في أيامنا هذه بدأت هذه السموم تتفشى بسرعة مذهلة بين أبناء الأمة الإسلامية ، وتؤثر فيهم سلبا من كل النواحي الدينية بل والإجتماعية ، تؤثر في أخلاقهم ومعاملتهم مع الناس ومع الله ، وبالتالي تحولت حياتهم من أمن وسعادة إلى صراع عنيف بينهم وبين سائر خلق الله ، وهذه السموم لو تعمّقنا فيها وجدنا السبب فيها هو ترك أوامر الله وأوامر نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، ترك الخصال الحميدة إلى الخصال الذميمة تلك التي نهى الإسلام عنها وحذر من عواقبها الوخيمة ، ولكننا لا نفهم الأمور حتى تتحقق ونرى عواقبه بأعيننا .
كيف ظهرت هذه السموم ؟
إبان دخول الإستعمار إلى الأراضي الإسلامية دخلت معه هذه السموم تحمل في طيّاتها الكثير والكثير من السموم القاتلة ، وأخذ الإستعمار يحاول بكل الطرق طمس معالم الدين وحضارته فلم يتسنى له ما أراد ، ولم يحقق هدفه فبحث عن أقرب طريق يوصله إلى الهدف ، فوجد أن هذه السموم كافلة بأن تستأصل جذور الإسلام عن آخره وتغرس مكانها جذور الحقد والحسد والبغض بين المسلمين ، وتوصّل إلى أن هذه السموم تكفي لأن تملأ الفراغ الذي أحدثه خروج الإستعمار وأن تواصل ما بدأه من التحريض والإيقاع بين المسلمين ، ومن ذلك الحين صارت هذه السموم تحل محل الإستعمار وصارت عقبة على دعاة الدين والعلماء الذين يحاربونها بكل قوتهم ، وبهذه الصورة ظهرت هذه السموم وسرت إلى عروق المجتمع الإسلامي .