من أعظم الأسباب التي تجعلني اليوم في حياتي في واقعي المعاصر أعيش حالة السلبية التي تكلمنا عنها والسكوت عن الإنحرافات وعن الخطأ الفردية والجماعية الخوف من الناس، الخوف من الآخرين، أخاف من قريبي وأخاف من أهلي وأخاف من هنا وأخاف من مسؤولين وأخاف من رئيسي في العمل وأخاف وأخاف وأخاف. دعونا ننظر لقول الله عز وجل
(وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ)
كنتم تخافون، من الذي منع الخوف عنكم؟
من الذي رفع الخوف والهيبة من نفوسكم وقلوبكم من الناس؟ من الذي أيدكم؟ من الذي رزقكم؟ من الذي أعطاكم يا مهاجرين يا من تركتم المشركين؟ من الذي جعل في قلوبكم هؤلاء المشركين من قريش وصناديد قريش من أمثال أبي جهل وغيره من الذي جعلهم كالأصنام التي من ورق؟ من جعلهم هكذا؟
من جعلهم لا يساوون شيئاً في نظركم؟
الله عز وجل.
إذاً هل بقي مبرر للخوف؟
هل بقي أي شيء يبرر خوفي وتقاعسي عن إحقاق الحق
عن أمري بالمعروف ونهيي عن المنكر؟
ثم تأتى الآية (بأيدينا) هناك عامل آخر الاموال والأولاد، وإلا بالله عليكم ما الذي يجعلني أصمت وأسكت وألوذ بالصمت المرير وأنا أرى الحقوق وهي تغتصب وتنتهك ما الذي يجعلني أسكت؟ خوفي على رزقي؟ خوفي على وظيفتي؟ خوفي على بيتي؟ خوفي على ماذا؟ من الذي أعطاني البيت والمال والأولاد ؟
ألم أخرج من الدنيا وأنا طفل ضعيف لا أملك شيئاً من حطامها، من الذي أوكل حتى وأنا جنين في بطن أمي من الذي أوكل إلى أمي تغذيتي؟
من الذي أوكل إليها العناية بي؟ من الذي أعطاني، من الذي ألبسني، من الذي سقاني، من الذي أطعمني؟ من الذي فتح عليّ؟ من الذي جعل لي عينين ولساناً وشفتين؟ من الذي جعلني أسير على قدمي؟ أليس هو الله؟ من الذي أعطاني ما أنا فيه؟ أليس هو الله؟ كيف أشكك في قدرته؟! كيف أشكك؟!
أنا أدّعي أني مؤمنة إن كنت مؤمنة حقاً على أن أؤمن أن الرزق بيد الله وأن الأولاد بيد الله وأن الأموال بيد الله وأن الوطن بيد الله وأن الأرض بيد الله، عليّ أن أقوم بما أمرني به الله عز وجل في كل هذا في كل ما أمتلك إن كنت أمتلك شيئاً على وجه الحقيقة لكي يحفظها الله عز وجل لي.
أما أن لا أراعيه في شيء مما أعطاني وأنتظر منه النصر فهذا محض توهّم وضحك على العقول وعلى الأنفس لا زلنا إلى اليوم نعيش فيه.