كانت القبائل جميعها تعاني من هذا الخوف، إلا قبيلة قريش.. لماذا؟ لأنها تعيش في مكة مسئولة عن الحرم، فلا أحد يعتدي عليها، وكانت هناك أحلاف تضمن لها هذا الأمان وذلك التميز.
ولهذا يقول الله تعالى: "أولم نُمكّن لهم حرما امنا".. أي أنك يا قريش كنت تعيشين في أمان بينما الناس من حولك خائفة، فكيف لا تؤمنين بالله تعالى الذي أعطاك هذا الأمان، والقبائل من حولك تعاني من الإغارة، وبيع الأطفال وسبي النساء والخطف والرعب.
*وأد البنات*
اما اذا تحدثنا عن المرأه فكانت كانت بعض القبائل تهين المرأة، وينظرون إليها باحتقار، فهي في اعتقادهم عار كبير عليهم أن يتخلصوا منها، فكان الرجل منهم إذا ولدت له أنثى؛ حزن حزنًا شديدًا.قال تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون} [النحل: 58-59]
وقد يصل به الأمر إلى أن يدفنها وهي حية، وهي العادة التي عرفت عندهم بوأد البنات.
فهذا رجل يحمل طفلته ويسير بها إلى الصحراء فوق الرمال المحرقة، ويحفر حفرة ثم يضع ابنته فيها وهي حية، ولا تستطيع الطفلة البريئة أن تدافع عن نفسها؛ بل تناديه: أبتاه .. أبتاه .. فلا يرحم براءتها ولا ضعفها، ولا يستجيب لندائها.. بل يهيل عليها الرمال، ثم يمشي رافعًا رأسه كأنه لم يفعل شيئًا!!
قال تعالى: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} [التكوير: 7-8] وليس هذا الأمر عامًا بين العرب، فقد كانت بعض القبائل تمنع وأد البنات.
ثم أتى محمد صلى الله عليه وسلم ليقول:-" من كان له ثلاث بنات فأدبهن وعلمهن ورحمهن كانت له الجنة " فقال أحدهم : ولو كانت له إثنتان ؟؟ فقال النبى : ولو إثنتان " فقال أحدهم : ولو كان معه واحدة ؟؟ فابتسم النبى .
النبي حين بُعث كان يعد الناس بالأمان من الخوف، وبمستقبل أفضل "لتخرجن المرأة من الحيرة إلى البيت تسير وحدها لا تخشى إلا الله". وكان خروج المرأة وحدها لتذهب إلى الكعبة دون خوف، ضرباً من الخيال وقتها.
النبي صلى الله عليه وسلم بما هو قادم به من أخلاق يعد المؤمنين بحل مشكلة الأمن الذي هو في أولوية الاحتياجات آنذاك، الدعوة إلى الله لا تركز على الصلاة والصوم فقط.
إنما على حل مشكلات الناس في البطالة والزراعة والتجارة، هذا جزء من ديننا "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ".
اتى ايضا رسول الله ليعلم أبنائنا الإعتزاز بالنفس
كان النبى جالس مع كبار الصحابة وبجانبه غلام يبلغ من العمر 10 سنوات فقال النبى للغلام :- أتأذن لى أن أبدأ بالكبار ?! نحن نعرف أن الأحق بالشرب أولا هو الذى على اليمين وكان الغلام على يمين الرسول " فقال الغلام :- لا – لؤثر بنصيبى منك أحد فقال النبى :- هذا حقه
كان عبد الله بن الزبير رضى الله عنه يلعب مع الأطفال وعندما جاء عمر بن الخطاب هرب الأطفال إلا عبد الله فسأله عمر :لماذا لم تهرب كبقية أصحابك ؟؟ فقال :ليس الطريق ضيق لأوسع لك – ولم أعمل شىء لأهرب منك .
عندما ولد محمد صلى الله عليه وسلم .. أرسلت أمه إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده ،فجاء مستبشراً ودخل به الكعبة ودعا الله وشكر له ،واختار له اسم "محمد" ، وهذا الاسم لم يكن معروفاً من قبل فى العرب.
فلما سأله أشراف قريش :"لم رغبت عن أسماء اّبائه "؟،قال لهم :"أحببت أن يحمد فى الأرض من أهل الأرض وأن يحمد فى السماء من اهل السماء".
وكان اسم حبيبنا صلى الله عليه وسلم باختيار الله وتقديره .
لكن قد يتبادر إلى ذهننا جميعا سؤال مهم ..... فلماذا كان اسمه صلى الله عليه وسلم فى الإنجيل أحمد؟
معنى "أحمد":من لم يحمد الله أحدٌ مثله قط ،فهو أحمد الحامدين .
ومعنى "محمد":الذى يُحمد ويُحمد ويُحمد على أفعاله الجميلة ،فمن كثرة ما حُمد لعظم أفعاله سمى محمدا.
وكأنه أولا ً يحمد الله "أحمد"........ثم يحمده الناس "محمد".
وقد جمع الله سبحانه وتعالى له معانى الحمد فى اسمه وأفعاله ،فالله يحب أن تختم الأعمال بالحمد ،وخاتم النبيين اسمه يختم بحمد الله وأفعاله كذلك ،فكأن اسمه صلى الله عليه وسلم دليل على صدقه.
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النَّضر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن معد بن عدنان.
لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم من عائلة غنية وذلك لحكمة الله جل وعلا كى يكون قريباً من الفقراء شاعراً بهم ،لكن فى نفس الوقت كان من عائلة لها شرف وسيادة فجمع بين شرف النسب وعدم الغنى ليكون أيضأ وسطاً بين الغنى والفقير يأخذ من صفتيهما .
ولو أردت ان تتعرف إلى مكانه وعلو نسبه صلى الله عليه وسلم ماعليك إلا أن ترى أعمال أجداده ومكانتهم بين قومهم....
فجده قصى:
*وحد قريش (قريش من التقرش أى التجمع).
*أسس دار الندوة وجعل قريش كلها تحت لوائه.
جده هاشم :
*أول من أطعم الثريد للحجاج بمكة ،وكان اسمه عمرو فما سمى هاشما إلا لهشمه الخبز.
*كما أنه أول من سن الرحلتين لقريش ، رحلة الشتاء والصيف.
يقول الشاعر :-
عمرو الذى هَشَمَ الثريدَ لقومه قومٍ بمكة مُسـنِتين عجــــافِ
سـنت إليه الرحلتان كـــلاهـما سَفَر الشتاء ورحلة الأصيافِ
جده عبد المطلب:
هو الذى حفر بئر زمزم ،حيث رأى فى منامه أمر بحفر زمزم ووصف له موضعها ،ولما بدت البئر نازعت قريش عبد المطلب وطلبوا إشراكهم فيها ،فرفض وقال أنه أمر إختُص به،فلم يتركوه حتى خرجوا به للمحاكمة إلى كاهنة بنى سعد ،فلما كانوا فى الطريق ونفد الماء سقى الله عبد المطلب مطرا ولم ينزل عليهم قطرة فعرفوا تخصيص عبد المطلب بزمزم ورجعوا.
أرأيت رفعة نسبه صلى الله عليه وسلم وعلى الرغم من ذلك لم يكونوا أغنياء .