قصة شاب من شباب الثورة .. بدأت المظاهرات في 15 آذار .. وكانت في العاصمة على نطاق محدود جداً .. وكانت العواقب وخيمة لمن يفكر بالخروج .. جاء ولدي وقال : سأخرج يا أمي وأبحث عن مكان المظاهرة لأشارك بها .. قلت : ألا تصور .؟ قال : جوالي كاميرته تعيسة قلت : خذ جوالي .. وكانت البداية .. بداية حميدة رشيدة لشاب نشأ في طاعة الله .. ما بين المسجد والدراسة وحفظ القرآن ساورته الشكوك في بداية الأمر لما كان من مواقف محيرة للعلماء .. إلى أن التقى بأخ له في الله .. دعما بعضهما وراح الواحد يشد من عضد الآخر .. يحميه ويساعده ويقوي من عزيمته ... عمل الشابان في كل المجالات .. في توسيع دائرة المظاهرات في تجهيز طرق للتصوير الدقيق الواضح لتوثيق الأمور .. في التواصل مع وسائل الإعلام .. في الاتصال بكل المناطق الساخنة في إرشاد كل من يحتاج لخبرتهما الالكترونية ... في تأمين موارد مادية وهكذا كان الأمر .. رهبان ليل فرسان نهار يسعون في سبيل قضية شريفة أعلن العلماء أنها من أشرف القضايا وأنبلها .. إنها الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله .. وكنت في داخلي أغبطه وأسأل الله له الرضى والتوفيق والنجاح والثبات والنصر .. شاركت معه ببعض الأنشطة ولكني لكبر سني منعوني من المشاركة الجدية .. فكان لي خروج واحد في المظاهرات وذهاب إلى عزاء شهيد .. ومواساة المصابين المنكوبين .. حاولت جمع بعض المال للدعم وظهر الكثيرون ممن يحبون الخير ويحبون المساهمة ... إلى أن كانت جمعة الله معنا .. فكان القدر فيها : أن يعتقل هذا الشاب أثناء المظاهرة وبعد صلاة التراويح والجريمة : التظاهر والتصوير .. يا لفداحة الجرم !!! .. أمسكه الشبيحة وبدأوا ينهالون بالضرب والشتائم البذيئة والإهانات وأخذوه إلى الباص ثم المعتقل .. وكانت رحلة التعذيب والتكبيل والإهانة .. وكانت مهمتي كأم : أن أقول في سري دوماً يارب ترضى عليه وتوفقه وتسخرله الناس من حوله تخفف عنه وتحميه هو وكل المعتقلين .. صدقاً كنت أستحي من ربي أن أخص ابني بالدعاء إذ أن عدد المعتقلين فاق عشرات الآلاف وكلهم لهم القصة ذاتها .. فكنت أدعو الله لجميع المعتقلين دعوت ربي ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً في الأسحار وفي كل الأوقات .. إلى أن منّ الله بالفرج .. وخرج .. عاد الابن الحبيب مشرق الوجه يحاول إخفاء آثار التعذيب ويبتعد عن شرح ما جرى كي لا يؤلم قلبي .. ولكن العين ترى .. والقلب يدمى وهنا لا يسعني إلا أن أدعو الله : يارب أرنا بالظالمين عجائب قدرتك واشف صدور قوم مؤمنين .. ولا أخفيكم القول أن ابني قال لي : يا أمي كنت أشعر بدعائكم في كل مرة يصرف عني السوء .. أشعر أن الله معي والملائكة تحميني بأمر من الله .. يامن تجبرتم وتكبرتم في الأرض وتسلحتم بالدبابات والمدافع والرشاشات ضد شعب أعزل .. اعلموا أن الدعاء سلاحنا والله معنا .. والعاقبة للمتقين .. ونحن منصورون بإذن الله .. وسنعلي راية الحق : راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ..
Yki ,ggi hgpl] : ,g]d çgdlï iki ,ggi ,lïn