لطالما حدثت نفسي بنهايات المرء وهل على الخير أم على السوء ستختم أعمالنا وحياتنا ...
فياليت الأيام ما أسرعت دورتها ,, وياليت الليالي ما أعقبت أقمارها ,, وياليت القوم لم يعملوا سوءاً ( لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم )).
جميل ٌ أن يحسن العبد الظن بربه فالرب عند ظن العبد به ,, وجميل أن نزرع الثقة فى قلوبنا بربنا ونرويها بماء العمل الصالح والتقوى (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات ٍ من السماء والأرض )).
قابلت الأخ محمد مرة ً في مدينة ..... وكان الإخوة قد كلفونا ببعض المهام الدعوية وكنت في طريقي للقاء الطيبين من الشباب لتحضير مؤتمر عام بالمجمع النظري احتجاجا على بعض الظروف وقتها ،
وركبت الكوبري ونزلت ... ووقفت .. وانتظرت لأني لم أكن أعرف المكان .. وقابلت الأخ محمد ...
ياااااه ... يأتي من بعيد ،، عرفته من مشيته و(الشنطة ) التي على كتفه ... أقبل نحوى ... قلت ياترى هل يتذكرني ...؟؟
فقلت لا ؟ وقلت نعم ... لكنى تيقنت أنه يتذكرني فقد أتى نحوى مبتسما ابتسامة لن أنساها ... أشعر أنها خرجت من قلبه قبل أن ترسمها شفاهه .. ابتسم وقال لي : " رايح فين ؟؟ " فابتسمت ولأن الأمر كان مكتما جدا دردشت معاه محاولا إبعاده عن لب الموضوع ..فابتسم مرة أخرى وبحكم الخبرة والعمل الدعوى قال لي : ربنا يوفقكم ..على فكرة أنا شفتهم كلهم متجهين لشقة .... إنت ما رحتش ليه ؟ فقلت له منتظر أخ سيأتي ونذهب سويا .. فدعا لنا ثم انصرف ....
أراه هناك فى مؤتمرات الجامعة السابقة حينما كنت فى أولى كلية وثانية ... يالله ...أيام مضت لم نعلم أكتبت لنا أم كتبت علينا.
أراه يجرى هنا وهناك فى قلب المؤتمر وبيده وريقة مكتوب فيها صيغ الهتافات وأراه يهتف ...
مرت السنون , وتتابعت الأيام , وتعاقبت الساعات والدقائق , ثم التقيته فى لقاء آخر قريب من بلدنا ...ثم لم ألتقيه بعدها ....
كنا جالسين وحكى لنا أحد الإخوة :
كان الأخ محمد آتيا من محل صيانة الموبايلات الذي كان يفتحه فى مدينة ....
وبالليل يأتي متأخرا وفى مدخل بلده حيث لا نور..
يصطدم بماكنته( موتسيكل ) فى سيارة كارو ويرتطم بالأرض وينزف الدم على جسده ,, ويهرول سائق السيارة الكارو ولكنه لم يهرول لنجدة الأخ محمد ولكن لسرقة ما بمحفظته من مال ومتاع (( هي كالحجارة أو أشد قسوة)) ,, وترك محمد مرمى على الأسفلت وللعلم اندثر مصحفه معه على الأرض ....
كانت صلاة الفجر .. وكأن شيئا لم يحدث ,, وظلت القرية صامتة ,, إلا أن بزغ نور الصباح ومع ذهاب الفلاحين بدوابهم إلى الحقول شاهدوا جثة شاب ٍ ملقاة على الأرض فهرعوا إليه وشاع الخبر وانتشر ..
وجاءت الإسعاف ومحمد ينزف طوال الليل .. فلا احد معه
وينقل على الفور لقسم العناية المركزة أو الإن عاش ...
وهنا موقف آخر أشد عجباً من السابق ::
الأخ الذي حكى لنا القصة أو موقف الوفاة له بنت أخته ممرضة فى المستشفى العام عندنا فى المركز .. وهى أخت صديقي أصلا فأعرفها معرفة شخصية ...
حكت له بأن محمد دخل فى غيبوبة من أول ما جاء إلى المستشفى نظرا لحالته والنزف الشديد الذي استمر من الليل إلى طلوع الفجر ....
لكنها قالت انه عند كل وقت صلاة يستيقظ للحظات ثم تجيئه غيبوبته
وقت الظهر والعصر والمغرب والعشاء يفيق وقت الصلاة للحظات ثم يتوه مرة ً أخرى وهكذا ... حتى صلاة الفجر ..
أه
وما أدراك ما حدث فى صلاة الفجر ...
أوصى الأخ الحاكي هذه الممرضة بهذا الأخ جيدا .. فاعتنت به على حدٍ ما ,, وكانت الليلة الموعودة التي توفى فيها محمد هي ليلة سهرها (نبطشيتها) ...
قالت الممرضة لخالها : كل وقت صلاة يفيق من غيبوبته ثم يتوه بعدها بدقائق وهكذا حتى جاء وقت الفجر ....
جاء وقت الفجر
وقال كل خليل كنت أمله ... لا ألهينك إني عنك اليوم مشغول
نبئت أن رسول الله اوعدنى ... والوعد عند رسول الله مأمول
جاء الفجر
وقال يا أملى فى كل نائبة ٍ ... ومن عليه لكشف الضر أعتمد
جاء الفجر ولسان حال الأخ محمد يردد هذه الكلمات ..
جاء وقت الفجر... وانقطع معه اتصال الأرض , وبدأ اتصال السماء .
جاء وقت الفجر ومعه ملك الموت لقبض روح الأخ محمد،،،
جاء وقت الفجروالممرضة تقول : قبيل أذان الفجر بلحظات وكنت على يقين بما يحدث كل مرة بما سيفعله الأخ محمد الإفاقة ثم التوهان ...
لكنى رأيت قبيل الفجر بلحيظات يستيقظ ويشخص بصره نحو السماء ويقول بنفس اللفظ :" يا رب ارحمني " .
ومعها أشرقت شمس الدنيا.. و غربت شمس حياة الأخ محمد الشاب الذي كنا نراه صالحاً ولا نزكيه على الله .
هل انتهت البشارات والقصة بعد " يا رب ارحمنى" ....
**********************************
سأكمل قريباً بإذن الله ...
أخوكم فى الله محمد الفقى
(القصة حقيقة وليست من نسج الخيال ...) نسألكم الدعاء
جزاك الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم
قصه مؤثره فعلا ربنا يجعل فيها عبره لكل من يقرأها وينفع بها كل قارئيها ولا يحرمك الأجر
اللهم أحسن ختامنا اللهم كما مننت علينا بالإسلام دون أن نسألك من علينا بالشهاده ونحن نسألك وأرحم عبيدك إذا صرنا إلى ماصاروا إليه
توقيع : e-mysarah
قال عبد الله بن المبارك عليه رحمة الله إن البُصَرَاء لا يأْمَنون مِن خَمْسِ خصالٍ: × ذَنبٌ قَد مَضى لا يدري ما يصنع الربُّ فيه × و عُمرٌ قد بَقِيَ لا يدري ماذا فيه من الهَلَكَات × و فَضْلٌ قد أُعطِيَ لِعلَّةٍ و استدراج × و ضلالةٍ و قد زُيّنت لهُ فيراها هُدًى × و من زَيغُ القلب ساعةً بعدَ ساعة ، أسرع من طرفةٍ عينٍ قد يُسلَبُ دِينَه و هو لا يَشعُر