في (9 شعبان عام 317هـ= 17 سبتمبر عام 929م) سطا سليمان بن الحسن بن بهرام ملك البحرين وزعيم القرامطة المعروف بأبي طاهر القرمطي على البيت الحرام، وعرَّاه وقلع باب البيت الحرام والحجر الأسود.
والقرامطة هم أخبث فرق الشيعة الرافضة وأشدُّهم ضررًا على الإسلام، وهي تنتسب إلى شخص اسمه حمدان بن الأشعث، ويلقب بـ «قرمط» لقصر قامته وساقيه، وهو من خوزستان في الأهواز.
وقد اعتمدت حركة القرامطة على التنظيم السري العسكري، وكان ظاهرها التشيع لآل البيت والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وحقيقتها الإلحاد والإباحيَّة وهدم الأخلاق والقضاء على الدولة الإسلامية.
وقد ذكر ابن كثير أنَّ أبا طاهر القرمطي أمر أصحابه: «أن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه... ولمـَّا رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده، وسأله وتشفَّع إليه أن يردَّ الحجر الأسود ليُوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتفت إليه، فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده، واستمرَّ ذاهبًا إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج»[1].
وقد استباح القرامطة المسجد الحرام، وألقى القتلى في بئر زمزم، وأتى على كلِّ منكر، ودام الحجر الأسود لدى القرامطة حتى أُعيد إلى مكانه في خلافة المطيع بعد 22 عامًا من سرقته.