هل تعلم أنه يمكنك أن تشغل جهازك مجانا ودون أن تقع في جريمة القرصنة، وأنه يمكنك أن تطور برنامجك الخاص إن كنت من المتخصصين اعتمادا على انتاجات من سبقك أو أن تحصل على أي من البرامج دون تكلفة ؟
هذا غيض من فيض من مميزات ما يسمى بالبرامج المفتوحة أو الحرة
ولا يتطلب منك ذلك كله إلا بعض العزم والشجاعة وأيضا بعض الفضول كي تكتشفه ثم تجربه، وكن على يقين أنك لن تخيب.
لتوضيح الموضوع لا بد من طرح مثال لبعض البرامج المتداولة
من المعروف أنك إذا أردت أن تشغل جهازك لا بد من توافر نظام للتشغيل، وأشهر هذه الأنظمة 'ويندووز' من شركة مايكرسوفت. فإما أن تحصل على نسخة أصلية مرخصة وهذا نادر، وإما أن تحصل على نسخة مطابقة للأصل من أي من المعارف أو بثمن بخس من أي ناسخ للأقراص المضغوطة، وطبعا ستقع إذن في القرصنة وهذا شائع. وهنا قد كنت حرا في اختيارك لنظام تشغيل وندووز أو أي من الأنظمة التجارية الأخرى.
إذا أتيت بنظام التشغيل ذاك، فإنك تقوم بتثبيته على جهازك دون أن تعلم كيف تم تصميمه، أعني أن 'الكود' الذي كتب به، يبقى سرا لدى الشركة المصممة ولا يمكنك بأي حال أن تطلع عليه. فما عليك إلا أن تتبع التعليمات مذعنا.
شركة مايكروسوفت ومثيلاتها، تضع ثغرات في نظامها الذي ابتعته منها، تمكنها من التحكم في جهازك والاطلاع على المعلومات الخاصة بجهاز الكميوتر لديك وبالتالي المعلومات الخاصة بك، وهذا فيه خرق للحرية الشخصية.
من ضمن الثغرات والعيوب في برمجية النظام المذكور، ما يستغله ربابنة القرصنة في الشبكة العنكبوتية، فيصبح حاسوبك عرضة للانتهاكات والتخريب.
وهلم جر...
على العكس من ذلك تماما،
إذا حططت الرحال في عالم البرامج المفتوحة، فإنك تنتقي ما تشاء مجانا، ولك الحق أن تطلع على مصدر البرنامج (الكود) إن كنت من المتخصصين وكنت تود ملاءمته طبقا لاحتياجاتك، أو أن تطوره، كل ذلك بحسب ما تراه مناسبا لك، فيصبح البرنامج خاصا بك أي أنه يكاد يخلو من الثغرات ما يضمن خصوصية المعلومات بجهازك وسلامته من الإصابات الخارجية.
كل هذا في كفة، والميزة التالية تعدله : فبالهجرة إلى هذه البرامج تضع حدا لاحتكار الشركات التجارية خاصة مايكروسوفت وهيمنتها على سوق البرمجيات، وتسقط رمزا من رموز التبعية.
وقس على أنظمة تشغيل أجهزة الكميوتر البرامج الأخرى المرفقة والأدوات التي اعتدناها تحت نظام الويندووز، مثل برامج التحرير، وبرامج العروض (داتا شوو)، وبرامج استغلال شبكة الانترنت المختلفة، وكل ذلك لا يبتعد عما ألفته من برامج مايكروسوفت أو غيرها من الشركات التجارية، كل ما يلزمك هو بعض الصبر والفضول العلمي وكذلك الإرادة والعزم، وسوف تجني النتائج المرضية