رد: دررٌ من أقوال الشيخ عبد العزيز الطريفي...(متجددة)
الدعوة إذا لم تكن متضمنةً للاحتساب على المنكر فهي ناقصة الخير{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }.
الأمان الذي أعطاه الله الأمّة من العقوبة هو بوجود (المصلح) {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ.}
الإصلاح مرتبة فوق الصلاح
من نظر في الحق بتجرد فهمه في لحظة ومن بيّت العناد فلن يزيده الزمن إلا تحايلا فقوم نوح سمعوا الحق ألف سنة إلا خمسين عاما وما آمن منهم إلا قليل.
استعجل بعمل الخير، وإن كان العمل بعيداً عنك فاستعجل بنية الخير فإن عجزت عن العمل فلك أجره كاملاً {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} .
من عجز عن قيام السحر فلا ينبغي أن يعجزَ عن الاستغفار فيه
{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} قال ابن كثير: دل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار
.
كلّ محرّم يسهل تحليله متى ما وُجد الهوى
{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
إذا وُجد الهوى انفرط الدين كانفراط العقد مسألة تتلوها أُخرى.
من أفتى في الدين فتوى باطلة بالهوى فلا تقبل توبته حتى يُعلن خطأه لأن الله قال بعد لعن من أفتى بالباطل {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ}
.
يبدأ الفساد في الأمم والشعوب من أعلاها ثم يقلدها أدناها
الإفساد يكون خلفه قـلّـة قليلة تنسج خيوطه للناس ليفسدوا، فقوم صالح هلكوا كـلّـهم بسبب تسعة{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ }
يمسّ الله عبده ببلاء ليُذكِّره أن من حوله لن ينفعه ولا يملك دفع ضره إذا أراده الله بسوء .. {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} .
التمسك بالحق والابتلاء عليه والصبر على ذلك .. ثلاثة إذا اجتمعت في إنسان فهو أقرب الناس إلى الله بل وبعينه يرعاه (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ).
إتمام الله لدينه لن يكون برضا الكفار وسماحة التقارب فقط بل لا بد من وجود الإكراه، قال تعالى: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} .
إذا كان الإنسان (كنوداً) لربه: يذكر المصائب منه وينسى نعمه عليه، فكيف بحاله مع الناس يذكر الشر وينسى الخير. (إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)
مقادير الخلق ثابتة : والعظيم عندك مَن عظّمته أنت والحقير كذلك، الخطأ في تعظيم أحد يُخل في قدر غيره، ولكن عظمة الخالق عندك تضبط مقادير الخلق لك . قال تعالى: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} .
الإنسان لن يتوقف عن المخاصمة والجدل ولو رأى علامات الساعة الكبرى كلّها حتى تقوم الساعة وهو يخاصم
النفوس إذا تطبعت على الخطأ وطال الزمن عليها تصلبت حتى تكون أقسى من الحجارة في وجه التحول {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قلوبهم} تليينها يحتاج إلى قوة .
لا تتمكن أمة بعد ظلم إلا بابتلاء شديد، فبنو إسرائيل ما انتصروا على فرعون إلا بعد أن قتّل مواليدهم ثم من آمن منهم. قتل منهم وصلب وموسى عليه السلام فيهم.
يصعد الظالم على سُلّم الظلم، فلا تحزن لارتفاعه فله خطوة على غير عتب . (أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا)
كل حاكم ملك بلاداً لأجل سؤدده، إذا خاف على ذهاب ذلك ممن تحته، لا يمتنع عن إبادتهم ولو بقي وحده كفرعون لما خاف موسى قال : {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ }
فرعون هو الذي جمع السحرة من المدينة واحداً واحداً ليهزم موسى فلما خالفوه جعلهم خلية مؤامرة رئيسها موسى {إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} .
ولشدة عناده يكون أكثر عداءً للحق من المبطل الأصلي.
من أدام مجاورة الأذى لم يشعر بنتنه،
فالأفكار كالأقذار تُستنكر ثم تؤْلَف .
جعل الله عقوبة آدم وحواء في الجنة عدم ستر البدن (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا) ..
جعلها الله عقوبة لنبي وتتخذها حضارة العصر تقدماً !!
إذا صنعت لأحد معروفاً فلا تطلب منه الدعاء لك وإنما توجه لله متوسلا بعملك: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)
إثنان لا ينبغي لعاقل أن يقبل مدحهما: 1- من هو أقل منك معرفةً وعلماً لأنه جاهل بك. 2- من يخافك ويرجوك لأنه منتفع منك. وكل متكبر تغذى منهما
أعظم الكرامات الثبات على الحقّ حتى الممات
من أعظم الحسرة أن يكتم العالم الحقّ مؤملاً للجاه،
فيذهب عمره فلا أمسك بجاه، ولا نطق بحق .
لم تسقط دولة إلا ببطانة سوء، حجبت عنه الخير، ومرّرت له الشر،
فانفصل أمر الحاكم عن انقياد المحكوم، وتفرّقوا بعد اجتماع .
إذا أُهين الضعيف في أمة ودولة أهانها الله بين الأمم، ففي الحديث:
رد: دررٌ من أقوال الشيخ عبد العزيز الطريفي...(متجددة)
كل تحرر من أمر الله هو عبودية لأمر الشيطان،
الإنسان خُلق ليُطيع فليختر سيده
الرجاء والخوف هما معيارا العبودية، والناس عبيد لمن خافوا ورَجوا
(الظهور) هو أن ترفع الحق على أكتافك ليظهر، لا أن ترتفع على أكتاف الحق لتظهر.
قد يهدي الله عبده للحق ولا ينصره،لأنه توكل عليه بالاهتداء فقط
(وكفى بربك هاديا ونصيرا)
فتوكل على الله في طلب الهداية للحق وفي العمل به تنتصر
إذا كنت تريد معرفة قدر الله في قلبك فانظر إلى من تلجأ عند نزول البلاء بك،
فإن الإنسان لا يلجأ إلا إلى أعظم نصير في قلبه
إن رَفَعْت النفسَ فوق حقها تكبرت وازدرت الحق،
وإن وضعتها تحت حقها ذلّت للباطل
من علامات المنافق حميّته لليهود أكثر من حميّته للإسلام وأهله
(الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ)
كلما زاد نفاق النفس زاد ترقبها للنقد وقلقها منه، الواثق من رأيه مما يقلق وليس لديه شيء يُخفيه
(يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ)
لا يخاف من النقد إلا من لديه شر يُخفيه، أو لديه خير يُبديه،
فالأول منافق والآخر غير واثق
..
يقيسون صحة سلامة حُكم الله على سلامة دنياهم تبعاً
(إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ
وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ)
وهنا يخلط المنافقون !
ينظرون إلى المصلح أنّـه غارق بآراء الوهم مندفع لها
{يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم
ومن يتوكل على الله فإنّ الله عزيز حكيم}
عدم اقتناع الناس بقولك يجب أن لا يزيل إيمانك به فبعض الرفض عناد،
ولن تكون أقوى حجة من الأنبياء
{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ} .
الحوار ليس سبيلاً موصلاً للانقياد دوماً
{ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى}
كل الحجج لا تثني العقول المتكبرة عن غيّها فلا بد من الجهاد لبعضها.
تحميل قول المتحدث ما لايحتمل تشويها فعله المشركون فقد حرم النبي الربا فصاحوا
(حرم علينا البيع) فأنزل الله مفرّقاً (أحل الله البيع وحرم الربا)
يربطون الفكر بالأفراد فيتشوه لديهم الحق تبعاً لما صنعوه من تشويه لأهل الحق
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء)
لا تُنكر الخطأ الهيّن وتترك المنكر البيّن ..
لأجل أحدٍ يريد منك ذلك، أو مسايرة لمن فقد الموازين.
لله ميزانٌ، انصبه بينك وبين الناس واحكم به
ليس كل صادق في قوله صادق من قلبه
والابتلاء يميز من يتحدث بعاطفة عمن يتحدث بعقيدة
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نعلم الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ )
المنتكسون عن الحق يرجعون غالباً إلى ما كانوا يفعلونه في السر ..
فقوّي صلتك بالله في السر يحفظك عليها في العلانية
في بيان الحق لا تفر من خصومة أحد،
وتقع في خصومة الله.
كثيراً مايتشابه كلام القائلين ولكن أثره في النفوس يختلف
لأن العبرة ليست بالعبارة وإنما بمشتريها هل هو الخالق أم المخلوق..
فلا بد لها من ثمن.
كل من أسخطتَ الله لترضيه، فلا بد أن يُسخطك ليُرضي غيرك،
فاترك رضاه لله قبل أن يترك رضاك لغير الله .
كلُّ بناءٍ بني على عجل فهو هش، وكل فكر سطع بلا تدرّج فهو إلى أُفول،
وكل شخص ساد بلا أطوار فهو إلى اندثار ..
فالشُهب الساقطة أسطع من الثابتة
الحق لا يكون دقيقاً ومعه ذرة طمع للدنيا،
لأنه ينحرف بمقدار الطمع المخالف له،
ويزداد بغياً بمقدار الطمع الموافق له .
وهذه تجارة الحق الخفيّة.
فصل الدين عن الحياة والمعاملات سنّة جاهلية قديمة(قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ)
كثيراً ما ينجو العالِم من فتنة المال فيقع في فتنة الجاه فيبحث عنه كما يبحث الرجل عن ضالته، فيبيع دينه ليُقال:
فلان فعل وفلان قال !
كما يجب محاربة الفقر والجوع فيجب محاربة العري (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ) الجوع تحاربه حتى البهائم ويتميز الإنسان عنها بحرب العري
لا تعجب من ثبات المعاند على الباطل أمام البينات فتشك بالحق
وإنما اعتبر بقدرة الله يُري قلبه الحق ويقيده عن اتباعه
(اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)
لا يموت الحق بموت أحد، فإنه إن لم يمت بموت الأنبياء
فمن باب أولى من دونهم من الأصفياء .
لكل أحد أن يقول رأيه ولكن إذا جاء حكم الله فلا رأي لأحد،
فالله أمر نبيه أن يحكم بما أراه الله لا بما يراه هو