فتحت دفتر المادة
ولكي أجاوب على الأسئلة
يجب أن أقرأ الدرس برويّة
فما أن قرأت عنوان الدرس
حتى انفجرت ضاحكًا
وكيف لا والعنوان " الشخصية العمرية "
تُفْتَتَحُ الأسئلة بسؤال عن الفكر الرئيسيّة
وما هي أهم صفات عمر الجنديّة
وطريقة عمل عمر النظاميّة
آه..لقد نسيت . يجب أن أقرأ الدرس برويّة
نعم فقد اعتدت على هذا
إنه جهد ذاتي كلفنا به
أستاذ اللغة العربيّة
وجدته موضوعًا مقتبسًا
ومصدره مكتوب على هامش الصفحة
موسوعة عباس محمود العقاد
وإن كان ذلك ... فتبًّا لموسوعته الإسلاميّة
يقول لنا تعالوا ندرس مفتاح هذه الشخصيّة
فهذه هي مواضيع اللغة العربية و التربية الإسلاميّة
بالتأكيد لا تستطيع لومي
فنحن في دولة سنيّة
وعليّ أن أٌقرأ وأجيب عن الأسئلة
فأنا طالب وعبد من عباد هذه المناهج التعليميّة
تابعت القراءة حتى قال
إن أصدق مفتاح لشخصية عمر هي الطبيعة الجنديّة
وأنقلها إليكم حرفيّة
الشجاعة والحزم والصراحة والخشونة والغيرة على الشرف والنظاميّة
كذلك النجدة والطاعة وتقدير الواجب والإيمان وحب الإنجاز في حد المسئوليّة
هل هذه حقًّا خصائص عمريّة ؟
نعم إنها خصائص عمريّة ،
لكن ما عليك إلا أن تعكسها
وتقلب الساعة الرمليّة
لقد كان شجاعًا ، فقد كسر باب المرجعيّة
لقد كان حازمًا ، فقد عصر فاطمة الأبيّة
لقد كان صريحًا ، فقد قذف بالهذيان والهجران خير البريّة
لقد كان خشنًا ، ومن جعل الوصي يقول للرسول اعذرني يا أخيّه
لقد كان غيورًا ، فهو الذي برز لعمر ابن ود يوم الخندق
وعليُّ كان في محفل جيش الإسلام مع باقي الرعيّة
لقد كان نظاميًّا ، يحب نظام الصفوف في المساجد في جماعة حتى ولو كانت بدعةً عفويّة
لقد كان سريع النجدة ، فقد خلع باب خيبر بيده الحيدريّة
لقد كان مطيعًا ، فلولاه لما كانت في الخميس رزيّة
لقد كان يكن للإيمان والواجب كل تقدير ، من قال أنه شك برسالة الرسول يوم الحديبية
لقد أنجز ما عليه ، فقد حافظ على الوصيّة
فكل شيء هناك والسقيفة تخبرك بالقصة الحقيقيّة
توقف برهة ، إنه عقلي يسخر مني
يقول لي مهلًا ، ألم يكن عمرًا من الهاربين يوم حنين
ولتابع هربه حتى ولو كان يحمل ضد السيوف بندقيّة
من الجيد أنه لم يقولوا عنه عادل – في هذا الموضوع على الأقل –
لأنه إذا كان عادلًا
لما صاح كلما انفرجت له معضلة
لما أبقاني الله في أرض ليس فيها حامي الحميّة
مدحوه ونسوا أهل البيت خير البريّة
هذه الشخصية العمريّة
وما أدراك ما الشخصيّة
أغلقت الدفتر بعد إجابات واهية
وقلبي يمتلئ بغيظٍ ضاحك
أين محمد وعلي وفاطمة وحسن وحسين
وأين ابن قحافة وعمر وعثمان
أين أهل البيت وأين الأمويّة
أين أهل القرآن وأين العباسيّة
من هؤلاء ومن هؤلاء
ولا زلت أقول لعنة الله على اللعبة اليزيديّة
وما إن أعاد الأستاذ الفاضل الدرس على مسامعي
ولو لم أكن عبدًا لهذه المناهج السياسيّة
لأفحمت الفصل بكلمات جهنميّة
لصرخت قائلًا كفاكم عنادًا
كفاكم عداءًا
كفاكم جهالة
كفاكم مضيُّا في هذه التمثيلية
كفاكم نفاقًا
فالكل يعلم أن الإسلام مسرح
وإنا نعلم وأنتم تعلمون
إن أهل البيت هم المسرحية
ألم ترَ غير هذه الشخصيّة
فامتدحتها بعد تلفيقها وتزويرها
فاصرخ كما أصرخ
وأًعْمِل عقلك
وجاهد نفسك
والأدلة والبراهين
تزخر بالكتب السماويّة
كما تملأ السنة النبويّة
وكذلك في الكتب العاديّة
وكن صادقًا مع نفسك
ولم لمرة واحدة في حياتك
وقل أنت وكامل مذهبك الغافل
بعالي الأصوات الجهورية
إنها الشخصية العلويّة