رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)
رمضان 1445
ثمان خطوات للاستعداد لرمضان
د. عمر بن عبد الله المقبل
1 – الاجتهاد في إنهاء ما قد يَشغل في رمضان من الآن، ومن أكثر ما يشغل الناس: الاستعداد للعيد بملابسه وتَبِعاته، فبعضهم لا يفطن لذلك إلى وسط رمضان! وكأن يوم العيد يومٌ مفاجئ!
2 – أن يتدرب الإنسان على بعض أعمال رمضان من الآن، كصيام ما تيسر من شعبان، وزيادة نصيبه من صلاة الليل، والزيادة على حزبه الذي اعتاده من القرآن ولو قليلاً.
3 – تهيئة أهل البيت معك، والتنويه عليه في الجلسة الأسرية:
- بتذكيرهم بقرب الشهر الكريم.
- وتدريب من أطاق منهم على بعض ما سبق ذِكره وما سيأتي.
4 – إذا وضعتَ مجموعةً من الأعمال في هذا الشهر فحاسب نفسك عليها يومياً؛ لتدرك أوجه الخلل، ومن أين أُتيت؟ فإذا دخل رمضان إذا بك قد تهيأت جيداً، وعرفت أوجه القصور.
5 – ومن أهم الخطوات: التدرب على قراءة القرآن بقلب، لغرض إصلاحه، لا لمجرد التلاوة، فالقرآن يَعظم أثرُه على القلب إذا قُرئ بقلب، فإن قُرئ بلسان لم يَكد يتجاوز أثرُه اللسان! قال الحسن: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار". فتأمل كلمة "يتفقدونها"، ولو لم تستعد لرمضان إلا بهذا لكفى!
6 – احرص على أن يكون لك خلوات خاصة، تنفرد فيها بذكر الله تعالى خالياً عن الناس والأجهزة والجوالات وكل ما يشغل؛ فلعل الله أن يهيئ لك قلباً يتلقى ذاك الشهر العظيم، ولعل الله أن يفتح عليه بدمعة؛ فتكون من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه".
7 – تقليل الخلطة بالناس إلا لحاجة: كوظيفة، وقضاء حوائج الأهل في الأسواق، وتخفيف الارتباط الذي لا مقصد منه إلا التسلية فحسب، وربما تضييع الوقت في غير فائدة! فإن الخلطة عموماً – بالتجربة والبرهان – إذا خرجت عن حد الحاجة أفسدت القلبَ وقسّتْه – كما هو معلوم في كل وقت – فكيف بمثل هذه الأزمان الفاضلة!
8 – كثرةُ الدعاء والإلحاحُ على الله تعالى في أن يبارك له في وقته وعمره، وأن يبارك له في شعبان ورمضان، واللهُ تعالى كريم، لا يخيّب مَن وقف على بابه، وفعل ما بوسعه من الأسباب
رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)
من أقوال السلف في ليلة القدر
فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فطوبى لمن وفقه الله فقام ليلة القدر قال الله عز وجل: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 1 - 3]، قال العلامة السعدي رحمه الله: فالعمل الذي يقع فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر خالية منها, وهذا مما تتحير فيه الألباب, وتندهش له العقول, حيث منَّ الله تعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى, بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر, عمر رجل معمر عمرًا طويلًا, نيفًا وثمانين سنة.
وهنيئًا لمن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا, قال عليه الصلاة والسلام : (( مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه ))؛ [متفق عليه].
للسلف أقوال كثيرة في ليلة القدر, اخترت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
● ليلة القدر خير الليالي:
& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وليلة القدر خيرته من الليالي.
● تسمية ليلة القدر بهذا الاسم:
& قال مجاهد: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر:1] ليلة الحُكم
& قال الإمام البغوي رحمه الله: سميت ليلة القدر لأنها ليلة تقدير الأمور والأحكام, يقدر الله فيها أمر السنة في عباده وبلاده إلى السنة المقبلة....وقيل: لأن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله لكونه مقبولًا.
ــــــــــــــــــ
& قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: في تسميتها بذلك خمسة أقوال: أحدها: القَدرَ: العظمة الثاني: من الضيق أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون. الثالث: أن القدر: الحُكم. الرابع: لأن من لم يكن له قدر صار بمراعاتها ذا قدر. الخامس: لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر.
& قال الإمام القرطبي رحمه الله: سميت بذلك لأن الله الله تعالى يقدر فيها ما يشاء من أمره إلى مثلها من السنة القابلة.
& قال العلامة السعدي رحمه الله: سميت ليلة القدر لعظيم قدرها, وفضلها عند الله.
● ليلة القدر في شهر رمضان:
& قال ابن مسعود رضي الله عنه: من يقم الحول يصبها. فبلغ ذلك ابن عمر رضي الله عنهما فقال: يرحم الله أبا عبدالرحمن, أما إنه علم أنها في شهر رمضان, ولكن أراد أن لا يتكل الناس.
& قال الإمام الشوكاني رحمه الله: ليلة القدر في شهر رمضان.
● الاختلاف في تعين ليلة القدر:
& قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: اختلف العلماء في ليلة القدر اختلافًا كثيرًا, وتحصل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر من أربعين قولًا.
& قال الإمام الشوكاني رحمه الله: وقد اختلف في تعين ليلة القدر على أكثر من أربعين قولًا, قد ذكرناها بأدلتها وبينا الراجح منها في شرحنا للمنتقى.
● أقوال السلف في تحديد ليلة القدر:
& قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا أرى ليلة القدر إلا ليلة السابعة والعشرين.
ــــــــــــــ
& قال زر بن حبيش رحمه الله: قلت لأبي بن كعب: يا أبا المنذر أخبرنا عن ليلة القدر, فإن ابن أم عبد يقول: من يقم الحول يصيبها. فقال: رحم الله أبا عبدالرحمن, أما إنه قد علم أنها في رمضان, ولكنه كره أن يخبركم فتتكلوا. هي والذي أنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ليلة سبع وعشرين, فقلنا: يا أبا المنذر أني علمت هذا؟ قال: بالآية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فحفظاها وعددناها هي والله لا تنسى, قلنا: وما لآية؟ قال: (( تطلع الشمس كأنها طاس ليس لها شعاع ))
& قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: النفس أميل إلى أنها في الأغلب ليلة ثلاث وعشرين أو ليلة سبع وعشرين, على ما قال ابن عباس أنها سابعة تمضي, أو سابعة تبقى وأكثر الآثار الثابتة الصحاح تدل على ذلك.
& قال الإمام السمعاني رحمه الله: الصحيح أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان.
& قال العلامة العثيمين رحمه الله: ليلة القدر في رمضان بلا شكٍّ من ليلة إحدى وعشرين إلى آخر ليلة، فكل ليلة من هذه الليالي يمكن أن تكون ليلة القدر.
● ليلة القدر ليس لها ليلة معينة:
& قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: ليلة القدر...ليس لها ليلة معينة لا تعدوها والله أعلم...ليست في ليلة واحدة معينة في كل شهر رمضان, فربما كانت ليلة إحدى وعشرين, وربما كانت ليلة خمس وعشرين, وربما كانت ليلة سبع وعشرين, وربما كانت ليلة تسع وعشرين, وقوله: (( في كل وتر )) يقتضي ذلك.
ـــــــــــــــــ
& قال الإمام ابن عطية الأندلسي رحمه الله: ليلة القدر مستديره في أوتار العشر الأواخر من رمضان, هذا هو الصحيح المعول عليه, وهي في الأوتار بحسب الكمال والنقصان في الشهر, فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة إلى آخر الشهر, لأن الأوتار مع كمال الشهر ليست مع الأوتار مع نقصانه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لثالثة تبقى, لخامسة تبقى, لسابعة تبقى )) وقال: ((التمسوها في الثالثة والخامسة والسابعة ))
& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان...وتكون في الوتر منها, لكن الوتر يكون باعتبار الماضي, فتطلب ليلة إحدى وعشرين, وليلة ثلاث وعشرين, وليلة خمس وعشرين, وليلة سبع وعشرين, وليلة تسع وعشرين. ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لتاسعة تبقى, لسابعة تبقى, لخامسة تبقى, لثالثة تبقى )) فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليال الأشفاع, وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى, وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى, وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح, وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر. وإن كان الشهر تسعًا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي. وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها في العشر الأواخر جميعه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: تحروها في العشر الأواخر. وتكون في السبع الأواخر أكثر. وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين.
& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: وهل هي معيَّنة؟ الصواب أنها ليست معيَّنة، لكن بعض الليالي أرجى من بعض، وأما أنها معينة بليلة واحدة فلا، ولا يمكن أن تجتمع الأدلة إلا بهذا القول.
ـــــــــــــ
● إخفاء ليلة القدر ليقع الجد في طلبها:
& قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ليلة القدر,...ساعة الجمعة, اشتركا في إخفاء كل منهما, ليقع الجد في طلبهما. قال ابن المنير في الحاشية: إذا علم أن فائدة الإيهام لهذه الساعة ولليلة القدر بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء ولو بيَّن لاتكل الناس على ذلك وتركوا ما عداها, فالعجب بعد ذلك ممن يجتهد في طلبها
& قال العلامة العثيمين رحمه الله: هي تنتقل، والله سبحانه وتعالى له حكمة في تنقُّلِها، حتى لا يعتاد الناس أن يقوموا تلك الليلةَ المعيَّنةَ، وألا يقوموا غيرها.
● من علامات ليلة القدر:
قال العلامة العثيمين رحمه الله: ليلة القدر، لها علامات: هدوء الليلة، وبياض السماء بياضًا بيِّنًا واضحًا، ومنها: شدة الضوء والنور؛ لأنه إذا نزلت الملائكة لا تنزل إلا بالخير والنور وهذا لا نطَّلِع عليه في وقتنا الحاضر ما دامت هذه الأنوار من الكهرباء ساطعةً فلا نُحسُّ به، لكن فيما قبل لما كانت البلاد ليس فيها أنوار من الكهرباء، كانت تتميَّز ليلةُ القدر عن غيرها ميزةً واضحةً بيِّنةً، ومنها: راحة المؤمن، واطمئنان قلبه، وانشراح صدره، وتوفيقه للدُّعاء والذكر، والأنس والنشاط، وهذه من الله عز وجل وليس باختيار الإنسان وهذا يشهَد له الواقع ومنها الرؤية قد يراها بعض الناس ويكون هذا من نعمة الله عليه إذا وُفِّق للقيام بما ينبغي أن يقوم به في تلك الليلة،
ومنها: حضور القلب في القيام؛ لأن القيام له خاصية في ليلة القدر، وهناك أيضًا علامة أخرى بعد انتهاء الليل، وهي طلوع الشمس، فإنها تطلُع صافيةً ليس لها شعاع، وهذا يستفيد منه المرء بأن يزداد فرحًا إذا كان قد وُفِّق في تلك الليلة للقيام والعمل الصالح.
ــــــــــــــ
● من فضائل ليلة القدر:
& قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر:1] أُنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة من الذكر الذي عند رب العزَّة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا, ثم جعل جبريل ينزل على محمد بحراء بجواب كلام العباد وأعمالهم.
& قال مجاهد في قوله تعالى: ﴿سلام هي ﴾ سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سُوءًا, أو يعملً فيها أذًى.
