الإسلام لا ينظر إلى هذا الشهر الكريم كموسم مؤقت، تقام فيه شعائر معينة، ثم تطوى صفحته إلى العام القادم... كما هو حال المجتمعات الإسلامية اليوم... وإنما يريد الإسلام حقيقة أن تسود روح رمضان السنة كلها بمبادئه، وقيمه، وأدبه، ومثله العليا، وأخلاقياته الكريمة، حيث يجعل شهر رمضان فرصة لتدريب المسلمين على هذه القيم... حتى تصبح من أخلاقه وأساسياته، فتسود روح الأخوة الإسلامية، وترفرف عليه أعلام السكينة، ورايات الأمن والإيمان .. ليتكون على أثرها مجتمع يهدف الإسلام إلى إقامة بنيانه، مؤكداً ما جاء في كتاب الله العزيز: { إنما المؤمنون إخوة } [ الحجرات:10 ]، وقوله عز وجل: { وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون 52 } [ المؤمنون : 52 ]، وقوله سبحانه: { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } [ المائدة:2 ]، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه مسلم. والأمثلة جدُّ كثيرة، والمجتمع الذي تحكمه مثل هذه المثل العليا، والآداب الإنسانية الرفيعة من التسامح وحسن الخلق، والبر وصلة الرحم... هو المجتمع نفسه الذي تريد شريعة الإسلام أن تقيمه من خلال فريضة الصوم، لأن أهم دعامات النجاح والتوفيق في المجتمع المسلم وأهم عناصر القوة فيه أيضاً، أن تسوده المرحمة والأخوة والإسلام والأمن والطمأنينة والتكافل الاجتماعي لأن قائد المسلمين وقدوتهم ص كان أجود الناس وأرحم الناس وكان أجود ما يكون في رمضان... حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فهو أجود بالخير من الريح المرسلة، فعن عبد بن عباس رضي الله تعالى عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما. وسيادة السلام والأمن في المجتمع الصائم، أشار إليه صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي من حديث أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ اللهُ: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ))أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما. فإذا اتقى كل صائم ربه فأحسن القول، ورد على الإساءة بالصفح وأعلن أنه لن يرد بالمثل لأنه صائم، ثم كان كريماً جواداً في قضاء حوائج إخوانه ومن هم بحاجة، عندها تصبح روحُ رمضانَ وما أشاعَهُ من أخلاقياتٍ سارياً طوالَ العام، حيث وعاها وتمثلها الصائمون، ثم يتعود عليها الجيل المسلم الذي تغلغلت فيه هذه السجايا الحميدة وتصبح عادة وسجيةً عندها يقوم المجتمع المسلم ويصبح المسلمون كما قال الله فيهم: { كنتم خير أمة أخرجت للناس } [ آل عمران:110 ] .
فضائل شهر رمضان
1-أنه تصفد فيه الشياطين ، وهم مردة الجن 2- تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار . 3- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا. 4- وأن فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . 5- فيه ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر 6- يعتق الله من يشاء من عباده كل ليلة من ليالي رمضان . 7- يغفر الله للصائمين في آخر ليلة من رمضان . 8- والصدقة في رمضان من أفضل الصدقات . 9- والعمرة في رمضان تعدل حجة . 10-وإن الصوم أختصه الله لنفسه وهو الذي يجازي به10- 11-وأن من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. 12 -وأن في الجنة باباً يقال له الريان لايدخله إلا الصائمون ، إذا دخلوه أغلق لايدخله أحداً غيرهم. 13-وأن الصوم لا عِدل له ، وثوابه عظيم جداً وأجره غير معلوم 14- وأن للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه 15-.وأن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة 16-.وإن الصوم جنة ووقاية من النار 17-وأن من صام يوماً أبتغاء وجه الله دخل الجنة 18- وأن من صام يوما ً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ، وفي رواية مسيرة مائة عام . فما بالك بصيام يوم من أيام رمضان . .19- أن الأجور في هذا الشهر الفضيل مضاعفة ، وأن صلاة السنة فيه كالفريضة ، فما بالك بالفريضة نفسها 20-.وأن هناك ثلاث دعوات مستجابة (دعوة الصائم والمظلوم والمسافر) فهنيئاً للصائمين 21-.وأن الصوم وشهر رمضان وسيلة للتقوى والقرب من الله عز وجل 22- وأن الصوم موجب للرحمة والعطف على الفقراء والمساكين ، أنه إذا جاع بطنه ذكرهم . 23-.وأن الصوم يطفئ نار الشهوة ويقهر الطبع ، ويجنب صاحبه عن المعاصي ويهذب النفس عن الهوى 24-.وأن الناس تشعر كأنها أمة واحدة ، تجتمع على مائدة الإفطار غنيهم وفقيرهم 25- وأن صيام رمضان يعدل صيام عشرة أشهر . (رواه أحمد 5/280) وصحيح الترغيب(1/421) وصلى الله تعالى على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}يونس:10.