منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com/f104.html)
-   -   قصة الخروووف المسالم ....... (http://forum.islamstory.com/16194-%DE%D5%C9-%C7%E1%CE%D1%E6%E6%E6%DD-%C7%E1%E3%D3%C7%E1%E3.html)

الأرقم 28-10-2010 05:31 AM

قصة الخروووف المسالم .......
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :


قرأت هذه القصة فأحببت أن أنقلها لكم ومنكم التعليق .




في زاوية قصية .. وبعيدا عن أعين الإعلام ... كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه ...

منتظرا وصول أول خروف من الحظيره المجاورة للمسلخ

في تلك اللحظة كانت الخراف في الحظيره تعيش وتاكل وتشرب وكأنها قد جاءت الى تلك الحظيره بضمان الخلود .

دخل الجزار فجأة الى وسط الحظيره فأدركت " الخرفان " بحسها الفطري أن الموت قادم لامحالة .

وقع الاختيار على احد الخراف ..وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه الى خارج الحظيره ....

ولكن ذلك الكبش كان فتيا في السن ذو بنية قوية وجسما ممتلئا وقرنين قويين ..وقد شعر برهبة الحدث..

وجبن الموقف ..وهو يقاد الى الموت ... فنسي الوصية رقم واحد من دستور القطيع ... وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور ...

وكان قد سمع تلك الوصية قبل ساعات من كبار الخرفان في الحظيره ....

وكانت الوصية تقول :- حينما تقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار ويعرض حياتك وحياة افراد القطيع للخطر .

قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي لاينطلي حتى على قطيع الخنازير ..فكيف بنا نحن الخراف ونحن أشرف وأطهر .. ... فاذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف ... فلا أعتقد انها ستضرني ...

اما قولهم ان مقاومتي ستغضب الجزار وقد يقتل جميع الخرفان ...فهذا من الغباء ...فماجاء بنا هذا الجزار

الى هذه الحظيره الا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحدا بعد الاخر ....فمقاومتي قد تفيد ولكنها

بلا شك لن تضر ....

انتفظ ذلك الكبش انتفاظة الاسد الهصور ..وفاجأ الجزار ...واستطاع ان يهرب من بين يديه ليدخل في وسط

القطيع حيث نجح في الافلات من الموت الذي كان ينتظره .

لم يكترث الجزار بما حدث كثيرا ... فالحظيره مكتظة بالخراف ولاداعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك

الكبش الهارب....

أمسك الجزار بخروف اخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة ....

كان الخروف الاخير مسالما مستسلما ولم يبد اية مقاومة ..........الا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع

نال ذلك الخروف اعجاب جميع الخرفان في الزريبة ... وكانت جميعها تثني عليه بصوت

مرتفع وتهتف باسمه ... ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو

يقول ..... بسم الله والله أكبر

خيم الصمت على الجميع ....وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت الى الحظيره . ولكنهم سرعان ماعادوا الى اكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفضون أي فكرة لمقاومة ذلك المصير بل قد يتعرض أي خروف يدعو الى مقاومة الجزار الى الموت نطحا قبل أن يقتل ذبحا.

وهكذا بقيت الخراف في الحظيره تنتظر الموت واحدا بعد الاخر ... وفي كل مرة ياتي الجزار ليأخذ احدهم لاتنسى بقية الخراف بان توصيه على الموت على دستور القطيع لا ثم لا للمقاومه

وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد .... اذا وجد خروفا هادئا مطيعا ...فانه يأخذ معه خروفا اخر .

وكل مازاد عدد الخراف المستسلمة ... زاد طمع الجزار في أخذ عددا اكبر في المرة الواحدة ... حتى وصل

به الحال أن يمسك خروفا واحدا بيده وينادي خروفين اخرين او ثلاثة او اكثر لتسيرخلف هذا الخروف الى المسلخ....

وهو يقول : يالها من خراف مسالمة ... لم احترم خرافا من قبل قدر ما احترم هذه الخراف ...

انها فعلا خراف تستحق الاحترام.

كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفا امام الخراف الاخرى حتى لايثير غضبها وخوفا من أن تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الحظيره والهرب بعيدا... ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق ..

أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته ..وان خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم

مايمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق ... فصار يجمع الخراف بجانب بعضها ... ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ... ثم يقوم بسدحها وذبحها... والاحياء منها تشاهد من سبقت اليهم سكين الجزار .. ولكن .. كانت الوصية من دستور القطيع تقف حائلا امام أي احد يحاول المقاومة او الهروب ..." لا تقاوم ..." .... في مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لاخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح مابدأه ذلك اليوم ...

كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من حظيره الموت واخراج بقية القطيع معه

كانت الخراف تنظر الى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الحظيره الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره .

لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قويا ... فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب .

وجد الخروف الشاب نفسه خارج الحظيره.... لم يكد يصدق عينيه ...

صاح في رفاقه داخل الحظيره للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح، ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع .... بل كانوا جميعا يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه و يرتعدون خوفا من أن يكتشف الجزار ماحدث...

وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر الى القطيع .. في انتظار قرارهم الاخير

تحدث افراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الحظيره والنجاة بانفسهم

من سكين الجزار ....

وجاء القرار النهائي بالاجماع مخيبا ومفاجئا للكبش الشجاع ....

في صباح اليوم التالي ....جاء الجزار الى الحظيره ليكمل عمله .. فكانت المفاجأة مذهلة

سياج الحظيره مكسور ...... ولكن القطيع موجود داخل الحظيره و لم يهرب منه أحد ..........

ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الحظيره خروفا ميتا ... وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح ...

نظر اليه ليعرف حقيقة ماحدث ........... صاح الجزار ... ياالله ... انه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم أمس .

نظرت الخراف الى الجزار بعيون الامل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف " الارهابي " الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر .

كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف ... حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الاعجاب والثناء

ايها القطيع .. كم افتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة اتعامل معكم ...

ايها الخراف الجميلة ...لدي خبر سعيد سيسركم جميعا .....وذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظير.

أنا وبداية من هذا الصباح ..... لن أقدم على سحب أي واحد منكم الى المسلخ بالقوة .... كما كنت أفعل من قبل ... فقد اكتشفت انني كنت قاسيا عليكم وان ذلك يجرح كرامتكم ....

كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الاعزاء أن تنظروا الى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ ...فاذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ .

فليأت واحد بعد الاخر .... وتجنبوا التزاحم على ابواب المسلخ ....

وفي الختام لا انسى أن اشيد بدستوركم العظيم ...... لا للمقاومة ...







الساعة الآن 03:22 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام