:: أمسكت ورقة وقلم وقلت في حماس، سأكتب اليوم موضوعا مبهراً فمنذ مدة لم أكتب شيئاً.
كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فما أجملها من جملة، وشعرت معها بسعادة كبيرة رغم أنها - سبحان الله - جملة ولكن أي جملة، إنها جملة منزلة من عند ربي الرحمن الرحيم.
بدأت في فكرة الموضوع. قلت أكتب في السياسة وأحوال البلاد وكم أحب بلادي وأعتز بها وعندها هرب مني القلم ووقع ...قلت لعلي لم أمسكه جيداً. حاولت جاهدةً أن أجده ولكنه ظل يجري في الحجرة فقد كان في بعض جوانبها ظلام
أضأتُ كلَ الأنوار، وبحثت فوجدته عند ركن من الأركان ... وأصبح للقلم عينان قلت ان عيني بها مرض أو انني في حلم الآن ... قال لي رويدا رويدا غيري موضوعك وأنا آتي في الحال
. قلت أسمعني أنكتب عن الأقصى والحرية؟ خبط رأسه في الحائط عدة خبطات قال منذ أكثر من ستين عام وانا أكتب وما هو الحال ؟ قلت ... يا صديقي النصر قادم لا مُحال.
قلت له سأغير الموضوع وأكتب شيئاً عن الإنسان وحقوقه وكينونته وآدميته. قال أنت طبعا تريدين أن تصيبيني بجنون الآن ... وتقول عني كل الأقلام أني مجنون أكتب عن حقوق الإنسان في هذا الزمان؟
قلت له لا تحزن تعالى ونكتب سويا عن الطفل وحقوقه ووضعه في الأكو.......... لم يدعني أكمل فقد أفزعني إذ نبت علي رأسه شعر منكوش وصرخ لا فأنا مرتاح هنا في الأركان.
قلت له بحماس وابتسامة تعالي ونكتب عن الفن قال أنت عدوتي .. وأعترف لك أني مريض عندي صمم ولا أستطيع فهم هذه الألحان
قلت فلنكتب عن الرشوة والمال الحلال والحرام فرد - بمكر الثعلب - أنا يا صاحبتي ليس لي في الهزل أو ماتقولون عنه الهزار، فأغلب عالمكم مغموس ما بين الربا والقمار تسموها (عندكم بني البشر البورصة و الفوائد والرهان )
بدأت أشعر بشيء من الضيق وقلت له تعالى نكتب عن الأصدقاء فى هذه الأزمان . صرخ وقال لي أعترف لك الآن !!!!!..عندي سوابق من قبل فأعيديني فأنا من سجني هربان.
صرخت في وجهه و قلت في غضب شديد عم نكتب إذن؟.. نظر لي في خبث وقال عن الكورة والأجوان ففيها فقط يُسمَحُ لنا أن نستخدمَ لغة الحرب والعصيان .. وفيها تجدي شحن الهمة وخط دفاع وسرعة كرة تعدل سرعة الطيران.
وفيها انطلاق الكرة كالصواريخ والأباتشي وضربات صاعقة تقتل البشر كمداً أمام التلفاز.
قلت له إذا أمسكتك فسأحبسك فى الحال، قال بجدية اذا كنت تريدين الشهرة فاكتبي ومجدي الحاكم والحكام ... او لك يا صاحبتي أن تكتبي وتتهكمي عن الدين والأديان. قلت له أعوذ بالله ... قال تستطعين أن تكتبي عن الفن والفنان أو عن حوادث ... تخوضين فيها في أعراض الناس أو نكتب شعراً للعشاق. حاولت إمساكه جري بسرعة ليستعصي عليً، وقال أود أن أقول شيئا هام. تعالي نؤلف كتاباً في تفسير الرؤى والاحلام، وابتسم بدهاءٍ وقال... الم اقل لك إني قلم هربان؟
قلت انك صحيح قلم يستحق أن اكسره في الحال ... قال لي لماذا لأني أود أن أعيش كما يعيش الناس.
قلت له لكنك مختلف، أنت القلم الذي بك أقسم ربي ووضعك في أرقى مكان، تبسم وقال لما تذكريني أعجبك انك أيقظتيني من المنام
قلت له ما أنت فيه كابوس لا يصح أن تظل فيه وان تستسلم للأحزان. قال سآتي على شرط: أن
نكتب للأقصى، نكتب في حب الرحمن، نكتب شعرا للأزواج، نكتب حكاية حلوة للأطفال - حكايات العزة عن زمن ولى ولكنه بأمر الله آت، نكتب عن وطن شارد يحلم بالعودة للإسلام،
نكتب عن بنين وبنات عرفوا معنى العزة في غزة ولهم أحباب وأصحاب في كل مكان، نكتب عن الصحبة الطيبة والحب في الله وعن جنة الرحمن عن الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام وعن الشهادة في سبيل الله.
قلت له أأنت راض عن نفسك الآن؟ قال لي نعم بعض الشيء فمازال هناك حلم يراودني أن أكتب وأكتب حتى يفيق الإنسان, حتى يفيض الإيمان.
ونكتب أنا وأنت تفسير للرؤى والأحلام ولكن بطريقتنا الخاصة نفسر حلمَ أمة كانت ممتدة من الصين إلى الأسبان.
أمسكته برفق وقلت لنبدأ فاكتب بسم الله الرحمن
كتب في نصف السطر هذا العنوان الكرة والاجوان وهرب مني وظل يضحك وقال الم اقل لك أني هربان صدقيني سأكتب عن كل شيء وأعلم الناس حتى ولو من خلال الكرة والأجوان فهمت وجهة نظره وقلت تعالي نكتب أنا وأنت عن الكرة والاجوان.