منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com/f104.html)
-   -   السودان الفن والسلام والمحبة (http://forum.islamstory.com/26538-%C7%E1%D3%E6%CF%C7%E4-%C7%E1%DD%E4-%E6%C7%E1%D3%E1%C7%E3-%E6%C7%E1%E3%CD%C8%C9.html)

يوسف هاشم محمد نجم 19-08-2011 09:03 PM

السودان الفن والسلام والمحبة
 
لســــان العصــــر

{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}
[125 النساء]


سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر وكل العصور
محمد بن عبد {الله}
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
السودان الفن والسلام والمحبة
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه
ورد أعلاه بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم.نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول و الآخر :
{الله}
خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.
ماذا نعني بتجمع العصر
الاسم :-
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر وكل العصور

سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر.
ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
والوعد كان قد جاء هكذا :
{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا }
[79 الإسراء]
المرشد:-
هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم


الأعضاء:
هم كافة العالمين من إنس و جن. الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.
المقر:
في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة
وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.
المركز الرئيسي:
يُشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في البعد الرابع من الكرة الأرضية مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور:
هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه
ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.
شعار هذا التجمع:
قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين :
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]
آلية الدعوة:
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
[125 النحل]

إهداء هذا الكتاب

{ونريد أن نّمُنّ على الذين استُضعفوا في الأرض
ونجعلهم أئمّة ونجعلهُمُ الوارثين }
[5 القصص]
صدق {الله} العظيم
إلى أهل السودان :
السودان السوادهـ أصيل والبياضه نبيل
جيل وراء جيل مازج الألوان

الجود والكرم هلّ علينا من أبواتنا
نسباً طيّباً من ولد عدنان

الطيبة والسماحة فطرتنا
من أمّاتنا ميري إيريكا وربيكا عراقة الإنسان

دينكا نوير وشلك أخوالنا
كذلك القمز والأنقسنا في قيسان

والفور وبقارة و الفي الشرق أبّالة
جوّاتهم {لا إله إلا الله }وحدة الأديان

ونهدي هذا الكتاب إلى خلق {الله} أجمعين، و نخص منهم الشعب السوداني الكريم ومنه نخص من شهدوا شهادة التوحيد {لا إله إلا الله}.ونحن قبل ذلك وبعده نتوجه بقلوبٍ وجلة وعقولٍ ترجف حيرة أن يتغمدنا {الله} برحمته فيجنبنا ويلات الإدّعاء و هلاك الاستكبار والاستعلاء.
نحن نعتقد اعتقاداً جازماً بأن السودان هو أرض المعاد لبني الإنسان قاطبة.وأن الخرطوم ومن الخرطوم مقرن النيلين سيكون عليه مقام البعث الثاني لسيد العصر سيد خلق {الله} أجمعين :محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

المقدمة
هذا الكتاب كنا نود أن نقدّمه بين يدي الاستفتاء على وحدة أو تقسيم بلدنا الحبيب السودان.هذا الاستفتاء المقرر له أن يتم في يوم تسعة يناير سنة أحد عشر وألفين بعد الميلاد، وذلك حسب المنصوص في اتفاقية السلام الموقعة في 9 يناير 2005م بين الشريكين في الحكم : المؤتمر الوطني في الشمال والحركة الشعبية في الجنوب.
ولقد تم الاتفاق على السلام بين الشريكين وهما أصحاب السلطة في البلاد.ولعل أن من لطف {الله} علينا أن جعل الوسيلة الأسمى للاتفاقية لأجل تحقيق السلام المستدام هي التحول السلمي لنظام الحكم في البلاد من حكم ثورة القلة القليلة من الأفراد إلى حكم الكثرة الغالبة من الشعب، وتلك هي الديمقراطية.
ولقد كان أهم ما ورد في الاتفاقية لأجل تحقيق السلام المستدام هو الاتفاق على اقتسام السلطة والثروة.
و لعل أن اقتسام السلطة قد تم تنفيذه بواقع التحول الديمقراطي وإجراء الانتخابات.وبهذا والحمد {لله} من قبل ومن بعد فقد انتقل الحكم من أيدي الشريكين أصحاب السلطة في عهد ما قبل الانتخابات إلى الشريكين الأصل وهم شعب الشمال وشعب الجنوب.
ونحن إذ نقول شعب الشمال وشعب الجنوب إنما نجاري الوهم بأن في السودان شعبين مختلفين.
وإلا ، والحق يعلو ولا يُعلى عليه ،فإن ما في السودان هو شعب واحد.هذا الشعب الواحد فرقته إلى فرقتين الظروف التي أحاطت بهذا البلد الواقع في حوض النيل العظيم.
الظروف المناخية والاقتصادية والسياسية ( الاستعمار الأجنبي).
ونحن هنا نتحدث بصورة إجمالية ونتحاشى الخوض في التفاصيل لأن هذا الكتاب لا يتعلق موضوعه بالتاريخ وإنما هو بسبيل العمل على إيقاظ أفراد الشعب السوداني الأبي الغافلين عن ما انطوت عليه قلوبهم من المحبة الفيّاضة التي طغت على سلوكهم العام فعُرفوا من دون شعوب الأرض كافة بأنهم الشعب الطيب الأبي الكريم الأمين الذين يؤثرون الغير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
هذا الشعب الواحد الذي فرقته الظروف التاريخية إلى ما عُرف بالشماليين والجنوبيين،نقول عن ذلك بأن هذا التقسيم يجب أن يكون الحديث عنه بأنه تقسيماً جغرافيّا فقط.ونحن لا تغيب عنا المسائل العرقية والدينية التي بنى عليها الغافلون عن حقيقة المحبة التي ربطت بين أفراد هذا الشعب، بنوا عليها كل ذلك العذاب وذلك الألم والظلم و القهر ، نحن إنما نتجاهلها عن عمد وذلك لكي لا نزيد النار حطباً ولا الطين بِلاً، خاصة وأننا الآن نكاد أن نكون على مركب واحد.
نحن عندما نتحدث عن الشماليين نقصد كل أفراد القبائل المعروفة في السودان الذين استقروا شمال خط العرض عشرة شمال مدينة ملكال وإلى أقصى الشمال عند مدينة حلفا القديمة في حدود السودان الشمالية مع مصر.وعندما نقول كل أفراد القبائل نعني ذلك بصورة مطلقة، بمعنى أن الدينكاوي أو النويراوي أو الشلكاوي أو الفجلاوي أو أي فرد من أفراد قبائل جنوب السودان ، ولد وترعرع وتعلم وعمل بصورة مستقرة في شمال السودان فهو بالقطع يُصنّف بأنه شمالي.
ونحن نعلم يقيناً بأن كثيراً ممن عرفوا بأنهم شماليين يعيشون الآن بالجنوب وأغلبهم تجار ، استقروا في مدن وقرى الجنوب منذ أمد بعيد وقد طاب لهم العيش هناك. هؤلاء يجب تصنيفهم بأنهم جنوبيين.
هذا الشعب السوداني الكريم شعبٌ واحد يستوطن بلداً واحد. هذا البلد الواحد اتفق له أن يتكون من بيئتين مختلفتين اختلافاً كبيراً.
الجنوب وهو ما يمكن أن يحدد بأنه المنطقة الواقعة جنوب خط العرض عشرة.ومن هذا الخط وأنت تتجه جنوباً تتدرّج طبيعة البيئة من السافنا إلى الغابات الاستوائية الكثيفة.هذا الإقليم جنوب السودان في معظمه ممطرُ من شهر أبريل وإلى ديسمبر.
هذه الظروف البيئية والمناخ تعتبر العامل الرئيسي لجعل الجنوب وكأنه منطقة مقفولة.برغم ذلك فهو الإقليم الغني بالثروات المختلفة مما جعله هدفاً لأطماع أهل الجشع من الشمال وجشع المستعمرين الأجانب الطامعين من خارج البلاد.
أما القسم الشمالي من أرض السودان فهو يتجه شمالاً من السافنا شمال خط العرض عشرة وإلى الصحراء حتى الحدود مع مصر.
هذا البلد الشاسع المتباين في مناخه و بيئته الطبيعية والبشرية يصنف بأنه من الدول المتخلفة فيما يسمى بالعالم الثالث.ولعل أن الأميّة هي التي كانت وراء كل هذا التخلف.
هذا ولقد تحدثنا عن اقتسام السلطة الذي تمت له آلياته بالاتجاه الجاد والنوايا المصممة على التحول الديمقراطي ومن ثم جرت الانتخابات التي مهما قيل عن سلبياتها فهي العمل الأعظم الذي تم بعد مما يقارب الربع قرن من آخر صور تعامل ديمقراطي عرفه الشعب السوداني.
أما الحديث عن اقتسام الثروة فهو الشأن الأخطر في مضمونه وفي طريقة تداوله.ولقد كان اقتسام الثروة حسب ما نصت عليه اتفاقية السلام بين الشريكين قبل الانتخابات كان بين رموز السلطة الحاكمة التي لم تكن قد جاءت عن طريق الديمقراطية.أما وقد تم التحول الديمقراطي فقد اختار الشعب طواعية وبلا قهر أو استبداد،اختار نوابه على سدة الحكم واختار فرداً منه وابناً من أبناء البيت ليكون رئيساً للبلاد.
ولعل أن التحول الديمقراطي بمضمون كل تداعياته يعني أن الحق الدستوري للمواطن يشمل الثروة على نفس مستوى اشتماله على السلطة.بمعنى أن المواطنين السودانيين داخل حرم هذا البيت الكبير شركاء على قدم المساواة في خيرات هذا الوطن الواحد.وبناء على هذا التقرير يجب أن لا يكون هناك في داخل البيت الكبير فرد أو مجموعة أفراد في صورة شركة يمتلكون رأس المال و به يتحكمون على رقاب السواد الأعظم من إخوانهم أبناء جلدتهم القاطنين معهم تحت سقف واحد.
يجب أن يكون لكل فرد من أفراد هذا الشعب حقاً معلوماً في الدخل القومي لهذا البيت الكبير.هذا الحق المعلوم هو الحق الأساسي الذي تضمنه صفة المواطنة وأُخوّة الإخوان الأشقاء أبناء البيت الواحد. ويجب أن لا تكون تفرقة بين الفرد المستقر داخل الأدغال في عمق غابات الجنوب وأخيه القاطن في عاصمة البلاد.كل فرد له حق في الحياة الكريمة كما له حق الحرية والكرامة.يجب أن يكون هذا الحق في الثروة وبحد أدنى كافياً كافلاً حاجات الفرد الضرورية بحيث لا يتعرض لمذلة السؤال.ويتفاوت دخل الأفراد فوق هذا الحد الأدنى كل حسب اجتهاده في خدمة المجتمع.
ولكي نحقق هذا الهدف السامي للسلام إنما نتوسل إليه بما يكمن في القلوب من عرق المحبة الفيّاضة.وذلك بتطبيق وجهي عملة الحرية ؛ الفكرية (السلطة) والاقتصادية (الثروة).
و ليكون ذلك ممكناً وميسّراً بلا ضغائن أو أحقاد نحن نخاطب ضمير الإنسان السوداني الطيب الأبي الذي نراه الآن يمتخض في أحشاء هذا الشعب الكريم الفاضل أن :
حب لأخيك ما تحب لنفسك
وأن هلمّ نستجيب لداعي السلام والمحبة سيد العصر وكل العصور محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؛نقول لبيك رسول {الله}ومن هذه اللحظة المباركة إنشاء {الله} يشرع كل من كان عنده فضل زاد فيجود به على من لا زاد له .
ومن كان عنده فضل ظهر فليجد به على من لا ظهر له.
حتى إذ أجمع الناس على ضرورة تطبيق هذه المبادئ السامية نكون قد وضعنا القدم اليمين على أول عتبات السلام المستدام .و من ثم يشرع نواب الشعب في وضع دستور الإنسان المعاصر على هدي القرآن العظيم والسنة النبوية المشرفة وفق النصوص التي تساوي بين الناس بصرف النظر عن أعراقهم ومعتقداتهم وألوانهم.
حرية العقيدة :

