شرع الله لعباده دينًا عظيماً لم يترك شأناً من شؤونالحياة إلا وتناوله بالبيان والإيضاح ، فجاء شرعًا يوازن بين الدنيا والآخرة ،ويلبي حاجات الروح والجسد معًا . ومشروعية العيد لا تخرج عن هذه القاعدة ،فقد جاء الشرع الحنيف بأحكام خاصة به ، توجِّه سلوك المسلم في هذه المناسبة وفق شرعالله وسَنَنَه ، إن لكل أمة من الأمم عيداً يعود عليهم في يوم معلوم، يتضمن عقيدتها وأخلاقها وفلسفة حياتها، فمن الأعياد ما هو منبثق ونابع من الأفكار البشرية البعيدة عن وحي الله تعالى، وهي أعياد العقائد غير الإسلامية، وأما عيد الأضحى وعيد الفطر فقد شرعهما الله تعالى لأمة الإسلام، قال الله تعالى: {لِكُلّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا} [الحج:34]، روى ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس قال: (منسكاً أي: عيداً)أخرجه ابن جرير في تفسيره (17/198)، وعزاه السيوطي في الدر (6/47) لابن أبي حاتم. ] فيكون معنى الآية أن الله جعل لكل أمة عيداً شرعياً أو عيداً قدرياً. وعيد الأضحى وعيد الفطر يكونان بعد ركن من أركان الإسلام، فعيد الأضحى يكون بعد عبادة الحج، وعيد الفطر يكون بعد عبادة الصوم، عن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما قال: ((ما هذان اليومان؟)) قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال: ((قد أبدلكم الله خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر)) رواه أبو داود والنسائي فعيد الأضحى جعله الله يوم العاشر من ذي الحجة بعد الوقوف بعرفة ركنِ الحج الأعظم، وشرع في هذا العيد أعمالاً جليلة صالحة يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى، وسماه الله يوم الحج الأكبر؛ لأن أكثر أعمال الحج تكون في يوم هذا العيد، والله عز وجل برحمته وحكمته وعلمه وقدرته شرع الأعمال الصالحة والقربات الجليلة، ودعا الناس كلهم إلى فعلها قربةً إلى الله وزلفى عنده كما قال تعالى: {سَابِقُواْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ} [الحديد:21]، وقال تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً} [المائدة:48]، فإذا لم يُمكن أن يعمل المسلم بعض الطاعات لأجل اختصاصها بمكان أو بزمان شرع الله له طاعات من جنس ونوع تلك الطاعات المختصة بالمكان أو الزمان، فيوم عرفة عيد لحجاج بيت الله الحرام، واجتماع لهم وتضرع لله عز وجل، فمن لم يحج شرع الله له صلاة عيد الأضحى في جمع المسلمين، وشرع له صيام عرفة الذي يكفر السنة الماضية والآتية، وقربانُ الحاج وذبائحهم شرع الله مقابل ذلك أضحية المقيم، فأبواب الخيرات كثيرة ميسرة، وطرق البر ممهَّدة واسعة، ليستكثر المسلم من أنواع الطاعات لحياته الأبدية بقدر ما يوفقه الله تعالى. وفيما يلي إطلالة سريعة على بعض الأحكام والآداب المتعلقة بالعيد :
1- يحرم صوم يوم العيد ، وهو اليوم الأول من أيام العيد ، لما رواهالبخاري عن عمر رضي الله عنه أنه صلى قبل الخطبة ثم خطب الناس، فقال: ( يا أيهاالناس إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد نهاكم عن صيام هذين العيدين، أماأحدهما فيوم فطركم من صيامكم، وأما الآخر فيوم تأكلون نُسُكَكَم).
2- يستحب الإكثار من التكبير في ليلة العيد ، لقوله تعالى: { ولتكملوا العدة ولتكبرواالله على ما هداكم } (البقرة: 185) ، والتكبير يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان،ويستمر حتى صلاة العيد ، ويكون عامًا في الأماكن كلها ، ولا تكبير في عيد الفطر عقبالصلوات المفروضة. وصفة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر ، لا إلهإلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد . وإن كبَّر ثلاثًا فهو حسن، والأمر فيهذا واسع .
3- يُسنُّ الاغتسال للعيد والتنظُّف له ؛ وقد ثبت أن ابن عمررضي الله عنه كان يفعل ذلك ، وهو معروف باتباعه للسُّنَّة وشدة تحريه لها . ويُستحب كذلك لبس أفضل الثياب ، لحديث عائشة رضيالله عنها أنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( ما على أحدكم أنيكون له ثوبان سوى ثوبي مهنته لجمعته ) رواه أبو داود . ويوم العيد يشبه يوم الجمعةمن حيث المعنى ، فكان من السُّنَّة فعل ذلك .
4- من السُّنَّة أنيتناول شيئًا من الطعام قبل الخروج للصلاة ، ويفضَّل التمر ، لحديث أنس رضي اللهعنه : ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ) رواهالبخاري . وعلَّل ابن حجر ذلك بأنه سدُُّ لذريعة الزيادة في الصومأما في عيد الأضحى فلا يتناول شيئًا من الطعام قبل الخروج للصلاة إتباعا للسنة.
5- يُستحب أن يخرج إلى صلاة العيد ماشيًا، لحديث عليٍّ رضي الله عنه ، قال: ( من السنةأن تخرج إلى العيد ماشياً، وأن تأكل شيئاً قبل أن تخرج ) رواه الترمذي وحسَّنه . ومن السُّنَّة أن يخرج من طريق ويعود من غيره ، لفعله - صلى الله عليهوسلم- ، فيما رواه جابر رضي الله عنه قال: ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذاكان يوم عيد خالف الطريق ) رواه البخاري . وقد ذكر أهل العلم لذلكعللاً كثيرة منها : إظهار شعيرة الله بالذهاب والإياب لأداء هذه الفريضة ، ومنهاإغاظة المنافقين ، ومنها السلام على أهل الطريقين ، ومنها شهادة سكان الطريقين منالجن والإنس ، ومنها التفاؤل بالخير بتغير الحال إلى المغفرة والرضا ، ومنها قضاءحاجة من له حاجة في الطريقين ؛ ولا مانع من صحة كل ما ذكروه من العلل ، كما أنه لامانع أن تكون هناك علل أخرى .
6- لا بأس بخروج النساء يوم العيد لحضورالصلاة وشهود الخطبة ، واستحب ذلك بعض أهل العلم ، ولكن ذلك مشروط بأمن الفتنة ،ودليله ما رواه مسلم عن أم عطية رضي الله عنها، قالت: ( أَمَرَنا رسول الله - صلىالله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى ، العواتق ، وذوات الخُدُور ، فأماالحُيَّضُ فيعتزلن الصلاة ، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ) ، والعواتق: جمع عاتق ،وهي المرأة الشابة غير المتزوجة ؛ والخدر: سِتْرٌ يُمَدُّ للفتاة في ناحية البيت ،ثم أُطلق على كلُّ ما يواري من بَيْتٍ ونحوه خِدْرًا ، والجمع خُدُورٌ ، والمقصودهنا النساء الملازمات للبيوت . وينبغي التنبيه إلى أنه لا يجوز للمرأةفي العيد أو في غيره أن تخرج متطيبة متعطرة ، أو مرتدية ثيابًا ملفتة للانتباه ، أولباسًا غير شرعي وربنا جل وعلا يقول :{ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظنفروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن } وهو يعمالأعياد وغيرها .
