منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com/f104.html)
-   -   الانس و الجن بين العلم و السحر ( الجن ) (http://forum.islamstory.com/18068-%C7%E1%C7%E4%D3-%E6-%C7%E1%CC%E4-%C8%ED%E4-%C7%E1%DA%E1%E3-%E6-%C7%E1%D3%CD%D1-%C7%E1%CC%E4.html)

amrharoun2009 06-01-2011 12:45 AM

الانس و الجن بين العلم و السحر ( الجن )
 
الجـــــــــــــن
ما حدود قدرات الأنس مقارنة بالجن و هل يستطيع أي منهم أن يؤثر في الآخر و في عالمه ؟
قبل أن نجيب على السؤال السابق يجب أولاً أن نسأل:
س – من هم الجن ؟
ج –
إن اسم الجن في اللغة مشتق من فعل " جن" و معناه استتر أو اختفى،
و بهذا المعنى قال سبحانه :
 " فلما جن عليه الليل رأى كوكباً ...." سورة الأنعام
ويقول المفكر الإسلامي الدكتور عبد الصبور شاهين :
" إن الله عز وجل قد خلق فيما أخبرنا في كتابه العزيز ثلاثة عوالم واحد ظاهر و اثنان مخفيان مستتران، فالظاهر هو عالم الأنس و المستتران هما عالم الجن و عالم الملائكة "
و هذا ما اصطلح عليه اغلب العلماء،
و الآن لنرى ما في كتاب الله عز و جل عن الجن،
إن الجن قد ذكر في القرآن ( 35 ) مرة بتصريفاته ( الجن ، الجان ، جان، الجـِنـًة )،
كما انه هناك سورة كاملة في القرآن باسم سورة الجن،
و سورة الرحمن بأكملها خطاب من الله عز وجل موجه للإنس و الجن مجتمعين بصيغة المثنى،
و بالنظر في تصريفات كلمة الجن الواردة في القرآن الكريم نجد الآتي:
" الجن " يأتي في مقابل " الأنس" وهو تعريف لنوع المخلوق ( مثل ذكر و أنثى )
" جان " يأتي في مقابل " إنسان " وهو مفرد النوع ( مثل رجل و امرأة )
" الجنة " يأتي في مقابل " الناس " وهو مجموع المفرد ( مثل رجال و نساء )
و بالنظر في الآيات التي ذكر بها الجن في القرآن نعلم:
1. أن الله قد خلق الجان قبل الإنسان،
 " و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمــٍإ مسنون * و الجان خلقناه من قبل من نار السموم "


2. خلق الله الجان من اللهب الصافي بدون دخان من نار شديدة ريحها ( دخانها ) كالسم،
 " و خلق الجان من مارج من نار "
و هم ليسوا عبارة عن شعلة من لهب لها أعين و أيدي و أرجل مشتعلة كما يحلو للبعض أن يتخيل و يروي عنهم البعض فقد خلقنا الله عز و جل من طين فهل نحن عبارة عن قطعة طين أو صلصال لها أعين و أيدي و أرجل لينه كالطين أو الصلصال ؟
و لقد قال سبحانه و تعالى عن نفسه : " الذي خلق فسوى "
فهو سبحانه و تعالى قد خلق الجن من لهب نار شديدة - ريحها كالسم – خالص بدون دخان فسوى خلقهم و جعل لهم آذان يسمعون بها و أعين يرون بها و قلوب يحسون بها و عقول يفهمون بها،
 " و لقد ذرانا لجهنم كثيراً من الجن و الأنس لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها أولائك كالأنعام بل هم أضل "
لذلك فإن:
3. الجن مخلوقات مختارة و مكلفة مثل الإنس،
 " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون "
 " و إذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه "
فمنهم المؤمن و منهم الكافر ،
 " و أنا منا الصالحون و منا دون ذلك كنا طرائق قـِدَداً "
و يحاسبون مثل الإنس فالمؤمن في الجنة و الكافر في النار،
 " أدخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن و الإنس في النار "
 " و تمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين "
 " ...... و لكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين "
4. الجن لا يمكن أن نراها ( بني آدم ) بأعيننا و لكنهم يستطيعون أن يروننا،
 " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم و قــَبيلـُهُ من حيث لا ترونهم "
إي يرونكم من مكان لا تستطيعون رؤيتهم فيه ،
و قد كان للاكتشافات الحديثة دور في تفسير هذه الآية ،
خاصة بعد اكتشاف موجات صوتيه غير مسموعة للآذن الآدمية و أشعة ضوئية غير مرئية للعين الآدمية رغم وجودها،
فظهرت نظرية جديدة هدمت ما كان شائع عن وجود الجن في أماكن معينه مثل الجبال و الكهوف و الصحراء و الأماكن المظلمة عامة حيث تنعدم أو تصعب الرؤية بالعين الآدمية،
النظرية تقول إن الجن موجودون حولنا في كل مكان و لكن في بعد مكاني آخر له قوانين خاصة به مختلفة عن قوانين بعدنا الذي نعيش فيه تماماً مثل الأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية موجودة في كل مكان و في أي أشعة ضوئية و لكن لا نراها و لا تؤثر فينا إلا إذا تم تكثيفها ،
كذلك الجن موجودون في كل مكان و لكن لا نراهم و لا يؤثروا فينا إلا إذا اتخذوا شكل من الأشكال المرئية و الفعالة في عالمنا ،
و هم هنا – عند تجسدهم أو تشكلهم في هيئة مادية - يخضعون لقوانين هذا البعد كما قال الإمام محمد متولي الشعراوي :
" إنك إذا أطلقت الرصاص على جن متخذ شكل من أشكال حياتنا المادية هذه فإنك تقتله فعلا "
و لقد ذكر الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز أنه سبحانه قد خلق سبع سموات و أراضي،
 " الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير و أن الله قد أحاط بكل شيء علماً "
 " و لقد خلقنا فوقكم سبع طرائق و ما كنا عن الخلق غافلين "
فإذا علمنا أن " السماء " بصيغة الجمع " السماوات أو سماوات " قد ذكرت ( 188 ) مرة
في القرآن الكريم ،
( 181 ) مرة قرن ذكرها بالأرض بصيغة المفرد،
و ( 7 ) مرات غير مقرونة بالأرض،
و أن عدد السماوات " سبع سماوات " أو " السماوات السبع " قد ذكِر في القرآن الكريم ( 7 ) مرات أيضاً،
فإنني لا أبالغ إذا قلت – و الله أعلم - أنه سبحانه قد خلق سبعة أبعاد مختلفة على نفس الأرض ،
و لكن الأرض في كل بعد مختلفة في قوانينها و المخلوقات التي تعيش بها،
هل تتذكرون القصة الغربية " أليس في بلاد العجائب " ؟؟؟
و قد أخبرنا سبحانه و تعالى عن ثلاث فقط من هذه الأبعاد كما قلنا سابقاً على لسان دكتور عبد الصبور شاهين و هم :
الأنس و الجن و الملائكة ( الموكلين بأمر الأرض عامة و ليس الملائكة العالين أو حملة العرش )،
5. فهل الجن قادرون على الانتقال من بعدهم إلى بعدنا ؟
نعم و الله أعلم ،
و لكن ليس بصورة مستديمة أو سهلة كما هو شائع وكما يتخيل البعض،
بل أنني أقول و الله أعلم إنهم غير قادرون أو كانوا غير قادرين على الانتقال من بعدهم للبعد الذي توجد به الملائكة ( الموكلين بأمر الأرض و من عليها ) كما يظن أو كان يظن البعض،
 " و أنا لسمنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا و شهبا* و أنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع.. "
فهم فقط قادرون على الوصول إلى نقاط معينه من حدود بعدهم ( سماءها ) مع بعد الملائكة أو الأنس ليستمعوا إلى أخبار الأنس و أحوالهم و ما قد يوكل به الملائكة من الله سبحانه من قضاء لينفذوه في أهل الأرض من الأنس ،
و هذا بإذن الله وحده و لغرض و لفترة معينة و محدودة لحكمة يعلمها سبحانه مثل ما ذكر سبحانه و تعالى لنا في سورة الأحقاف مفسراً لما جاء في أول سورة الجن،
 " و إذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا.."
 " قل أوحي إلى أنه أستمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجبا "
و قد أغلق الله تعالى هذه النقاط حيث وكل بها حرس من الملائكة و شهب من نار تصيب كل من يحاول التصنت عبرها، بعد بعثة رسول الله علية الصلاة و السلام،
و قد اخبرنا المولى عز وجل عن حالتان تم أو يتم فيها هذا الانتقال،
الحالة الأولى :
كانت لملك و نبي وهبه الله ملكاً لن يتكرر لأي ملك و لم يكون لأي نبي،
آلا وهو سيدنا سليمان بن داوود عليه و على أبيه السلام ،
فقد سخر الله له الجن ليكون ملكاً عليهم و يكونوا طوع إرادته و من جنوده،
بالإضافة إلى الأنس من بني إسرائيل و من الذين اسلموا من الدول المجاورة له،
فماذا كانت الجنة أو الجن تفعل لسيدنا سليمان و هم مسخرون له ؟،
أي مجبرون أن يعملوا له ما يشاء و بأقصى طاقة و جهد لهم ،
 " قال رب أغفر لي و هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب * فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب * و الشياطين كل بناء و غواص "
 " و لسليمان الريح غدوها شهر و رواحها شهر و اسلنا له عين القطر و من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه و من يزغ منهم عن أمره نذقه من عذاب السعير * يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل و جفان كالجواب و قدور راسيات "
كان الجن يبنون أماكن العبادة ( و هي المحاريب جمع محراب ) و أواني للطهي عملاقة ( وهي القدور الراسيات جمع قدرة و هي آنية الطهي ) و قصاع الطعام الكبيرة جدا التي تبدو و كأنها حيض لشرب الدواب ( و هي الجفان كالجواب ) ، و تماثيــــــــــل!!!!
أي أنهم كما قال سبحانه في الآية السابقة بناءون !!!
و غواصون يغوصون في باطن الأرض و أعماق البحار ليأتوا بالمعادن الثمينة و الحلي !!!
أنا أسف و لكن يلح علي سؤال ،
الم يفعل هذا قوم من الأنس قبل سيدنا سليمان ألا و هم المصريين القدماء و قبلهم قوم عاد ؟؟
و لا تزال المعابد ( محاريب ) و ما بها من بحيرات ( قدور راسيات ) و تماثيل و خلافة، و التي بناها الأنس من المصريين القدماء ( المشهورون بالفراعنة ) موجودة حتى يومنا هذا تشهد،
و كذلك المناجم التي كانوا يستخرجون منها المعادن ذكرها موجود و آثارها شاهده على ذلك،
إذن فلماذا لم يفعل ذلك الأنس مـِن مـَن كان سيدنا سليمان ملك عليهم ؟!
الإجابة بسيطة و هي أن سيدنا سليمان كان ملكا على عدد غير كثير من الأنس ألا و هم بني إسرائيل و هم و إن كثر عددهم لا يعتبرون نسبة تذكر بالنسبة لشعب كبير مثل المصريين،
كما إنهم كما قال عنهم الله سبحانه و رسوله ( علية الصلاة و السلام ) قوم زور و بهت و جدال غير محبين للعمل و لا للقتال،
و بيت القصيد هنا هو أن الله سبحانه و تعالى – و هو أعلم – لم يسخر لسيدنا سليمان الجن لقدراتهم الفائقة التي تفوق قدرات الأنس في البناء و استخراج المعادن و الحلي،
و لكن لسببين أولهما كما قلت لأن جنود سيدنا سليمان ممن هم تحت سلطانه من الأنس قليلون و قوم زور و جدال غير محبي للعمل أي غير مطيعين لملكهم ،
و ثاني سبب أنه سوف يكون هناك من الأنس من له سلطان و ملك على أغلب الإنس بعد سيدنا سليمان مثل الإسكندر المقدوني أو قيصر روما أو هارون الرشيد أو حتى هولاكو ،
و لكن لن يكون هناك بعد سيدنا سليمان من له ملك و سلطان على أغلب الجن مثله عليه السلام،
 " قال رب أغفر لي و هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب "
أما الحالة الثانية :
فقد ورد ذكرها مرتين بأسلوب مختلف في القرآن الكريم،
المرة الأولى في مشهد يصوره لنا الله سبحانه و تعالى من مشاهد الاختصام لدية سبحانه عند الحساب في اليوم الآخر ،
 " و يوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الأنس و قال أوليائهم من الأنس ربنا أستمتع بعضنا ببعض و بلغنا اجلنا الذي أجلت لنا..."
و المرة الثانية على لسان النفر الذين صرفهم الله سبحانه و تعالى لرسول الله عليه الصلاة و السلام ليستمعوا القرآن ، و هي بيان حال لما هو قائم من حالهم مع الأنس ،
 " و أنه كان رجالٌ من الأنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهـقا "
و هو ما سميناه سابقاً كما تذكرون بسحر الاعاذة ،
و تفصيله استنادا لما قاله الله سبحانه و تعالى في الآيتين السابقتين و الله أعلم ،
أن هناك أتفاق يعقد بين بعض من الأنس الذين " أشتروا الضلالة بالهدى " ،
و بين نظرائهم من الجن و ذلك باستخدام طقوس معينه قد علمها إياهم شياطين الجن منذ قديم الأزل،
و توارثها الأنس جيل بعد جيل عن طريق الكتابة أو التعليم المباشر،
و بهذه الطقوس و الأفعال يكون ألأنس قد كفروا بالله سبحانه و تعالى ،
أولاً لما في طبيعة هذه الطقوس من و ثنية و أقوال يخرجون بها من معية الله ،
و ثانياً لأنهم يستعينون ( يعوذون ) بغير الله ويؤمنون بأنه قادر على إفادتهم و نفعهم ،
 " و جعلوا لله شركاء الجن و خلقهم ..."
 " و يوم يحشرهم ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون "
و في المقابل يعينهم الجن الكفرة ( الشياطين ) على أن يتمتعوا بكثير من متاع الدنيا الزائل،
مثل أن يخبروهم بعض من أنباء نفر من الأنس الذين يلجئون لهؤلاء السحرة فيصدقوهم بأنهم قادرون على فعل أشياء خارقة ،
أو يدلوهم على موقع بعض الأشياء الضائعة من بني الأنس،
و هذا لأنهم في بعدهم يرصد الشياطين ( حلفاء و أبناء و عشيرة الملعون ) الأنس و أفعالهم،
و هم متفرغون لهذا بناء على تعليمات كبيرهم الذي نذر حياته و قومه و كل إمكانياته لهدف واحد ،
 " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين "
أو يأتون بأشياء معينة في مكان بعيد بدون أن يتحرك أوليائهم من الأنس من مكانهم،
و لكن في زمن لو تفكر البعض فيه لوجد أنه لو ذهب بطائرة مثلا و عاد لكان أسرع،
و هذا ما حدث عندما عرض العفريت من الجن على سيدنا سليمان أن يأتيه بعرش بلقيس ملكة سبأ،
أي من اليمن إلى بيت المقدس بفلسطين ،
 " قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم مقامك "
و يعني بهذا قبل أن ينفض مجلسك و الوقت التقريبي له ست (6) ساعات !!!!
و يقول الإمام ابن قيم الجوزية في تفسيره لقول الله تعالى للآية التي ذكرناها سابقاً:
" ربنا أستمتع بعضنا ببعض "
 ( يعنون استمتاع كل نوع بالنوع الآخر. فاستمتاع الجن بالإنس هو طاعتهم لهم فيما يأمرونهم به من الكفر، والفسوق، والعصيان. فإن هذا أكثر أغراض الجن من الإنس. فإذا أطاعوهم فيه فقد أعطوهم مُنَاهُم. واستمتاع الإنس بالجن هو أنهم أعانوهم على معصية الله تعالى ، والشرك به بكل ما يقدرون عليه من التحسين، والتزيين، والدعاء، وقضاء كثير من حوائجهم، واستخدامهم بالسحر والعزائم، وغيرها. فأطاعهم الإنس فيما يرضيهم: من الشرك، والفواحش، والفجور،وأطاعتهم الجن فيما يرضيهم: من التأثيرات، والإخبار ببعض المغيبات)
إذن مما سبق يتبين لنا و الله اعلم أن قدرات الجن غير خارقة كما يعتقد البعض !!!!!!
كما إنهم أيضا غير قادرين على الانتقال من بعدهم لبعدنا إلا من نقاط معينه و في غفلة من حراس هذه النقاط من الملائكة بإذن الله تعالى وحده و لحكمة يعلمها هو وحدة،
فماذا عن ما نسمعه من سحر الربط ( وهو أشهر ما يشاع عن قدرة الجن ) ؟
و الذي يظن البعض أنه المقصود بقول الله سبحانه و تعالى في آية براءة سيدنا سليمان من تهمة السحر التي ذكرناها سابقا ،
 " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم "
و ماذا عن الأعمال الشريرة التي قد تضر الناس مثل أن يجعل الشخص يكره مكان أو شخص أو عمل معين بدون سبب يدعوه لذلك ؟
أحب في البداية أن أوضح عدة نقاط مهمة ،
أول نقطة استند فيها إلى حديثٍ لرسول الله علية الصلاة و السلام:
 "إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فأَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يجيء أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فيقَولُ: مَا صَنَعْتُ شَيئاً، قالَ: ويجيء أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِه، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ، أَوْ قَالَ فيلزمه، ويَقُولُ: نَعَمْ أَنْتَ أَنْتَ" .
فإذا كان من قدرات الجن العادية أن يفرقوا بين المرء و زوجة لما فرح الملعون إبليس ( وهو من الجن و أكثرهم علماً و فسقاً ) بمن يفعل ذلك من ذريته هذا الفرح،
كما أنه من المتعارف عليه بين العلماء في تفسير هذا الحديث الشريف أن التفريق بين المرء و أهله هنا المراد به التفريق بالطلاق عن طريق النزاع و الخلاف المستمر الذي ينتج عن الإصغاء لوسوسة الشيطان و أتباعه في صدر الزوجين،
ثاني نقطة أستند فيها إلى الرأي العلمي في العملية الجنسية بين الزوجين أو ما يسمى في الشرع بالجماع أو المعاشرة الزوجية،
حيث علمياً و عملياً يعتمد الجماع بالدرجة الأولى على الحالة النفسية أو بالأصح الجماع عملية نفسية قبل أن تكون جسدية،
فإذا كان ذهن الطرف الإيجابي في الجماع – ألا و هو الرجل و هو المقصود في ما يطلق عليه سحر الربط – مشغول أو منصرف إلى أمور أخرى غير الجماع فإن مصير الجماع يكون إلى الفشل،
و ذلك يصح قبل الجماع أو أثناءه،
و عدم التهيؤ النفسي الناتج عن انصراف الذهن – العقل – عن مباشرة عملية الجماع يكون له اثر مشابه إن لم يكن مطابق للعجز الجسدي،
و غالباً إن لم يكن دائماً لا يعلم الشخص إن كان السبب نفسي أو جسدي إلا بإجراء التحاليل الطبية،
ثالث نقطة هي عن تأثير الشيطان أو الشياطين أو جنس الجن عامة في الأنس ،
ولأننا قلنا قبل ذلك إنه عند بعثة رسول الله علية الصلاة و السلام أغلقت نقاط أو أماكن عبور الجن إلى بعد الأنس مادياً و أصبح هذا العبور لا يتم إلا نادراً في غفلة من حراس هذه النقاط من الملائكة بإذن الله تعالى و لحكمة لا يعلمها إلا هو،
إذن كيف يضل الشيطان و أتباعه الأنس و يؤثرون فيهم ؟؟؟

الإجابة من كتاب الله تعالى :
 " فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا "
 " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى "
 " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ "
 " مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ * "
 "... جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ"
الوسوسة هي نوع من الإيحاء كما نفهم من نص الآية الأخيرة أي أن يلقي الشخص في عقلك بكلام تحس أنه خاطر،
و لكي نوضح أكثر أذكركم بشرح قلته مسبقاً في خواطري حول الحب و في تدبر لفواتح سورة البقرة،
كما سوف أفصله بعض الشيء في السؤال التالي عن الأنس ؟
إن الإنسان أيضاً يتكون من ثلاثة أشياء ،
واحدة فقط منظورة و الاثنان الباقيان خفيان ،
المنظور المحسوس هو الجسد ،
و الخفيان هما الروح و النفس ،
فأما الروح فهي من أمر الله و هي اقرب ما تكون لعالم أو بعد الملائكة لأنها لا شر بها،
و أما النفس فهي أصل الإنسان وهي كائن أثيري غير مرئي به الخير و الشر معاً،
لذلك هي أقرب ما تكون لعالم الجن،
هل سمعتم عن " التليباثي " ؟!!!
أنه مصطلح علمي في فرع من فروع علم من العلوم الوضعية الحديثة يطلق عليه "ما فوق الطبيعيات" و معناه هو توارد الأفكار أو الاتصال العقلي بين شخصين،
و هو في رأيي و الله أعلم الطريقة التي يستطيع بها الشياطين من الجن أن يوسوسوا لبني آدم،
عن طريق الاتصال الأثيري بين النفس البشرية و الجن ،
 " شيطان الإنسان نفسه "
فهذا هو و الله اعلم صحة ما يحدث في سحر الربط أو الأعمال التي يتحدث الناس عنها،
فالساحر الإنسي الذي يعوذ بأحد شياطين الجن المردة ( و الذي يطلق عليه العامة " مخاوي ")،
و معناها متخذاً أخاً له من الجن ،
يطلب من أخيه في الضلال و الكفر من الجن أن يظل يبث في ذهن الشخص المحدد أفكار و وساوس تصرف ذهنه عن عمليه الجماع و تمنعه أو تحد من تفكيره في ما يمكن أن يثيره في زوجه،
فتبوء عملية الجماع بالفشل ،
و لكن أقولها - و بثقة في الله – إن الشخص الذي يتبع سنة المصطفى عليه الصلاة و السلام و يتقي الله و يقد م لنفسه ( بالتسمية و التوكل على الله ) قبل مباشرة زوجة يقيه الله شر الشياطين من الجن و الأنس كما أمرنا و اخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
و لن يضره سحر أي ساحر من سحرة الإعاذة ولو كان من يؤاخيه هو إبليس ذاته إلا بإذن الله ،
و إن أذن الله له بالضر فهو ابتلاء ليقيم الله عليه الحجة فإن صبر و شكر و أعتصم بالله فله اجر عظيم و الله كاشف ضره في الحياة الدنيا عنة بإذنه لا محالة،
وقبل أن أنتقل إلى النقطة الأخيرة أحب أن أقول إن بعض من ما يطلق عليه العامة سحر الأعمال يرجع إلى ما قلنا عنه قبل ذلك في حديثنا السابق عن السحر ثم العلم " علم الأسماء العظمى " ،
و سوف نفصل ذلك شيء فشيء في سؤالنا القادم عن الأنس ثم الفراعنة بإذن الله تعالى،
6. أصطفى الله آدم من معشر الإنس و الجن ليكون من ذريته الرسل و الأنبياء،
 " يا معشر الجن و الإنس ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آياتي و ينذرونكم لقاء يومكم هذا
 " إن الله أصطفى آدم و نوحاً و أل إبراهيم و أل عمران على العالمين "
و لا يستبعد أنه كان في الجن رسل قبل أن يخلق الله آدم و يصطفيه و ذريته بالرسالة و النبوة،
لماذا اصطفى الله سبحانه بنو آدم من معشر الأنس و الجن برسالاته ؟
هذا ما سوف يكون بإذن الله تعالى سؤالنا القادم،
فهل نكمل ؟
ام مللتم؟










مواقع النشر (المفضلة)


الساعة الآن 06:25 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام