الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه...
أما بعد :
فتُعد الهم العالية من موانح الله على عباده، بها يحيا المؤمنون وتعز أهدافهم، ويقوى دينهم، وينتصرون بها على شهواتهم وأعدائهم،قال تعالى:( خذوا ما آتيناكم بقوة ) سورة البقرة والأعراف.
لأنها جوهر التنافس، وميدان التسابق، الذي تمثله معالي الأمور، وأشراف المجالات . وما اتسم الأبرار بشيء مفيد رفيع بعد الإيمان، أجل من علو الهمة وقوة الإرادة، الحافزة إلى العلم وإذكاء العقل، وإصلاح الحال، وتهذيب النفس، وهزيمة الشهوة والدنايا...!
أحاديثُ لن يأتي الزمانُ بمثلها/ تضيء جمال الكون بالحُسن والطُهرِ..!
تكلف الهمة والعمل:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ ). أخرجاه، البخاري (١٤٦٩) ومسلم (١٠٥٣).
فيه دليل على عظمة الصبر، وأنه طريق للهمة، ودفع الضعف والتكاسل، ولو أن يتكلفه المرء حتى ينتصر على معوقات الحياة والنهوض .