7- لا بأس بالتهنئة في العيد ، كأن يقول لمن لقيه : تقبَّل الله منا ومنكم ، وأعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة ، وعيدكم مبارك ،ونحو ذلك ؛ لحديث أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه أنهم كانوا إذا رجعوا من العيديقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك . قال الإمام أحمد : إسناد حديث أبي أُمامةإسناد جيد. وقال ابن تيمية - رحمه الله -: "وقد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوايفعلونه ، ورخَّص فيه الأئمة من بعدهم ، كـ أحمد وغيره". حين يتردد التكبير صباحيوم العيد، وترج المساجد بالتهليل وتسيل الدموع حزنًا على فراق رمضان الحبيب شهرالمغفرة والعتق من النار.. شهر الخير والصبر والكرم والبركة يهدينا الله الرحيمالكريم بهدية العيد وهي أيام فرح وسرور ونسمات تخيم على جميع أفراد الأسرة ومنهمالزوجان. في ذلك اليوم تسمو أرواح الزوجين وتتصافى نفوسهم وتتلاقى قلوبهم, فنرى روح السعادة ترفرف في البيت، ونلمس بين جنباته الود والتسامح.. الحب والمرح.. حينها يتحقق مفهوم العيد بمعناه الصحيح. وقد يكون العيد عند البعض شرارةتشعل نار الخلافات وبالذات في الصباح.. لضيق الوقت وتشتت الذهن عند الاستعدادللخروج، فتشحن النفوس بالغضب وتنقلب فرحة العيد إلى شجار ليذهبوا إلى أقاربهم بوجوهغاضبة ونفوس مكتئبة. فرحة العيد ترفرف على البيتالسعيد ـ على الزوجين أن يشكرا الله على نعمه وفضله {قُلْ بِفَضْلِاللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]. ـ ويلزما التكبير في أيام العيد والحمد التزامًا بسنةنبينا صلى الله عليه وسلم. ـ الدعاء من خالص قلوبهم أن يتقبل الله منهمالصيام والقيام وخالص الأعمال وأن يعيد عليهم رمضان أعوامًا عديدة. ـ الدعاءأن يجمعها الله في جنته ومستقر رحمته. ـ الاستعلاء عن سفاسف الأمور وما ينغصعيشها، فالعيد شرعه الله للفرح والمرح وليس للحزن والتخاصم. خطوات مسبقةلعيد أكثر مرحًاولعيد أكثر سعادة ومرحًا إليك أختي المسلمة المتزوجة هذهالخطوات: استعدادك قبل العيد::: ـ رتبي ما يخص خروجك وعائلتك قبلالعيد بيومين, أي جهزي ملابس أولادك وزوجك وجميع الأغراض وضعيها في أماكن قريبةومناسبة. ـ رتبي منزلك قبل العيد لتقللي من الوقت الذي ستمضينه في ترتيبهقبل خروجك. ـ احرصي على النوم مبكرًا أنت وزوجك ليلة العيد ـ قدر الإمكان ـلتستيقظي مبكرة ونشيطة وبنفسية طيبة. ـ بعد صلاة الفجر أكثري من الاستغفارولا تنسي أذكار الصباح والتكبير والتهليل, وارفعي صوتك بها لتسمعي من في البيتليستشعروا الجو الجميل للعيد. ـ جهزي تمرات يتناولها زوجك وأولادك قبلالخروج إلى صلاة العيد اتباعًا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وجهزي أيضًا طبقًامن الحلويات أو الحليب أو الشاي حسب ما تفضليه. استعدادك في صباحالعيد::: ـ أيقظي زوجك وأولادك .. ثم توجهوا إلى المسجد مع التكبير والحمد،وحضور صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة. ـ ثم يقوم الزوجان بزيارة الأهلوالأقارب والأحباب لقضاء وقت جميل معهم. ـ أعدي عزيزتي الزوجة بطاقات تهنئةبالعيد مكتوب فيها سطور تعبر عن الفرحة والشكر للزوج على جوده وما قام به منالطاعات. ـ اقضي ثاني أيام العيد مع زوجك وأولادك في رحلة يفرح بهاالجميع، وجهزي فيها بعض المفاجآت والمسابقات والمشويات. ـ وأشعري نفسك وزوجكبالفرح والسعادة لتظهر على أفعالك وتصرفاتك وتجاوزي عن كل ما يغضبك، وذكري نفسكوزوجك كلما لاح طيف الغضب أن هذا يوم عيد يجب أن نفرح به وأن نغير حياتناللأفضل وسُمي العيد عيدًا لعوده وتكرره, وقيل: لعود السرور فيه, وقيل: تفاؤلا بعوده على من أدركه، كما سميت القافلة حين خروجهاتفاؤلا لقفولها سالمة, وهو رجوعها. [ شرح صحيح مسلم للنووي: 3/441 ]. أولا: التجمل في العيد
