ونعني بذلك بابا من أبواب الخير الوفير غفل عنه الكثيرون , فانصرفوا إلى طاعات لا يتعدى نفعها أنفسهم كقيام الليل وصيام التطوع وغيرهما من النوافل , تاركين خلف ظهورهم طاعات يتعدى نفعها النفس إلى الغير , مع أنها قد تكون أوفر أجرا وأعظم ربحا وأثقل في ميزان الله , بل قد تصل إلى درجة فروض الأعيان ، وانظر معي في هذا الحديث وتأمل فيما تحته خط :
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " من أبواب الصدقة التكبير ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، وأستغفر الله ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتعزل الشوك عن طريق الناس ، والعظم والحجر ، وتهدي الأعمى ، وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه ، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها ، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث ، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف ، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك".
رواه أحمد والنسائي وابن حبان عن أبي ذر كما في صحيح الجامع برقم 4038
ثم قارن بين ما خط تحته خط وما لم يخط ، أي قارن بين طاعات متعدية النفع تخدم الجماعة وطاعات فردية لا ينتفع بها غير صاحبها وتأمل .
ولا ننسى حديث أبي اليسر في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
" من أنظر معسرا ، أو وضع عنه ، أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ".
أسأل الله أن ينفعنا وينفع بنا وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر...آمين آمين.