هو محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبى عقيل بن سعود بن عامر بن معتب الثقفي يجتمع هو والحجاج بن يوسف الثقفي فى الحكم بن أبى عقيل، كان أبوه القاسم بن محمد بن الحكم الثقفي واليًا على البصرة للحجاج بن يوسف فنشأ محمد نشأة كريمة وسط القصور، وبين الأمراء والقادة، وهو ما ساعده على أن يكون قائدًا، ومن المعلوم أنه ليس كل من ولد في بيت الأمراء فهو أمير، ولا كل من ولد في بيت القادة فهو قائد إنما كان نجاح محمد بن القاسم في الأخير راجعًا إلى فطرته السوية، واستعداده الشخصي وحرص أبيه على أن يكون قائدًا.
وكان من المشهور عن أسرة ابن القاسم أنهم أكثر القوم قادة وأمراء، وعرف محمد بن القاسم بشجاعته وقوة بأسه منذ صغره، وفى ذلك يقول الشاعر:
إن المنـايا أصـبحت مـختالة بمحمد بن القاسم بن مـحمد
ساس الجيوش لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سؤددًا من مولد
وقد تولى محمد بن القاسم السند وعمره سبعة عشر عامًا، وذلك يدل على أنه ولد عام 72 من الهجرة (691م)، حيث كان فتح السند في 89هـ .. الكامل لابن الأثير3/73
السلام عليكم، سميت الموضوع "قائد احزن موته الاعداء" وهو عنوان غريب ومثير للاهتمام ولكنك لم تذكر سبب تسمية موضوعك بذلك؟؟ هل لذلك علاقة بطريقة موته رحمه الله ؟ فأنا اعرف ان موته كان بسبب التعذيب فهل لهذا علاقة؟
توقيع : Sarah
إن المسلمين إذا فقدوا مودّة الرحمن لم يبق لهم على ظهر الأرض صديق، وإذا أضاعوا شرائع الإسلام فلن يكون لهم من دون الله وليّ ولا نصير
السلام عليكم ورحمة الله..
الأخت sarah ..بعد أن استكمل محمد بن القاسم فتح بقية مدن السند، أخذ يثبت دعائم الحكم الإسلامي، ويوصى الناس بالعدل، فأقبل عليه الناس وأعلنوا ولاءهم للمسلمين الذين حافظوا على حياتهم وأموالهم، وأسلم عدد كبير منهم .. وكان إقبالهم على الإسلام عظيمًا على اختلاف طبقاتهم، فأسلم إلى جانب عامة الشعب الحكام والقواد والوزراء وأمراء المناطق المختلفة، مثل الأمير كاكة بن جندر
ابن عم داهر ملك السند..
يقول الزركلي في الأعلام "وانبسطت يده في البلاد فتحًا وتنظيمًا"..الأعلام 6/333
وكانت سياسة محمد بن القاسم مع أهالي السند سببًا في انضمام كثير منهم إليه، ففتحت مدن السند على يديه واحدة بعد أخرى، لكن ذلك لم يكن كافيًا لأن يطمئن إلى أن بلاد السند كلها قد دانت له، وصارت تابعة للدولة الإسلامية.. الدولة الأموية، د. عبد الله جمال الدين ص96
وعندما استدعى الخليفة سليمان بن عبد الملك محمد بن القاسم من بلاد السند ..بكاه الأعداء لحسن سيرته وسياسته العادلة..، وبكاه أهل السند الذين أنعم الله عليهم بالإسلام..، وبكاه الجنود المسلمون..
بعد أن أتم محمد بن القاسم فتح بلاد السند فكر في أن يتوجه بجيش الفتح إلى حدود بلاد الهند، وصله أمر الخليفة الجديد سليمان بن عبد الملك للتوجه إلى العراق، فرضخ الشاب المؤمن لقضاء الله، وهو يعلم أن مصيره الهلاك، لا لذنب اقترفه ،ولكن بسبب بعض تصرفات سياسية من قريبه الحجاج، واستعد الفتى الحزين للسفر، فخرجت الجموع الحاشدة لتوديعه باكية حزينة..، لم يكن العرب وحدهم يبكون على مصيره، بل أهل السند من المسلمين، وحتى البرهميين والبوذيين..!!
كانون يذرفون الدموع الغزيرة، ويرجونه أن يبقى في بلاد السند، وسوف يقفون خلفه إذا دق الخطر بابه، ولكن نفسه الأبية رفضت مخالفة أمر الخليفة.
ووصل محمد بن القاسم إلى العراق، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيدًا بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط بسبب عداوته للحجاج، وهناك عذبه شهورًا حتى مات البطل الفاتح - رحمه الله - في سنة96 للهجرة.
إن البطل محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند، يعتبر من أعظم الأبطال في التاريخ الإسلامي، إنه بطل بما تحمله كلمة البطولة من معانٍ، وقد أودع الله بين جنبيه نفسًا بعيدة المطامح لخدمة الإسلام. وبلاد السند والبنجاب التي فتحها البطل محمد بن القاسم هي بلاد باكستان الحاضرة من أكبر البلاد الإسلامية، وتاريخها جزء عزيز من التاريخ الإسلامي الكبير، ويعتبر محمد بن القاسم الثقفي مؤسسًا لأول دولة إسلامية في الهند، ولذلك يبقى اسمه شامخًا في سجل الفاتحين الأبطال.. الأعلام 6/333، تاريخ ابن خلدون3/76، وموقع الشبكة الإسلامية بتصرف