منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   الشريعة و الحياة (http://forum.islamstory.com/f99.html)
-   -   أدب الاختلاف على عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين (http://forum.islamstory.com/121173-%C3%CF%C8-%C7%E1%C7%CE%CA%E1%C7%DD-%DA%E1%EC-%DA%E5%CF-%C7%E1%D5%CD%C7%C8%C9-%D1%D6%E6%C7%E4-%C7%E1%E1%E5-%DA%E1%ED%E5%E3-%C3%CC%E3%DA%ED%E4.html)

المراقب العام 01-12-2019 06:48 AM

أدب الاختلاف على عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
 
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif



قراءة في أدب الاختلاف
على عهد الصحابة رضوان الله عليهم[1]

إن الاختلاف سُنة كونية، سنَّها الله تعالى لعباده لأخذ العبرة والعظة، ولِما في ذلك من التدبر والتفكر في خلقه؛ حيث جاء في محكم كتابه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ﴾ [الروم: 22]، فجعل الاختلاف آيةً من آياته؛ لتكون لنا عبرة ودليلًا على عظيم خلقه.

والاختلاف موجود منذ بَدء الخليقة، فلا يُمكن جمعُ البشر جميعًا على كلمة واحدة أو رأي واحد، ولذلك قال العليم الخبير: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ [هود: 118، 119]؛ قال ابن كثير: "أي ولا يزال الخلفُ بين الناس في أديانهم واعتقادات مِللهم ونِحلهم، ومناهجهم وآرائهم؛ قال الحسن البصري: الناس مختلفون على أديان شتى، إلا مَن رَحِمَ ربُّك، فمَن رَحِمَ ربُّك غيرُ مختلف"[2].

وإذا كان الاختلاف بين الناس من ثوابت النظام الكوني، يُقِرُّه القرآن والعلم والتاريخ، فإنه ليس غريبًا اختلاف البشر؛ نظرًا لاختلاف ظروف عيشهم وبيئاتهم، ومستوى وعيهم وثقافتهم، وتجاربهم وتصوُّراتهم، وكذا اختلافهم في العمر والخبرة في الحياة، واختلاف الأمزجة والنفسيات، زيادة على اختلاف الحجج والبراهين والمسوغات... والمتأمل في تاريخ الأمة الإسلامية يجد أن الاختلاف العلمي المحمود الذي لا يَمس أصول الدين الثابتة، هو الذي أثرى الحياة الفكرية، وأسهَم في تقدُّم العلوم وزادَها تطورًا وتنوعًا، كما كان سبيلًا لنشأة الحضارات ونمو المدارس الفكرية، والمذاهب الفقهية المختلفة التي عاشت في تعايش وتكامُل، وتيسير على الأمة، ورفع الحرَج عنها؛ لمرونة أحكام الشريعة الإسلامية، ومسايرة أحكامها لكلِّ مستجدات العصر؛ لتستوعب كل قضايا الناس في سائر الأزمنة والأمكنة.

لكن للأسف الشديد، فإنه حلَّ محلَّ الاختلاف المحمود الاختلافُ المذموم، وانتشر في الأمة عموديًّا وأفقيًّا، وفي كل الفئات وعلى مختلف المستويات، واستُعمِلت فيه كلُّ الوسائل القدحية من تنقيص وتحقير، بل من تكفيرٍ وتفسيق، حتى كاد يصل الأمر عند بعض المختلفين إلى الاستنصار والتقوي بأعداء الدين على صاحب الرأي المخالف، وترسَّخ ذلك في اللاشعور نتيجة للتخلف والتأخر الذي عرَفته مجتمعاتنا الإسلامية؛ لأن المختلفين ابتعدوا عن القصد من الاختلاف، ولم يلتزموا آدابَه التي سار عليها بناةُ الدعوة الإسلامية الأولون؛ من صحابة راشدين مهديين، وتابعين متقين وأئمة وفقهاء، ومفكرين التزموا الموضوعية حول الاختلاف وأسبابه ومبرراته، فتقارب فكرُهم ووِجدانهم، وابتعدوا عن التباين والتضاد.

أما اليوم فنجد أنفسنا قد شرَدنا كثيرًا عن الجادة، وأصبح البعض يسطو على أفكار البعض الآخر، ويَحجمها تارة، وتاهتْ بنا معطياتُ العصر عن الحقيقة الناصعة، فسلَكنا دروبَ الفرقة المنبوذة، حتى تشدَّد البعض وتحيَّز وتعصَّب، فغاب الحوار القائم على النقاش، وقَبول الاختلافات الفكرية والفقهية الإسلامية وغيرها، بروح أخوية عالية، كما كان عليه السلف الصالح؛ يقول يونس الصدفي: "ما رأيتُ أعقلَ مِن الشافعي؛ ناظرتُه يومًا في مسألة تم افترَقنا، ولقيتُه فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتَّفق في مسألة، قال الذهبي: هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفِقه نفسه، فما زال النُّظراءُ يختلفون"[3].

ويبدو أن هذه الاختلافات لا علاقة لها لا من قريبٍ ولا من بعيد بالاختلاف في الرأي الذي هو سُنة كونية، بل ما هو إلا صراع على المصالح وبوسائل متدنية، لا علاقة لها بأي شيء من الفكر، ولا تَمُتُّ بصلة إلى ما يسمى بالرأي والرأي الآخر، وبالتالي فهي تعود بنا إلى ما كان سائدًا في المجتمعات البدائية.

وأمام هذا الوضع، فنحن في أَمَسِّ الحاجة إلى تنمية ثقافة الاختلاف، والتحلي بآدابه عبر احترام وجهة نظر ورأي واختيار مخالف لآرائنا وأفكارنا، وسماعه ومناقشته في أجواء يسود فيها الاحترامُ والهدوء وسَعة الصدر؛ لأن هذه الثقافة هي وحدَها القادرة على فتح آفاق جديدة لنا جميعًا في تقبُّل الآراء الأخرى، والاستفادة منها فيما لا يتعارض مع ديننا الإسلامي الحنيف، وتحويلها إلى فكرٍ مستنير تشترك فيه عقولٌ مختلفة؛ لأن أعقل الناس من جمع إلى عقله عقول الناس.

لذلك سأحاول من خلال هذه الورقة إلقاء نظرات على أدبيات الاختلاف التي جرى عليها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، التي كانت سببًا في تحصينهم من الفُرقة، رغم الاختلاف في وجهات النظر؛ لأن وَحدةَ القلوب والغايات والأهداف، كانت عندهم أكبرَ مِن أن ينال منها شيءٌ من الاختلاف، وهي الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المسلمون في العصر الحاضر؛ ليتَّضح ما التبس، ويُزال ما غبش، فيكون الحوار مثمرًا ومفيدًا، فيسهموا في إثراء الساحة العلمية بكثير من الفوائد والمسائل على مر العصور، ويجعلوا من الاختلاف مصدرَ قوةٍ، لا وهنًا وضَعفًا وتشرذمًا، كما سأعزز ذلك بنماذج وشواهد نستشف منها الآداب التي تربَّى عليها جيل الصحابة رضوان الله عليهم، آملًا العودة للموضوع لتقديم قراءة في أدبيات الاختلاف على عهد الأئمة الأربعة في دراسة لاحقة إن شاء الله، ومن الله نستمد العون والتوفيق والسداد.

وتبعًا لذلك سأتناول هذا الموضوع انطلاقًا من مطلبين أساسيين: المطلب الأول: قراءة في أدب الاختلاف على عهد الصحابة رضوان الله عليهم، أما المطلب الثاني: فسأتناول فيه بعض النماذج والشواهد من آداب الاختلاف التي تربى عليها جيل الصحابة الكرام.

المطلب الأول: قراءة في أدب الاختلاف على عهد الصحابة رضوان الله عليهم:
إن نشأة الاختلاف في الأحكام الشرعية العملية، ترجع إلى نشأة الاجتهاد الذي بدا يسيرًا في عهد النبوة؛ إذ لم يحتج الناس إليه في زمنه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه عليه السلام مرجع الجميع، فلم يكن في عهده ما يؤدي إلى الاختلاف، باستثناء البعيدين عن المدينة المنورة، فكان يقع بينهم الاختلاف لاختلافهم فيما يَعرفونه من تفسير كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وعلى الرغم مِن نُدرة الاختلاف على عهده صلى الله عليه وسلم، فإنه كان حريصًا على تعليم صحابته الكرام رضوان الله عليهم آدابًا مهمة من آداب الاختلاف؛ كالاختلاف في قراءة القرآن، ومن ذلك ما رواه جندب بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اقرؤوا القرآن ما ائتلفتْ قلوبُكم، فإذا اختلفتُم فقوموا عنه)) [4]؛ قال ابن بطال رحمه الله في شرح الحديث: "فيه الحثُّ على الأُلفة والتحذير من الفرقة في الدين، فكأنه قال: اقرؤوا القرآن، والزَموا الائتلاف على ما دل عليه وقاد إليه، فإذا اختلفتم فقوموا عنه؛ أي: فإذا عرض عارضٌ بشُبهة توجب المنازعة الداعية إلى الفُرقة، فقوموا عنه؛ أي: فاتركوا تلك الشبهة الداعية إلى الفرقة، وارجعوا إلى المحكم الموجب للأُلفة، وقوموا للاختلاف وعما أدى إليه، وقاد إليه، لا أنه أمر بترك قراءة القرآن باختلاف القراءات التي أباحها لهم؛ لأنه قال لابن مسعود والرجل الذي أنكر عليه مخالفتَه له في القراءة: (كلاهما محسن)، فدل أنه لم ينهَه عما جعله فيه محسنًا، وإنما نهاه عن الاختلاف المؤدي إلى الهلاك بالفرقة في الدين" [5].
ومثل ذلك قال به عياض[6]: كان صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تَختلفوا فإن مَن كان قبلكم اختلفوا فهلَكوا))[7].

والمتأمل للقرآن الكريم يجده قد تولَّى التنبيه على أدب الاختلاف في مواضع كثيرة، فعن ابن أبي مليكة قال: "كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركبُ بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس، وأشار الآخر بالقعقاع بن معبد بن زرارة، فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، قال عمر: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما في ذلك، فأنزل الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ [الحجرات: 2]"، قال: ابن الزبير فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه[8].

وإذا كان الاجتهاد يسيرًا من طرف الصحابة رضوان الله عليهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث لم يُكثروا من المسائل والتفريعات التي تؤدي إلى الاختلاف، بل كانوا يعالجون ما يقع من النوازل في ظل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه بعد التحاقه صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، توسَّع الاختلاف في عهد الصحابة رضوان الله عليهم لانقطاع الوحي ولتوزعهم في الأمصار، ومن البديهي أن يتوسع الاختلاف في الأحكام الشرعية؛ وذلك لأن النصوص الشرعية محدودة متناهية؛ حيث انقطعت بانقطاع الوحي، والأحداث غير متناهية؛ إذ يستجد في دنيا الناس كل يوم أحداث وقضايا جديدة.

والمتأمل للاختلاف على عهد الصحابة يجده يرجع في طبيعته إلى أصلين اثنين:
• الأصل الأول: احتمال النصوص الشرعية لمعان متعددة، وقد اقتضت حكمة الله تعالى في شرعه أن يكون الكثير من نصوص الكتاب والسنة محتملة لأكثر من معنى واحد، بل إن اللفظ العربي ذاته معرَّض لاحتمالات عديدة، وهذا الأمر مما امتازت به اللغة العربة على سائر اللغات.

• الأصل الثاني: اختلاف المدارك والأفهام والعقول؛ حيث اقتضت حكمة الخالق سبحانه وتعالى أن خلق الناس بعقول ومدارك متباينة، إلى جانب اختلاف الألسنة والألوان والتصورات والأفكار، وكل تلك الأمور تفضي حتمًا إلى تعدُّد الآراء والأحكام المستنبطة؛ لأن إعمار الكون لا يتحقق لو أن البشر سواسية في كل شيء، كما أن طبيعة الاجتهاد تقتضي وجود اختلاف في وجهات النظر.

وإذا وقع هذا الاختلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم - مع تحاشيه - نجدهم يسارعون في رده إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، متمسكين بقوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]، فيرتفع بذلك الخلاف بينهم، ويخضعون لأمر الله ورسوله؛ لأنهم جميعًا على الهدى ما دام الاختلاف لم ينجم عن هوى أو شهوة، أو رغبة في الشقاق؛ مما رفع عنهم الملام فيما اختلفوا فيه من الأحكام، وكانوا مع اختلافهم في وجهات النظر إخوةً متحابين متعاونين، يتقبلون الاختلاف برحابة الصدر والاحتياط في الأمر، وعذر بعضهم البعض الآخر فيما اختلفوا فيه، مع إجلالٍ وتقدير بعضهم للبعض الآخر؛ لأن لدى كلٍّ منهم شعورًا بأن ما ذهب إليه أخوه يحتمل الصواب، وهذا الشعور كفيلٌ بالحفاظ على احترام كل من المختلفين لأخيه، والبعد عن التعصب للرأي، وكانوا يلتزمون بالتقوى والبعد عن الهوى، فكان لا يهم أحدهم أن تظهر الحقيقة على لسانه أو لسان أخيه، وكانوا يتجنبون الألفاظ الجارحة، ويستمع كلٌّ منهم إلى الآخر، وكانوا يبذلون جهدهم، وما في وسعهم في موضوع البحث، ولا هدف لهم إلا إصابة الحق وإرضاء الله جل علاه، مما أعطى لرأي كل من المختلفين صفةَ الجد، كما كانت نظرتهم إلى استدراكات بعضهم على بعض أنها معونة يقدمها المستدرك منهم لأخيه، وليست عيبًا أو نقدًا؛ يقول الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: "ما أُحِبُّ أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا؛ لأنه لو كان قولًا واحدًا كان الناس في ضيق، وإنهم أئمة يُقتدى بهم، فلو أخذ رجل بقول أحدهم كان في سعة"[9].

كما أن طبيعة هذا الاختلاف منحصرة في الأولوية بين فروع الشريعة؛ كما يقول الدهلوي: "وكان السلف لا يختلفون في أصل المشروعية، وإنما كان اختلافهم في أَولى الأمرين، ونظيره اختلاف القراء في وجوه القراءات"[10]، فكانت اختلافاتهم محكًّا لتلاقح الأفكار وتوسُّعها، وتكامُلها بما يرأب الصدع ويجمَع الشتات، ويحفظ للدين جدوته وشكوته، يجتمعون فيما اتَّفقوا عليه، ويرحم بعضهم بعضًا فيما اختلفوا فيه؛ مما عاد عليهم وعلى الأمة الإسلامية بالخير والنفع، وقدوتهم في ذلك الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه الباري جل وعلا: ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].

المطلب الثاني: بعض النماذج والشواهد من أدب الاختلاف التي تربى عليها جيل الصحابة رضوان الله عليهم:
هناك نماذجُ فريدة في أدب الاختلاف على مر العصور، منها ما وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم؛ كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وما حدث بين عمر وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين، وكذلك ما كان في العصور التالية لعصر الصحابة والتابعين، لكن هذه الاختلافات لم تؤدِّ إلى بُغض أحدهم للآخر، بل أدَّت إلى زيادة في الحب فيما بينهم مع التوقير والاحترام المتبادل؛ لأنهم إلى الحق يقصدون، وفي سبيله يجتهدون، فلا يحيدون عنه تنطعًا، ولا يحملون الناس على مسلك واحد إذا كانت لهم مندوحة عنه في نص صريح، أو فَهم صحيح أوتيه رجلٌ لا يُتَّهم في دينه، ولا يألو جهدًا في فقهه وتبيينه، فكانوا في الأرض بمنزلة النجوم في السماء يهتدي بهم الحيران في الظلماء.

وسأقتصر خلال هذا المطلب على ذكر بعض النماذج من أدب الاختلاف على عهد الصحابة الكرام، محاولًا الوقوف على بعض العبر المستفادة منها، ومن هذه النماذج ما يلي:
• ما أخرجه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب: ((لا يُصلينَّ أحدٌ العصر إلا في بني قريظة))، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، أي ديار بني قريظة، وقال بعضهم: بل نصلِّي لم يرد منا ذلك، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعنِّف واحدًا منهم"[11].

ويبدو أن كلًّا الفريقين من الصحابة اجتهد فأصاب، فالذين أخروا صلاة العصر حتى وصلوا إلى بني قريظة، تمسَّكوا بظاهر لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، والذين صلَّوا العصر في وقتها نظروا إلى المعنى المقصود، وهو الإسراع في السير لا حقيقة اللفظ، ولذلك لم يعنِّف النبي صلى الله عليه وسلم واحدًا من الفريقين؛ لأنهم مجتهدون، وبالتالي فلا لوم ولا تعنيف للمجتهد فيما فعَله باجتهاده إذا بذَل وُسعَه، وكان مؤهلًا لهذا النوع من الاجتهاد.

• اختلافهم في وفاته عليه الصلاة والسلام، وهو أول اختلاف بينهم بعد التحاقه صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى؛ حيث أصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، واعتبر القول بوفاته ارجافًا من المنافقين، وظن أنه سيبقى في أمته حتى يشهد على آخرها بآخر أعمالها، حتى جاء أبو بكر؛ لأنه لم يكن حاضرًا، وقال بصوت مرتفع: "أيها الحالف على رِسلك"، وهو تنبيه لطيف وحميمية في جذب الأنظار وتحويلها من فرد لآخر، لأجل التأثير، وتحويل دفة القيادة من عمر رضي الله عنه إليه، فالصِّديق رضي الله عنه لم يعنِّف عمر، ولم يَحطَّ من قدره كأن يقول: دعوه يهذي، وهلمُّوا إليَّ، أو دعوه فهو لا علم لديه، وغير ذلك من كلمات التقريع والحط من قدرة الناس، بل ذكر رضي الله عنه عبارته اللطيفة: أيها الحالف على رسلك؛ لأن الحشود بحاجة ماسَّة إلى الإيجاز في القول وانتقاء العبارات التي تحدِّد الموقف بالتفصيل، بما يلائم عقولهم وظرف الزمان والمكان، ويرضي فكرهم، ولذلك فالصديق رضي الله عنه أوجز العبارة، ولَما تكلَّم سكت عمر، فقال الصديق: "ألا من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت"، ثم تلا قوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون ﴾ [الزمر: 30]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ [آل عمران: 144]، فسقط السيف من يد عمر، وخرَّ إلى الأرض، وقال عن هذه الآيات التي تلاها أبو بكر: كأني والله لم أكن قرأتها قطُّ، واستيقَن فِراقَ الرسول صلى الله عليه وسلم وانقطاعَ الوحي.

• اختلافهم في خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث اختلفوا فيمن تكون الخلافة: أفي المهاجرين أم في الأنصار؟ أتكون لواحد أم لأكثر؟ كما وقع الاختلاف حول الصلاحيات التي ستكون للخليفة، أهي الصلاحيات نفسها التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته حاكمًا وإمامًا للمسلمين، أم تنقص عنها وتختلف؟ حتى أوشكت فتنة كبرى أن تقع، لكن الرجال الذين تربَّوا في ظلال النبوة قد حكمتُهم آدابُها في سائر الأحوال: حال الاتفاق وحال الاختلاف، وفي سائر شؤون الحياة؛ لأنهم تحلَّوْا بكل خصال الحكمة والحنكة وأدب الاختلاف، والحوار العقلاني الهادئ القائم على إثارة أنبل المشاعر وأفضلها لدى الطرفين - الأنصار والمهاجرين - وبذلك تجاوزوا العقبة، واحتووا الأزمة، وخرجوا منها بسلام دون أن تبقى في النفوس رواسب الإحن.

• اختلافهم في قتال مانعي الزكاة: ويعد ذلك من الأمور الخطيرة التي اختلف فيها الصحابة، لكنهم استطاعوا التغلب عليها بما تحلَّوا به من صِدق النية إلى جانب أدب الاختلاف. ومجمل القول في ذلك أنه لَما بويع أبو بكر رضي الله عنه بالخلافة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ارتدَّت بعض القبائل حديثة العهد بالإسلام، وامتنعت أخرى عن أداء الزكاة فقط؛ حيث زعموا أنها في أصل الشريعة لا تدفع لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو المخاطب بأخذها في قوله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103]، وحرصًا من أبي بكر الصديق رضي الله عنه على استمرار مسيرة الإسلام، قاتَلهم لحملهم على التوبة وأداء الزكاة، والعودة إلى حظيرة الإسلام، لكن سيدنا عمر تراءى له للوهلة الأولى عدم جواز مقاتلة مانعي الزكاة، مستشهدًا بحديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يَشهدوا أن لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني مالَه ونفسَه إلا بحقِّه، وحسابه على الله تعالى))، فقال أبو بكر: والله لأقاتِلَنَّ مَن فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتُهم على منعها، قال عمر: فو الله ما هو إلا أن قد شرَح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه للقتال، فعرَفتُ أنه الحق"[12]، وبذلك استطاع الصديق رضي الله عنه أن يقنع بقية الصحابة بصواب اجتهاده، ووجوب قتال مانعي الزكاة، فارتفَع الخلاف في هذه المسألة[13]، وعدل عمر عن رأيه لَما رأى الحق، وصدَع بعدوله أمام الآخرين، ولا شك أن في ذلك تربية ونهجًا إسلاميًّا بليغ؛ ليقتدي به الناس.

• ومن الخلافات الحاصلة بين الصحابة الكرام والتابعين من بعدهم - أن منهم مَن كان يقرأ البسملة، ومنهم مَن لا يقرؤها، ومنهم مَن يجهر بها، ومنهم مَن يُسر، وكان منهم من يقنت في الفجر، ومنهم من لا يقنت، ومنهم مَن يتوضأ من الرعاف والقيء والحجامة، ومنهم من لا يتوضأ من ذلك، ومنهم من يرى في لمس المرأة نقضًا للوضوء، ومنهم من لا يرى ذلك، ومنهم من يتوضأ من أكل لحم الإبل، أو ما مسَّته النار مسًّا مباشرًا، ومنهم من لا يرى في ذلك بأسًا إن هذا كله لم يمنع من أن يصلِّي بعضهم خلف بعض[14].

لأن اختلافاتهم لا يؤثر فيها تباينُ الاجتهادات، وتلك أدبُ الرجال الذين تخرَّجوا من المدرسة المحمدية؛ بحيث لم يَعُد للهوى عليهم سلطان؛ لأنهم أدركوا حقيقة الروح العلمية الكامنة وراء أسباب اختلافهم، وتحرَّوا الحق، وأصابوا الهدف الذي رمى إليه الشارع الحكيم، قال القاسم بن محمد: "لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم، لا يعمل العاملُ بعمل رجل منهم، إلا رأى أنه في سَعة، ورأى أن خيرًا منه قد عمله"[15]، وقال بمثل ذلك جماعة من العلماء.

وحري بنا ونحن نعيش الشتات في كل أمورنا - أن نعود إلى فيء تلك الدوحة المباركة، ونلتقي على الآداب الكريمة التي خلَّفها لنا السلف الصالح، إن كنا جادين في السعي لاستئناف الحياة الإسلامية الفاضلة.

إذا كانت هذه بعض النماذج الدالة على ثبوت الاختلاف على المستوى الجماعي، وما تحلَّى به الصحابة رضوان الله عليهم من آداب عالية في الاختلاف فيما بينهم، فإن هناك أيضًا نماذجَ من الاختلاف على المستوى الثنائي بين بعض فقهاء الصحابة رضوان الله عليهم ومن ذلك:
اختلاف عمر مع عبدالله بن مسعود حول مسائل فقهية عديدة؛ حيث ذكر ابن القيم أن المسائل الخلافية الفقهية التي وقعت بين ابن مسعود وعمر رضي الله عنها بلغت نحو مائة مسألة، وذكر منها:
1- موضوع التطبيق في الصلاة؛ حيث كان ابن مسعود يطبق، وعمر يضع اليدين على الركبتين.
2- ومنها أن ابن مسعود كان يقول في الحرام: هي يمين، وعمر كان يقول: طلقة واحدة.
3- مسألة زواج الرجل بزانيته، فعُمر يأمر الزاني أن يتزوَّج التي زنَى بها، وابن مسعود يرى أنهما ما يزالان زانيين[16].

ثالثًا: اختلاف الإمام علي كرم الله وجهه مع الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذلك في مسألة القِران في الحج؛ حيث بنى بها عليًّا قاصدًا معلنًا، بينما عثمان يرى خلافه[17].

وبالرغم من هذه الخلافات الثنائية بين الصحابة الكرام، فإننا نجد عدم تأثيمهم وتخطئتهم للمخالف فيما اختلفوا فيه، كما أن أحدهم لم ينقض حكم الآخر في حياته، بالرغم مِن اختلافهم في المسائل الظنية الاجتهادية، بل نجد بعضهم يصف البعض الآخر بأحسن ما يقال، حكى الإمام الهادي ابن إبراهيم الوزير في كتابه المعروف بـ"تلقيح الألباب في شرح أبيات اللباب"، وما نظمه أيضًا في قصيدته المشهورة بالبسامة أن عليًّا كرم الله وجهه كان يترضى على الخلفاء رضوان الله عليهم [18]، كما ذكر الإمام أحمد يحيى بن المرتضى في كتابه "يواقيت السير شرح الجواهر والدرر" - أنه حين مات أبو بكر رضي الله عنه، قال علي عليه السلام رضي الله عن أبي بكر: والله لقد كان بالناس رؤوفًا رحيمًا[19]، ومما يدل على التسامح والوقوف مع الحق، ما أخرَجه البيهقي في سُننه[20] عن أبي حبيبة مولى طلحة رضي الله عنه قال: "دخلت على علي رضي الله عنه مع عمران بن طلحة، بعدما فرغ من أصحاب الجمل، قال: فرحب به وأدناه، وقال: إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله عز وجل: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر: 47].

وبنفس الروح الإسلامية الطيبة يأتي قول عبدالله بن مسعود: والله لقد علم أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام أني أعلمُهم بكتاب الله عز وجل، ولو أعلم أن أحدًا أعلم مني لرحلتُ إليه[21]، وروى حارثه بن مضرب أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الكوفة: "أما بعد فإني بُعثتُ إليكم عمارًا أميرًا، وعبدالله قاضيًا ووزيرًا، وإنهما مِن نُجباء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ممن شَهِدَ بدرًا، فاسمعوا لهما وأطيعوا، فقد آثَرتُكم بها على نفسي"[22].

ومن ذلك أيضًا وصف عبدالله بن مسعود لعمر بن الخطاب بقوله: "إنه كان للإسلام حصنٌ حصين، يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه، فلما أُصيب عمر انثلم الحصن"، وقال فيه أيضًا: "لو أن علم عمر وُضِعَ في كفة ميزان، ووُضِعَ علمُ أهل الأرض في كفة، لرجَح عليهم"، وقال لَما مات عمر: "إني لأحسَب هذا قد ذهب بتسعة أعشار العلم، وإني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب مع عمر يوم أُصيب"[23]، كما كان عمر يصف عبدالله بن مسعود بأنه: "كنيف مُلِئَ فقهًا وعلمًا"[24].

هكذا كانت نظرة بعضهم للبعض الآخر، بالرغم من ثبوت اختلافهم في مسائل اجتهادية كثيرة.
نخلص مما سبق أن آداب الاختلاف لدى الصحابة الكرام كانت مبنيَّة على شدة احترام بعضهم البعض الآخر، فكانوا بذلك مثالًا لإكرام كبرائهم وفقهائهم، لا يجاوز أحد فيهم قدر نفسه، ولا يغمط حقَّ أخيه، وكلٌّ منهم يرى أن الرأي مشترك، وأن الحق فيما ذهب إليه هو المرجوح، ولا مانع أن يكون ما ظنه راجحًا هو المرجوح، ولاشيء يمنع من أن يكون ما ظنه مرجوحًا هو الأرجح، كما كان من آدابهم التسليم للحق بالحق، مع التمسك بالأخوة الإسلامية، والدعوة لها قبل الاختلاف، وما نظرتهم إلى استدراك بعضهم على بعض إلا من باب المعونة والمشورة يُقدمها المستدرك منهم لأخيه، وليس نقدًا يصوبه عليه؛ لأنه لا سياسة لهم دنيوية إلا نشر الدعوة ونصرة الرسالة النبوية بأسلوب عقلاني حضاري مجرد عن هوى النفوس؛ لأن آدابهم وسماتهم عند الاختلاف آدابُ الإسلام، لا تفارقهم حين الدعوة إلى الحق، ولا يتجردون عنها حين الأخذ والرد.

لائحة المصادر والمراجع:
• القرآن الكريم.
1) إعلام الموقعين عن رب العالمين؛ ابن القيم ( ت 751 هـ)، قرأه وقدَّم له، وعلَّق عليه، وخرَّج أحاديثه وآثاره، أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، المملكة العربية السعودية ط/1، 1423 هـ.

2) الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف؛ الدهلوي بدون طبعة ولا تاريخ.

3) أسباب النزول؛ الواحدي (ت 468هـ)؛ تحقيق كمال بسيوني، زغلول، الناشر، دار الكتب العلمية، ط/1 1411 هـ - 1991 م.

4) تفسير القرآن العظيم؛ الحافظ ابن كثر (700-774 هـ)؛ تحقيق، د. محمد السيد وآخرين طبعة دار الحديث، القاهرة، 2002.

5) الموافقات؛ الشاطبي (ت 790 هـ)، دار ابن القيم دار ابن عفان، طبعة 1424 هـ 2003 م.

6) جامع بيان العلم وفضله؛ ابن عبدالبر؛ تحقيق أبي الأشبال الزهيري، الناشر، دار ابن الجوزي، الدمام طبعة 1414 هـ - 1994.

7) الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، البخاري أبو عبدالله محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ)؛ تحقيق اللجنة العلمية بدار الكمال المتحدة طبعة 1437، دمشق.

8) حياة الصحابة؛ الكاندهلوي (ت 1384هـ)؛ حقَّقه وضبَط نصَّه وعلَّق عليه، د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، ط / 1، 1420 هـ - 1999م.

9) سير أعلام النبلاء؛ شمس الدين محمد أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748هـ)؛ حقَّقه وخرَّج أحاديثه شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط/1، 1402 هـ 1982.

10) السيرة النبوية؛ ابن هشام (ت 210 هـ)، علَّق عليها وخرَّج أحاديثها، وصنَع فهارسها، د. عمر عبدالسلام تدمري، الناشر، دار الكتاب العربي بيروت ط /3.

11) السيرة النبوية؛ ابن كثير (ت 774 هـ)؛ تحقيق مصطفى عبدالواحد، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان طبعة 1395 هـ - 1976م.

12) السنن الكبرى؛ البيهقي ( ت458هـ)؛ تحقيق محمد عبدالقادر عطا، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية بيروت لبنان ط/3، 1424 هـ - 2003م.

13) شرح صحيح البخاري؛ ابن بطال؛ ضبَط نصَّه، وعلَّق عليه وحقَّقه، أبو تميم ياسر بن إبراهيم مكتبة الرشد، الرياض.

14) طبقات الفقهاء؛ الشيرازي الشافعي (ت 476 هـ)؛ حقَّقه وقدَّم له د. إحسان عباس، الناشر، دار الرائد العربي، بيروت لبنان طبعة 1970م.

15) فتح الباري؛ ابن حجر العسقلاني (ت 752 هـ)؛ تقديم وتحقيق وتعليق عبدالقادر شيبة الحمد، ط / 1، 1421 هـ 2001 م.

16) كتاب يواقيت السير في شرح الجواهر والدرر من سيرة سيد البشر وأصحابه العشرة الغرر وعترته المنتجبين الزهر، جامعة الملك سعود 1957م.

17) الكامل في التاريخ؛ ابن الأثير (ت 630هـ) تحقيق أبي الفداء عبدالله القاضي، طبعة دار الكتب العلمية بيروت، لبنان ط/1، 1407 هـ - 1987 م.

18) المستدرك على الصحيحين؛ النيسابوري، الناشر دار المعرفة، 1418 هـ 1998 م.

19) منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية؛ ابن تيمية، تحقيق، د. محمد رشاد سالم، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، سنة النشر 1406 هـ

20) نيل الأوطار؛ الشوكاني، دار الحديث، ط / 1، سنة النشر 1413 هـ - 1993 م.

[1] د. يوسف كرواوي: باحث في قضايا الأسرة، عضو مركز تدبير الاختلاف للدراسات والأبحاث - المغرب.
[2] تفسير القرآن العظيم: الحافظ ابن كثير (700-774 هـ)؛ تحقيق، د. محمد السيد وآخرين، المجلد الرابع، طبعة دار الحديث، القاهرة، 2002، ص 371-372.
[3] سير أعلام النبلاء: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748 هـ)، حقَّقه وخرج أحاديثه، شعيب الأرنؤوط، حقق هذا الجزء، محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، ط/1 1402هـ - 1982، ج/10، ص 16-17.
[4] الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه؛ البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، كتاب فضائل القرآن، باب: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليكم قلوبكم"، ط/1، المحقق اللجنة العلمية بدار الكمال المتحدة، تاريخ النشر، 1437، دمشق.
[5] شرح صحيح البخاري: ابن بطال، ضبط نصَّه وعلق عليه وحقَّقه: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد الرياض، ج/10، ص 284 -285.
[6] فتح الباري: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 752هـ)، كتاب فضائل القرآن، باب :"اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم"؛ تقديم وتحقيق وتعليق عبدالقادر شيبة الحمد، ط/1،1421هـ - 2001م، ج/8، ص731 - 732..
[7] الحديث أخرجه البخاري في كتاب الخصومات، باب: ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهود .
[8] صحيح البخاري، باب: ﴿ لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾، ج 6، ص 137، حديث رقم (4845).
[9] جامع بيان العلم وفضله؛ ابن عبدالبر؛ تحقيق أبي الأشبال الزهيري، الناشر، دار ابن الجوزي، الدمام، سنة النشر 1414 هـ 1994م، ط/1، باب: جامع بيان ما يلزم الناظر في اختلاف العلماء، م/3، ج/2، ص: 902.
[10] الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف: الدهلوي، بدون طبعة ولا تاريخ، ص: 65-66.
[11] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب: مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم.
[12] أخرجه البخاري في كتاب الزكاة، باب: وجوب الزكاة.
[13] نيل الأوطار: الشوكاني، باب الحث على الزكاة والتشدد في منعها، دار الحديث، ط/1، سنة النشر 1413 و 1993 م ج/4، ص: 144، وما بعدها؛ أخرج ابن عساكر عن أبي رجاء العطاردي: قال: أتيت المدينة، فإذا الناس مجتمعون، وإذا في وسطهم رجل يقبِّل رأس رجل، ويقول: أنا فداك لولا أنت هلكنا، فقلت من المقبل؟ ومن المقبل قال: ذاك عمر بن الخطاب، رضي الله عنه يقبِّل رأس أبي بكر رضي الله عنه في قتال أهل الردة الذين منعوا الزكاة"؛ انظر: حياة الصحابة: الكاند هلوي (ت 1384 هـ)، حقَّقه وضبط نصَّه، وعلَّق عليه د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، ط/1 1420هـ 1999م، المجلد 3، ص: 248.
[14] الإنصاف: الدهلوي، ص ص: 66 - 67 بدون طبعة، لا تاريخ.
[15] الموافقات: الشاطبي ( ت 790 هـ)، دار ابن القيم، دار ابن عفان، طبعة 1424 هـ 2003 م، ج / 5، ص: 68، وما بعدها.
[16] المرجع نفسه، ص 424 – 426.
[17] فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني، كتاب الحج، باب: التمتع والقران والأفراد بالحج، وفسخ الحج كمن لم يكن معه هدي، دار الريان للتراث، القاهرة، ط / 1، 1407 هـ 1986 م، ج / 3، ص ص: 421 – 422.
[18] أورد ذلك أحمد محمد هاشم في مقالة: "أدب الاختلاف لدى الصحابة رضوان الله عليهم، موقع الحوار اليوم.
[19] أحمد يحيى بن المرتضي: كتاب يواقيت السير في شرح الجواهر والدرر من سيرة سيد البشر وأصحابه العشرة الضرر وعترته المنتجبين الزهر، جامعة الملك سعود، 1957، الكتاب عبارة عن محفوظ غير مرقم الصفحات.
[20] السنن الكبرى: البيهقي (ت 458 هـ)، كتاب قتال أهل البغي، باب: الدليل على أن الفئة الباغية منها لا تخرج بالبغي عن تسمية الإسلام؛ تحقيق، محمد عبدالقادر عطا، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان ط / 3، 1424 هـ 2003 م، ج /8، ص 300 – 301.
[21] فتح الباري: ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)؛ تحقيق وتعليق، عبدالقادر شيبة الحمد، ط / 1، 1421 هـ 2001م، ج / 8، ص: 677 وما بعدها، وانظر أيضًا: سير أعلام النبلاء: الذهبي؛ حقَّقه شعيب الأرنؤوط وآخرون، الناشر، مؤسسة الرسالة طبعة 1402 هـ 1982، ج / 1، ص: 473.
[22] طبقات الفقهاء: الشيرازي الشافعي ( ت 476 هـ)؛ حقَّقه وقدم له د. إحسان عباس، الناشر، دار الرائد العربي، بيروت لبنان طبعة 1970، ص: 43 وما بعدها.
[23] منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، ابن تيمية، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، سنة النشر 1406 هـ - 1986 م؛ تحقيق د. محمد رشاد سالم، ج / 6 ص ص: 59 - 61، وللمزيد من التوسع حول الموضوع انظر: السيرة النبوية؛ ابن كثير (ت 774 هـ)؛ تحقيق مصطفى عبدالواحد، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان طبعة 1395هـ - 1976م، ج/2 ص: 465 وما بعدها.
[24] المرجع نفسه ص: 43، وفي رواية عن أسد بن وداعة أن عمر ذكر ابن مسعود، فقال: "كنيف مُلئ علمًا، آثرت به أهل القادسية"؛ سير أعلام النبلاء ج /1 ص: 491، مرجع سابق، وروى أبو البختري أن عليًّا كرم الله وجهه قيل له: أخبرنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه فقال: عمن تسألني؟ قالوا: عن عبدالله، قال: علم القرآن والسنة، وروى يزيد بن عميرة قال: لَما حضر معاذ بن جبل الموتُ، قيل له: يا أبا عبدالرحمن، أوصِنا، قال: التمسوا العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعبدالله بن مسعود، وعند عبدالله بن سلام، وقال هذيل بن شريح: سئل أبو موسى عن رجل ترك بنتًا وبنت ابن، وأختها، فقال: للابنة النصف، وللأخت النصف، وليس لابنة الابن شيء، قال: أبو موسى إيتِ ابن مسعود ... فجاء إليه، فقال: للبنت النصف ولبنت الابن السدس تَكملة للثلثين، وما بَقِيَ للأخت، فأتيتُ أبا موسى وأخبرته، فقال: لا تسألني عن شيء ما دام هذا الخبر فيكم، وقال علقمة: قدمتُ الشام، فلقيت أبا الدرداء، فسألته فقال: تسألني وفيكم عبدالله بن مسعود؛ (انظر طبقات الفقهاء، الشيرازي، ص ص: 43-44 مرجع سابق).

د. يوسف كرواوي



الساعة الآن 01:52 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام