لم أفكر يوما بقراءة كتاب أو مقال أو حتى طرفة تتحدث عن الرجال وأصنافهم وتفاوت قدراتهم , الأمر لم يعنيني ولم يرهقني ولم يثرني البحث يوماً عن الرجال وطريقة تفكيرهم وطبائعهم , فلم تستحوذ هذه الفكرة على عقلي بتاتاً
وهذا خطأ كبير وقصور مني وأعترف بذلك أمامكم جميعاً , فلابد للمرأة ان تتطلع وتنقب وتبحث لتفهم طبائع الرجال حتى يسهل عليها التعامل معهم, وسرعة فهمهم , وتجنب الصدام الوارد جداً طبعاً , وحتى يكون صدام عادي ولا ينتهي بجروح بالغة صعب أن تندمل ..
للرجل وجهة نظر ثابته في المرأة وغيرقابلة للتعديل والتغير
فدائماً وأبداً المرأة متهمة بأنها من صويحبات يوسف حتى لو تعاملت ببراءة شديدة وكرم زائد مع الرجال
بالنهاية هي متهمة بأنها غامضة وصندوق مغلق صعب فتحه حتى لو تم كسره لن نستخرج منه شيء ,لأنه ببساطة صندوق سحري فقد يجده الرجل خاوي وفارغ .. ويعود الرجل بعدها خاوي الوفاض مهزوم مهموم لأنه أخفق في الوصول إلي مكنون هذه المخلوق الرائع إلا وهو المرأة , الرجل بطبعه يحب البحث والتدقيق ويحب المغامرة كثيراً ويتعامل بذكاء شديد مع الأشياء الغامضة والمبهمة بالنسبة له بالرغم من ذكائه الحاد في التعامل مع الأمور والشخوص فقد يفشل كثيرا لكنه فشل متعمد في فهم المرأة وطبيعتها ومشاعرها , فحالات الإخفاق هذه التى يتعرض لها الرجل الذكي جداً وهذا ليس له علاقه بالذكاء أو الغباء فليس كل ذكي ناجح ولا كل غبي فاشل ,فقد يكون من أذكي الرجال ومن أصحاب الخبرة في الأمور ذاتها التي قد يفشل فيها بجدارة وبراعة , الفشل هنا يكون متعمداً ومقصوداً خصوصاً في ما يخص المرأة ,
فطبيعة الرجال إلا من رحم ربي , طبيعيه غريبة وصعب الوصول لفهمها وتحليلها وقراءتها بشكل دقيق وحقيقي ومرضي للجميع وخصوصاً المرأة , فالرجل له تركيبة خاصة تختلف تماما عن تركيبة المرأة وطبيعتها , وكيف لا وهو القيم عليها والقائد والمعلم والعضد والسند , صاحب العقل الراجع الفكر المتقد والقلب الكبير الذي يسع من الأحبة الكثير والكثير ,
قد تتعجب النساء عندما أقول بأن، مشاعر الرجل تختلف كثيراً بل قد تفوق أحياناً مشاعر المرأة التى خلقت من ضلع حي , المرأة التي تحركها مشاعرها وتتحكم فيها عواطفها الجياشة ..!
المرأة التى جبلت على حب رجل واحد فقط فقلبها وعقلها وروحها لا يتحملوا إلا رجل واحد , فهو وحده من يشغل فكرها , ويتملك قلبها , ويؤنس روحها , فهو كل ما تملك في هذا الحياة ,
أما هو فقلبة كبير جداً له أبواب ونوافذ عده .. مشاعره تتمدد بشكل عجيب تشبه تلك الشجرة التي تضرب بجذوعها في عمق العمق وتطرح أفرع كثيرة وعظيمة وتخرج الثمار الناضجة ثم تظل شامخة حتى بعد أن تكتهل وتنحني لتحنوا على محبيها والساكنين تحت ظلالها , فلا تترك مساحه لمن سواها ليقوم بنفس الدور الذي تقوم هي به في حب وتفان
فلا يمكن أن ننكر دور الرجل في حياة أسرته فدوره لا يشعر بعظمته إلا من فقد أباه وعانى من اليتم
فبعد رحيل الأب قد تنقلب الموازين كلها ,وتتغير الدنيا والناس وتقسوا الحياة كثيراً ..!
قد تضيع الأسرة وتفقد الكثير, لو رحل عنها الأب خصوصا لوكان أب صالح وتقي وحكيم
فكلنا يعلم قصه الصحابية الجليلة رضي الله عنها وأرضاها ( خوله بيت حكيم بن مالك بن ثعلبة )
عندما قال لها زوجها أنت علي كظهر أمي , فذهبت للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وتحدثت معه وجادلته لا للمجادلة فحسب كما تفعل بعض النساء هداهن الله بل كان جدالها جدال رائع ونافع , لتصل للحق واليقين ولحل هذه المشكلة التي أقحمها فيها زوجها , فحاولت بشتى الطرق أن تجد حل لمشكلتها هذه حتى لا تنفصل عن زوجها وسندها وحبيبها
وقالت لرسول الله صلي الله عليه وسلم كلمات رائعة لو فهمتها كل امرأة لعلمت جيداً قدر زوجها وضرورة وجوده في حياتها وحياة أسرتها , قالت له وهي خائفة ترتعد من حكم الله عليها وعلى زوجها
يا رسول الله زوجي حرمني عليه كحرمه أمه وقد كبرت سني ووهن عظمى ولى منه أولاد
(إن تركتهم إليه ضاعوا وان أبقيتهم معي جاعوا )
وللمرأة في هذه الجملة نصيب وفير وعظيم فهي تتقاسم مع الرجل نفس الخبز ودورها لا يقل أبداً عن دوره , فكلاهما يشترك في رعاية الأسرة والحفاظ عليها ,
لن أتحدث في هذه الجزء باستفاضة حتى لا يأخذ المقال منحنى أخر ونخرج عن سياق الموضوع وأستنفذ وقتكم وجهدي المتواضع جداً , وقد أعود إليه في مقال أخر إن شاء الله تعالى ..
حتى لا أطيل أكثر في الحديث سأحاول بقدر الإمكان عرض وجهة نظري في الرجل بشكل بسيط جداً وأستعرض معكم صنوف الرجال وطبيعتهم التي تكاد تكون أكثر تعقيداً وتركيباً من طبيعة المرأة
فقد تجده يفعل الشيء ونقيضه بنفس الوقت وهو لا يدري كيف يفعل ذلك ولما, لكنه في النهاية بارع جداً في اخراج نفسه من هذه الحالة بل والدفاع عن نفسه بإستماته وضراوة وحنكة قد تجعلك منبهرا ومصدوماً من هذا الكم الهائل من الذكاء المنقطع النظير , فقد يكون هو الجاني وبلحظات فارقة يتحول إلى مجني عليه ويضعك بسهولة في موقف الجاني , وأنت في غفلة وحيرة من أمرك , وهذا رغماً عنه فالرجل متقد الفكر قد تتزاحم الأفكار كلها في وقت واحد في عقله وتخرج دفعة واحدة لتصيب من أمامه في ثبات وثقة فسهام أفكاره هذه يصوبها ببراعة ويخرج سهمين من نفس القوس وبنفس الوقت وقد يخرج ما يحتاجه وما لا يحتاجه في وقت واحد ودفعة واحده وينجح بالحالتين ,
والرجل بطبعه ليس صبوراً أبداً يتعجل الأمور دائما, خصوصاً التى يدرسها بنفسه ويرسمها في عقله وتصورها له بؤبؤة عينة , فدائماً ينتظر النتيجة بفارغ الصبر , ولا يهدأ ولا يكل حتى يعرفها ,
الرجل دائماً غارق في أفكاره لا يتكلم كثيراً فهو يقضي خارج البيت سعات طوال , تكلم فيها وأنفعل وثار وغضب وضحك وتأمل وتدبر حتى أخرج الشحنة كاملة , وعندما يعود للمنزل يحتاج لشحنة أخرى داخل المنزل لكن بعد فتره من الوقت, فعندما يعود للمنزل يحتاج إلي ممارسة أشياء أخرى مختلفة عن ما مارسها خارج المنزل , فكل ما مارسه خارج حدود هذا المكان المحبب الي نفسه والذي يجد فيه سلوته وراحته , يريده مختلف تماماً عن ذلك الذي تركه منذ قليل , وهنا قد تحدث صدمة للمرأة خصوصا إن كانت لا تعي ذلك جيداً ..
فالرجل بطبيعته يحب التجدد والتطور و التغير و يكره جداً الرتابة والحياة على وتيرة واحدة , لو أدركت المرأة ذلك لشعرت بالراحة والسكينة وجعلت زوجها مرتاح جداً وسعيد
تعود الرجل منذ نشأته أن يكون المدلل المميز سواء كان الابن الأكبر أو الأصغر لا يهم يكفيه أنه ولد , هذا الولد الذى تحبه كثيراً المجتمعات العربية وتنتظر مجيئه بفارغ الصبر وتقيم الحفلات والولائم لأنه حضر للدنيا فالذكر هو المحبب والمفضل دائماً , يأمر فيطاع , تعود أن يأخذ الكثير , تعود أن يقود أخواته ويأمرهن ويعاقبهن حتى لو كان أصغرهن سناً , لن نلومه بل المجتمع نلوم ,,
تعود أن يكون القائد الآمر الناهي في كل شيء وهي عليها أن تسمع وتطيع لا بل وتشعره دائماً أنه نعم القائد وأنها بدونه ستضيع حتى لو كانت في قمة قوتها , فهذا لا يمنحها حق التصرف هكذا دون الرجوع إليه ومشورته
وهنا مفارقة عجيبة جداً , يحتاج الرجل امرأة قوية الشخصية يعتمد عليها في كل شيء , لكنه لا يسمح لها بأن تمارس هذا الدور دون اللجوء إليه , فلو فعلت ذلك ومارست قوتها وتصرفت بحكمة دون أن تعتمد عليه لن يسمح لها بذلك أبداً , لأنه وقتها سيشعر بأنها لا تثق بقدراته ولا تهتم لها وهذا الأمر قد يخرج الرجل عن طوره
فهو دائما يحتاج أن تشعره زوجته بقدرته الخارقة على حل الصعاب وتحمل المشاق لأجلها وأجل الأسرة
فلابد أن تشعره دائماً بأنها لا تثق بسواه ولا تثق بقدرات مثل قدراته وهذا يمنح زوجها الثقة بنفسه ويمنحها الضعف الذي هو يحبه لكنه دائما يفعل الشيء ونقيضه ..
دائما يريد زوجته عفوية وبريئة وخجولة ومطيعة جداً , ويريدها بنفس الوقت جريئة جداً وذكية جداً وعنيدة ومجادلة وإن تمتعت بكل هذه الصفات تحدث له أزمة كبيرة ويرتبك فهو لا يتخيل أن تكون زوجته كل هذه الصفات دفعة واحدة , قد يقول البعض كيف تجتمع كل هذه الصفات في إمرأة واحدة ..؟
أقول له نعم كل هذا الصفحات قد تجتمع في إمرأة واحدة وهذه ليست معجزة , لكنها تستخدمها بشكل منفصل حسب الحاجة وهذه امرأة رائعة جداً لكنها تحتاج إلي رجل حكيم وواعي يستطيع أن يأخذ بيدها ويساعدها على إخراج كنوزها وما تحمله بداخلها و يوفر لها المناخ المناسب لتكون دائما أمامه كما يحب و يتمنى ..
يريدها زوجة لا تخطيء أبداًلا تتذمر لا تثور ولاتغصب ولا تحزن ولاتتألم خصوصاً أمامه فلا بد أن تفعل كل ذلك وهو خارج البيت وعندما يعود تضحك وتمرح وتتحرك كالفراشة أمامة وتهدي إليه الإبتسامات والكلمات العذبة
لتسعده وتجعله أكثر رضا وقناعة ,
وهو يريدها دائما متسامحة معه يثور ويغضب ويجرح وهي تكون ثابتة تتحمله في كل حالاته وتتقبله في كل أوقاته وهيئته ..!
يريدها آلة تتحرك ولا تهدأ أبداً ولاتتوقف , لا تمرض , لا تشتكي يوماً هماً ولا غماً ..! فهو وحده من يشتكي ويضجر , أما هي فلا وكيف لها بذلك ..؟
يريدها مثقفة جداً منفتحة على العالم الخارجي مقبلة على الحياة , وبنفس الوقت يردها أن تكون تلميذته النجيبة التى يلقي عليها بعض المحاضرات النافعة والضارة ,التى تعرفها والتى تجهلها ,وقد يتخلف هو كثيراً عن موعده معها ويتركها ترسب في نهاية العام ..!
ويرسم لها إطار معين بشكل معين وحدود وسقف معين ولا يحب أبدأ ان يراها تخرج عن حدوده وتحيد عنه قيد أنملة ..!
حتى لا أطيل عليكم سأكتفي بهذا القدر .. ولي معكم حوار أخر عن الرجل وطبائعه التى لم ادرسها بعد
فكل ما ذكرته يخصني فقط ونابع من فكري ووجهة نظري الخاصة فلم أقرأ ولم أطلع بعد , ووجهة نظري هذه قابلة للنقد طبعاً فقد تحتمل الصواب أو الخطأ ..
فقلمي لم ينبري هكذا أعتباطاً , قررت أن أتقاسم معكم الحوار داخل المنتدي بشكل مختلف وبسيط
فلست في مبارزة مع الرجل على العكس تماماً أنا دائماً أكتب عندما تستحوذ فكرة ما على عقلي وهذا دأبي دائماً عندما أتناول إي موضوع ..
وحتى أكون أكثر إنصافاً معكم ومع نفسي , ما أستعرضته لكم الآن ليس بالضروري إطلاقاً أن ينطبق على كافة الرجال ,فلا أحب أبداً ان ينزلق قلمي في إشكالية التعميم ..
أخي الكريم الطيب / راجع ما كتبته أختك ستجدها تمدح الرجال في مواضع كثيرة
فلماذا نظرت لنصف الكوب فقط ..؟
أمس قرأت صديقتي هذا المقال وقالت لي أنتي متحمسه جدا للرجل :) وتقفين في صفه وتعجبت مني فما قولك .؟
اقتباس:
وحتى أكون أكثر إنصافاً معكم ومع نفسي , ما أستعرضته لكم الآن ليس بالضروري إطلاقاً أن ينطبق على كافة الرجال ,فلا أحب أبداً ان ينزلق قلمي في إشكالية التعميم ..