الشرطانِ الواجبان ليقبَلَ اللهُ العملَ الصالح، هما هما الشرطان اللَّذان بدونهما ينزع اللهُ توفيقَه عن العبد.
أتدري ماذا يعني أن ينزع اللهُ التوفيقَ عن عبدٍ ما، ويَكِلَه إلى نفسه؟
إنَّها المجانبة الدائمة للصواب، والتِّيهُ في دروب الحياة.
يكفيه ندمُه المستمر على عدم تحقُّق ما يرجوه، وشعوره أنَّ جهدَه دائمًا يذهبُ هباءً؛ لأنَّه منزوع التوفيق
الشرطُ الأول ذُكر في الحديث القدسي، حين قال تعالى: ((أنا أغنَى الشُّركاءِ عن الشِّرْك، مَن عمل عملًا أشرَكَ فيه معي غيري، تركتُه وشِرْكَه)).
دائمًا تجد شُركاء التجارة يحرصُ كلٌّ منهم أن يستوفي نصيبَه كاملًا؛ حتى لا يتكبَّد الخسارة، لكن الله سبحانه وبحمده ليس كذلك، حين يعمل العبدُ عملًا له ولغيره معه، يتركه اللهُ لشريكه؛ لأن الله لا يحتاج من أحدٍ شيئًا، ولا ينتفع بأيِّ عملٍ منَّا، فيجعله يعمل العمل على قدر طاقته البشرية الضعيفة، ويتركه يأخذ جزاءه من شريكه محدود العطاء.
وهذا ما كان يخشاه عليه الصلاة والسلام على أُمَّته، فأوصانا من خلال ابنته فاطمة رضي الله عنها، حين قال لها أن تدعوَ بهذا الدعاء كلَّ يوم: ((يا حيُّ يا قيُّومُ، برحمتك أستغيث، أَصْلِح لي شأني كُلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عَيْن))
فالإخلاص: هو الشرط الأول لاستجلاب التوفيق.
أمَّا الشرط الثاني، فقرأته في وردِ اليوم، حين قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ﴾ [النساء: 115].
وكان مكتوبًا في معاني الكلمات: "﴿ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ﴾ : نتركه وما توجَّه إليه"[1].
في اللحظة التي يشعر فيها أحدُنا أنَّ سُنَّة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم تُصبِح مناسِبةً لعصرنا؛ فيُقرِّر أن يرميها وراءَ ظهرِه، في تلك اللحظة يكون بيديه ينزع التوفيقَ عن نفسِه؛ ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 50].
فاتِّباع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم هو الشرط الثاني لاستجلاب التوفيق.
العلماء والمفكرون المسلمون من رواد دراسة و تفسير الأحلام ، من مثل محمد بن سيرين وابن خلدون، وقد عملوا على تفسيرها وتحليلها وتقسيم أنواعها ومعرفة أسباب الحلم ومصدره، بينما لم يبجأ اهتمام علماء الغرب بدراسة الحلام إلا حديثاً، من مثل سيغموند فرويد الذي اطلق نظرية أن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لأشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون أشباعها صعبا في الواقع.