السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله تعالى نحمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. وقادتني قدماي كما كل مرة تزورني الهموم ويسيطر علي تحزين الشيطان, إلى ظل شجرة التين العزيزة هذه. كم استظلينا بظلها قبل أن تهيج ريح في هذه السنة وتقتلع منها أكثر من نصفها في لحظة قدرها الذين عاينوها بأقل من دقيقة واحدة. أجل دقيقة هزت من هذه المنطقة أشجارا كثيرة لا بل واقتلعت من بعض البيوت غرفا بكاملها. ناهيك عن الأبواب والنوافذ. إنها قدرة الله الذي إذا قال للشيء كن فيكون. وحقيقة أعجب كل العجب وأنا أرى أمثال هذه النازلات تمر على الملاحدة مرور الكرام. وحين أقول لك ملاحدة فلا أقصد بها تلك الشرذمة العربية. لا فهؤلاء أصنفهم ضمن طابور المدمنين والمرضى النفسانيين. وسيكون لنا عنهم حديث إن شاء الله تعالى. ولكن حديثي عن الملاحدة الذين تبنوا الفكر( في الوقت الذي قام أصحابنا بنقل ونسخ هذا الفكر بأسلوب غبي أنتج فشلا ذريعا ) واعتقدوا أن العلم يستطيع أن يفسر هذه الظواهر. أتصور هذا العلم الذي إلى حد الآن لازال عاجزا عن التنبؤ بتوقيت انفجار بعض البراكين التي تصنف ضمن النشيطة, كيف له أن يكون ملاذا لهؤلاء. لا بل وكل ما وصل إليه في عالم الأحياء أنه أجرى بعض الدراسات المجهرية ثم وقف عاجزا عن متابعتها في شكلها الضخم، وحديثي هنا عن دراسته للخلية في نبتة مثلا فهو استطاع تحصيل بعض المعادلات التي تنتج عن بعض التفاعلات داخل الخلية ولكنه لا يعرف النشاط الكلي للنبتة. أتذكر حين تبجحت إحداهن (عرفت نفسها ملحدة وما وجدتها سوى ضائعة) بأن العلم بوصوله لهذه المعادلات فإنه نفى فكرة وجود الإله. وحين طلبت منها تبريرا لعجزه عن إدراك النشاط الكلي للنبتة (إذا تحدثنا عن التركيب الضوئي مثلا) لم أسمع لها ركزا. عاجز هو هذا العلم وسيضل عاجزا مهما حلم هؤلاء. كيف لا ورب السماء والأرض يقول :{ وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85] وأعود لمثل هذه النازلات وأتذكر حديث الناس صباحا حيث تسمع الحمد لله هنا وخوف من عذاب الله هناك ودعاء هنالك. كيف لا وقدوتهم صلى الله عليه وآله وسلم كذا كان فعله:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال : " اللهم ! إني أسألك خيرها ، وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به . وأعوذ بك من شرها ، وشرما فيها ، وشر ما أرسلت به " . قالت : وإذا تخيلت السماء ، تغير لونه ، وخرج ودخل ، وأقبل وأدبر . فإذا مطرت سري عنه . فعرفت ذلك في وجهه . قالت عائشة : فسألته . فقال : " لعله ، ياعائشة ! كما قال قوم عاد : { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} " . الراوي: عائشة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 899 خلاصة حكم المحدث: صحيح تعلمنا الخوف من النازلات والإعتبار بما تحمل في طياتها من غضب أو رحمات والدعاء فيها أن تكون خيرا وتختم بالصبر إن جرّت معها حملا يعز على النفس وتجري له الأعين باكيات. وهل استطاع العلم اثبات أن استغفارنا ودعاءنا ورجاءنا عند الديان هو مجرد إختراع إنساني -كما يغني بعضهم-؟؟ كيف يفعلها وهو لا يزال كل يوم يتمخض -رغم أنف الأغبياء المتباكين على نظريات الشاذين فيه- عن التأكيد على أن الإسلام هو دين الله الذي ارتضى للناس ويرسل في ذلك إشارة لمن يكيدون له بأن موتوا بغيضكم. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورغم أن الظل غدى شحيحا تحتها إلا أنني لا زلت أجد ملاذي تحت أوراقها،
جلست ونظرت إلى الأسفل كما هي عادتي حين أجلس،لأستمتع بأصدقائي القدماء وهم يدبون في نشاطهم المعتاد.
إحداهن تحمل فتات خبز أكبر من حجمها وهي تجره في استماتة المقاتل، والأخرى تجر حشرة ميتة، والجميع ماض في خط يبدو سواده من بعيد.
أحببت مراقبة حثيث النمل منذ طفولتي، كان خوفي من الناس يمنعني من الخروج للعب مع أقراني ، وكنت أمضي جل وقتي بمراقبة النمل في حديقة بيتنا الصغيرة جدا.
هكذا كنت أقضي الساعات وأنا أراهن يسلمن على بعضهن البعض بتناطح رؤوسهن السوداء باحثين عن الفتات وعن بقايا للحمل في كل مكان.
كنت في البداية مجرد مراقبة لهذا النشاط الغريب مستمتعة بتخيل حديثهن مع بعضهن البعض. ونسج الرؤى الطفولية عنه، وحين قرأت عن قصة الصرار والنملة، ذلك المغني الذي يفضل الغناء على العمل بنشاط كما هي، بدأ ينتابني الحزن عند سماع صوته.
وكنت دائما أقول لوالدي رحمة الله عليه اسمع هذا الصرار لا يريد أن يفكر يوما ويعمل كما تفعل النملة.
أغضب جدا حين أسمعه يغني.
لكن الآن بعد مضي كل هذه السنين، اتضح لي أن في عالم النمل هذا من العجب الكثير. لكن قبل أن أعرج بك إلى الحديث عن هذا العالم دعني أقف بك وقفة مع هذا الصرار.
هل استمتعت مرة بأغانيه؟؟
دعني أصف لك نوعية من الناس تشبهه والتي وعدتك بالحديث عنها.
أجل إنهم الملاحدة العرب، أولئك المغنين على ألحان الآخرين، تجدهم متعطشين إلى جملة من علم الآخرين الذي لا يتقنونه أبدا ثم يبدأون في نسج الأغنيات عن مغالطات في القرآن والسنة إعتمادا على هذه الجملة وهم في ذلك لا فهموا الجملة ولا فهموا الوحيين.
ويبدأ العزف وكل غبي ينسخها عن الآخر ويضيف إليها معزوفة جديدة.
وتتوالى الصرخات بأن الإسلام هوى. معتقدين بذلك أن حفنة الشبهات الجوفاء التي يلقون بها قد تهدم دينا متكاملا. وإن كان الصانع لتلك الجملة لم يقصد بها الإسلام إلا أنهم يستميتون في ربطها به حتى ليبدوا لك الفرق الشاسع لا بل الهوة السحيقة بينها وبين الإسلام لأن شطارتهم العظمى تتجلى في النقل بينما ترقيع الهوة بين ما نُقل وبين ما يرتجون دحضه يبقى عملا مجهولا بالنسبة لهم.
ولعل من أشد السخافات في عملهم هذا هو إعتماد جملة الآخرين في نقد دينهم ( الذي لا يخرج عن اثنين: دين سماوي حُرّف أو عبادة وثنية متوارثة منذ القدم) لينتقدوا هم دينا لم يطله تحريف ولم يكن فيه بصمة آدمية بل كله- تنزيله وحفظه-رباني محض.
فتجد نفسك في الحوار مع الملحد العربي في كل مرة مضطرا لتذكيره بأن النقاش حول الإسلام وليس باقي الديانات.
دعنا نضرب مثالا واقعيا لهذ الخبط الذي لديهم, في فرويد ذاك اليهودي الذي يبدو سكره في نظرياته واضحا للعيان، لا بل ونظرياته كلها كانت فاضحة لنوع العلاقة التي كانت بينه وبين مرضاه. وليس حديثي هنا إلا عن تفاسيره المجنونة للأحلام.
كيف يعقل أن يصدق عاقل كلامه؟؟
دعنا نسألهم هل سبق وأجرى تجاربه في التنويم المغناطيسي على مسلم توضأ وصلى صلاته وذكر الله واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ونام على شقه الأيمن؟؟
طبعا لن تجد لهم إلا نواح الغارق في أوحال الوهم.
إن الرجل لم يفعل سوى نقل هلوسات من لهجتها نعرف ببساطة كمسلمين أنها من الشيطان. بينما جاء الإسلام ذاك الدين العظيم الشاهق رغم صراخ الواهمين بحديث فاصل في المسألة جعل من المسلمين أسياد هذا العلم:
الرؤيا ثلاث : فرؤيا حق ، ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه ، ورؤيا تحزين من الشيطان . فمن رأى ما يكره فليقم فليصل
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2280
خلاصة حكم المحدث: صحيح هكذا علم الرؤى في الإسلام مبني على ثلاث أنواع ومعه دواء لحالة التحزين.
وإذا أردت أن تصاب بهستيريا الضحك إحك لأحد الملاحدة العرب حلما راودك.
سيفتتح كلامه ب اللاشعور المكبوت الذي يوجد داخل الأنا الأعلى التي بدايتها الطفولة المرعبة، والغريزة الحيوانية في الإنسان....
هل فهمت شيء؟؟
لا, لكن مع تفسير ملحد بحول الله ستفهم شيئا واحدا أن نفسك تواقة للمنكرات والمحرمات وما عليك إلا الإنقياد لها استجابة للهوى.
وهنا يجب أن تقف وقفة المسبح بحمد من علم ما كان وما لم يكن وما لو كان كيف كان يكون حين سماهم في كتابه: (( مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ))
هذا هو إلاههم وهذا هو ديدنهم وهذا ما رشحهم ليكونوا كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.
صرير وبكاء على تخريف الكافرين.
نسأل الله العافية وما أن تنزل رحمات الله على الأرض؛ من أمطار حتى يدخل الصرار جحره، وهكذا هو الملحد العربي ما أن تدحض شبهاته حتى تراه اختفى من أمامك وانكفىء صريره فتعلم يقينا أنه رحل في رحلة بحث جديدة عن جملة يشحتها منهم ليوجع دماغنا بها من جديد. ويبقى نشاط النمل مستمرا غير آبه بصريره ,عمل دؤوب ترى نتائجه عما قريب بحول الله. وها أنا في كبري أعيد نفس الجملة : انظر إلى هؤلاء الملاحدة العرب لا يريدون التفكير وعمل شيء نافع سوى البكاء على أطلال جهل الكافرين
كانت حكاية طفولية أكثر ما آلمني فيها حال الصرار وكان تشبيه في كبري أكثر ما آلمني فيه حياة شبابنا الذي ينخدع بمثل هذه الشبهات.
ولنا معهم حديث في البقية إن شاء الله تعالى