حدثنا علي بن محمد الطَّنافِسي، ثنا سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن عبدالله بن عمر قال: "أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مسجدَ قُبَاء، يصلي فيه، فجاءت رجالٌ من الأنصار يسلِّمون عليه"، فسألت صُهيبًا - وكان معه -: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم؟ قال: "كان يشير بيده".
هذا حديث أخرجه أبو داود، وأحمد في مسنده[1]، والترمذي بلفظ: "فقلت لبلال: كيف كان يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول: هكذا، وبسط جعفر - يعني: ابن عون - كفه، وجعل بطنه إلى أسفل، وظهره إلى فوق"، قال: هذا حديث حسن صحيح[2]، وخرج حديث صهيب بلفظ: "مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت عليه، فرد إشارة"، وقال الراوي: لا أعلمه إلا قال: إشارة بأصبعه، قال: هذا حديث حسن، قال: وكِلا الحديثين عندي صحيح؛ لأن قصة صهيب غير قصة حديث بلال، وإن كان ابن عمر روى عنهما، فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعًا[3]، زاد في العلل: ورواه زيد بن أسلم عن ابن عمر عن بلال[4].
• حدثنا محمد بن رُمح المصري، أنبأ الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر قال: بعثني النبيُّ صلى الله عليه وسلم لحاجة، ثم أدركتُه وهو يصلي، فسلمتُ عليه، فأشار إليَّ، فلما فرغ دعاني، فقال: ((إنك سلمت علي آنفًا وأنا أصلي)).
هذا حديث خرجه مسلم بزيادة: "وهو مُوجِّهٌ حينئذٍ قِبَل المشرق"[5].
• حدثنا أحمد بن سعيد الدَّارمي قال: ثنا النضر بن شُمَيل، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبدالله قال: كنا نسلِّم في الصلاة، فقيل لنا: ((إن في الصلاة لشغلاً)).
هذا حديث خرجه مسلم في صحيحه[6]، وعند البيهقي: "لما قدمت من الحبشة أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمتُ عليه، فأومأ برأسه"[7]، وعند الدارقطني من حديث أبي غَطَفان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أشار في صلاته إشارة تُفهم عنه، فليُعِدْ صلاته))، وقال: قال لنا ابن أبي داود: أبو غطفان هذا رجلٌ مجهول، والصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: "كان يشير في الصلاة"[8]، وحديث أنس بن مالك: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة"، رواه أبو داود بسند جيد[9]، وفي الأوسط، ورواه عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس: لم يروه عن الأوزاعي إلا يزيد بن السمط، تفرَّد به سلامة بن بشر[10]، وفي الصحيح حديث أم سلمة في الركعتين بعد العصر، وإشارته عليه الصلاة والسلام لجاريتها[11]، وسيأتي إن شاء الله تعالى، وحديث أبي سعيد: أن رجلاً سلَّم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فردَّ عليه إشارة، فلما سلم قال: ((كنا نرد السلام في الصلاة، فنُهينا عن ذلك))، قال الطبراني في الأوسط: ورواه من حديث ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عنه: لم يروه عن ابن عجلان إلاَّ الليث، حدثني به مطَّلب بن شعيب عن عبدالله بن صالح كاتِبه[12]، وفي البخاري حديث أسماء: "وسألت عائشة، فأشارَت بيدها نحو السماء، فقلت: آية، فأشارت: أن نعم..." الحديث بطوله[13]، وسيأتي.
[1] أبو داود (925)، وأحمد (4/332)، وأما حديث بلال فأخرجه أبو داود (927)، وأحمد (6 /12).
[2] الترمذي (368).
[3] الترمذي (2 /203-205) رقم (367).
[4] العلل الكبير للترمذي ص (78-79) رقم (120)، (121).