منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com/f104.html)
-   -   مــا أحوجنــا إلى نـور الديـن محمــود زنكــي آخر (http://forum.islamstory.com/2605-%E3%DC%DC%C7-%C3%CD%E6%CC%E4%DC%DC%C7-%C5%E1%EC-%E4%DC%E6%D1-%C7%E1%CF%ED%DC%E4-%E3%CD%E3%DC%DC%E6%CF-%D2%E4%DF%DC%DC%ED-%C2%CE%D1.html)

ع العزيز خوخات المغرب 03-02-2009 06:41 PM

مــا أحوجنــا إلى نـور الديـن محمــود زنكــي آخر
 
نور الدين زنكي



نور الدين محمود زنكي الإبن الثاني لعماد الدين زنكي ؛ بعد وفاة والده حكم حلب اولا وحارب الصليبيين وإسترجع منهم الرها سنة 1146 ثم قاتل الحملة الصليبية الثانية وضم بعدها إلى سلطانه كل من الشام و مصر واصبحت دمشق عاصمة لدولته.

ولد في 17 من شوال سنة 511هـ ، وهو ثاني أولاد عماد الدين زنكي بعد سيف الدين غازي، وقد تأثر أبناء عماد الدين بما كان لأبيهم من خصال وفضائل، فكانوا جميعا من رجال الجهاد وفرسانه، على تفاوت في ذلك بينهم.
وبعد وفاة عماد الدين زنكي اقتسم ولداه: سيف الدين غازي ونور الدين محمود دولته، فحكم الأول الموصل وثبّت أقدامه بها، وانفرد الآخر بحكم حلب ، وكان الحد الفاصل بين أملاك الأخوين هو نهر الخابور في الجزيرة السورية ، وكان كلا الأخوين مؤهلا لما وجهته له الأقدار، فكان سيف الدين غازي صاحب سياسة وأناة، في حين كان نور الدين مجاهدا مخلصا جياش العاطفة صادق الإيمان، ميالا إلى جمع كلمة المسلمين وإخراج الأعداء من ديار المسلمين،وهو ما جذب الناس إليه، وحبب القلوب فيه.
وكان على نور الدين أن يواصل سياسة أبيه في جهاد الصليبيين، يدفعه إلى ذلك طبيعته المفطورة على حب الجهاد، وملازمته لأبيه في حروبه معهم. وقرب إمارته في حلب بشمال سوريا من الصليبيين جعله أكثر الناس إحساسا بالخطر الصليبي .
صفات نور الدين محمود زنكي

حرصه على تطبيق الشريعة

كان نور الدين محمود يقول: "نحن شحن (شرطة) الشريعة نمضي أوامرها" وقال أيضاً: "نحن نحفظ الطريق من لص وقاطع طريق والأذى الحاصل منهما قريب أفلا نحفظ الدين ونمنع عنه ما يناقضه, وهو الأصل".
قال عنه ابن كثير: "كان يقوم في أحكامه بالمعادلة الحسنة واتباع الشرع المطهر ، وأظهر ببلاده السنة وأمات البدعة".
أمر بإلغاء كل الضرائب و المكوسالتي كانت تؤخذ من الشعب وذلك عندما قص عليه وزيره موفق الدين خالد بن محمد بن نصر القيسراني الشاعر أنه رأى في منامه كأنه يغسل ثياب الملك نور الدين، فأمره بأن يكتب مناشير بوضع المكوس والضرائب عن البلاد، وقال له‏:‏ هذا تأويل رؤياك‏.‏ وكتب إلى الناس ليكون منهم في حِلٍ مما كان قد أخذ منهم، ويقول لهم‏:‏ إنما صرف ذلك في قتال أعدائكم من الكفرة ‏.‏ وكتب بذلك إلى سائر ممالكه وبلدان سلطانه، وأمر الوعاظ أن يستحلوا له من التجار، وكان يقول في سجوده‏:‏ اللهم ارحم المكاس العشار الظالم محمود ‏.‏
وصف ابن الأثير نور الدين بأنه: "كان يتحرى العدل وينصف المظلوم من الظالم كائناً من كان, القوي والضعيف عنده في الحق سواء, فكان يسمع شكوى المظلوم ويتولى كشف ذلك بنفسه, ولا يكل ذلك إلى حاجب ولا أمير, فلا جرم أن سار ذكره في شرق الأرض وغربها."
قال ابن الأثير‏:‏ وهو أول من احدث داراً للعدل، وكان يجلس فيها في الأسبوع مرتين، وقيل‏:‏ أربع مرات، وقيل‏:‏ خمس‏.‏ ويحضر القاضي والفقهاء من سائر المذاهب، ولا يحجبه يومئذ حاجب ولا غيره، بل يصل إليه القوي والضعيف، فكان يكلم الناس ويستفهمهم ويخاطبهم بنفسه، فيكشف المظالم، وينصف المظلوم من الظالم‏.‏‏

