كل منا يسمع أو بالأحرى يرى ويعيش غلاء الأسعار الجنوني في العالم, وقد سمعت تحليلا بسيطا لهذا الشئ من والدي ( خريج تجارة وإقتصاد ) وأحببت أن أنقله لكم
إن قوة إقتصاد البلد تعتمد بشكل أساسي على مبدأ ألا وهو الطلب الفعال.
الطلب الفعال : هي القدرة الشرائية لعموم الشعب في دولة ما, بمعنى حركة البيع والشراء في الدولة.
حسنا, وهناك نظامان يتحكمان في الطلب الفعال بشكل أساسي
1- نظام الربا والفائدة: وهو السبب في هذه الأزمة الإقتصادية الكبرى, كيف؟ , ببساطة الربا والفائدة يقوم على سحب الأموال من الطبقة الفقيرة والمتوسطة من البلد وإعطائها للطبقة العليا ( الغنية ), أي أنها تسحب القدرة الشرائية ,وبالتالي, ما الذي يحدث ؟
الذي يحدث ببساطة أن الأغنياء يملكون من المنتجات الإستهلاكية الأساسية والفرعية ما يملأ بيوتهم ويكفيهم فبالتالي الذي يأتيهم من الأموال لا يعود إلى السوق مرة أخرى أي أن حركة البيع والشراء تقل بشكل كبير جدا ( يعني نقصان الطلب الفعال ) , ومن هنا يتبين لنا سبب الركود الإقتصادي في العالم.
2- نظام الزكاة الإسلامي: الذي يحدث في نظام الزكاة حركة عكسية تماما عن الربا والفائدة حيث يتم أخذ الأموال من الأغنياء وإعطائها إلى الطبقة الفقيرة. وبما أن الطبقة الفقيرة عندها نقص كبير في أساسيات الحياة فإن الأموال التي تأتيهم تنفق كاملة تقريبا في السوق أي يزيد الطلب الفعال وبالتالي فإن إقتصاد البلد يصبح قويا, وكلما زادت الزكاة زادت القدرة الشرائية وبالتالي الطلب الفعال يزيد والبلد تصبح أقوى إقتصاديا
طبعا هذا الذي يحدث في العالم الآن حدث سابقا في عام 1929 ميلادي, وقد يؤدي إستمراره إلى غياب الطبقة المتوسطة بحيث يصبح الشعب غلى فئتين فئة الأغنياء والفقراء.
والحمد لله رب العالمين, أحكم الحاكمين الذي وضع لنا دينا لسعادتنا في الدنيا قبل الآخرة
لقد كشفت أزمة "وول ستريت" عن عقم النظم الاقتصادية الغربية، التي خرجت من عقول بشرية لا تهتدي بهدي الله تعالى ، ولا تعظم دينه، وهذا ما دعى كثيراً من الكتّاب والمفكرين الغربيين إلى المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية في المجال الاقتصادي والمالي، لوضع حدّ لهذه الأزمة التي تعصف بأسواق المال العالمية من جراء الربا والائتمان (الديون) والمضاربات الوهمية وغيرها..
وهذه الأزمة سوف تغيّر الفكر الاقتصادي الغربي، وقد أثبتت الأزمات السابقة أن الفكر الغربي كلّما وقعت له كارثة بسبب أفكاره المادية المتطرفة، قام بتعديل أفكاره وتحويرها وتخفيف العمل بها أو يرتد عليها.
وهذه فرصة لإبراز"النظام الاقتصادي الإسلامي" بصورته الشاملة المتضمنة للالتزام بالمنهج الرباني، والسلوك الأخلاقي، والتكامل البنائي، وليس المقصود من ذلك الدعوة إلى تطبيق آليات الاقتصاد الإسلامي في الغرب، وإنما دعوتهم إلى الله - تعالى - من خلال إبراز هذا المجال وتوافقه مع العقل والفطرة والسنة الجارية، وإظهار شمول الإسلام وعدله، واشتماله على مصالح الدين والدنيا، وهذا دليل قاطع على أن هذا الدين من عند الله - تعالى -.