قال تعالى في وصف نبيه:
(عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ)
أي شديد عليه ما آثمكم، قاله ابن عباس.
فمع كل مع معصية تقعون فيها يتأذى رسولكم ويتألم..
فما لكم لا تشعرون!
ولا على مشاعر الحبيب تحرصون؟!
مفتاح السعادة محفوظ داخل خزانة القلب.
والله وحده هو الذي يملك القلوب، وهو الذي (يحول بين المرء وقلبه)،
فمهما بحثت عن السعادة عند غيره وفي من حولك فلن تجدها.
فهم ذلك ابن تيمية فقال:
(أنا جنتي وبستاني في صدري).
ليت التعساء يفهمون!
حرِموا من القرآن بذنوبهم.
فما وقع بلاء إلا بذنب.
وهل بلاءٌ أشد من فقدان دواء القلب وفوات الشفاء؟!
افتح مصحفك
من ألان لسانه بذكر الله في حياته؛ أسعفه لسانه بالذكر عند موته. سئل النبي :
أي الأعمال أحب إلى الله؟
قال: "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله".
في امتلاء السماء فجأة بالغبار، وتحول الصفو إلى كدر إشارة:
ما بين غمضة عين وانتباهتها.. يغيِّر الله من حال إلى حال!
قد تغيب حكمة الأحداث عن أعيننا ليمتحن الله قلوبنا في درس الإيمان واليقين،
ولذا رُوِي عن علي:
"الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين".
"وكَيفَ تَصبِرُ عَلَى ما لم تُحِطْ بهِ خُبرًا":
في سورة الكهف فكُّ معضلات وشفاء حيرة لكثير مما يجري حولنا. اقرأها بتدبر..
قراءة سورة الكهف كل جمعة لتثبيت القلوب وسط الفتن. وتعرض كل أنواع الفتن من مال وسلطان وعلم وفتنة الدين، لأنها متكررة، وطرق النجاة منها واحدة.
ومن تزاحمت عليه الأدعية والأذكار، فليكثر من الصلاة على النبي ففيها عظيم الأجر، وغفران الذنب، وذهاب الهمِّ والغمِّ.
بشراك!
ثباتك على الطاعة ومواظبتك عليها. ثباتك في الشدائد وصبرك.
هذان عاجل بشراك بباقي ألوان الثبات:
عند الممات، وعند السؤال، وعند الصراط.
كلما قلّ العِوض الدنيوي دلّ ذلك على كمال الثواب الأخروي!
فإن افتقدت مكافأة الناس لك على عملك أو ثناءهم عليك؛
فأبشر بأن مكافأة الرب لك أعظم!
ثناء الناس على العبد لا يُنقِص أجره، بل هو عاجل بُشرى المؤمن.
لكن إذا توقف الثناء من الخلق، واستمرت الطاعة من العبد؛ سيتضاعف ثواب الرب.
يدعو:
(ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا)..
وأكثر دعواته دنيوية لا آخرة فيها ولا جنة.. وكل طموحاته مادية لا إيمانية!
ويحك!
التعديل الأخير تم بواسطة امانى يسرى محمد ; 25-03-2020 الساعة 04:12 AM
(إِنْ تكونوا تألمون فإِنَّهم يألمونَ كما تَأْلَمون وَتَرْجونَ من اللَّه ما لا يرجون):
الكل يتألم، المؤمن والفاجر.
لكن المؤمن يتألم ويؤجر على ألمه في الآخرة.
والفاجر يتألم عاجلا مع عذابه المؤجَّل إلى الآخرة.
فالقادم أسعد للمؤمن..
وأشد على الفاجر.
مع أن النبي قال:
«شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»،
لكنه استثنى صنفين من أمته أخبر أنهما محرومان من شفاعته لقبح فعلهما:
«صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي : إمام ظلوم غشوم، وكل غالٍ مارق».
صحيح الجامع رقم: 3798
تغرب الشمس عندك حين تشرق في مكان آخر.
وهكذا أحوال العباد:
صعود وهبوط.
ويسر وعسر.
فدوام الحال من المحال.
فأبشِر أخي المبتلى بقرب الفرج وراحة البال.
تأنيب الضمير الذي يؤدي إلى عمل صالح إحساس محمود، ويؤدي بمرور الوقت والمواظبة على الصالحات إلى راحة القلب.
وهو قول بعض الصالحين:
"إن العبد ليعمل الذنب، فلا يزال أمام عينيه حتى يدخل به الجنة".
أما تأنيب الضمير الذي يُقعِد العبد عن الطاعات ويقنِّطه من رحمة الله، فهو من الشيطان، ومن وساوسه المشهورة ليجعل التوبة شاقة على العبد
المفهوم الحقيقي للفقر والغنى!
قال الشيخ علي الطنطاوي:
"وليس الغنى بكثرة المال ، بل بفقده مع الحاجة إليه.
فمن كان معه مليونان وهو يتمنى أن تكون ثلاثة فهو ناقص مليونا.
ومن كان معه ألفان وهو لا يطمح إلا إلى ألف فهو زائد ألفا".
إلى متى أنت باللذات مشغول ..
وأنت عن كل ما قدَّمتَ مسؤول!
في الحديث أن أهل الجنة لا يتحسَّرون إلا على ساعة لم يذكروا الله تعالى فيها،وذلك لِما يرون يوم القيامة من عظيم الجزاء وروعة العطاء.
فهلا اغتنمنا الغنيمة قبل ضياعها.
فإن ابن عطاء قال فينا ناصحا:
«الأنفاس جواهر».
لا تنسوا أن تؤدوا زكاة عافيتكم:
بأن تدعوا لأهل البلاء والمكروبين
كما تتصفح صفحتك أول اليوم، وتراسل أصحابك عبر رسائلك ومحادثاتك، فكذلك تصفح مصحفك، وراسل ربك عبر دعائك وصلاتك. هيا إلى وِرد قرآنك وصلاة الضحى
تذكَّر أن عطاء الله لك بحسب كرمه لا بقدر سؤلك!
هل فهمت الآن معنى حديث:
(فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس)
لعله لا يسوقك إلى الله مثل شدة تسيل فيها مدامعك تضرعا وتعلقا بالقوي القهار وتُقلِق منامك للوقوف بين يديه في الأسحار!
استراحات قلبية :
من أسباب تعب القلوب كثرة الذنوب.
العلاج:
في الحديث:
"إن العبد إذا قام يصلي أُتِي بذنوبه كلها، فوُضِعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه".
مضاعفات القوة:
إطالة الركوع والسجود بكثرة التسبيح
+
الدعاء فيهما
قيل للحسن:
إن قوما يتبعون السَّقَط من كلامك ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلا.
قال:
لا يكبر ذلك عليك، فقد أطمعت نفسي في خلود الجنان فطمعت
وأطمعتها في مجاورة الرحمن فطمعت
وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد لذلك سبيلا
لأني رأيتهم لا يرضون عن خالقهم، فعلمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم.
قال يحيى بن معاذ:
"الجنة حبيبة المؤمن، فمن يبيع الحبيبة بالبغيضة؟!".
يعني بالبغيضة الدنيا.
والجواب: باعها كثيرون مخدوعون ومغرورون وغافلون.
"وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا" الكهف
سنن الله الكونية حتمية، وهي خير مفتاح لاستشراف المستقبل.
لكن ..
لا يراها إلا أصحاب البصائر الإيمانية، المستمسكون بحبل الوحي.
قال ابن الجوزي:
"وإنما يتعثَّر من لم يُخْلِص".
أي تزل قدمه بعد ثبات، وينحرف بعد استقامة.
لذا تفقَّدوا قلوبكم من وقت لآخر:
لِمَ تكتبون؟
ولمن تعملون؟
ورضا من ترجون؟
وإلا سقطتم وأنتم لا تشعرون!
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم:
"لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل.
قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟
قال: يقول: قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء".
قال القرطبي:
"والقائل قد دعوتُ فلم أر يستجاب لي، ويترك الدعاء، قانطٌ من رحمة الله..
وفي صورة الممتن على ربه..
ثم إنه جاهل بالإجابة، فإنه يظنها إسعافه في عين ما طلب، وقد يعلم الله تعالى أن في عين ما طلب مفسدة".
"وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين"
نبيٌ ينصح نبيًا!
لا تظن يوما أنك مستغنٍ عن النصيحة، أو فوق مستوى النصح.
نبكي على من مات بدنه، ولا نبكي على من مات قلبه،
مع أن الأول قد يدخل الجنة، والثاني في انتظار النار!
كيف أعرف أن الله قد غفر لي ذنبي؟!
قالوا: من صَلُح عمله، فقد غُفِر ذنبُه!
واستدلوا بقوله تعالى:
(يُصلِح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم).
لا نلاحظ ما يقع حولنا من موت القلوب؛ لأنه يحتاج إلى بصيرة لا بصر، ولذا لا نخشى عقوبته، فقلَّ حذرنا من الذنوب، وزاد قربنا من أهل الفجور.
"ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".
تربية ربانية على: حسن الظن بالله التفاؤل عدم اليأس المثابرة وعدم استسلام تغليب الرجاء
ما استصعبتَ شدة، ولا ضاق بك عيش، ولا نال منك همٌّ ولا غمٌّ إلا هوَّن عليك ذلك: وداع ميِّت إلى الدار الباقية:
(وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )
فقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس..
وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون..
فإذا لم يحصل ذلك ، دل على أن في التقوى خللا ، فليستغفر الله ، وليتب إليه
[ابن أبي العز الحنفي]
قال ابنُ القَيِّم:
"النَّاسُ في الدُّنيَا مُعَذَّبُون عَلَى قَدرِ همَمِهم بِهَا".
فإذا كانت الآخرة همّك الأول، فنِعم العذاب الذي يورثك أعظم الثواب.
وإذا كانت الدنيا همّك، فتعب في الدارين، وشقاءٌ في الحياتين.
قال الله تعالى:
"والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس..أولئك الذين صدقوا".
صبرك علامة صدقك..
وإلا فما أسهل دعاوى الكاذبين!!
تسلية الصابرين
"إن الرجل ليكون له عند الله منزلة،فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلِّغه إياها".
رواه أبو يعلى-السلسلة الصحيحة
(فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا)
ابن عباس:
"الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاءوا،
فإذا انقطعت وصاروا إلى الله، استأنفوا بكاء لا ينقطع عنهم أبدا"
هنيئا له..هنيئا له..هنيئا له!
من لم يؤثر تأخر الإجابة على استمرار دعائه. وصدق اضطراره. وقوة يقينه. وحسن ظنه بربه.
الصبر شرط القيادة وعنوان السيادة،
ومفتاح الصبر هو اليقين بالجزاء والآيات
(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون).
قال مورِّق: "ما وجدتُ للمؤمن مثلا إلا رجل في البحر على خشبة، فهو يدعو:
يا رب..يا رب، لعل الله أن ينجيه".
الافتقار والاضطرار شعار الأبرار.
لا عجز عند المؤمن!
من جميل الدعاء النبوي: "واجبُرني": أي ما ضاقت به حيلتي وقوتي وعقلي وسعيي فاجبر كسري فيه بقوتك التي لا يُعجزها شيء.
ضاق صدرك لأنك لم تفتح مصحفك منذ زمن.
والله لو قرأت القرآن بغير تدبر لانشرح صدرك،
فكيف لو تدبرت فيه؟!
لمن شكا ضيق الصدر وعُسر الأحوال!
قال تعالى:
(فافسَحُوا يَفْسَح الله لَكُمْ)
قال الإمام الرازي:
"تدل على أن كل من وسع على عباد الله
أبواب الخير والراحة، وسّع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة".
كم غافلا سينزع ثوب الغفلة عن قلبه الليلة؟!
في الحديث: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين،..".
ما أيسر الثمن وأعظم الأجر.
"علام يتوفاني الله، وبم يختم الله لي؟!".
كلمات كفيلة بالقضاء على كل عُجْب وكِبْر،
وحث القلب على العمل الصالح رجاء حسن الخاتمة
تزداد الوحشة والقلق ويقل الأنس مع إدمان مطالعة صفحات التواصل.
ويزداد الأمن والسكينة والراحة بكثرة مطالعة صفحات المصحف.
والعاقل من يختار!
المؤمن همُّه تكثير حسناته ورفع درجاته، ولا يبالي إن كان ذلك بصبر على شدة أو شكر على نعمة، لثقته برحمة الله وحكمته.
(ربنا أفرِغ علينا صبرا):
في وجه الشدائد لا يكفي قليل الصبر؛
إلا أن ينهمر وينصب كالمطر الغزير على القلب.
لا يملك مفاتيح خزائن الصبر إلا الله!
قرأت قول ربي: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه).
ثم قوله: (وآتاكم من كل ما سألتموه).
فأيقنتُ أن الخير العميم في انتظار من يطرق باب الكريم.
القرآن فيه حاجة كل محتاج!
من قرأه ليزيد إيمانه زاد.
من قرأه ليزول خوفه زال.
من قرأه ليذهب حزنه ذهب.
من قرأه ليفوز بمحبة الله فاز
ما أشق عزل العبد في الدنيا عن المناصب والولايات،
فكيف بعزل الآخرة عن معالي الدرجات!
وليته كان العزل وحده.
بل والعذاب الأليم في دركات النار؟!
لا تصحب المتشائمين ولا اليائسين،
ولا (تقرأ) لهم، فهم الموت قبل نزول ملك الموت، وخروج روحك قبل أوانها.
كن على يقين أن لك مع طول دعائك وتأخير إجابتك خيرا قادما لا محالة.
لا أقول في الآخرة مؤجلا، بل وفي الدنيا معجلا
(سأريكم آياتي فلا تستعجِلون).
(إن وليي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين).
اجعلها دائما في دعائك:
(وتولّنا في من توليت)..
الأكثر شهرة هو أكثر استهدافا بسهام الرياء من شيطانه، وأسهل تعرضا لخدش إخلاصه. وليست الوقاية بالعزلة والاختفاء، بل بزيادة عبادات الخفاء!