[1] عن عَبْدَ اللَّهِبْنَ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍتُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليهوسلم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ، تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِوَالْوُفُودِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا هَذِهِلِبَاسُ مَنْ َلا خََلاقَ لَهُ. فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ،ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ،فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ،فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ َلاخََلاقَ لَهُ، وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْجُبَّةِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُاللَّهِ صلى الله عليه وسلم : تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ. [ صحيحالبخاري، 948 ]. شرح الحديث: قال العلامة السندي في حاشية السندي على النسائي: منه عُلم أن التجمل يوم العيد كان عادة متقررة بينهم، ولم ينكرها النبي صلى اللهعليه وسلم ، فعُلم بقاؤها. وقال ابن قدامة في المغني ( 3/114 ): وهذا يدل على أنالتجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهوراً ... وقال مالك: سمعت أهل العلم يستحبونالطيب والزينة في كل عيد ثانيا: الاغتسال يومالعيد قبل الخروج
[2] عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضيالله عنه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَىالْمُصَلَّى. [ موطأ مالك، 384 ]. شرح الحديث: قال الألباني في إرواء الغليل ( 3/104 ) : روى الفريابي عن سعيد بن المسيب أنه قال: سنة الفطر ثلاث: المشي إلىالمصلى، والأكل قبل الخروج، والاغتسال. وإسناده صحيح. ثالثا: تحريم صياميومي الفطر والأضحى
[3] فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه ،عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ََلا صَوْمَ فِي يَوْمَيْنِ: الْفِطْرِوَالْأَضْحَى. [ صحيح البخاري، 1197]. شرح الحديث: قال النووي في شرح صحيح مسلم ( 4/271 ): وقد أجمع العلماء على تحريم صوم هذين اليومين بكل حال, سواء صامهما عننذر أو تطوع أو كفارة أو غير ذلك. رابعا: تعجيل الأكل قبل صلاة الفطروتأخيره إلى ما بعد صلاة الأضحى.
[4] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي اللهعنه ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم َلا يَغْدُو يَوْمَالْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ. ويأكلهن وِتراً. [ صحيح البخاري، 953 ].
[5] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم َلا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ،وََلا يَطْعَمُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ. [ صحيح / صحيح سنن الترمذيللألباني، 542 ]. شرح الأحاديث: ( لا يغدو ) أي يخرج وقت الغداة، أيأول النهار. ( يوم الفطر ) أي إلى المصلى. ( حتى يطعم ) بفتح العين أي يأكل. ( ولايطعم يوم الأضحى حتى يرجع ) أي فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية. قال الحافظ ابنحجر في فتح الباري ( 2/518 ): الحكمة في الأكل قبل الصلاة أن لا يظن ظان لزوم الصومحتى يصلى العيد. وقيل: لما وقع وجوب الفطر عقب وجوب الصوم استحب تعجيل الفطر مبادرةإلى امتثال أمر الله تعالى ... والحكمة في استحباب التمر لما في الحلو من تقويةالبصر الذي يضعفه الصوم ... هذا كله في حق من يقدر على ذلك، وإلا فينبغي أن يفطرولو على الماء ليحصل له شبه من الإتباع. وأما جعلهن وتراً فللإشارة إلى وحدانيةالله تعالى. وقال الصنعاني في سبل السلام ( 2/91 ): وتأخيره يوم الأضحى إلى ما بعدالصلاة، والحكمة فيه هو أنه لما كان إظهار كرامة الله تعالى للعباد بشرعية نحرالأضاحي، كان الأهم الابتداء بأكلها شكراً لله على ما أنعم به من شرعية النسكيةالجامعة لخير الدنيا وثواب الآخرة
[6] عَنْ أَبِي سَعِيدٍالْخُدْرِيِّ رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلميَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَاْلأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍيَبْدَأُ بِهِ الصََّلاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ،وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ، فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ،فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا، قَطَعَهُ، أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ،أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ. [ اللؤلؤ والمرجان، 510 ].