& قال الضحاك رحمه الله: لا يُقدر الله في تلك الليلة ولا يقضي إلا السلامة. وقال: لا يحل لكوكب أن يرجم به فيها حتى تصبح.
& قال عطاء رحمه الله: ﴿سلام ﴾ يريد سلام على أولياء الله وأهل طاعته.
& قال الشعبي رحمه الله: هو تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر.
& قال الكلبي رحمه الله: الملائكة ينزلون فيها كلما لقوا مؤمنًا أو مؤمنة سلموا عليه من ربه حتى مطلع الفجر.
& قال الفراء رحمه الله: لا يقدّر اللهُ في ليلة القدر إلا السعادة والنعم, ويقدّر في غيرها البلايا والنقم.
& قال الإمام السمعاني رحمه الله: ﴿سلام هي ﴾ أي: سلامة, والمعنى: أنه لا يعمل فيها داء ولا سحر ولا شيء من عمل الشياطين والكهنة.
& قال الإمام البغوي رحمه الله: ليلة القدر سلام وخير كلها, ليس فيها شر.
ـــــــــــ
& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ليلة القدر...يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة, لكثرة بركتها, والملائكة يتنزلون مع نزول البركة والرحمة, كما يتنزلون عند تلاوة القرآن, ويحيطون بحق الذكر, ويضعون أجنحتهم لطالب العلم.
& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار, لا سيما في ليلة القدر.
● خروج الشمس صبيحتها لا شعاع لها:
& قال الإمام النووي رحمه الله: قوله: (( أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها )) قال الفاضي عياض: قيل لا شعاع لها أنها علامة جعلها الله تعالى لها, قال قيل بل لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الملائكة وصعودها بما تنزلت به سترت بأجنحتها وأجسامهما اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها والله أعلم.
● التماس ليلة القدرة يحتاج إلى مجاهدة:
& قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: التماس ليلة القدر يستدعى محافظة زائدة, ومجاهدة تامة, ومع ذلك فقد يوافقها أو لا,...فالقائم لالتماس ليلة القدر مأجور, فإن وافقها كان أعظم أجراً.
● سؤال الله جل وعلا العفو ليلة القدر:
& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحًا ولا حالًا ولا مقالًا, فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر...من عظمت ذنوبه في نفسه لم يطمع في الرضا وكان غاية أمله أن يطمع في العفو, ومن كملت معرفته لم ير نفسه إلا في هذه المنزلة.
ـــــــــــــــــ
● الاعتكاف لالتماس ليلة القدر:
& قال العلامة العثيمين رحمه الله المعتكف يلتزم المسجد لطاعة الله عز وجل ليتفرَّغ للطاعة فالإنسان في بيته وسوقه يَلهو عن الطاعة, فيتفرَّغ للطاعة, ويتفرَّغ لانتظار ليلة القدر, لأن نبينا صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأُوَل يلتمس ليلةَ القدر, ثم اعتكف العشر الأواسط يلتمس ليلة القدر أيضًا ثم قيل له: إنها في العشر الأواخر، فاعتكف العشر الأواخر, فينبغي أن يعلم المعتكف أنه ليس المرادُ من الاعتكاف أن يكون سحوره وفطوره في المسجد فقط إنما المراد من الاعتكاف أن يتفرَّغ للطاعة وأن ينتظر ليلة القدر.
● الاعتكاف لالتماس ليلة القدر ولو رأى ليلة القدر:
& قال العلامة العثيمين رحمه الله: الاعتكافُ مسنونٌ في العشر الأواخر كُلِّها حتى لو رأى ليلة القَدْر؛ أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد عَلِمَ أن ليلة القدر ليلة الحادي والعشرين، واستمرَّ في اعتكافه؟ بلى، وهو عالِمٌ بها، وأنها قد مضت، ومع ذلك اعتكف العشر الأواخر، فنقول: ربما يكون اعتكافُكَ بعد أن رأيتها بمنزلة الرَّاتبة للفريضة؛ يعني أنه يُكمِل أجر الليلة، فهل منا مَنْ يتأكَّد أنَّه أعطى ليلة القدر حقَّها؟ أبدًا، كُلُّنا مُقصِّرون، نسأل الله أن يعاملنا بعفوه.
● ليلة القدر وليلة الإسراء:
& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ليلة الإسراء أفضل في حق النبي صلى الله عليه وسلم, وليلة القدر أفضل بالنسبة إلى الأمة, فحظّ النبي صلى الله عليه وسلم الذي اختص به ليلة المعراج منها أكمل من حظه من ليلة القدر, وحظ الأمة من ليلة القدر أكما من حظهم من ليلة المعراج, وإن كان لهم فيها أعظم حظ.
ـــــــــــــــ
● استدراك ما فات من ضياع العمر بقيام ليلة القدر:
& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: يا من ضاع عمره في لا شيء, استدرك ما فاتك في ليلة القدر فإنها تحسب بالعمر...فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي من الشهر, فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر.
روى الشيخانِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ))؛ (البخاري، حديث: 71 / مسلم، حديث: 1037) اقتداءً بهذه الوصية النبوية المباركة قمتُ بإعداد بعض أحكام الصوم في صورة سؤال وجواب؛ لكي يسهل على طلاب العِلم الكِرام معرفة أحكام الصوم وتعليمها للمسلمين، ولقد حرصتُ على كتابة مصدر الإجابة لكي يطمئنَّ طلاب العِلم الأفاضل، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
س1: ما هو تعريف الصوم؟
ج1: الصوم: هو الإمساك عن الطعام والشراب، وجماع النساء، وسائر المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بنية التعبُّد لله تعالى؛ (الفقه على المذاهب الأربعة، ج1، ص453).
س2: على مَن يجب صوم شهر رمضان؟
ج2: يجب صوم شهر رمضان على المسلم، البالغ، العاقل، الصحيح، المقيم، ويجب أن تكون المرأة طاهرة مِن الحيضِ والنفاسِ؛ (بداية المجتهد، ج1، ص422).
س3: كيف يثبت دخول شهر رمضان وخروجه؟
ج3: يثبت دخول شهر رمضان برؤية الهلال، ولو من عَدْلٍ واحدٍ مسلمٍ سليم البصر، أو إكمال عِدة شهر شعبان ثلاثين يومًا، ولا يثبت هلال شهر شوال إلا برؤية عَدْلَينِ مِن المسلمين؛ (المغني لابن قدامة، ج4، ص416: 420).
س4: إذا ظهر هلال شهر رمضان في بلد مسلم، هل يجب الصوم بهذه الرؤية على جميع البلاد الإسلامية، أم أن لكل بلد رؤيته؟
ج4: اختلف العلماءُ في مسألة اختلاف مطالع شهر رمضان على قولين معتبرين، ولكل منهما دليله من القرآن الكريم والسُّنة النبوية الصحيحة.
يرى أصحاب القول الأول: أنه إذا ظهر هلال شهر رمضان في بلد إسلامي، وجب على جميع المسلمين بدء الصوم.
ويرى أصحاب القول الثاني: بأن لكل بلد إسلامي رؤيته الخاصة به.
وهذا خلاف مشهور ومعلوم منذ عهد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز شرعًا أن يختلف أهل البلد الواحد في هذه المسألة، فيصوم بعضهم ويفطر آخرون؛ لأن هذا يترتَّب عليه مفسدة، لقد مرَّ على ظهور الإسلام أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، ولا يُعلم أن جميع المسلمين بدءوا صوم رمضان في يوم واحد؛ وعلى ذلك يجوز لعلماء كل دولة إسلامية أن يأخذوا بأحد هذين القولين المعتبرين، ويجب على كل مسلم أن يتبع دار الإفتاء في الدولة التي يصوم فيها ولا يخالفها؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج5، ص1748:1747).
س5: كيف يصوم المسلم في البلاد التي يطول فيها النهار جدًّا ويقصر الليل؟
ج5: المسلمون المقيمون في البلاد التي يطول فيها النهار جدًّا ويقصر الليل، يتبعون أقرب البلاد المعتدلة لهم، وهي البلاد التي يتسع فيها كل من الليل والنهار لما فرضه الله من صلاة وصوم على الوجه الذي يؤدى به التكليف، وتتحقَّق حكمته دون مشقة أو إرهاق؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج8، رقم 1139، ص2799).
س6: كيف يصوم المسلمون الذين يعيشون في بلاد غير إسلامية؟
ج6: يمكن للمسلمين الذين يعيشون في بلاد غير إسلامية أن يتراءوا هلال شهر رمضان، وإن لم يتمكنوا من ذلك، فإنهم يتبعون أقرب البلاد الإسلامية؛ (ابن عثيمين، نداء الريان، ج3، ص 34).
س7: ما حُكْم مَن نوى إن كان غدًا من رمضان صام وإن لم يكن منه أفطر؟
ج7: يجب على المسلم أولًا أن يتثبت من رؤية الهلال مع سؤال الناس، ثم ينوي على ما عَلم، فإن اضطر للنوم قبل العِلْم، ثم استيقظ وعلم أن هذا اليوم من رمضان، أو لم يكن تناول شيئًا من المفطرات، أتمَّ صومه، ولا قضاء عليه؛ (فتاوى ابن تيمية، ج25، ص100: 102).
س8: كيف ينوي المسلم صوم شهر رمضان؟
ج8: يجب على المسلم أن ينوي صوم رمضان أو أي صوم واجب قبل طلوع الفجر، والنية محلها القلب، ولا دخل للسان بها، وأمَّا بالنسبة لصوم التطوُّع فلا يُشترَط فيه أن تكون النية قبل طلوع الفجر، وتجوز أن تكون نية الصوم نهارًا إذا لم يتناول المسلم شيئًا من المفطرات؛ (المغني لابن قدامة، ج4، ص333).
س9: هل تجب النية في كل ليلة من رمضان أم تكفي نية واحدة للشهر؟
ج9: تكفي نية واحدة من أول شهر رمضان؛ ولكن لو قطع الصوم في أثناء الشهر بسفر أو مرض، وجب عليه أن ينوي من جديد؛ لأنه قطع النية بترك الصيام للسفر والمرض ونحوهما؛ (فتاوى ابن تيمية، ج25، ص215).
س10: ما حُكْم مَن ترك صوم رمضان منكرًا لوجوبه أو تركه تهاونًا؟
ج10: من ترك صوم شهر رمضان منكرًا لوجوبه فهو كافرٌ ومرتدٌّ عن الإسلام، وذلك بإجماع علماء المسلمين، وأمَّا من ترك صوم شهر رمضان عمدًا أو كسلًا، أو تهاونًا، فلا يكفرُ؛ ولكنه فاسق وعلى خطر كبير بتركه ركنًا من أركان الإسلام مجمعًا على وجوبه، ويستحق العقوبة والتأديب من ولاة الأمور بما يردعه وأمثاله؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج8، ص2793).
س11: ما حُكْم من أفطر يومًا مُتعمِّدًا بغير عذر شرعي في رمضان؟
ج11: إذا كان إفطار الرجل مُتعمِّدًا بجماع زوجته، فعليه القضاء والكفَّارة مع التوبة إلى الله تعالى، والكَفَّارة هي: عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطِعْ فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، وعلى المرأة مثل ذلك إذا كانت غير مكرهة، وإن كان الإفطار بأكل وشرب ونحوهما، فعليه القضاء والتوبة ولا كفَّارة عليه؛ (فتاوى اللجنة الدائمة، ج10، ص355).
س12: هل يجب على الآباء أن يأمروا أطفالهم الصغار بصوم شهر رمضان؟
ج12: إذا بلغ الأطفال سبع سنين وكانوا يقدرون على الصوم يُستحبُّ لآبائهم أو ولاة أمورهم أن يأمروهم بالصلاة وصوم شهر رمضان؛ لكي يتدربوا على ذلك ويعتادوه من الصغر؛ (فقه السُّنة للسيد سابق، ج1، ص499).
س13: ما حُكْم استخدام الحُقن نهارًا للصائم؟
ج13: يجوز استخدام الحقن غير المغذية، وهي التي لا يُستغنى بها عن الطعام والشراب، وأمَّا الحقن المغذية، وهي التي يستغني بها المسلم عن الطعام والشراب فلا يجوز استخدامها أثناء النهار؛ (فتاوى اللجنة الدائمة، ج10، ص 252).
س14: ما حُكْم من أكل أو شرب ناسيًا؟
ج14: من أكل أو شرب ناسيًا، فليتمَّ صومه، ولا شيء عليه، ويستوي في ذلك صوم الواجب أو التطوُّع، روى الشيخانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ))؛ (البخاري، حديث 1933 / مسلم، حديث 1155).
س15: ما حُكْم المضمضة من شدة الحر للصائم؟
ج15: المضمضة لا تُفسِد الصوم بشرط عدم المبالغة، وكل ما يُيسر الصوم ويسهله جائز، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبُّ الماء على رأسه من شدة العطش ومن شدة الحر، وهو صائم، وكان ابن عمر يبلُّ ثوبه ثم يضعه على جسده وهو صائم، وكان لأنس بن مالك حوض يملؤه ويدخل فيه وهو صائم، ويجب الحذر من تسرُّب الماء إلى الجوف؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج1، رقم 27، ص 98).
س16: ما حُكْم من أكل أو شرب عدم طلوع الفجر أو ظانًّا غروب الشمس؟
ج16:من بعد طلوع الفجر ظانا بقاء الليل فقضاء تلك الأيام واجب عليه عند جمهور أهل العلم إذا تبين له أن الفجر كان قد طلع بيقين، وأما مع الشك في طلوع الفجر، فلا يلزم قضاء، لأن الأصل بقاء الليل، جاء في المغني: مسألة: قال: وإن أكل يظن أن الفجر لم يطلع وقد كان طلع، أو أفطر يظن أن الشمس قد غابت ولم تغب فعليه القضاء، هذا قول أكثرأهل العلم من الفقهاء وغيرهم، وحكي عن عروة ومجاهد والحسن وإسحاق لا قضاء عليهم. انتهى.
س17: هل يجوز للصائم استخدام معجون الأسنان أثناء النهار؟
ج 17: استخدام معجون الأسنان أثناء الصوم غير مفسد للصوم ما دام لم يتسرَّب منه شيء إلى الجوف، فإن تسرَّب شيء إلى الجوف، فسد الصوم ووجب قضاء يوم آخر مكانه، ولا حرج في استخدام السواك أثناء الصوم لأنه سُنةُ؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج 5، ص 1736).
س18: ماذا يفعل من عجز عن الصوم لكبر السن أو مرض لا يُرجى شفاؤه؟
ج18: إذا عجز المسلم عن صوم رمضان لكبر سِنٍّ؛ كالشيخ الكبير، والمرأة العجوز، أو بسبب مرض مزمن لا يُرجى شفاؤه، قد أباح الله تعالى لهم الفطر في رمضان، ووجب عليهم أن يطعموا عن كل يوم يفطرونه مسكينًا؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج8، ص 2794: 2795).
س19: ما حُكْم صيام مَن استمر في تناول الطعام أثناء أذان الفجر؟
ج 19: يجب أن يكون من المعلوم لكل مسلم أن الأصل في الإمساك للصائم وإفطاره قوله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187]، فمن استمر في تناول الطعام والشراب أثناء أذان الفجر، فقد فسد صومه، ويجب عليه قضاء يوم آخر بدلًا منه؛ (فتاوى اللجنة الدائمة، ج10، ص 283).
س20: ما حُكْم صيام المسلم الذي لا يُصلِّي؟
ج20: يجب على كل مسلم، بالغ، عاقل، أن يُؤدي جميع الفرائض التي فرضها الله تعالى عليه حتى يصل إلى تمام الرِّضا من الله، فمن صام ولم يصلِّ، سقط عنه فرض الصوم، وبقي عليه إثم ترك الصلاة، يحاسبه الله عليها يوم القيامة، فليحذر الذين يتهاونون في الصلاة من عذاب الله تعالى يوم الدين؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج5، رقم 753، ص 1726).
س21: ما حُكْم صيام مَن أدركه الفجر وهو جُنُب؟
ج21: مَن أدركه الفجر وهو جُنُب، فليصم وليغتسل للصلاة، وكذلك المرأة إذا طهرت مِن الحيض أو النفاس قبل الفجر، فلتصم ولتغتسل للصلاة؛ (المغني لابن قدامة، ج4، ص 391: 393).
س22: ما حُكْم استخدام مرضى الربو للبخاخ أثناء الصوم؟
ج22: إذا كان الدواء الذي يستعمله المريض بواسطة البخاخ يصل إلى جوفه عن طريق الفم أو الأنف، فإن صومه يفسد، وإذا كان لا يصل منه شيء إلى الجوف، فصومه صحيح؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج5، رقم 764، 1757).
س23: هل يؤثر الغسيل الكُلوي على الصائم؟
ج23: من المعلوم أن اللهَ تعالى قد أباحَ الفطرَ للمريض مع القضاء، ويجب على الإنسان ألَّا يُكلِّف نفسه ما لا طاقة لها به، فغسيل الكُلية عبارة عن إخراج دم المريض إلى آلة (كُلْية صناعية) تتولَّى تنقيته ثم إعادته إلى الجسم بعد ذلك بدون أي إضافة للدم، وفي هذه الحالة يعتبر الصوم صحيحًا، وأمَّا إذا تم إضافة بعض المواد الكيميائية والغذائية؛ كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم، فسد الصوم وعليه القضاء؛ (فتاوى اللجنة الدائمة، ج10، ص 190: 191).
س24: ما حكم صوم الصائم الذي يشرب الدخان؟
ج24: شرب الدخان حرام في شهر رمضان أو في غيره، ومن شرب الدخان أثناء الصوم، فسد صومه، وعليه القضاء؛ (فتاوى شيخ الأزهر/ محمود شلتوت، ص 319).
س25: ما حُكْم مَن احتلم وهو صائم؟
ج25: إذا احتلم المسلم وهو صائم، فليتم صومه، ولا شيء عليه؛ ولكن يجب عليه الاغتسال للصلاة إذا كان قد خرج منه المَنِيُّ؛ لأن ذلك بدون إرادة منه؛ (فقه السُّنة للسيد سابق،ج1، ص 532).
س26: ما حُكْم مَن استقاء وهو صائم؟
ج 26: من استقاء (تعمَّد إخراج القيء) وهو صائم، فسدَ صومه، وعليه قضاء ذلك اليوم، وأما مَن خرج منه القيء بغير إرادته، فليتم صومه، ولا شيء عليه؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية،ج5، رقم 759، ص 1738).
ج27: الاستمناءُ حرامٌ، سواء في شهر رمضان أو غيره، ومن استمنى فأنزل منيًّا فسد صومه، وعليه التوبة، مع وجوب قضاء يوم آخر؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج5، رقم 766، ص 1759).
س28: ما حكم الصُّفرة أو الكُدْرة بعد الطُّهْر للمرأة التي تريد الصوم؟
ج28: إذا رأت المرأة صُفْرة أو كُدْرة بعد الطُّهْر، فإنها تصلي وتصوم، ولا يضرها شيء؛ ولكن عليها أن تتوضَّأ بعد دخول وقت كل صلاة مفروضة.
روى البخاري عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ شَيْئًا؛ (البخاري، حديث 326).
س29: ما حُكْم مَن ينزف دمًا وهو صائم؟
ج،29: إذا نزف المسلم دمًا بغير إرادته، فليتمَّ صومه، ولا شيء عليه؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية،ج5، رقم 767، ص 1761).
س30: هل يجوز لأصحاب المهن الشاقَّة الفطر في رمضان؟
ج30: أصحاب المِهَن الشاقَّة الذين يُضطرون للعمل في نهار رمضان، وليس لديهم ما يكفيهم وأولادهم، يجب عليهم أن ينووا الصيام قبل الفجر، ثم يصبحوا صائمين، فمن اضطر منهم للفطر، جاز له الفطر وأن يتناول ما يدفع ضرر الجوع والعطش عن نفسه، وينبغي عدم الجهر بالفطر أمام الناس، وبعد ذلك يقضي الأيام التي أفطرها؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية،ج5، رقم 768، ص 1763).
س31: ما حُكْم استخدام قطرة الأنف للصائم؟
ج31: مَن استخدم قطرة الأنف أثناء الصوم، فسد صومه؛ لأن الأنف منفذ إلى الحلق، ويجب عليه قضاء يوم آخر؛ (دار الإفتاء المصرية،ج5، رقم 754، ص 1728).
س 32: ما حكم قطرة العين والأذن للصائم؟
ج32: القطرة في العين والأذن لا تفطر الصائم؛ لأنها ليست منفذًا للأكل والشرب، فهي كغيرها مِن مسام الجسد؛ (فتاوى أركان الإسلام لابن عثيمين، ص 479).
س33: ما حُكْم حقنة التخدير وحشو الأسنان أو خلعها أثناء الصوم؟
ج33: ليس لذلك أثر على صحة الصوم؛ ولكن على الصائم أن يتجنب ابتلاع شيء من الدواء أو الدم، وحقنة التخدير لا أثر لها في صحة الصوم؛ لأنها ليست في معنى الأكل والشرب، والأفضل أن يكون ذلك ليلًا إلا عند الضرورة؛ (فتاوى ابن باز،ج 15، ص 259).
س34: هل يجوز للصائم أن يحتجم أو يتبرَّع بالدم؟
ج34: يجوز للصائم أن يحتجم وأن يتبرَّع بالدم بشرط ألَّا يؤدي ذلك إلى ضعف الجسم؛ (فتح الباري للعسقلاني،ج4، ص 205: 210).
س35: هل يجوز للصائم وضع العطور واستخدام السِّواك ووضع الكحل وتذوُّق الطعام؟
ج35: نعم، يجوز للصائم وضْع العطور واستخدام السِّواك ووضع الكحل، وأمَّا تذوُّق الطعام فيجوز عند الحاجة بشرط ألا يتعمَّد ابتلاع شيء منه؛ (فتاوى ابن تيمية، ج25، ص 266: 267).
س36: هل المعاصي كالغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور والاستماع إلى الغناء المُحرَّم ومشاهدة الأفلام تُبطِل الصوم؟
ج36: كل هذه المعاصي السابقة وغيرها إذا فعلها الصائم مُتعمِّدًا لا تبطل الصوم؛ ولكن ينقص أجر الصائم بقدر ما ارتكب من هذه المعاصي؛ (فتح الباري، للعسقلاني، ج4، ص 140).
س37: ما حكم صوم من جامَعَ زوجته عمدًا في نهار رمضان؟
ج37: إذا جامَعَ الصائم زوجته عمدًا وهي راضية في نهار رمضان، فسد صومُهما، ووجب على كُلٍّ منهما قضاء ذلك اليوم مع الكفَّارة، وهي: صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطيعا فعلى كل منهما إطعام ستين مسكينًا، فإن لم يستطيعا بقيت الكَفَّارة في ذمتيهما لحين ميسرة، وأمَّا إن كانت الزوجة مُكرهةً على ذلك فيجب أولًا أن تجتهد في دفع زوجها عنها، فإن جامَعَها بعد ذلك فلا كفَّارة عليها؛ ولكن وجب عليها قضاء ذلك اليوم فقط، ومَنْ جامَعَ زوجته أكثر من مرة في نهارٍ واحدٍ، وجب عليه القضاء وكفَّارة واحدة فقط؛ (المغني لابن قدامة، ج4، ص 373: 386).
س38: هل يجوز للرجل أن يُقبِّلَ زوجته وهو صائم؟
ج38: يجوز للرجل أن يُقبِّل زوجته إذا كان يستطيع أن يتحكَّم في نفسه، وإن لم يستطع وجب عليه أن يتجنَّب ذلك؛ لأنه قد يترتب عليه فساد صومه؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج5، رقم 759، ص 1738).
س39: ما حُكْم صوم من قَبَّل زوجته أو داعبها أثناء نهار رمضان فأنزل منيًّا دون أن يُجامِع زوجته؟
ج39: فسد صومه، وعليه التوبة مع قضاء يوم مكانه، وكذلك الزوجة إذا أنزلت ولا كَفَّارة عليه؛ لأن الكَفَّارة لا تجب إلا بالجِماع عمدًا أثناء الصوم في نهار رمضان؛ (فتاوى اللجنة الدائمة، ج10، رقم 1838، ص 308).
س40: ماذا تفعل المرأة الحامل أو المرضع إذا خافت على نفسها أو على ولدها من الصوم في شهر رمضان؟
ج40: يجوز الفطر للمرأة الحامل التي تخاف ضررًا على نفسها أو جنينها من صوم رمضان، وكذلك المرضع التي تخشى ضررًا على نفسها أو رضيعها من الصوم، ويجب عليهما فقط قضاء ما أفطرتا من الأيام، كالمريض الذي لا يقوى على الصوم، أو يخشى منه على نفسه مضرة، قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 185]؛ (فتاوى اللجنة الدائمة، ج10، ص 220).
س41: ما حُكْم استخدام الصائم للحقنة الشرجية أثناء النهار؟
ج41: استخدام الصائم للحقنة الشرجية نهارًا مفسد للصوم وعليه قضاء يوم؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج 5، رقم 759، ص 1740).
س42: ما حكم صوم المريض الذي نصحه الأطباء بالفطر في رمضان؟
ج42: من كان مريضًا ونصحه طبيب ثقة بضرورة تناول بعض الأدوية في نهار رمضان وإلا تعرضت حياته للخطر وجب عليه الفطر، وعليه القضاء عندما يتم شفاؤه؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج1، رقم 32، ص 106).
ج43: لا يجوز للمسلم المكلف الإفطار في رمضان من أجل الامتحانات؛ لأن ذلك ليس مِن الأعذار الشرعية؛ (فتاوى ابن باز، ج15، ص 249).
س44: ما حُكْم صوم الوصال؟
ج44: الوصال: هو أن يصوم المسلم يومين أو أكثر مواصلًا الصيام، دون أن يفطر بينهما ليلًا، وهذا النوع مِن الصيام نهى عنه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ (البخاري، حديث 1966 / مسلم، الصيام، حديث 58).
س45: هل يجوز للمرأة أن تتناول الأدوية التي تمنع الحيض لتصوم مع الناس؟
ج45: نعم يجوز لها ذلك، بشرط أن يُقرِّر الأطباء الثقات أن هذه الأدوية لا تضرها؛ ولكن الأفضل لها أن تترك ذلك؛ لأن الحيض كتبه الله تعالى على النساء، وجعله لهُنَّ رخصة في الفطر مع وجوب القضاء بعد ذلك؛ (بحوث وفتاوى إسلامية للشيخ/ جاد الحق، ص 596).
س46: ما حكم صوم المرأة إذا حاضت أو نَفست أثناء الصوم؟
ج46: إذا خرج من المرأة دم الحيض أو النفاس في أي وقت من نهار يوم الصوم ولو في آخر لحظة، فسد صومها وعليها القضاء؛ (المغني لابن قدامة، ج 4، ص 397).
س47: هل يجوز للمرأة استخدام أدوات التجميل أثناء الصوم أمام محارمها؟
ج،47: نعم يجوز استخدام المرأة لأدوات التجميل، التي لا تضرها أمام النساء، أو أمام محارمها الرجال، نهارًا أثناء الصوم بشرط ألا يتحلَّل منها شيء مع اللُّعاب ويدخل إلى الجوف، فإن دخل شيء مع اللعاب إلى الجوف فسد الصوم، ومن المعلوم أن استخدام المرأة لأدوات التجميل أمام غير محارمها الرجال حرام؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج5، رقم 759، ص 1738).
س48: ما هي السُّنَّة عند إفطار الصائم؟
ج48: من السُّنَّة أن يفطر الصائم على رطبات قبل أن يُصلِّي المغرب، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن تمرات، أفطر على الماء، فإنه طهور؛ (حديث حسن صحيح) (صحيح أبي داود للألباني، حديث 2065).
س49: ما حُكْم ما يفعله بعض الصائمين من النوم نهارًا والسهر ليلًا؟
ج49: لا حرج في النوم نهارًا وليلًا إذا لم يترتب عليه إضاعة شيء من الواجبات، ولا ارتكاب شيء مِن المحرمات؛ (فتاوى ابن باز، ج15، ص 318).
س50: ماذا يقول الصائم عند الإفطار؟
ج50: يُستحبُّ أن يقول الصائمُ عند الإفطار: ((ذَهَبَ الظَّمَأ وابتلَّت العُروقُ، وثَبَتَ الأجْرُ إن شاء الله))؛ (حديث حسن) (صحيح أبي داود للألباني، حديث 2066).
وأما إذا أفطر المسلم الصائم عند مسلمين، فإن من السُّنَّة أن يدعو لهم قائلًا: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبْرارُ، وصَلَّت عليكم الملائكة))؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني، حديث 3263).
ج51: الصوم في السفر أفضل لمن قدر عليه، والفطر أفضل لمن لا يقوى على الصوم، وإن كان هناك ضرر محقق، يكون الفطر واجبًا؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج5، رقم 752، ص 1725).
س52: ما حُكْم الفطر في السفر بوسائل النقل الحديثة المريحة؟
ج52: قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184] لقد أباح الله الفطر في السفر إباحة مطلقة، والله يعلم بأنه سوف توجد وسائل نقل مريحة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ)) والمسافر مُخيَّر بين الصوم والفطر، فمن صام فلا حرج عليه إذا لم يشقَّ عليه الصوم، فإن شقَّ عليه الصوم كُره له ذلك؛ (فتاوى ابن باز، ج15، ص 235: 238).
س53: متى يفطر المسلم إذا أراد السفر؟
ج53: إذا نوى المسلم الفطر في سفر مباح تُقصر فيه الصلاة، فلا يبدأ في الفطر حتى يترك حدود البلد الذي سوف يسافر منه؛ (المغني، ج4، ص 345).
س54: ما حُكْم المسافر الذي وصل إلى محل إقامته في شهر رمضان؟
ج54: إذا دخل المسافر بلدًا فنوى الإقامة بها أربعة أيام فأقل، فله أن يفطر ويقصر الصلاة، وأمَّا إذا نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام، وجب عليه الصوم وإتمام الصلاة؛ (مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية، ص 361).
س55: متى يفطر المسافر بالطائرة؟
ج55: إذا كان المسلم بالطائرة في نهار رمضان، ويريد أن يستمر في صيامه إلى الليل فإنه لا يجوز أن يفطر إلا بعد غروب الشمس بالنسبة للركاب؛ (فتاوى اللجنة الدائمة، ج10، ص 137).
س56: ما حُكْم الصائم إذا سافر إلى دولة خالفت دولته في بدء الصوم؟
ج56: إذا بدأ أحدٌ الصومَ في بلده ثم سافر إلى بلد آخر، وقد صام أهل هذا البلد قبله أو بعده، فإن حكمه في الصوم يكون تبعًا للبلد الذي سافر إليه، فيفطر معهم، ولو زاد عن ثلاثين يومًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ وَالْفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ))، وإن نقص صومه عن تسعة وعشرين يومًا فعليه إكماله بعد العيد إلى تسعة وعشرين؛ لأن الشهر لا ينقص عن تسعة وعشرين يومًا؛ (فتاوى اللجنة الدائمة، ج10، ص 129).
س57: ما هي المسافة التي يجوز للمسافر فيها أن يقصر الصلاة ويفطر في رمضان؟
ج57: كل ما يُسمَّى في عُرْف الناس سفرًا، وقدَّر العلماءُ مسافة السفر بمقدار ثمانين كيلو مترًا تقريبًا؛ (فتاوى اللجنة الدائمة، ج10، ص 203).
س58: كيف يصوم سائقو الشاحنات والسيارات لمسافات طويلة؟
ج58: سائقو الشاحنات والسيارات لمسافات طويلة، ما داموا مسافرين يجوز لهم الفطر في رمضان؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 185]، وعليهم القضاء، فمن كان يُضطر منهم للعمل طوال العام فيمكنه أن يقضي الأيام التي أفطرها أثناء سفره في أيام الشتاء؛ لأنها أيام قصيرة، فلا يشعر فيها الإنسان بشدة الجوع والعطش؛ (ابن عثيمين، نداء الريان، ج3، ص 261: 262).
س59: ما حكم مَن مات وعليه قضاء صوم أيام من شهر رمضان؟
ج59: مَن مات وعليه قضاء صوم أيام من رمضان، ولم يتمكَّن من القضاء؛ إما لضيق الوقت، أو لعذر شرعي؛ كمرض أو سفر، أو عجز عن الصوم، فهذا لا شيء عليه، وأما من كان في قدرته قضاء هذه الأيام ولكنه فرَّط في قضائها وجب أن يُطعم عنه لكل يوم مسكين؛ (المغني، ج4، ص 398).
س60: ما حكم تأخير قضاء أيام رمضان بغير عذر حتى دخل رمضان التالي؟
ج60: المسلم الذي يُؤخِّر قضاء أيام رمضان بغير عذر حتى رمضان التالي، وجبت عليه الكفَّارة وهي، إطعام مسكين عن كل يوم، سواء كان ذلك لجماعة مرة واحدة أو لواحد عدة مرات، ولا يجزئ دفع النقود عن الإطعام؛ (المغني لابن قدامة، ج4، ص 398: 400).
ختامًا:
أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلا أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وأن يجعله ذُخْرًا لي عنده يوم القيامة، كما أسألهُ سُبْحَانَهُ أن ينفعَ به طلابَ العِلْمِ الكِرَامَ، وأرجو من كُلِّ قارئ كريم أن يدعوَ اللهَ تَعَالَى لي بالإخلاصِ والتوفيقِ والثباتِ على الحق، وَحُسْنِ الخاتمة، فإن دعوةَ المسلمِ الكريم لأخيه المسلمِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتجَابةٌ، وأختِمُ بقولِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].