اسماء ابو نمر: الطالبة الأولى في فلسطين غزية انتزعت التفوق من انقاض منزلها
الخميس يوليو 24 2008 - احمد موسى
غزة - خاص بـ - استطاع الاحتلال الإسرائيلي أن يمنع الفلسطينيين في قطاع غزة من كل شيء عبر حصار خانق قارب العامين، لكنه لم يستطع محاصرة العقول الفلسطينية ومنع الطالبة الغزية أسماء نصر أبو نمر من أن تكون الأولى على فلسطين في امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) بعد حصولها على درجة 99.3 في المئة في الفرع العلمي. الطالبة التي تقطن مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة تسلحت بالإرادة والعزيمة القوية لقهر ظروف الحصار، وأصرت على التميز، والتغلب على كل الصعاب التي واجهتها لتنال أعلى الدرجات العلمية. ورغم الأجواء النفسية القاسية التي عاشتها جراء تدمير الاحتلال منزل عائلتها قبل ثلاثة أعوام، فإنها اتخذت العلم سلاحاً في مواجهة سياسة الاحتلال.
وأصرت اسماء على إغاظة الاحتلال ووصلت الليل بالنهار لتنتزع إنجازها الكبير من وسط بيت متواضع استأجرته عائلتها.
وتقول اسماء: "إن تدمير الاحتلال منزلنا أثناء انتفاضة الأقصى لم يدفعني للإحباط، ولكن ترك في نفسي عزيمة قوية وتصميم على مواصلة مسيرتي التعليمة واستطعت التأقلم مع ظروف الإيجار الصعبة وعدم الاستقرار التي أصبحت أعيشها".
وأضافت في حديثها الى : "لم تمنعني كذلك أجواء الحصار الإسرائيلي التي تزامنت مع مرحلة مهمة في حياة كل إنسان وهي الثانوية العامة من الإقبال على العلم بكل جد ومثابرة، و كان لها تأثير ايجابي كبير وكنت اعتبرها دافع ووسيلة مشجعة وفعالة".
ومضت تقول: "تأثرت كثيراً كما باقي أبناء الشعب الفلسطيني بالأجواء الصعبة للحصار ودرست ساعات طويلة على ضوء الشمعة جراء انقطاع التيار الكهربائي بسبب الحصار لكن بحمد الله لم تمنعي تلك الظروف من الوصول إلى هدفي في التفوق والنجاح".
ولم تنس الطالبة أبو نمر أجواء القصف والدمار وقتل الأطفال التي مرت على الشعب الفلسطيني بسبب الحصار الخانق، والتي أثرت فيها كثيراً ودفعتها لأن تجتهد أكثر في دراستها ولا تضيع دقيقة واحدة حتى تحصل على هذا الانجاز رغم التأثيرات النفسية الكبيرة التي تركتها مشاهد القتل والدمار لديها.
وتعتبر الطالبة الغزية أن الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني تحتم على كل أبنائه أن يجتهدوا في طلب العلم وتقدم أفضل الإنجازات من أجل فلسطين، مشيرةً إلى أنها قررت أن تستخدم عقلها في مواجهة الاحتلال وحصاره. وأرجعت الطالبة التي تنوي الالتحاق بكلية الطب في الجامعة الإسلامية لتتمكن من خدمة شعبها الفلسطيني المحاصر الفضل لنجاحها لله ثم لوالديها الذين لم يألوا جهداً في سبيل راحتها وتوفير الأجواء المناسبة التي تمكنها من الدراسة. وعبرت عن فرحتها الغامرة بهذا النجاح الباهر الذي أهدته إلي وطنها فلسطين وإلى أهالي الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر وإلى كل الفلسطينيين في بقاع العالم والي الشهداء و الجرحى و الأسرى خلف قضبان السجون الإسرائيلية.
والد الطالبة الفلسطينية أبدى فخره واعتزازه بنجاح ابنته التي نالت المرتبة الأولى على مستوى فلسطين في امتحانات الثانوية العامة رغم ظروف الحصار الصعبة، وظروف معيشتهم الصعبة والقاهرة. أما والدة الطالبة فاعتبرت نجاح ابنتها الباهر في ظل هذه الظروف هو بمثابة رسالة لكل العالم أن الشعب الفلسطيني استطاع بالعلم والتفوق أن يحاصر الحصار، وأن ينتصر على الاحتلال الذي يسعى لكسر إرادة وعزيمة الفلسطينيين.
تعليقي ........................
ممكن نبقى مثل أسماء بل نحن في ظروف أفضل فنحن في مصر لا عدوان أو احتلال أو أو مم يتعرض له يوميا إخواننا في فلسطين .......
تحية عطرة مكللة بأسما عبارات الإحترام والتقدير لأبوي الطالبة الفلسطينية **أسماء نصر أبو نمر**
فلمثل هذه الطالبة نقول ( الأزمة تلد الهمة ) ومبارك لها على تفوقها عسى ربي ينجحها كمان وكمان
مشكور أخي على هذا الخبر المبهج للقلوب.. بارك الله فيك.
توقيع : جمال بختاوي
إنما الأمم الأخلاق مابقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا