الحديث عن الزهد جميل ولعل من اجمل القصص التي قراتها في هذا
الباب:
"خرج عيسى بن مريم غليه السلام على اصحابه وعليه جبة من صوف ..خرج حافيا
..باكيا ..مصفر اللون من الجوع .....يابس الشفتين من العطش... فقال :السلام عليكم يا بني اسرائيل انا الذي انزلت الدنيا منزلتها من الله ولافحراتدرون اين بيتي؟
فقالوا :اين بيتك يا روح الله؟
قال: بيتي المساجد، وعطري الماء، وطعامي الجوع، وسراجي القمر باليل، وصلاتي في الشتاء مشارق الشمس، وريحاني بقول الارض، ولبسي الصوف، وشعاري خوف رب العزة، وجلسائ الفقراء والمرضى والمساكين، اصبح وليس لي شئ، وامسي وليس لي شئ، وانا طيب النفس غير مكترث. فمن اغنى مني؟!!!!!!"
جزاكم الله خيرا د.أسماء ..حقا صدق من قال:القناعة كنز لا يفنى .. وحقا ان النفس ان لم تشبع فجميع ما فى الارض لن يكفيها.. فما احوجنا الى هذه الصفة الجميلة... فالنفس القانعة نفس مطمئنة ..هادئة..لا تحسد احدا ..تعلم جيدا ان ما أصابها لم يكن ليخطئها و ما أخطئها لم يكن ليصيبها .. فقضية الرزق قضية محسومة ..و لن تموت نفس قبل ان تستوفى أجلها و رزقها...
بارك الله فيكم و نفع بكم..
قال اللَّه تعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على اللَّه رزقها}. (هود 6) وقال تعالى: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل اللَّه لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً}. (البقرة 273) وقال تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، وكان بين ذلك قواماً}. (الفرقان 67) وقال تعالى: {وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون}. (الذاريات 56، 57) عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. ((العرض)) بفتح العين والراء هو: المال. وعن عبد اللَّه بن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ((قد أفلح من أسلم، ورزق كفافاً، وقنعه اللَّه بما آتاه)) رَوَاهُ مُسلِمٌ. وعن المقداد بن معد يكرب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ((ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده إن نبي اللَّه داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده)) رَوَاهُ البُخَارِيُّ. إذا ما كنت ذا قلبٍ قنوع فأنت ومالك الدنيا سواءُ