تدينه وزهده

كان نور الدين يصلي كثيرا بالليل ؛ وحكي عنه أنه يصلي فيطيل الصلاة, وله أوراد في النهار, فإذا جاء الليل وصلى العشاء نام, ثم يستيقظ نصف الليل, ويقوم إلى الوضوء والصلاة والدعاء.
قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية: "وقد كان رحمه الله حسن الخط كثير المطالعة للكتب الدينية، متبعاً للآثار النبوية، محافظاً على الصلوات في الجماعات، كثير التلاوة، محباً لفعل الخيرات، عفيف البطن والفرج، مقتصداً في الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس، حتى قيل‏:‏ إنه كان أدنى الفقراء في زمانه أعلا نفقة منه من غير اكتناز ولا استئثار بالدنيا، ولم يسمع منه كلمة فحش قط، في غضب ولا رضا، صموتاً وقوراً‏."‏

قال ابن الأثير‏: لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الملك نور الدين، ولا أكثر تحرياً للعدل والإنصاف منه، وكانت له دكاكين بحمص قد اشتراها مما يخصه من المغانم، فكان يقتات منها، وزاد امرأته من كراها على نفقتها عليها، واستفتى العلماء في مقدار ما يحل له من بيت المال فكان يتناوله ولا يزيد عليه شيئاً، ولو مات جوعاً، وكان يكثر اللعب بالكرة فعاتبه رجل من كبار الصالحين في ذلك فقال‏:‏ إنما الأعمال بالنيات، وإنما أريد بذلك تمرين الخيل على الكر والفر، وتعليمها ذلك، ونحن لا نترك الجهاد‏.‏
وكان لا يلبس الحرير، وكان يأكل من كسب يده بسيفه ورمحه.وكان نور الدين يستقرض من الشيخ عمر الملا من الموصل -وكان من الصالحين الزاهدين- في كل رمضان ما يفطر عليه، وكان يرسل إليه بفتيت ورقاق فيفطر عليه جميع رمضان.
وكان يدعو قائلاً: " إنك يا رب إن نصرت فدينك نصرت, فلا تمنعهم النصر بسبب محمود إن كان غير مستحق للنصر ".
قتاله للشيعة

كان الشيعة مسيطرين على الحكم وذلك منذ أواخر أيام الدولة الحمدانية حيث كان بني حمدان يعتنقون المذهب الشيعي الإمامي. وكان المذهب الشيعي منتشر في حلب ودمشق ومصر وبالرغم من أن دولة أبيه وجده كانت دولة سنية إلا أن النفوذ الشيعي كان كبيراً وكان يؤذن بـ"حي على خير العمل.. محمد وعلي خير البشر". ولكن نور الدين كان مصراً على أن يعيد الدولة الإسلامية إلى التسنن وحارب الفكر الشيعي في كلاً من حلب ودمشق ومصر.
ففي حلب

  • أمر الشيعة بعدم التأذين بحي على خير العمل.
  • أمر الشيعة بعدم سب الصحابة وحذرهم من مغبة العودة إلى ذلك.
  • أبعد بعض زعماء الشيعة من حلب ومنهم والد المؤرخ ابن أبي طى.
  • أنشأ المدارس لتدريس المذهب السني سواء كانت تلك المدراس حنفية مثل المدرسة الحلاوية والمدرسة النورية الكبرى والمدرسة النورية الصغرى أو شافعية مثل المدرسة النفرية النورية والمدرسة العصرونية والمدرسة الشعيبية.
  • إستقدم كبار علماء السنة للتدريس في هذه المدارس مثل برهان الدين أبي الحسن علي بن الحسن البلخي و قطب الدين النيسابوري
  • أوقف زاويتين بالمسجد الجامع في حلب وخصص إحداهما لفقهاء الحنابلة والأخرى للمالكية
  • أنشأ خوانيق للصوفية وكانت في هذا العصر مكانا للعبادة
  • كان أول من أنشأ داراً للحديث وذلك لأن الشيعة لا يعترفون إلا بالحديث المروي عن آل البيت فكانوا يطعنون في الأحاديث الصحيحة.
وفي دمشق

  • أنشأ المدارس السنية وركز إهتمامه بالمذهبين الحنفي والشافعي. فأنشأ للحنفية المدرسة النورية الكبرى والمدرسة النورية الصغرى. كما أنشأ المدارس للمذهبين المالكي والحنبلي.
  • بنى أول وأكبر دار للحديث ووكل أمرها إلى الحافظ الكبير ابن عساكر
  • بنى دوراً للأيتام لتخريج العلماء وخصص لها الأوقاف الكثيرة.




قتاله للصليبيين

استهل نور الدين حكمه في سوريا بالقيام ببعض الهجمات على إمارة أنطاكية الصليبية، واستولى على عدة قلاع في شمال الشام ومنطقة الساحل السوري، ثم قضى على محاولة "جوسلين الثاني" لاستعادة الرها التي فتحها عماد الدين زنكي وكانت هزيمة الصليبيين في الرها أشد من هزيمتهم الأولى، وعاقب نور الدين من خان المسلمين من أرمن الرها، وخاف بقية أهل البلد من المسيحيين على أنفسهم فغادروها.
وكان نور الدين دائم السعي إلى استمالة القوى الإسلامية المتعددة في الشام وشمال العراق وكسب ودها وصداقتها؛ لتستطيع مواجهة العدو الصليبي، فعقد معاهدة مع معين الدين أنر حاكم دمشق سنة (541هـ = 1147م) وتزوج ابنته، فلما تعرض أنر لخطر الصليبيين وكانت تربطه بهم معاهدة وحلف لم يجد غير نور الدين يستجير به، فخرج إليه، وسارا معا صاحب دمشق ونور الدين واستوليا على بصرى وصرخند في جنوب سوريا قبل أن يقعا في يد الصليبيين، ثم غادر نور الدين دمشق؛ حتى يبعث في قلب حاكمها الأمان، وأنه لا يفكر إلا في القضاء على الصليبيين؛ فتوجه إلى حصون إمارة إنطاكية، واستولى على أرتاح وكفر لاثا وبصرفوت وغيرها .
وعلى أثر ذلك ملك الرعب قلوب الصليبيين من نور الدين، وأدركوا أنهم أمام رجل لا يقل كفاءة وقدرة عن أبيه عماد الدين، وكانوا قد ظنوا أنهم قد استراحوا بموته، لكن أملهم تبدد أمام حماسة ابنه وشجاعته، وكانت سنه إذ ذاك تسعا وعشرين سنة، لكنه أوتي من الحكمة والتدبير خيرا كثيرا.
وفي سنة (542هـ = 1147م) وصلت الحملة الصليبية الثانية على الشام بزعامة لويس السابع وكونراد الثالث، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها ، وعجزت عن احتلال دمشق أهم مدن الشام ، ويرجع الفضل في ذلك لصبر المجاهدين واجتماع كلمة جيش المسلمين ووحدة صفهم، وكان للقوات التي جاءت مع سيف الدين غازي وأخيه نور الدين أكبر الأثر في فشل تلك الحملة، واستغل نور الدين هذه النكبة التي حلّت بالصليبيين وضياع هيبتهم للهجوم على أنطاكية بعد أن ازداد نفوذه في الشام، فهاجم في سنة (544هـ=1149م) الإقليم المحيط بقلعة حارم الواقعة على الضفة الشرقية لنهر العاصي ، ثم حاصر قلعة إنب، فنهض "ريموند دي بواتيه" صاحب أنطاكية لنجدتها، والتقى الفريقان في (21 من صفر 544هـ= آخر يونيو 1149م) ونجح المسلمون في تحقيق النصر وكان من جملة القتلى صاحب إنطاكية وغيره من قادة الفرنج
نور الدين في دمشق

آمن نور الدين بضرورة وحدة الصف، وانتظام القوى الإسلامية المبعثرة بين الفرات والبحر تقف كالبنيان المرصوص أمام أطماع الصليبيين، وكانت دمشق أهم المدن وعزم نور الدين على ضمها وكان معين الدين أنر صاحب السلطة الفعلية في دمشق يرتبط بعلاقات ومعاهدات مع الصليبيين ، وبعد وفاته قام مجير الدين أبق بأستلام الحكم بدمشق ، ونظرا لاهمية دمشق وموقعها الهام في وسط بلاد الشام فقد تمسك بها الصليبيون وخصصوا لها حامية كبيرة للدفاع عنها . فكر نور الدين وعينه على دمشق ووضع الخطة تلو الاخرى لمهاجمة الصليبين واستعادة دمشق .
ونجح نور الدين في دخول دمشق سنة (549هـ = 1154م) بعد عدة مواجهات مع الصليبين اللذين دافعوا بشراسة عن أهم معاقلهم في الشرق وكانت هذه الخطوة حاسمة في تاريخ الحروب الصليبية؛ حيث توحدت بلاد الشام تحت زعامة نور الدين: من الرها شمالا حتى حوران جنوبا، واتزنت الجبهة الإسلامية مع الجبهة الصليبية بعد ان ضم نور الدين دمشق واصبحت عاصمة الدولة وموحدة بلاد الشام من الشمال إلى الجنوب والشرق واستقر نور الدين زنكي وأنطلق منها لفتح مزيد من البلاد في الجنوب وتوسيع ملكه .
الطريق إلى مصر

بعد نجاح نور الدين في ضم دمشق واصبحت عاصمة دولته ومنطلق الحكم واصبح ملك دمشق وموحد الشام لم يعد أمام الصليبيين للغزو والتوسع سوى طريق الجنوب بعد أن أحكم نور الدين سيطرته بلاد الشام؛ ولذا تطلع الصليبيون إلى مصر باعتبارها الميدان الجديد لتوسعهم، وشجعهم على ذلك أن الدولة الفاطمية في مصر تعاني الضعف فاستولوا على عسقلان ، وكان ذلك إيذانا بمحاولتهم غزو مصر، مستغلين الفوضى في البلاد، وتحولت نياتهم إلى عزم حيث قام "بلدوين الثالث" ملك بيت المقدس بغزو مصر سنة (558هـ = 1163م) محتجا بعدم التزام الفاطميين بدفع الجزية له، غير أن حملته فشلت وأجبر على الانسحاب.
وأثارت هذه الخطوة الجريئة مخاوف نور الدين، فأسرع بشن حملات على الصليبيين في الشام حتى يشغلهم عن الاستعداد لغزو مصر، ودخل في سباق مع الزمن للفوز بمصر وضمها لملكه في الشام ، فأرسل عدة حملات من دمشق تحت قيادة شيركوه وبصحبته ابن أخيه الشاب اليافع صلاح الدين الأيوبي ، ابتدأت من سنة (559هـ = 1164م) واستمرت نحو خمس سنوات وفشلت عدة مرات بسبب خيانه صاحب مصر وتعاونه مع الصليبين والفساد المتفشي ولكن اسد الدين لم يتراجع ففي كل مرة كان يعيد تجهيز جيشه وينطلق من جديد بأوامر نور الدين في دمشق حتى نجحت بعد سباق محموم مع الصليبيين في الظفر بمصر سنة (564هـ = 1169م) وتولى شيركوه الوزارة للخليفة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين، على أنه لم يلبث أن توفي فعين نور الدين زنكي ابن اخية صلاح الدين الأيوبي وزيرا على مصر وضمها لملكه في الشام .
نجح صلاح الدين الأيوبي في إقامة الأمن واستتباب الأمور وتثبيت أقدامه في البلاد، وجاءت الفرصة المناسبة لإسقاط الدولة الفاطميين؛ فقطع الدعاء للخليفة الفاطمي ودعا للخليفة العباسي في أول جمعة من سنة (567هـ = سبتمبر 1171م). وبنجاح نور الدين في ضم مصر إلى جبهة الكفاح يكون قد حقق الحلقة الأخيرة من حلقات الجبهة الإسلامية .
وفاته

فاجأته الحمى واشتد به المرض في 11 شوال 569هـ 15 مايو 1174 وهو في التاسعة والخمسين من عمره وتوفى ودفن في دمشق .


شكرا لاختياركم هذا الموضوع




تحية لكم من أرض الرباط المغرب
عبد العزيز




المرتقب 09-02-2009 07:55 AM

رد: مــا أحوجنــا إلى نـور الديـن محمــود زنكــي آخر
 
صدقت
لكن برما يكون حفيده

ع العزيز خوخات المغرب 09-02-2009 05:02 PM

رد: مــا أحوجنــا إلى نـور الديـن محمــود زنكــي آخر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المرتقب (المشاركة 14189)
صدقت
لكن برما يكون حفيده

بارك الله فيك أخي على المشاركة شكراً.

فاروق ابوعيانه 10-02-2009 01:47 AM

رد: مــا أحوجنــا إلى نـور الديـن محمــود زنكــي آخر
 
بارك الله فيك أخى عبدالعزيز
موضوعاتك كلها رائعة
جعلها الله فى ميزان حسناتك يوم القيامة


الساعة الآن 11:32 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام