة رمضان؛ لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس في رمضان؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه، قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل»؛ [متفق عليه].



وبعد، أيها القارئ الكريم، بعدما تعرَّفْنا على فضائل شهر رمضان، وجب علينا أن نستعدَّ له؛ لكي ننال نصيبًا من هذه العطايا الإلهية والرحمات الربانية، فالفائز في رمضان مَنْ عرَفَ قيمة هذا الشهر، فاستعَدَّ له؛ ولكن كيف نستعدُّ لشهر رمضان؟



• أولًا: الاستعداد الإيماني:


إن أفضل ما نستقبل به رمضان هو الوقوف مع النفس ومراجعتها، وحملها على التوبة النَّصُوح، فالإنسان مطالب بالتوبة في كل وقت، والمؤمن وغير المؤمن مطالب بالتوبة؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].



وتشتدُّ الحاجة إلى التوبة، ونحن مُقبِلون على رمضان، فليس من الأدب مع رمضان أن نسقبله ونحن مصرُّون على المعاصي، وعلى أكتافنا جبالٌ من السيئات، ثم ننتظر أن نكون من المقبِلينَ على الطاعات!



فمن الأمور المعينة على الثبات على الطاعات في رمضان التوبة النَّصُوح قبله، وينبغي أن تكون توبة عامة عن كل الذنوب، وذلك بالندم والإقلاع عنها، والعزم على عدم العودة إليها، وإعادة الحقوق إلى أهلها، إن كان الذنب مرتبطًا بحقوق الناس.



• ثانيًا: الاستعداد الأخلاقي والسلوكي:

فينبغي أن يتحلَّى المسلم بالأخلاق الكريمة، ويبتعد كلَّ البُعْد عن الأخلاق الرذيلة، لا سيَّما المسلم الصائم، فما فائدة الصيام والأعمال الصالحة إن لم يظهر أثرُها في سلوك صاحبها، فكثيرٌ من المسلمين نصيبهم من الصيام مجرد الجوع والعطش؛ وذلك لأنهم لم يتخلَّقُوا بأخلاق الصائمين؛ فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجوع والعطش))؛ [رواه أحمد]، وعنه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ لم يَدَع قولَ الزُّور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه))؛ [رواه البخاري].



فالإنسانُ مطالبٌ بتهذيب أخلاقه، وحفظ لسانه في تعامُله مع الناس، وإن أساء إليه أحدٌ، فعليه ألَّا يُقابل الإساءة بالإساءة؛ فقد جاء في الحديث الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربِّ العزة: ((...وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يَرفُثْ، ولا يَصْخَبْ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتلَه، فليقُلْ إني امرؤٌ صائمٌ))؛ متفق عليه، (فالرَّفَثُ): الكلام القبيح، و(الصَّخَب): رفْعُ الصوت عند الغضب بالكلام السيِّئ، وهذا مما لا ينبغي أن يصدر عن المسلم في سائر الأيام، فما بالك بالمسلم المتلبِّس بعبادة الصوم؟



• ثالثًا: الاستعداد التعبُّدي:

فينبغي علينا ونحن مقبلون على شهر رمضان أن تكون لنا وقفةٌ مع بعض العبادات التي يُداوِمُ عليها المسلم في رمضان؛ وذلك للارتقاء بها، والقيام بها على الوجه الأمثل:



وأول هذه العبادات الصلاة، فينبغي للمسلم أن يحافظ عليها في أوقاتها، ويُؤدِّيها بشروطها وأركانها، وخشوعها كما كان يؤديها النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون كمن صلَّى، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارجعْ فَصَلِّ، فإنك لم تُصَلِّ))؛ [متفق عليه].



وكذلك ينبغي أن يرتقي المسلم بالصيام، ويُجاهد نفسه في تحقيق مقصوده من تزكية النفس وتطويعها لطاعة الله سبحانه، فيخرج من رمضان، وقد حقَّق التقوى التي شرع الله الصيام من أجلها.



وكذلك ينبغي أن يرتقي المسلم بالتعامل مع القرآن، فيهتم بتدبُّره ومعرفة معاني آياته، والعمل بها وتطبيقها، فهناك فرقٌ كبيرٌ بين قراءة القرآن لمجرد الترتيل، وبين قراءة القرآن للتنزيل على الواقع والتفعيل، وفرقٌ كبيرٌ بين سماع القرآن لمجرد السماع، وبين استماع القرآن للتدبُّر والاتِّباع.



وكذلك ينبغي أن يرتقي المسلم بالدعاء، فيتعرَّف المسلم على آدابه، وكيفيته، وأسباب الإجابة والأوقات التي يُستَحَبُّ فيها الدعاء، وغير ذلك.



• رابعًا: الاستعداد العلمي:

ينبغي للمسلم قبل القيام بأي طاعة من الطاعات أن يتعلَّمَ كيفية القيام بها؛ ليُعبَد الله على بصيرة، وينال الجزاء الأوفى، ويَحذر من الأسباب التي تُبطلها أو تُضيع أجرها؛ لذلك ينبغي ونحن مقبلون على شهر الصيام أن نتعرَّفَ على فقه الصيام، ونتعرَّف على أركانه، وشروطه، وواجباته، ومستحبَّاته، ومكروهاته ومبطلاته، وغيرها من الأحكام التي لا يَسَع المسلم أن يجهلها، وينبغي للمسلم كذلك أن يسأل أهل العلم إن أشكلت عليه مسألة من مسائل الصيام؛ حتى يقوم بالعبادة على الوجه الذي يحبُّه اللهُ ويرضاه.



وفي النهاية:

ينبغي أن تدرك أيها القارئ الكريم أنك مقبلٌ على سوقٍ عظيمٍ، وميدانٍ للمنافسة كبير، فليكن شعارُكَ وأنت مُقبِلٌ على هذا الشهر: لن يسبقني إلى الله أحدٌ.



ألا فليستعدَّ مَنْ يسعى لمغفرة السيئات، ويرجو العفو من ربِّ الأرض والسماوات، ويطمع في الفوز بالجنَّات ورفيع الدرجات، فالمرحوم مَنْ رُحِمَ في رمضان، والخاسر مَنْ فاتَتْه رحماتُ رمضان، فاللهم بلِّغْنا رمضان، ووفِّقْنا فيه لطاعتك، واكتُبْنا فيه من أهل جنَّتِكَ، وصلَّى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.


[1] انظر: لطائف المعارف؛ لابن رجب، (ص: 148).

محمد بن أحمد الخولي

نبيل القيسي 10-04-2020 03:26 PM

رد: الشوق إلى رمضان وكيفية الاستعداد له>>>>>>>>>>>>>>>
 
استغفر الله العظيم واتوب اليه


الساعة الآن 05:30 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام