أن الذي يعصي ربه، لا شك أنه حين المعصية لم يقرن شهوته بالعقاب على المعصية، والذي يهمل الطاعة ويتكاسل عنها، لم يقرن كسله عن الطاعة بالثواب عن الطاعة.
الذي يمتنع عن الطاعة، والذي يقبل عن المعصية، الاثنان جهلا، أو لم يقرنا الجزاء على الطاعة، والعقاب على المعصية، ولو أن واحدًا استحضر الجزاء على الطاعة، وضخامة الجزاء من الله، وبقاء الجزاء من الله، وخلود الجزاء من الله، ثم قارنها بما تعطيه الشهوة، لما جعل لهذه الشهوة مدخلاً.
وضربت مثلاً، هبوا أن شابًا عنده تشردًا جنسيًا، وجاءته فتاة من السويد، جميلة جدًا، ووجد له مكان يجتمع بها فيه، لكن لاحظ أنك بعد أن تأخذ شهوتك، سندخلك هذا التنور المُحمى، ساعة يراه، تنقطع شهوته.
فالذي يجرأ الناس على المعصية، أنهم لا يقرنون الجزاء والعقاب على المعصية بالمعصية، بل يرتبكون المعصية فقط، والذي يتكاسل عن الطاعة يفصل الجزاء عن الطاعة بالعمل.
ولذلك كل المجدين في الحياة، والمتكاسلين، الطالب الذي اجتهد في حياته، وقضى وقته في الاطلاع والمذاكرة، قارن نتيجة العمل بالعمل، "سيصبح لي مركز بعد ذلك في الحياة".
إذن فالذي قرن الجزاء بالجد على الجد، يهون عليه أمر الجد، وأما الذي يهمل فهو لم يؤت بالنتيجة أمام العمل.