عتبة بن غزوان صحابي جليل.. كان معروفا قبل الإسلام بكونه حليفا لبني نوفل بن عبد مناف وكان من السابقين الأولين إلي اعتناق الإسلام والاستجابة لنداء الرسول صلي الله عليه وسلم بالهجرة إلي الحبشة أولا ثم الي يثرب واقترب من النبي صلي الله عليه وسلم وشارك في جميع الغزوات بدءا من بدروأحد والخندق وابلي بلاء حسنا في جميع الغزوات ومن بينها غزوة اليمامة
كان من السابقين الأولين إلي اعتناق الإسلام والاستجابة لنداء الرسول صلي الله عليه وسلم بالهجرة إلي الحبشةوبل وشارك كذلك في فتح العراق وكان واليا علي البصرة بعد النصر علي الفرس مباشرة .
الصحابي الجليل الذي كان سابع سابعة اعتنقوا الإسلام كان ينحدر من بني مازن أحد قبائل قيس عيلان، وكان حليفًا لبني عبد شمس بن عبد مناف، وقيل بني نوفل بن عبد مناف في الجاهلية وكان صاحب هجرتين حيث هاجر إلى الحبشة، ثم عاد فهاجر إلى يثرب مع مولاه خباب والمقداد بن عمرو، ونزل هو ومولاه خباب على عبد الله بن سلمة العجلاني رضي الله عنهم..
اقرأ أيضا:
ترك مزارع 300 قرية ولبس ثياب الزهد .. تعرف على السبب
سيرة الصحابي عتبة بن غزوان
الصحابي صاحب الهجرتين والذي أبدي صنوفا من المهارة خلال غزوات الرسول وسراياه كان صاحب قدر كبير بين الرسول صلي الله عليه وسلم و الصحابة رضوان الله عليهم وبمجرد وصوله الي يثرب أخي الرسول بينه وبين أبي دجانة رضي الله عنهما بل أنه شارك في جميع المعارك التي دارت خلال عامين ونصف من ولاية سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وبذل الغالي والنفيس من أجل نصرة الإسلام . .
المحطة الأهم في مسيرة الصحابي الجليل كانت في عهد سيدنا عمرو بن الخطاب وخلال فتح العراق حيث كان الجيش الإسلامي كلما أوشك علي النصر وكسر شوكة الفرس وإلحاق الهزيمة التامة بهم وصلت الإمدادات إلي جيش الفرس من كل حدب وصوب وهو أمر احتار معه فاروق الأمة حينما كان يصله البريد بتأخر النصر وهنا فكر الخليفة في قائد يكون قادر ا علي إلحاق الهزيمة بالفرس.
عتبة بن غزوان ومعركة الأبلة
أمير المؤمنين عمر وقع اختياره علي الصحابي الجليل عتبة بن غزوان وكيف لا وهو سابع سبعة اسلموا وصحابي رسول الله ومجاهد كبير ظهرت مهاراته في بدر واحد واليمامة حيث عقد له عمر بن الخطاب الراية وكلفه بفتح مدينة الأبلة التي كانت تشكل معقل إمداد الجيش الفارسي والسبب الأهم لتأخر النصر عن جيش المسلمين وهي المهمة التي قبلها الصحابي الجليل وقام بها خير قيام .
الصحابي الجليل نجح رغم قلة الجند وعبر الحيلة في تحقيق النصر للجيش الإسلامي حيث اشعر الفرس أن الجيش الذي يواجهونه هو مجرد طلائع فقط لجيش ثان وثالث بشكل بث الرعب في نفوس الفرس والحق الهزيمة بهم من غير أن يخسر جنديا واحدا وهو أمر كان محل تقدير شديدا من سيدنا عمر بن الخطاب الذي امتدح شجاعة الصحابي الجليل وقدرته علي كسر شوكة الفرس رغم قلة عدد جنوده الذين لم يتجاوزا الـ 600فارس ومقاتل
اقرأ أيضا:
معاذ بن جبل .. أعلم الأمة بالحلال والحرام
الصحابي الجليل عتبة بن غزوان وما أن من الله عليه بفتح الابلة حتي اختطّ مكانها مدينة البصرة بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب الذي استعمله عليها ليكون أول ولاتها، وقضى فيها ستة أشهر، ثم سار إلى المدينة المنورة يستعفي من الولاية، فرفض عُمر، وردّه إلى ولايته.
طلب الصحابي الجليل اعفاءه من ولاية البصرة كان تعود الي تحفظه علي بعض مواقف سيدنا سعد بن ابي وقاص قائد الجيش في العراق وتدخله المستمر في عمله ، وهو الامر الذي رد عليه سيدنا عمر بالقول في مخاطبة عتبة :" وما عليك يا عتبة أن تقر بالأمر لرجل من قريش ؟ قال : أولست من قريش ؟ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : حليف القوم منهم ولي صحبة قديمة .
مواجهة مع عمر حول ولاية البصرة
رغبة الصحابي عتبة في إعفائه من ولاية البصرة عبر قوله لسيدنا عمر: فوالله لا أرجع إلى البصرة أبدا اصطدمت برفض أمير المؤمنين حيث أصر الأخير علي عودة الصحابي الجليل إلي البصرة ورده إليها تقديرا لكفاءته ومهاراته القتالية وورعه وتقواه ولكن القدر لم يمهل الصحابي الجليل حيث لقي ربه في طريق العودة حيث أصابه مرض البطن ومات في الطريق عام 15هجرية عن عمر يناهز سبهة وخمسين عاما
عتبة بن غزوان مقاتل وراوي للحديث النبوي
مناقب الصحابي الجليل ابن غزوان لم تتوقف فقط علي الحرب والسياسة والولاية حيث كان راويا للحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم عدد من الأحاديث وروي عنه عديد من التابعين وتابعي التابعين ومنهم خالد بن عمير العدوي وقبيصة بن جابر وغنيم بن قيس المازني وشويس أبو الرقاد وحفيده عتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان وكذلك ورد في كتب البخاري ومسلم عدد من الأحاديث التي رواها الصحابي الجليل .