[7] وعَنْ ابْنِعُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّىفِي يَوْمِ الْعِيدِ، وَالْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَالْمُصَلَّى نُصِبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنَّالْمُصَلَّى كَانَ فَضَاءً لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ يُسْتَتَرُ بِهِ. [ سنن ابن ماجه، 1294 ]. شرح الأحاديث: قال العلامة ابن الحاج المالكي في المدخل: والسنةالماضية في صلاة العيدين أن تكون في المصلى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صََلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صََلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إَِلاالْمَسْجِدَ الْحَرَامَ [ اللؤلؤ والمرجان، 881 ]، ثم هو مع هذه الفضيلة العظيمة،خرج صلى الله عليه وسلم وتركه، فهذا دليل واضح على تأكيد أمر الخروج إلى المصلىلصلاة العيدين، فهي السنة، وصلاتهما في المسجد بدعة إلا أن تكون ثم ضرورة داعية إلىذلك فليس ببدعة. وقال النووي في المجموع: فإن كانت الصلاة بمكة، فالمسجد الحرامأفضل بلا خلاف. وقال الألباني في صلاة العيد في المصلى هي السنة: إن هذه السنة لهاحكمة عظيمة بالغة: أن يكون للمسلمين يومان في السنة، يجتمع فيها أهل كل بلدة، رجالاونساء وصبيانا، يتوجهون إلى الله بقلوبهم، تجمعهم كلمة واحدة، ويصلون خلف إمامواحد، ويكبرون ويهللون، ويدعون الله مخلصين، كأنهم على قلب رجل واحد سادسا: خروججميع النساء في حجابهن الشرعي بغير زينة ولا طيب
[8] عَنْ أُمِّعَطِيَّةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمأَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى: الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَوَذَوَاتِ الْخُدُورِ. فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصََّلاةَ وَيَشْهَدْنَالْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِحْدَانَا َلايَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ. قَالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا . [ اللؤلؤ والمرجان، 511 . شرح الحديث: ( الْعَوَاتِقَ ): البنات الأبكارالبالغات والمقاربات للبلوغ. ( وَالْحُيَّضَ ): جمع حائض، وهو أعم من الأول من وجه. ( وَذَوَاتِ الْخُدُورِ ): أي: صواحبات الستور. الخدور جمع خدر، وهو ناحية في البيتيجعل عليها سترة فتكون فيه الجارية البكر، وهى المخدرة، أي خدرت في الخدر. ( يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ ): هو الدخول في فضيلة الصلاة لغير الحيض. ( َلا يَكُونُلَهَا جِلْبَابٌ ): ملحفة، أي كيف تشهد ولا جلباب لها، وذلك بعد نزول الحجاب. قالالصنعاني في سبل السلام: ( 2/92 ): والحديث دليل على وجوب إخراجهن ... وهو ظاهر فياستمرار ذلك منه صلى الله عليه وسلم ، وهو عام لمن كانت ذات هيئة وغيرها، وصريح فيالثواب وفي العجائز بالأولى. قال سيد حسين العفاني في نداء الريان في فقه الصياموفضل رمضان ( 2/368 ): ومال إلي هذا الرأي شيخ الإسلام ابن تيمية في " اختياراته " عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: حق على كل ذات نطاق الخروج إلى العيد. [ رواهابن أبي شيبة وسنده صحيح ]. سابعا: المشي إلى المصلى
[9] عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليهوسلم يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَيَرْجِعُ مَاشِيًا. [ حسن / صحيح سنن ابنماجه للألباني، 1078(1311) ].
[10] وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي اللهعنه ، قَالَ: مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَأَنْتَأْكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ. [ حسن / صحيح سنن الترمذي للألباني، 530 ]. شرح الأحاديث: قال الترمذي في السنن ( 1/296 ): والعمل على هذا الحديث عند أكثرأهل العلم: يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً ... ويُستحب أن لا يركب، إلا منعذر. وقال الصنعاني في سبل السلام ( 2/99 ): وكان ابن عمر يخرج إلى العيد ماشياًويعود ماشياً. ثامنا: مخالفة الطريق في الذهاب إلى المصلى والإيابمنه
[11] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا،قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَالطَّرِيقَ. [ صحيح البخاري، 986 ].
[12] وعَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَاللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ يَوْمَ الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ، ثُمَّ رَجَعَ فِيطَرِيقٍ آخَرَ. [ صحيح / صحيح سنن أبي داود للألباني، 254 ]. شرحالأحاديث: يعني أنه يرجع من مصلاه من جهة غير الجهة التي خرج منها إليه. قال ابنقيم الجوزية في زاد المعاد ( 1/432 ) : وكان صلى الله عليه وسلم يخالف الطريق يومالعيد، فيذهب في طريق، ويرجع في آخر. فقيل: ليسلم على أهل الطريقين، وقيل: لينالبركته الفريقان، وقيل: ليقضي حاجة من له حاجة منهما، وقيل: ليظهر شعائر الإسلام فيسائر الفجاج والطرق، وقيل: ليغيظ المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله، وقيامشعائره، وقيل: لتكثر شهادة البقاع، فإن الذاهب إلى المسجد والمصلى إحدى خطوتيه ترفعدرجة، والأخرى تحط خطيئة حتى يرجع إلى منزله، وقيل وهو الأصح: إنه لذلك كله، ولغيرهمن الحكم التي لا يخلو فعله عنها تاسعا: التكبير أيام العيدينووقته قال الصنعاني في سبل السلام: ( الجزء الثاني: 100-101 ): التكبير)في العيدين مشروع عند الجماهير، فأما تكبير عيد الإفطار فأُوجب لقوله تعالى: [(وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَالبقرة: 185 ]. والأكثر أنه سنة ... ( ويكون ) من مغرب أول ليلة من شوال إلى ... خروج الإمام، أو حتى يصلي، أو حتى يفرغ من الخطبة. وأما تكبير عيد النحر فأُوجب [ البقرة:(وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)أيضا لقوله تعالى: كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا)203 ]. ولقوله: [ الحج: 37 ] ... وذهب الجمهور إلى أنه سنة مؤكدة للرجال والنساء،(هَدَاكُمْومنهم من خصه بالرجال ... وأما ابتداؤه وانتهاؤه ... فأصح ما ورد عن الصحابة ... أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى، أخرجهما ابن المنذر. واعلم أنه لا فرق بينتكبير عيد الإفطار وعيد النحر في مشروعية التكبير، لاستواء الأدلة في ذلك، وإن كانالمعروف عند الناس إنما هو تكبير عيد النحر.
[13] عن الزهري، أن رسولالله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضيالصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير. [ سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، 171 ]. شرح الحديث: قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1/331 ): وفيالحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهرا في الطريق إلىالمصلى، وإن كان كثير منهم بدأوا يتساهلون بهذه السنة، حتى كادت أن تصبح في خبر كان ... وذلك لخجلهم من الصدع بالسنة والجهر بها ... ومما يحسن التذكير به بهذهالمناسبة: أن الجهر بالتكبير هنا لا يُشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعلهالبعض، وكذلك كل ذكر يُشرع فيه رفع الصوت أو لا يُشرع، فلا يشرع فيه الاجتماعالمذكور ... فلنكن في حذر من ذلك. وقال البغوي في شرح السنة ( 4/309 ): ومن السنةإظهار التكبير ليلتي العيدين مقيمين وسفرا في منازلهم، ومساجدهم، وأسواقهم، وبعدالغدو في الطريق، وبالمصلى إلى أن يحضر الإمام. عاشرا: صيغالتكبير وردت صيغ التكبير عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم، فمنذلك:
[15] ما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه كان يقول: الله أكبر اللهأكبر، لا أله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. [ مصنف ابن أبيشيبة، كتاب صلاة العيدين. قال الألباني في إرواء الغليل ( 3/125 ): وإسناده صحيح ]. كما ثبت تثليث التكبير عنه في مكان آخر بالسند نفسه، يقول: الله أكبر اللهأكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.[16] كما ثبتعن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، اللهأكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا. [ السنن الكبرى للبيهقي، كتاب صلاة العيدين. قال الألباني في إرواء الغليل ( 3/125 ): وسنده صحيح ]. فبأي صيغة كبّر المسلم،فقد أدى السنة وأقام الشعيرة. حادي عشر: التهنئة بالعيد قال شيخالإسلام في مجموع الفتاوى ( 24/138 ): أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذالقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك، فهذا قدروي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد ( بن حنبل ) وغيره. لكن قال أحمد: أنا لا ابتدئ أحدا، فإن ابتدأني أحد، أجبته. وذلك لأن جوابالتحية واجب. وأما الابتداء بالتهنئة، فليس سنة مأمورا بها، ولا هو أيضا مما نهيعنه. فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة. ثاني عشر: منكراتالأعياد إحياء ليلتي العيدالسهر ليالي العيد في غير طاعةبأذكار مخترعة التزين بحلق اللحية يومي,تخصيص زيارة القبور يوم العيد,العيدين ويوم الجمعة متابعة الأغاني,الإسراف والتبذير فيما لا طائل من ورائه,والأفلام والذهاب إلى دور اللهو, الاختلاط بين الرجال والنساء في الاجتماعاتالتي تضمهم، ومصافحة النساء الأجنبيات غير المحرمات تنبيهاتمهمة على أمور تحصل في يوم العيد
1- لا يجوز للمرأة أن تخرج إلىالرجال متبرجة متزينة متعطرة , حتى لا تحصل الفتنة منها وبها , فكم حصل من جرّاء والتساهل بذلك من أمور لا تحمد عقباها . قال الله تعالى : ([ولا تبرجن تبرجالجاهلية الأولى [/
]) [الأحزاب : 33] وقال صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأةاستعطرت فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) رواه أحمد والثلاثة وقال الترمذيحسن صحيح . وصححه ابن خزيمة وابن حبان . وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : ( لما نزلت ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) [ الأحزاب : 39] خرج نساءالأنصاركأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية ) رواه أبو داود وصححه الألباني .
2- الحذر من الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء , وهو محرم كل وقتوحين . وإنما حصل التنبيه هنا لكثرة اجتماع الناس في هذا اليوم وتكررالزيارات واللقاءات العائلية والرحلات البرية فيه .
3- تحرمالمصافحة بين المرأة والرجل الأجنبي . وهي عادة قبيحة مذمومة . وإذا كان النظر إلىالأجنبية محرماًفالمصافحة أعظم فتنة . ولما طلبت النساء المؤمنات من النبيصلى الله عليه وسلم في المبايعة على الإسلام أن يصافحهنامتنع وقال : ( إنيلا أصافح النساء ) أخرجه مالك وأحمد والنسائي والترمذي بنحوه . وقال : حسن صحيح . وصححه ابن حبان . قال ابن عبد البر في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إني لاأصافح النساء ) دليل على أنه لا يجوز لرجل أن يباشر امرأة لا تحل له , ولايمسها بيده ولا يصافحها . وفي حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال : ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمسامرأة لا تحل له ) رواه الطبراني والبيهقي , وقال المنذري : رجال الطبراني ثقاترجال الصحيح . وصححه الألباني .
4- صلة الرحم فريضة , وقطيعة الرحمكبيرة من كبائر الذنوب , قال صلى الله عليه وسلم) لا يدخل الجنة قاطع رحم( متفق عليه . ويوم العيد فرصة لصلة الرحم وزيارة الأقارب وإدخال السرور عليهم . وهذا منجلائل الأعمال وسبب في بسط الرزق وتأخير الأجل , قال صلى الله عليهوسلم : ( من سره أن يبسط له في رزقه وينسأله في أثره فليصل رحمه ) متفقعليه . ولا تكن صلتك لأقاربك مكافأة لهم على قيامهم بحقك, بل صلهم ولو قطعوك , قالالنبي صلى الله عليه وسلم ( ليس الواصل بالمكافىء, ولكن الواصل الذي إذاقطعت رحمه وصلها ) رواه البخاري . واعلم أن من صلة الرحم الاتصال الهاتفي علىالأقارب عند تعذر المقابلة , والاطمئنان على صحتهم , وسؤالهم عن أحوالهم , وتهنئتهمعند المحاب , ومواساتهم عند الشدائد والمكاره .
5- العيد مناسبةطيبة لتصفية القلوب , وإزالة الشوائب عن النفوس وتنقية الخواطرمما علق بهامن بغضاء أوشحناء , فلتغتنم هذه الفرصة , ولتجدد المحبة , وتحل المسامحة والعفو محلالعتبوالهجران ,مع جميع الناس من الأقارب والأصدقاء والجيران . وقد قالالنبي صلىالله عليه وسلم : ( وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ) رواهمسلم . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لمسلم أنيهجر أخاه فوقثلاث , يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا , وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) متفق عليه منحديث أبي أيوب رضي الله عنه ورواه أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وزاد) : فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار( وصححه الألباني . وقال صلى الله عليهوسلم: ( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ) رواه أبو داود , وصححه الألباني .