( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا... ) لاتدري لعلَ غدًا يصلُح حالك ، ويذهب الله همّك ويرتاح بالك ، ثق بربك وألح عليه في سؤالك !! / عايض المطيري
لا معنى لمحاسبة النفس نهاية العام ؛ بل من يضمن بلوغ نهاية العام حتى يؤجل المحاسبة إليه (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) ./ سعود الشريم
إننا نتصور أحيانا بعقولنا القاصرة أننا نختار لأنفسنا حياتنا وفقا لحسابتنا وتدبيرنا فقط. فيجهد البعض منا نفسه في التحسب.. والتفكير.. لكيلا نشقى بما اخترناه في المستقبل وننسى أن المستقبل في النهاية بيد الله وحده وأن مبالغتنا في ذلك لن تغير مما كتب لنا اللوح المحفوظ شيئا”
عبد الوهاب مطاوع
الأيمان بالغيب له اثر كبير على الناس, حيث يزكيهم، ويربطهم بحبل الله المتين ؛ ليستعلوا على كل ما دون أمر الله من قليل وكثير، فيلجئون إلى ربهم بالذكر والاستغفار والطلب والرجاء من مالك الملك, مدبر الأمر، ذو الجلال والإكرام، فيعشون أعزاء ويموتون سعداء بلقاء الله، وغيرهم يعبدون البشر مثلهم، وان صاموا وصلوا و أدوا العبادات؛ لأنهم لم يقنوا بالله ويحسنوا الظن به.
لو أمنا أن المستقبل بيد الله وان الرزق والسعادة والشقاء بيد الله ودورنا أن نعيش لحظتنا في رضا الله، ونترك المستقبل لله يدبره بعلمه؛ لأرحنا أنفسنا من الكثير من الأعباء
عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء)) (1) . ورواه الترمذي
واللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه مقادير الخلائق سماه القرآن بالكتاب، وبالكتاب المبين، وبالإمام المبين وبأم الكتاب، والكتاب المسطور. قال تعالى: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ [البروج: 21-22 ]. وقال: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ [الحج:70] وقال: وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ [يس: 12]. وقال: وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ [ الطور: 1-3 ]. وقال: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ [الزخرف:4]
(درر السنية)
إن ضعف الإيمان بالله والاعتماد على الأسباب وترك رب الأسباب خلق كثير من المتسولين على أعتاب أسيادهم يحاولون إرضائهم ولو بسخط الله وظلم الناس أكل حقوقهم ظلما وزورا، ظانين بجهلهم أنهم يؤمنون مستقبلهم بإرضاء عبيد مثلهم لا يعلمون ما يكون في الغد من خير أو شر.
إذا أيقنا أن الغد بيد الله لا يعلمه إلا هو. فالخير و الشر والصحة والرزق الجاه والسلطان وكل ما يتعلق بالغد بيد الله ، فلماذا نربط مصيرنا بغير الله فنعيش الدنيا عبيد أذلاء على أعتاب البشر ونخسر الآخرة ورضوان الله