{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]

الديمقراطية:

{فذكّر إنما أنت مذكّر * لست عليهم بمصيطر}
[22 الغاشية]
الحرية الاقتصادية:

( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه
ما يحب لنفسه)
(الناس أشراك في ثلاث:
الهواء والماء والكلأ






















إيقاع السلام

ارتجف الفؤاد حين رأى العالم يرقص
على مسرح الأفراح طرباً لأجل سلامة السودان

جون وعنان وعلي عثمان
ثلاث نوناتٍ أفارقة احتفلت وتمايلت نشوى
على إيقاع ياي بلادنا وكلنا إخوان

سوداننا الأخضر المعطاء يفيض الخير منه سيكون قبلة المحتاج
وعلى أيدينا ستقضى حوائج الناس كلها من عجم تورنتو إلى عرب عجمان

نحن ونقولها بملء أفواهنا
نحن كمالة ثلة الآخرة على التوحيد أقمنا
كما نحن سلة الخير لجميع بني الإنسان

إن سألتني من أكون أنا أقولها وليسمع العالم عني
أنا السودان أنا الإنسان جمل الشيل
المحطة الأخيرة للصلاة والسلام عليه
سيد ولد عدنان

فيا زيدٌ ويا عمروٌ المتنافسون على السلطان
إن أرتم أن تكونوا ملح مُلاحنا
فاجعلوا الخير مشاعاً بالتساوي بين أبناء البيت الواحد
يحب الأخ لأخيه ما يحب لنفسه
فنضرب للعالمين مثلاً كما فعلنا سابقاً
لكيف تكون بالحكمة والموعظة الحسنة سياسة الأوطان
جيتن جيت عديل بالدرب

تحية الود والمحبة لود البلد البار
بصرف النظر عن اسمه ورسمه
والخشب الصنعوا لو منو إطار
بل بما في الجبين من نور وبما في القلب من نار

غني لو وشكري يا القمره فوق دورين ورددي الأشعار
وعليه أرمي شبّالك معطّر بخُمرة الصندل أو بضفرا غاصوا ليها بحار
بشاكوين شعرك مضمّخ أو بكن كركار

ود البلد أخو السمحة فاطمة الزين السواي وما ثرثار
يخضّر ضراعك يشد حيلك يا المابتنسى تفقد جار


أخو الأخوان الما بكضّب والصدق رافعو ليهو شعار
يا المابتهضم حق ضعيف يا المابتكسر خاطر الصغار وكبار

يا الفقت حاتم طي يا المابتنطفيلك نار
يا المابتلين لو عريكه وفي وقت الخطوب كرار

أخو الأخوان حقيقة هو وأخوانو فرسان يخوضوا النار
لوحات من الفنون أصلية
ما في ليها متيل وما بتلقاها إلا عنّا بطن الدار
سُرّاي دراويش وبُدله الفكي وود الشيخ كلهم أحرار


لكن الحرية وبس ما بتأكل عيش
والحر الجعان ما هو كريم ممكن يقيف زنهار

الاقتصاد البحِس خُدّامو أنهم ظُلموا
ما بحل إشكال ما بوحّد شعب بل بينو يُوقِدنار
الفقراء اتقاسموا النبقة
ونحن بس بترول نعيش أمان وفخار

فيا الجيتن جيت عديل بالدرب
خلي البال وما تتعال كون الأب وكون الأخ وكون الخال
وأوعك يوم تنسى العهد القطعتو فوق سنّار
تدور الحل؟
خليك زولاً زين نصيحة لى {الله}تجيك من قنعان
أسمع كلام الببكّيك وما ترخي عضانك
تسمع للبلف عليك يضحِّكك
وهو في حقيقتو عليك بالطمع غيّار

الأهل ما هم في الخرطوم ولا في بورتسودان
ولا مدني ولا سنار وبس
الأهل في عضان حمار في درديب وفي مسمار
في وروار في ميوم وعدار
وإن كنت نسيت نذكّرك
أهلك في بطن بيتك أكترهم نسوان
وكلهن عِرضك
الأرض أرضك والبلد وطنك وانت جمل الشيل
شوف كيف تحافظ على أرضك كيف تصون عرضك
في ليلك وفي النهار
ما تفرح للبطبّل ليك يقول عشت يا ريس
السلطة شفرة حادة بالجهتين
لو ما اتحكمت فيها سيلت دمك قطعتك نصفين
دي مسئولية يقيف ليها شعر الراس
ما زمان كتلت الحسن وحسين
فخلي بالك من شرارة في الهشيم البلدات تولع نار

وأولاً وأخيراً أوع تفكّر ولا حتى يخطر ليك
أنك تعود من تاني تضرب نار
مِدّ المحبة جسور
شبكات طرق ومياه ومحطات تولع نور
شُق التراب بحور قنوات تهتزّ ليها الأرض
تخضّر الفلوات يفرهد البرسيم ويكتر اب سبعين
تستقر رحّالة العربان
تشبع القطعان وتتصنّع الألبان
وشوف تاني تبني وين فوق جبل خزان
يخلي الليل يضوي زي كأنو نهار

ولغاية حد ما تقدر تشوف العين قناديل ذرة
دخن وقمح وعباد شمس لصافي الزيت
والكانن يبيتن قوى ليك يزغردن
بارك {الله} فيك يا الجيتن جيت عديل بالدرب
إنشاء {الله} يموت عدوك ينهار

في كل بيت التلاجه والبوتاجاز في الحضر وفوق الريف
سافل وفي الصعيد ورا وقدام كل زول شبعان
في الساعة ديك تكون وفيت
يا الجيتن جيت عديل بالدرب عهدك القطعتو فوق سنّار

ومن بعد ما بتحتاج للجهاز يحميك ربّك الحامي
وكل البحبوك الوقفو ا ليك يوم داك أحرار صفوف في الحر
بحريّة صوتوا ليك
كانوا غُبُش أولاد بلد أحرار
أكثرهم جاءك كداري وما في جيبو لا دولار ولا دينار
و من بعد لا تخاف من بيوت المال مؤسسات الجشع
استنزاف طاقات وليداتك لمصلحتهم
فرتك سامرهم وأصرف على الأولاد
لا تخاف ولا تتردد
كل المستهلِكِين المستهلَكين يقفوا ليك جدار الصّد
ومرماك أبداً شبكتو ما بتنقد
و بلاش هلالابي القبل ما جيتن جيت عديل بالدرب
إنت الآن بعد ما جيتن جيت عديل بالدرب
الفريق القومي إنت الكابتن وحارس المرمى والاستاد
هلالاب ومريخاب كلهم وليداتك وإنت لى كلاّتهم تمد اليد
التعليم إجباري بالمجان
تلاته فوق تلاته رياض أطفال وتلاته وتلاته سته أساس
تسع سنين فيهن وليداتنا متجانسين
في السن الخطرة في الثانوي فوق تلاته مفترقين
وبعد داك في الجامعة تاني مجتمعين
و{الله} يحفظ وليداتنا ليل ونهار

العلاج بلا مقابل مهما كان
أدوية وتنويم عمليات جراحية وأطراف صناعية
بالشفخانات والاسبتاليات والمستشفيات والمستوصفات
الفي كل الحارات منتشرة وعلى دوام الساعة مدار
وعن الصحة العامة
ما في في الأركان زبالة فوق الكوشة متراكمة أو عند باب الدار

من أجل ذلك للمعلمين للأطباء وللممرضين
ولعمال الصحة العامة وعساكر الشرطة مجتمعين
الرواتب عالية كافية ومُكفّية ليعيشوا زي خلق {الله} مكرمين
ولامن كل زول يكون صحيح متعلّم مستامن وشبعان
شوف كيف يتصرف الجنيان ما حيعرفوا وين يختوك
جوات القلب ولا نون العين يفرشوه ليك ديار
في الساعة ديك تكون وفيت للعهد القطعتو فوق سنار

والحذر الحذر ما يزينوا ليك نظام حكم ويضربولو مثال
بلد فيها الديمقراطية والحرية
والحكم برلمان ومجالس حقوق دفاعية
ولكن بكل أسف سياسة البلد
تتحرك بي خيوط مربوطة على عتبات بيوت المال
شركات ومؤسسات وهمية وحقيقية
ومصالح زي شبكة عنكبوت تستعمر الجوا والبرا
والبيرفع راسو زي إيران ما تشوف عينك إلا النور
الشلاليت تقع والعكاكيز تجقلب
وأصحاب العقول ما عارفه كيف تختار

لا تخاف من البهددوك بالدين
لكل جشع يستغل الدين عشان يغنى خُت طظ في العين
قول ليهم وأنت تنضح خير
شريعة {الله} فوق الرأس ونحن ليها مداس
و آية {الله} خطابو لينا اليوم
{ لا إكراهـ في الدين }
{ فذكّر إنما أنت مذكّر* لست عليهم بمصيطر}
[22 الغاشية]
{ وقل الحق من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر }
[29 الكهف]
وحديث حبيبنا وسيدنا
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيهـ ما يحب لنفسه )
ولازم أنت تكون لما تقول غدوة
وتعال شوف كيف البعيد وقريب يحميك برمش العين
في الساعة ديك تكون بجد وفيت العهد القطعتو فوق سنار

الوصيّة الخالصة لوجه {الله} ليك
أن تتصرّف على سجيتك الشافها كل من اقترع وصوت ليك
الحذر كل الحذر من بيروقراطية مراسم تبعِّد عنك الليك
أنزل الشارع زي واحد منهم واتفقّد الليك مستنّين
ما تخاف من سكاكين شايلنها
وإن شالوها إلا للضبيحة إكراما وضيافة ليك
تأكد أنك ما بتموت غير يومك المقدر ليك
وإن جيت لإخوانك معاهم فوق رواكيبهم اتغديت
تكون بحق اسم على مسمى
علم فوق راسو نار

مابنوصّيك نقول ليك أفتح المقفول من البارات
ما خلاص زي ما بقولوا حرية وديمقراطية
لا بل نقول ليك بكل تأكيد وبالتدريج
أقفل المفتوح من البارات وخمّارات
فالخمور بحقيقة علميّة ضارة بصحة ولاد البيت
السكر سكة هروب لكل جبان عايز يشتت التفكير
من كيف يواجه مسئولية حياة الواقع
وبذلك عنه يرفع التكليف ويعيش بعقل زايغ
وليست تلك شيمة الأحرار

الدين كُتار من ناس ما بعرفو لو غرار
قايلينو علاقة غيبيّة بين ملك قاهر وعبد مقهور
يعدهم جنّه و يتواعدهم بالنار
ولو أنك بكل صدق وحياد تأملتو
تلقاهـ زي سفينة نوح تشق بيهُ سبعة بحور
من بحر نفس بالسوء أمّارة
يشق عُباب اللوم يوصّلك إلى محيط هادي
تلاقي فيه الرضاء وسلام وأمان تغرّ بيهو العين
وما من بعد تحس بأنك المهجور
تلاقي قلبك بالعمار معمور
وتلك جنة الأحرار

الدين في حقيقتوا وسيلة للحرية
عنّك يفك تعقيد جنازير نفس بشرية
دخلت وهم في القيد
تظن من الألماس أو من دهب مختوم وعالي عيار
لابسه ليها سوار

في الاقتصاد القطاع العام حق لكل الناس
وحقو من بعد ما نسمي دواوين حكومية
نقول المصلحة القومية
فالثروة في الأوطان ملكيّة قوميّة حق لكل الناس
وسائل الإنتاج يجب أن تكون عموميّة
والعاملين البيطلّعوا الإنتاج بالحق خدم في حقهم
والخير يشيع يعم كل الناس
الرفاهية حق لكل زول والحنكشة ما في ليها بينا مكان
ومن بعد ما في زول يبيت جيعان وعند جاره لحم الضان يقول ياليل
ودا السبب الجعل ما بين الناس دايماً تولّع نار

القطاع الخاص جداً خاص
أسر منتجة حرفيين وفنانين مبدعين ومخترعين
كلهم ناس مواهب يشتغلوا بضراعهم
ما يستغلوا زول من خارج الأسرة
وديل هم تيراب أمّة الأحرار

يجب أن تتوفّر ليهم مساحات للعمل
العدد والأدوات والمكنات وكذلك الخامات
والدفع بتسهيلات والقروض حسنة وما في زول يحتار
وتتوفر الأسواق لمنتجات القطاع الخاص
تحت رعاية وإشراف وتنظيم هيئة عامة قوميّة
بلا عوائد ولا رسوم ترخيص ولا ضرائب
بل تكون هناك جوائز لتشجيع البى ضراعهم يأصلوا الإبداع
وتعال اتفرّج كيف ننافس بما صنع في السودان
عمالقة أبّل وماكنتوش ونمور شرق آسيا
وبإذن {الله}بكرا حنكون قبلة الأنظار

الكناتين المنتشرة في الحارات
ناس فول بخمسميه وطعمية بخمسميه وجبنه بخمسميه
تتصنّف قطاع خاص يديروها ناس البيت
والأسعار زي مولات القطاع العام بتلاتين في الميه خصم
ويسقط غول الاحتكار

المواصلات كمان لازم تكون شبكة عنكبوتية ضمن القطاع العام
باصات في كل الدروب منتشرة
قيام ووصول جدول مواعيد بالدقة منتظمه
وما في زول عن عملو أو مدرستو يتأخر
ما دايرين حافلات خاصة في الشارع العام تتسايق تتخاطف الركاب
ما دايرين نسمع تاني كلام أرح يا زول سرّع والكمساري ما استحمى من أسبوع
ومجرّد تخت رجلك تنطلق الداهية ما تعبّرك كأنها شايلا ليها شوال
وما دايرين من تاني نشوف الطرحة بالكارو جاريها حمار
ومهما كان الفنان الفي الكاست فيها يغني نص نص أو واحدة ونص
ما بخلي الكارو تنقلب ليموزين
وما بخلي الريحة زي عطر ياسمين
والسايقك عكس الهواء ما هو إلا حمار

نحن نطلب من ملك يوم الدين ورب الناس
أن تكون ثورة علمية بالسلام محميّة لا سيخ ولا سيطان
نهضة فكرية بلا إكراهـ ولا إرهاب بل بكلمة حق وسلامة في النيّة
وتعال شوف كيفن يكون إعجاز وكيف تتحقق السرعة في الإنجاز
وفي ساعة زمن تقوم أبراج ولا تنهار
صاحب العلم بخاطرو يحرّك الأشياء
ما زمان وزماناً بدري سوّاها العندو من الكتاب علم
في طرفة عين جاب العرش اللِيل بلقيس
وكبير في الجن جعلو فاتح خشمو محتار

وحبابك عشرة يا الجيتن جيت عديل بالدرب
لتكون كبير ولاد البيت
أمّهاتك العازة وإيريكا بت صمويل
أخواتك مهيره ميري وربيكا والسمحة فاطنه ست الجيل
والأخوان عموم الغبش البي حب الرسول تطن القلوب تغني هوي ياليل
يقطيك ويحفظك العينو على الدوام ساهرة ما بتنوم
إنت بس أعقلها وتوكل على ربك الحي القيوم
يكون حسبك وليك نعم وكيل
وما في حد يقدر يعطلك كن من جوّا تربالي أو من برّا أوكامبو
ما دامت النيّة صافية وحب الوطن رفعتو شعار

ومن هنا ورايح يا حبيبنا السياسة ما ها نفاق
الكضب واللف والدوران ما بيهن تقدر تحقق البرهان
زي ما بالصدق والنيّة الطيبة والحب إتعاملت مع أهلك جوا بطن البيت
كذلك يكون التعامل مع الأغراب
واتذكر حكاية أبوك الشيخ
أشار للجالو مستجير أن وراء البرش اندس
ولامن سألوا عنه أعداه قال ليهم هنوك وراء البرش مدسوس
ما صدّقوه وعنه إنصرفوا
قال لى شنو يا سيدنا الشيخ وأنا جيتك مستجير
قالّو يا ولدي امّا الصدق نجّاك ما بنجّيك كضب حتى لو جوّا بطني دسيتك
الصدق والتوجُّه لى نفع جميع عيال الرب
يجعلك أحبّ عياله ليهو
واتذكّر حديث سيدنا وحبيب {الله}
( ربّ أشعث أغبر لو أقسم على {الله} لأبرّه )
واتذكّر حديث الحكمة من أبواتنا
مسّاك دربين ضهّيب و ركّاب سرجين وقّيع
فخلّي الصدق قلمك والمحبة حبر دوايتك
يكون الخضر سندك وأبداً جدارك ما في يوم ينهار

في الختام نحن ما خايفين عليك من نفسك
لكن عليك خايفين من ناس المديدا حرقتني
سألين المولى يكفيك شرهم
الدوام دايرين تتقسم البلد و الحريقة بين أخوان تولّع نار
ومن قبل ومن بعد الختام الوصية الما بعدها
الحاجة العازه والدة الفرسان
فوق رأسك تختها وفرق جنحيك تضم الوالدة الجابت الجنيان
ولازم تخت فرق عينيك أن الأمومة وظيفة عامة قومية
المرأة الأم الوالدة حاضنة جناها الفي المستقبل فوق أكتافو عزّة الأوطان
تتخت في سلم الوظائف بأعلى مكان
عليه تأخد من الرواتب قمّة الدرجات
ترضّع الولد فيه ترسّخ هوية عزّة السودان
وتراعيه لامن يشب يشتد عودو يتخرّج مواطن صالح
وذلك الأم يكفيها افتخار

ونحب نقول بعد الصلاة والسلام على نبي {الله} الرسول
سيدنا وحبيبنا القال وما كان قولو عن هوى
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
يا الشيخ صاحب العلم وأنت مرطّب
ويا الشيخ المتربع فوق زكائب المال والرطوبة منك تطبطب
يا خي خلي عندك دم
أخوك جارك يبيت جيعان
ولدو العريان يدج حفيان
وبت أخوك الزي فريع البان ما لاقيالها توب ولا فستان
وأنت في البيت وفي البرادو مشغّل التكييف
هدومك ولا موآخذا جزمتك جاياك من لندن
وريحتك راس جاياك من باريس
جدعة ريقك بالشوكة والسكين
وأخوانك الكتار الما بنعدوا
لقيمات وكباية من ست شاي
أو فول وطعمية من كنتين
وأخوك ويمكن يكون ود أمك وأبوك
العرق من فوق جبينو يسيل أنهار
تحت الشمس شغال عزّ الضهر في حر النهار
يقول حمارتي العرجاولا أتزل واتهان
لي مرطب أعمى سجم خشمو ما بعرف
إلا بالشمال دولار وباليمين دينار

تقول لي ما ربنا ذاته فضّل ناس على ناس
وإنت جاي تساوي بيناتهم
نقول ومن هو غير الكريم رب الناس القال
{ فما الذين فُضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء }
[ 71 النحل ]
التكريم يا ناس {الله} يا جماعة الخير
والحاضر يحدث الغائب
ما هو أن تتربّع فوق كيمان من وسخ دنيا
قلبك بها ملان ويدك الفارغة تقول هل من مزيد في ليلك وفي النهار
الكرامة للتقوى الكرامة للتقوى الكرامة للتقوى
والدين ما عبادة وبس
الدين معاملة طيبة وكريم أخلاق
والتقوى ما حفظ آيتين ولا من الفقه سطرين
{يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل
لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم }[13 الحجرات ]
إن كانت الأموال فيها الشرف وفخار
كان أولى بها سيد الناس الصلاة والسلام عليه النبي المختار

فيا الجيتن جيت عديل بالدرب
خت الرسول فرق عينيك أجعل منه ليك مثال
وطول ما ماشي إنت وراه ما بتضهب
ما بيخزلك وما بيخليك يوم تحتار
المعارضة النزيهة

الحال المايل ما هو مِرقاً يشيلو رصاص بيهو تعرش بيت
والنوايا النيّة فرق كِرعيك تعرقلك لو اتوضيت حتى أو صليت

النظام ما ختاهو غير {الله}
والإرادة واقعة مهمن يا المعارض بالعنجهة أتماديت

الحقيقة أن الأمور سُيّاسها العلى رأسها
أولاد بلد إتربّوا بطن البيت

ود عتمان ما استوردناه من باريس
وسلفاكير ما ولد غاندي
وما كانت اليابان مسقط رأس ميارديت

إن كان ليك ملاحظات على النظام خُشَّ فيه بنيّة حسنة
فالصلاح إنكار ذات ومن جوّاتو تعدّل الأعوج
إن كان في قلبك نور ومصباحك ملان بالزيت

أولاد البلد فوق بطن وطن واحد
لا بد يكونوا يد واحدة ليتم عمار البيت

الشُفّع بضّاربوا بتخاصموا وحتى هم بتفالقوا
وما كان دا كلو يفرتك أهل ساكنين في بطن البيت

لأنهم وكت الفطور يتجمعوا يضاحكوا والملح والملاح بيناتهم
حتى لو كسرة بايتا بأم باردياكلوها هم وكريت
وكت الثورات البتعبيهاالأمزجة المختلفة
تبني أبراجها فوق أنانية وحب للذات
كان زمان وغبر ما باقي منو إلا كن دوبيت

الثورة اليوم صراعاً مُّر بين علم وجهل
والفريق واحد ما هلال ولا مريخ بل فريق قومي
وراه واقفين جميع عيال البيت

الأحزاب يجب أن تكون حزب واحد
لا أنصار ولا ختميّة ولا ولا ولا ولا مؤتمر شعبي
ولا مؤتر وطني ولا حركة شعبية
بل يكون تجمّع قومي برنامجو الوحيد صلاح الناس وعمار البيت

اليوم العالم كلّو فينا الطمع كاتلو
وما بنجينا غير أن يد واحدة نكون
نضرب للعالمين مثل لكيف على التوحيد تتجمّع الأديان
كيف بالوفاق تنبني الأوطان
وكيف بالمحبة وبقدرة قادر نقطف التفاح من المسكيت

بعد ما شُفنا بالعين الحتكون وجبه في القبر للدود
وشفنا العالم بالعشرة عليه بصم
ما في ليك مجال تقول أنن اتغشينا
ما هو ما نحن هُبل ولا ريالتنا صابّه
بس أنت الحقود وعزول
وما يهمك غير أنك تكون الرب لهذا البيت

نحن في السودان زينة الأوطان
عايزين نَورِّي الناس المعنى الصحيح للديمقراطية
سودانية حمامة سلام تطير على جناحين
على المشاركة سنة نبينا ملتحمين
نتقاسم السُّلْطة ونتقاسم النبقة
وجميعنا متحابين أخوان في بطن البيت

يقولوا الكان فوق رأسنا جاءنا بى درب أعوج
معاكم حق ومعاكم قلناه وكتار قالوه وغنّوه بالدوبيت
والآن وكت عديل بالدرب جاءنانقول ليه جيتن جيت

الغلط بيتصحح والكسر مجبور
ومن كان منكم بلا خطيئة
يفلِّعنا بالدُّرّاب يطلعنا برّه البيت

الفن نسمات الإطلاق

الفن لا ينتسب إلى حوزةٍ بطقوسٍ وتقاليدٍ تكبله
وإنما هو ينتمي لباحات الجمال
لا يُسوّرها إلا الإطلاق

الفنان يريد رؤية كمال صورته بخارجه
تدفعه لتحقيق ذلك فورة شبق الأشواق

بخيالٍ جامحٍ يُطلق عنان مسابير انفعالات شبب جوانحه
يبحث عن ذاتٍ توارت خلف سراب الآفاق

الفنان الحق لا يترصّد صور وألوان الغير يحاكيها
وإنما يُفتت صخور معاقله ليستخرج كنوز الأعماق

الفن للفنان بوتقة على نار محبةٍ مقدسةٍ
و الإدام المطبوخ كمال جمال جلالٍ لا يُفنيه الإنفاق

الفن للفنان بوتقة فيها يطبخ عجين كيانه ليصوّر نفسه
يستمتع برؤية الوطن القديم فيروي شبق الشوق الدفّاق

المتفنن يتوه عن باب دياره يبحث عن الوطن في آفاقه
والوطن مكنونٌ بوجدانه فيظل في التيه تقلقله الأشواق

فيا أيّها المتفننون عودوا و أعدلوا عوج المسار
من سماوات الخيال لينتهي إليكم
تبصرونه في أنفسكم فهي الوطن القديم يشتاقكم لعناق


ولقد ولد الفن
لحظة أن انبثقت عن ذات الخفاء نُفُوسُها
فاستوت في ستة أيامٍ مِثلاً
لا يُماثله إلا الإطلاق

حديث الفن تراتيل انفعالاتٍ
تُترجَمُ شعراً ونثراً وصوراً
والأدوات القلم و الأزميل والفرشاة
يُوحّدهم غناء العشاق

ولعل أن أبدع وأكمل وأجلّ ما عن الإطلاق انبثقت
كانت صورةً جمعت الروح والنفس
ووُضع العقل عُقداً على الأعناق
الإنسان لا البشر ولا ابن آدم
هو صورة اكتمال الخلق
وما يُميّزه تخلُقُه
بالساميات الصالحات الباقيات من أخلاق

من أجله خُلقت الأكوان
بجميع مخارج مداخل مرافقها
لأجل أن فيه وعليه تتحقق أكمل صورة لتجسيد الإطلاق

وما بُعث الأنبياء السلام عليهم
وما أُرسلوا رسلاً بشرائع عبر الزمان تتجدد
إلا لإكمال جلاء الفن عن قدس الأعماق

عند ذلك تُشرق الأرض بالنور فتنكشف معالمها
تقول للإنسان هيت لك
فيباشرها فيتم الإرتاق
و كما بدأ أول الخلق يُعاد
والوعد قطعاً لا يُخلفه الخلاق

تلك كانت مسيرة الفن كلماتٍ تاماتٍ لأغنية الفرح
واللحن على سبعة أوتارٍ مشدودةٍ بقلوب العشّاق

حقوق الإنسان مقدسةٌ لقداسة مهد نشأته
ومولده من رحم ٍ
بقدس الأقداس عن ذات الإحقاق

ويتلألأ الوجه الصبوح طرباً
حين يرى المحبوب مقبلاً
ويشتدّ الوجد حين عناقه
فتتبلور القلوب لواحدٍ خارج الأطواق

فقد امتزج خمر الهوى بينهما
فصار الجسدان كُـلاً واحداً
فارتوى كُلٌّ من كأس رفيقه
وما منهما حتى الساعة أحدٌ أفاق

هكذا هي عودة الروح بكل فنونها إلى الوطن القديم
تدفعها النفس وقد تأدبت من وهج لهيب الأشواق

هنا ندرك أن الفن هو رحمةٌ و مودةٌ وسكون
ومن ثم تحررٌ من كل قيدٍ
أحاط بمعصمٍ أو التفّ حول الأعناق

بالفن ينال كل إنسانٍ حقوقه كاملةً بلا كدرٍ
فيُشرب الماء صفواً بلا عكرٍ
ولم يعد أحدٌ يخش الإملاق
ويحمل كل إنسانٍ طائره
على عنقٍ حرٍّ فريدٍ لا مثيل له
فنعلم أن الفن غير مكتسبٍ
بل هو موهوباً حين بدأ الإفتاق

المحبة حواء وآدم الفن تجسّد
التقيا على شريعة رضوانٍ فانبثق الخلق بينهما أرقاماً تتعدد
صوراً وألواناً رقمية على نوعٍ واحدٍ خلاّق


الدين خارطة استكشافٍ
لدروب رجع الصدى لفنونٍ أزلية
بُعثت على إيقاع أنغامٍ علوية
كانت كنزاً مخفيّاً خلف الإطلاق

العبادات معاول تنقيبٍ
في أعماق النفس البشرية
لإظهار تفانين محبة
كانت سبباً لشبوب الفن العملاق

نحن منو ونحن شنو

رايات الشرف أنحنا عالية فوق هاماتنا
أنحن ماعون الكرم الديمه بيه ممدودة دياتنا

حمّالين أسية ونحن بيضاء زي اللبن نياتنا
مهما كان ما بنقوم بخاطرنحن وصّالين أواصر
ومع الجيران مقسومه يود ملحاتنا

أنحن نون والقلم ونحن أصحاب الفهم
ونحن الأمانة والصدق أساس لحياتنا

ما بنطاطي ما بنعاف وما بنخاف
إلا من سيداً موصولة بيهو صفاتنا

رويساتنا مرفوعة فوق العماد كرامتنا جدعة ريقنا زاد
وديمه مليانه بيها قدحاتنا
أنحن الأدب الجم بخرابيت الخواجه ما بنتخم
وضيفنا مهما يكون بنشيلو فوق راساتنا

أنحن الزوق ونحن الروق
ونحن الديمه سمحه ومفرودة قسماتنا

نحن نعرف كيف نسوس الخيل
كيف نشدّ الحيل
أنحن السيل ومجرى السيل
السراي قايمين الليل وما بعجبنا ميل الحيل
ونحن كل الرجال حطّابة في غاباتنا

نحن الكبيرنا أصيل ونحن الصغيرنا نبيل
والجابري والقرّاي أسماء بعض وليداتنا

نحن الطهارة وأنحن العفاف ونحن ما من قدر بنخاف
والطاهرة وعفاف أسماء بعض بنياتنا

أنحن الما طينتا مالحة وما سحنتنا كالحة
وما كسرتنا شاحة
بنياتنا الصغار بالغنم سارحة
وبالعديل والزين يوم العرس نزف جنياتنا

أنا منو وأنا شنو
أنا لا أحد لكني واحد من جموع حيران
من زمناً قديم استدفوا بالتكابه الموقودة في السودان
أمي بنت الضوء في تكلاً معبّق بريحة سكن
بقريعة غارفه العجين للقرقريبة الماشية جايّة
فوق الدوكة تعوس الكسرة للضيفان

وأبوي ضوء البيت
بلا تكشيرة و بي حبابكم عشره يستقبل الوافدين
الفرحة من جوّاتو تراري بيها قسماتو
يقول حرّم ما تسموا
إنتو وشياطينكم نحن في السودان نكفيكم
عجماً كنتو أو عربان
نحن أنا وإخواني جنيان
في بطن بيت واحد بنتشاكس
في جنوبنا ينير وفي شمالنا المديدة حرقتني
لكن في يوم الحارة تلاقي جميعنا واقف ديدبان

و يوم يهل علينا ضيف
وفي عرسنا و في بكانا ننضّف الديوان
ونكنس الشارع ننصب الصيوان

وصوانينا العامرة تتطاقش
ومن السباتة ما زولاً يقوم إلا كن شبعان

كل البيجينا زائر أو لو حتى غاير
ما بيدور يفارقنا
يتمنى لو كان الصرّة انقطعت حدانا في الوديان

زمان قالوا أن تطلب العلم ولو في الصين
وكانت الصين أبعد مكان
واليوم الصين قاعدا في رواكيبنا
مكوعه فوق عناقريبنا
حايمه في شوارعناشغاله في مصانعنا
بيها نفرش بيتنا ونعمّر الدكان

شوف كيف الدنيا دوّارة
الجنا الكان في الفريق عريان
فرق البيوت حايم ويتلطّش
أصبح اليوم أستاذ في الجامعة بيدرّس
شاكي السفاري ومرّة تلقاه لابس القفطان

أنحن قيمتنا مننا فينا
سلطان على الدينار على الدولار
على الين و اليورو
والحكمة على الإسترليني الكان حاكم علينا زمان

أنحنا نسيج واحد بستان واحد الزهور فيه مختلفة
لكنها كلها طيبة تتفاوت في الريحة والألوان

الفلة والياسمين والزنبقة السوداء كلهن أمهاتنا
المحنّة عندنا كيف نابعة من جوّاتنا
والمحبة صيف وخريف وما بنهضم حقوق إنسان

أنحن أمّة متكاملة فينا السمح وفينا الشين
أبونا الزين وأمّنا السمحة فاطمة قمر دورين
ما بنعاف ولا بنخاف
نتقاسم النبقة ولا نطاطي رويساتنا مهما كان


حق المواطنة

الوطن بفطرته يكفل أبنائه فالمواطن ابن البيت وولد البلد
للولد من على والده حق الرعاية والعناية بلا كبد

الوطن بلا مواطنين كأطلال الخراب لا يسكنها مقيمٌ أحد
و البيت لا يتصارخ فيه طفلٌ أشبه بالقبر وود اللحد

الحق العام الأدنى ولا نقول حد الأجر الأدنى لمن اجتهد
هو حق الحياة بكرامةٍ لقمة العيش كفافاً
فالتعليم والتطبيب لكل ولد

أولادنا فلذة كبدنا وكما هم لنا نحن وهم فلذة كبد الوطن البلد
الأساس حق الحياة ( القريتبيم ) هو أولاً ليكون للبناء وتد

ثم يأتي حق الحرية ما أسموه ديمقراطية
شراكة السلطان فلا سيدٌ ولا عبد
قال العارف من آبائنا ( شبعوهم ثم طبّعوهم )
و لا يمكن للجوعان أن يتعلم كيف العدد

المعوز لا يعبّر عن حاجة الروح وفكره
وإنما المعدة هي البلقيس على الجسد

الأخ الذي لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه
ذلك ليس ابن البلد يُعتبر عاقّاً لوالديه
السماء والأرض وما بينهما سكن البلد
الأرض زُرأت وأُعدّت لنا مناكبها
لتكفينا كلنا الوالد والصاحب والولد

فلننزع الغلّ والحسد من جنباتنا
ولنعمّر بالمحبة كل أركان الجسد

التي هي أحسن

ليس بالسيف يُستدرج الأحرار لمعتقلاتهم
بل بكلمة طيبة تجتمع عند بابك الأرواح بلا جراح

وقد قيل أنك إن أكرمت الكريم ملكته
فاتخذ الحكمة والتي هي أحسن أمضى سلاح


صيانة المكاسب

أنا السودان الساقية
طول الليل توِنْ تلاقي صباح

إيد البدري تقوم تدوبي تئن
قبل عصفور يشقشق مع طلعة البياح

أنا التكابه الموقودة في قلبي
تحرر شوق يلاقي صلاح

المحبة عامود فقري
فركة قرمصيص عشاق لابساها الملائكة وشاح

الصالحة وصلاح الدين العازّة وعز الدين
أسماء جنيّات تداوي جراح

محكمة إدانة السوء جوّا بطن البيت
فُرُش أبكار مرفوعة للسياح

وللإيضاح السوء دان تحت قدمي
والقيم العالية رايات تزقرد تعلن الأفراح

ديارنا دار توحيد تساوي بين إخوان
تجمّع الحبّان ولها المودة جناح

من زمان ساعين بالجد نفتّش
وأخيراً وجدناه شليلنا الراح


فلابد نتضافر من عيون حسّاد نقطيهُ
ومن طامعين نضاريهُ
وما نبخل بالخير المنه نضّاح

مقدّم الحيران نوصّيهُ المادوّاما ما تغريك
ما تحب لنفسك حبه لأخيك
تتقاسم معاهُ النبقة والتفّاح


الدين ثقة في {الله}في النفوس نسوِّويهُ
وبلا إكراه للغير نفشّيهُ وديما نسعى للإصلاح

الدين ما هو عبادة يحتاجها مننا المنّان
مكتوب علينا كي نعرف
كيف نطلِّع الخير الفي جوّاتنا محاح

من دون العالمين نحن معروفين
أمانة وطيبة عفو الخاطر من غير اجتهاد كدّاح

صغيرنا يربط كلمة نقيف معاه
نوازرو ونفديه بالأرواح

وكُبارنا سرّاي زينين
ما بأكلوك الكسرة وهم يلقفوا التفّاح

مقدم الحيران يزوزي رايح جايّ
ما بعرف النوم إلا بعد كل الخلق ترتاح

الزول البيجيبوا الناس مُطّمّن
ما بشيل عكاز وما يسمع وساوس النقّاح

السيد هو البخدم الناس في الفرح لهم يشارك وفي الأتراح
الريس الفوق راسهم بختوا الناس يشيل الهم في ليلو وكل صباح

الزول الوثقوا فيه الناس
سجم خشمو لو لفّ واتلولو أو همّل الأقداح

شد وأركب تعال

نحن نغني للفرح من جوّاتنا ونأبى إلا أن تكون أيامنا كلها عيد
نهلل للحرية أينما كنا وراء وقدام إن كنا في السافل أوفي الصعيد

من جوّاتنا من بطن وادينا الخير يدفّق لقريبنا وللبعيد
شد وأركب تعال لينا بالعديل و الزين نقابلك في حضرنا وفي بوادينا
ومننا ما بتلاقي وعيد

تعال أقعد حدانا ألزم الجابرة في بنابرنا كوِّع فوق عناقريبنا الوسارها قديد
إن ضقت ملحاتنا وسامرت جلساتنا ما بتفوتنا تمشي تاني بعيد

نحن قلوبنا عمرانه بمحبتنا لسيدناوالصلاة والسلام عليه
كفاف دعانا وما لغيرو نحيد تعال شوف خلاوينا
همشكوريب إتانيناوأم ضبان جيتن جيت
ومن أب حراز وزريبة البرعي تشوف النور يضوي بعيد

ذِكرنا حي قيوم تهز الأرض تقوي العود تشد الحيل
وديدنا يود نسعى للتوحيد قيام الليل سفينة نوحنا
والسراي حرس سلام وأمان وأهلاً حبابكم عشرة تزيد وتعيد

السودان الزمان وصفوه أنه مريض ما أتذل ما أتهان
ما برك ما زال صالب طوله الفارس الصنديد

شعب السودان أصيل و فريد ما متلو بتلاقي فوق الكون
ونهر النيل من الفردوس والكلمة الطيبة جلال وسعيد

بين النيلين وسام رفعة فوق خرطوم
والعروة الوثقى بشير وعبيد

هنا أمدرمان

إذاعة تغنّي طول الليل تلاقي صباح
تترنّم نشوى بعزّة السودان

أم درمان تقول أنا الخرطوم بين بحرين
من الأزل موسّم بآية في القرآن

تقول أنا أمدرمان صرّة السودان
المارد الساجد بحوض النيل في سلام وأمان

يقول أنا السودان قبلة الإنسان
في مقبل الأيام زمان ومكان أنا الزمكان

أنا الشرقان وراء وقدام بحب وحنان
لسيدي سيد الناس ولد عدنان

بلد إخوان راضعين لبن توحيد
من صدر إيريكا وأم كلثوم
ساعين دوام لوحدة السودان

هنا أمدرمان حقيبة الفن سلام وأمان لوحة العنوان
أولادي السراي حراس الليل الزينين تيراب أمّة الإنسان

أنا أمدرمان قلب السودان قلب أفريقيا قلب الأكوان
أنا من شرق شرق{الله} البارد وفي الغرب أنا حفرة الدخان

أنا الوالدة فاطمة السمحة
و مهيرة عروس النيل أنا الأنجبت فارس الفرسان

أنا الدابي حارس الكنز
إلين العود يشتد ويرشد الغلمان

أنا للفخار إكليل وأنا للضياع قنديل
أنا الصباح ومساء وفي كل وقت للكرم ديوان

أنا أم الحيران حفظة القرآن
الخلاوي بطن البيت وديما المسيد عمران

أنا أمدرمان أنا البيوت حيشان
أنا الحافظة للجنيان سلام وأمان

أنا الأصغر وليداتي جمل الشيل الخاتي الميل
أخو الإخوان الفاتح ضريعاتو ديما للضيفان

أنا العز يهز ويرز
من المرحاكة والمعراكة والطايوق
من الخمّارة لمصانع الكسرة والأفران




هاك الشمار دا

أنحن ناس جواتنا وبراتنا واحد
لا بنعرف اللف ولا الدوران
والصدق على عتباتنا واقف ديدبان

حسّن نواياك دائماً تلقانا جُوّا معاك
واقفين حداك في السمحة والشينة
ونحن ما بنعادي ونخزل الجيران

إن كنت شايف نفسك علينا شيخ
بعيونا بنخدمك وليك نكون حيران

نحن ما بنلوم للغير نعاتب
ولا نحن كسّارين للشارينا والبائع خواطر
ولا بنعوّق نحن النوايا الطيبة والإحسان

إن كت وقت تلاقينا تتكشّف عيوبك لينا
ما تفوت تخلينا أو تعادينا تكون براك فريك
تعال أقيف في الصف معانا الفينا نبهلو ليك ونحن ليك إخوان

كله إلا كسر الخاطر

العزة نامت والكرامة ماتت
والرجال اتماصت في حفرة الدخان

جميع الحقوق في البلد انضامت
ومن جديد عادت عصابات همبته
واحتلت الحيشان

كل الشيوخ صارت عواجيز خرّفت
وكلمة الحق تلاشت إتلاكت اتمضغت كاللبان

القهر كتّال الرجال وكل الجروح تندام
إلا كَسرة خاطر ويكون للحبيب وجهان
عاد المغترب

السبب الخلاني جيت ليك يا يومه
معاود وماني متندم
ُظلم أرباب معاهم كنت عايش بى كرت خدام
وكتار أخواني هناك مستمرين حياة الخدم

أحمل هموم غربه بمواجع لي حضن دافي
عطف ومحنة وعزة ما تلقاها إلا عند الأم

أنحن ناس كرام وعزاز
فوق كتيفاتنا نشيل الهم

أنحن بنقدّر وبنعرف إحترام الناس
وما بنرضي نكون لأي حد مداس وعلينا يتحكّم
وما بندلي الراس لغير {الله} البعلم الهماس
وما بنتذل لى بهيج الكم

نعامل {الله} في خلقو حب ومودة لعيالو
والشينة في خصالنا عدم

أنحن حمالين أسية ما بنعرف النيّا
الدنيا تحت الايد والقلوب عمرانه بى {الله}
هو البزيل الهم

أنحن العز والكرامة
والفخار لابسنو فوق لى هاماتنا عمم

إن جيتنا ضيف حباب الضيف
أنحن جمال الشيل الخاتيا الميل
بالصدق ديمه نتكلم
وإن ما شالتك الأرض
نشيلك فوق الراس وما تشيل الهم

حبابك عشرة بلا كشرة نبيت القوى
ونهش ونبش ولى ضيفنا على الدوام نكرم

وحبابك عشرة في بلادنا صغيرنا وكبيرنا بنشمر
ولى ضيوفنا جيتاً جيت وجميعنا ليك خدم

حليت بيناتنا أهلاً ونزلت فينا سهلاً
وبيوتنا ليك حرم

وإن جيتنا غاير بنكندكك
وبالبلا بصلاً مكشن بنلجمك
ما بنرضى الحقارة أو في يوماً نقبل أن نتزم
أنحن شرقانين بى حب النبي
صلاة وسلام من{الله} فوقك يا حبيب
تزيل عن رويساتنا الألم

أنحن أحباب الرسول
أماتنا عيشه وفاطنه البتول
وفي حوا {الله} نكن وبى جاه الرسول ننعم

سكون الليل يشهد لينا أننا السراي
راياتنا معقودة طالبين المقام اللينا فيه خيم

أنحن الهبروا ملو
بنجيب السليب من أُووك لأهلو
وما بنشرب إلا المدام الصرف وبيهو نتيمم

أنحن أنوار الصباح فوق درب النبي المفتاح
نصبح نقول يا {الله} يا فتاح
بلغنا غايات مرامنا حرم

أنحن ولاد البدري ما بننقدر صلاحنا في العرق بيجري
والنبي الحبيب تاج راسنا وما لغيرو نتحزّم

أنحن الفي الخلاوي صغار
وبي {الله} نحن كبار تلقانا على الدوام بنتقدم




أنـا السوداني

أنا النجم العالية فوق الأفق هاماتو
جمل الشيل الخاتي الميل المابتلين ضراعاتو

أنا الزمان القلتوا دا منو دا ؟ شناتو
أنـا ود الخدير المن صغير سالاتو
أخـو البنات أل فـي كل القلوب لوحاتو

أنا الحداد أنا النجّار أنا السبّاك أنا الـنقّاش
أنا البنّا أنا أل فـي كـل البيوت لمساتو

أنا السبلوقه أنا الجدول البصرّف للجميع مياتو
أنا الطورية أنا السلوكه الزارع لكل زول بلداتو

أنا المطمـورة الحافظه لي ود البدير عيشـاتو
أنا الـضـراع أنا الشراع الديما هـابة نسمـاتو

أنا الأرض الواسـعـة الشـايله للكل بلـواتـو
أنـا الـبـحر الدميـره السـامع للجميع أنّاتـو

أنا دابي الخزيـن معـروف الأمـانة صـفاتـو
أنا البـر الحـر الوجيع الكل الوجـوع واجعـاتو
أنا الفنـان أنا المبـدع أنا الكون الكافي كل كلاّتو
أنا الربابه والطمبور العازف لكل حبيب غنواتو

أنا الـسبـيـل الساقي للجميع عطشـّاتو
أنـا الســيـل الجايـّه بارده سمـاتو

أنا الحفـيـر المن صغـيـر وارداتو
أنا الترس التارس للفريق المويه لى شرباتو

أنا الكريم الـبـحـل لكل زول ضيـقـاتـو
أنا عـود المراسي أل لـلـجميع مرسـاتــو

أنا الشمّـاى أنا الجمـّاى أنا الكمّاى أنا الحنّـاى
أنا الصلاّي أنا الكوّاي انا الكـلكن دايـراتــو

أنا التكابه البدفي أنا البضوي للحوار حلق مسياتو
أنا سـاس الراس أنا الضل الكـلكـن ساكناتـو

أنا مرق الرصاص أنا السعف السمحه برشاتـو
أنا الفاس شاقي الدبر مخلف الكي الشافية كياتو

أنا الـحـوش المن فجر راشـّاتو وقاشـّاتـو
أنا الـمـشـلـعـيب الداخر لكل بيت بايتاتـو

أنا الـحـر المابـطـاطى لي نيّه يوم ياماتـو
أنا الحـار أنا النـار أنا الكل البـنـات خيّاتو

أنا حفرة الدخان البجمّر وشافيه بالعرق جمراتو
أنا الهـدي الرضي أنا الراضيات عليه أمّاتـو


الـذات الســودانية


فلنحرق كل الأوثان أصنـام المعـنى والتمدين
وليعمد كلّ منّا لصليبه يكسره من أجل الأوطان

وليقتل كلّ منّا خنزيره يذبحه قربانـاً للأوطان
الساعة آتية لا ريـب يـوم أن تفـنى الأوطان

ضع الأغلال وكل القيد
عن كاهل ابن السودان

***
فـكـيـف يـفـيـض الـمـال
ونـحـن نـرزح تـحت الأغلال

يـعـبـد كـلّ مـنـّا ذاتـــه
سـؤال حـقـاً وأيّ ســـؤال

كــلّ فــوله ولـها كـيــّال
لا تـتـردد أن تدفع بعض المال

وإن لـم تـك تملك فبعض عيال
أو فالتدفع نفسك أم أنّ ذاك محال
***
فـلـنـحـرق أصنام الأجساد ولـنـبـنـي صـرحاً للـذات
لا شــرقيـة ولا غـربـيـة ولا تسـتـعـبـدنا لغة الأضّاد
نـحـن الـذات السـودانـية نـتـحـدث كـــل لـغـات
نـحـن نـعـلـّم كـل الناس كـيـف تـكـون الـثـورات

نـحـن نـقـود البـشـرية
نـحـن نـجسّد أخلاقاً علويّة
تـسـمـو فـوق الـطبقات

نـحـن أبـناء ونحـن بنات
أبانا النيل الخالد يجري كلّ الأوقات
***
لـن نرزح بعد اليوم في الأصفاد
لـن نـأكـل خـبـزاً مستـورد

لـن نـزرع غـير الحب للأولاد
به نتطلع أن يشـرق صبـح الميلاد

نــعـشـق كــل الألــوان لـيـس الأبيـض وليس سـواد
نــحـن الســودان الواحـد يـظـلّ جـمـيـع الأفـــراد
نـشـرب مــن مـاء واحـد نـصـنـع بـالـوحدة الأمجاد

شبق الأشواق

ما بقول بأني خاتي العيب
لكن بكلمكم عن تجاريب ذوق
لمتقلّب فوق بحور من برّا حرّ النار ومن جُوّا شبق الشوق

المابشوف عوجة رقبتُه ما يقدر يصحح عيوب الغير
والشايف نفسُه مكانُه رأس الناس
لا بُد دُرْدُلُبْ يقع يدق الدلجة مهما كان طويل عنقوق

لو بتريد تتعلّم كلام الذوق
أخّرْ نفسك قدم أخوك تلاقيك قدام تِلِّبِتْ من فوق

رياسة القوم مقام عالي شديد مجنزر قيودُه حديد
لأنُه مقام خدمة وتفاني لأجل خير الناس بحكمة وذوق
رِيلاكس

أسوأ الأحوال عليك تتكوم تخليك تتلوم
أن تتفشخر وأنت ما عندك

تتصرّف في حقوق الناس بيها تتمسخر
يبعد عنك كل من حباك تلاقيك في السهلة براك

تقول أدّيّن لأتبيّن فما هو كلو على الكتوف والأصل معروف
وأنت يا جاهل ما بتعرف كيف يكون الحال في الجاي من بكراك

أصلو البيتحنكش بحق الناس سفيه والعياذ ب{الله}
عايرا وأدوها سوط ما بيجيك منها خير وحق من سوّاك

المجتمع البيتنافس أفرادُه كيف الواحد يكون حنكوش
بيوت قامت بوسخ دنيا في الكوشة وأسأل السلامة من مولاك

موعود في كتاب الحق والوعد صادق
أن الخير حيعم يعمّر الأرض من أووك لأُولاك
ومقرر أن لكل زول للحساب دفتر على مدار اللحظة يتصفّى
ففي كل لحظة أنت صافي نضيف لو ما كان سوءك إتعدّاك

فأهدأ ارتخي ورِلاكس وتبسّم تجد أن قد السكون عمّاك
وتلك من الأسرار فلا تسل عن الكيف لوجدانها بسماك
وإنما توكل وخذه الحين بقوة كل الذي تصل إليه يداك

النعمة الدائمة

من الإحسان أن تطلب من أخيك راجياً لا تأمره
ففي نفس كل إنسان وإن صغر سنه
أن يكون الرب الأعلى

وإذا النفوس تطايبت قرأ الأخ لمح طرف أخيه
فاستجاب له قبل أن يطلب
وتلك في سنن التعامل القيمة المثلى

ولو أنني استقبلت ما استدبرت من أيامي
لما أضعت فرصة خدمة الآخر
حتى لو أنه كان بالدرجة الأدنى


قال الصلاة والسلام عليه
( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه
فإن لم تكن تراه فإنه يراك )
يعني أن تنشغل بنفسك فمعرفتها هي الأولى

النعمة الدائمة أن تكون زي موج
في بحر ذكر وفكر عُسر ويُسر ضيق وفرج
وباستمرار تجد ما عنه تستغفر
فالغفران لذّة وبهجة المولى


بين الحق والوهم

حسنة وهم في مظلة التوحيد
تشعلل نار تضوي الليل
حرف مكتوب بغمسة قصبة
في دواية عمار سكون الليل
ينير الأرض من أم ضبان إلى اليابان

التسبيح بِعُقل أصابع اليد يضوّيها
كما يد موسى السلام عليه أمام فرعون
وهم هندام وقف قدامهم عريان

جوخ الجهل

لو ملأت المادوّامة قلبك
تلاقي نفسك لابد تكذّب وتنسى ربك الأعطاك

يكون عدوّك مسكين ببابك يشحتك
وناس الضرائب هم أعدى من عاداك

دايماً تخاف من الصرف حتى لى تولاك
نفسك يا لطيف محرومة
مما بالهبل عندك وانت ولا همّاك

تقابل الناس تلاقيهم يضحكوا ليك
ومن ما تقبِّل منهم استعاذوا منك ربهم
في سرهم وبالكوراك
المادوّامه دوامها وقتو قصير
فلو كان قبلك طال دوامها لغيرك
ما كت تلاقي تعريفة حداك

النفس نفسين
العليا راقية والسفلى سافلة
ولكل واحدة هناك قطبين سالب وموجب
فطرت خالقك السوّاك

والعقل كمان عقلين
واحد شريعتُه الظاهر والثاني بالحقيقة ضنين
ولكل عقل قدرين
القديم سبحان من أجلاه والحادث على قدرٍ جاء من مولاك

النفس نفسين والفرقة بيناتهم شعرة في عجين
ما أبواتنا قالوا السترة والفضيحة متباريات
وقالوا المصيبة معلقة بى فد سبيبة
لو انقطعت السبيبة وقعت المصيبة
والناس دقت الكوراك


إن درت تكون للناس حبيب حاسب لنفسك
ما يقولوا عنك الخيل تقلب والشكر لى حمّاد
تتعالى تتأمّر والنفخة كضابة في قِربة مقدودة
وجوخك اللابسو ما غير جهل لفّاك


الشوف قِسم

الطير المهاجر راكب جناح الشوق
لوطنُه البعيد صابر مثابر

والزول الما عندُه التكتح وطينو كتير
ما يقدر مع السلاحف يهاجر

ما يقدر يشوف رجلين
ماشية ليها سنين تكدح تغامر

قاصده مولاها البعيد وقريب
ما ظاهر وظاهر فوق في المنابر

الشوف قِسم زي النعم
وكيفن يشوف أعمى البصائر

الما بشوف عوجة رقبتو زي ميّت ماشي بين الناس يفاخر
والإيد العاطلة نجسة والعاملة طاهرة حتى لو حفرت مقابر


الفرق في الدرجات

يا ابن آدم في أسفل السلم
لو عايز تكون إنسان في قمة الدرجات
دوزن روحك الجوّاك

أول خطوة أن ترضى بالمقسوم
وتاني الهام في المقسوم تؤثر غيرك المحتاج
على الأمارة نفسك الحاكماك

كل ابن آدم مشروع يكون إنسان
الفرق بينهما كما بين ابن آدم وما دونه الحيوان
كل إنسان كان ابن آدم وليس كل ابن آدم إنسان
الفرق في الدرجات والحكم عقلك الفي سماك

كل ابن آدم يأكل ليعيش
والإنسان يعيش ليتعلّم ليترقّى ليبلغ كامل الدرجات
وذلك بالطبع هيهات
فانتبه أيها الكادح إلى خطوات مولاك



ما هو كد الدّوم

أنحن طالبين المقام العالي راجينو ليل ونهار
المقامات العالية فوق سطح الأرض وبين الناس
ما ها فوق أبراج عالية زي برج التجارة بي طيّارة تنهار

نقول طالبين ومانا طالبين بى أمرنا
المقام موهوب ما هو كد الدوم
ولا هو بى عرقاً يسيل فوق ضحويّة أو ضهرية
بل بى فضل من ملك غفّار

الحقيقة أن الكون ما هو متكون إلا بى فضل منو
والطالب والمطلوب بحرين يتلاقو بين بينين
وفي قمة الأحوال الأمر واحد لم يلد ولم يولد
وأينما توجهت تلاقي ليهو مزار

الحق وسيلة وغاية

تعبير باليد قلم ودواية
تعبير العين أبريق ومحاية
الزرع ما بقوم إلا تجيهو الموية سقّاية
والحقيقة ضهب تروح في عماية إلا يكون الحق وسيلة وغاية

حقوق الضعفاء بدون ما يكون ليها لداية
تتماص بشربة من قرعة في الانداية

وجاهة وزين يقوم على دين نفخة كضّابة
وراء القضبان ليها نهاية

التمريض ما علم كسر رقبة يساهرولو الليل
من العشرين قصاد واحد تدرّب جيش من السستر كمان والداية
نضافة البيت الرش والقش فاطنه السمحة ليهو سوّاية
تستقدم جيش من الأغراب وود البيت كأنو غنماية

للصحة عموم موصوفه على الريق شربة مي
وكوز الموية بعد استحمام يعادل الجوّا في الرايحة والجاية

تشدّ بليلة عيش بيها تباشر
أخير من أنت تضبح تور والكشرة فوق الجبين غمّاية

أجر العمل المابى ضمير قضيتو
شرارة نار في هشيم جهنّم ما ليها طفّاية


كلّو جُوّاتك

الطويّة اسم للمكنون كالكنز جُوّاتك
والنيّة الطيبة صفة الشعور البعتمل
يدفع الزين من خيول اجتماعاتك

عقلك الباطن
هو قلبك ما فيه غير الخير الجوّاتك
وفعلك الما يا هو
ناجم من تخاليط فكرك الظاهر دافعاهو شهواتك

الظاهر زبد خلاياك
كل يوم يتجدد يذهب جُفاء
وما ينفعك غير الجوّاك راكز
تحت الظل من غماماتك
الظاهر صورة الأحوال تجقلب
من حولك تدور تطوف وتسعى
تدور تدخل تستقر فوق حميد مقاماتك

قلبك الجوّاك رب البيت بباطنك
والفؤاد بوّابة دخول للقصور والجنان السبعة
الما بتلقاها برّاتك

كلو جوّاتك {الله} الكريم
والرب العليم بالشاردة والواردة
فوق طواحين هممك الدافعة لى خطواتك

يا رب يا عليم
بى جاه السميتو طه ويس
تكفينا شر الشكلو زي الزين و من جوّاتو بعشوم
يصرفنا عن الأنس النلقاهو في حضراتك

نقطة خير تسوي العجب

نقطة واحدة من خير لوجه {الله }
تحلّي كل الكون
أسرع كتير من شرارة في هشيم
قِدّام هباباي بسرعة الضوء هابي يوماتي


الحس بى شعور صافي ما مخلوط
يبز الكان من الكتاب عندو علم
وما يخلّي بلقيس تتردد تقول كأنه هو
بل تسبّح تمجد الرب تقول سبحانه العاطي

تتنعّم وترفّه بى حق ما هو ليك صافي نضيف
عليك يخش ساحق وماحق للوراء وقدام
وطفلك المنو ولد حرام بيهو يتاتي
سوّي الخير وأجدعو فوق البحر
تلاقي المحبة جوّاك تفرهد
والسكون أمان واطمئنان عمّاك من جميع أقطارك
وما من زول إلا ويشوفك شعلة ضوّاية
وما من بعد يغلبك عاتي

سكون الليل واحة لاستراحة السالكين
ما فيهو غيرك أنت وربك البرعاك والصباح رباح يختاك فيه اللوم
وعملك تلقاهو بى ريشة وضاح مرسوم
وما من شيتاً يخليك تطاطي

إلا كن نفسك تلبّسك توباً مهلهل من قُبُل مقدود
وعليك تقفّل الأبواب
والتور إن وقع كِترت سكاكينو من العالي والواطي

نصيحة محبة ومودة ليك من قلباً عليك مهموم
حق {الله} سوّي فيهو زي ما تشوف
فالفضل منو من غير عدد بالكوم
بس خلي بالك حق الناس نارو حرّاقة
يطلع من عيونك قبل ما تعدي لى غادي
حاول دايماً تكون هشوش وبشوش
فالبسمة حمامة سلام ما بتنصد
ومهمن خصمك كان لدود وعنود تلاقيهو بيها يشوفك الغالي

الصلاة على النبي
مفتاح الشهيّة لى علم مكنون
والمحبة ليهو خلاص من كل فعل مزموم
صلاة عليهو ومحبة ليهو تجعلك معصوم
ولا يهمك من بعد إبليسك الخاطي

السودان دولة العارفين

التجارة شطارة والشاطر حسن كروبن هود
لكنو بلا شرف ولا يهمه غير الكسب منها بكل وسيلة
وأخطرها الاسترزاق من من الدواء
وأسوأها تجارة التطبيب
فأنك لا تغيث ملهوفاً إلا بعد أن يدفع
والويل له إن كان معدماً من الكادحين

لعمري ما هي غير سقر لا تُبقي ولا تزر
فأن كان لابد منها فانظر بعين العطف لمن يأتيك للدواء طالباً
وترفّق بمريضٍ في حضرة الرحمن ينتظر المعين

لذلك العلاج في السودان دولتنا نموذج الأوطان
يُعطى بلا مقابل حالاً وفي الحين
الكشف والتنويم والعمليات بكل أنواعها
و أطراف اصطناعية والدواء
كل ذلك مجانا وتلك دولة للعارفين

ولعل ثاني أخطر الأمرين تجارة التعليم
تُتخذ المدرسة بقرة حلوباً على دورتين تحلبها
ودروس خاصّة بيوت الناس تدخلها وكأنك أعلم العالمين

التعليم في السودان دولتنا نموذج الأوطان
جبراً ثلاث سنين بعد الثالثة في الروضة
وست سنين بعد السادسة أساساً
تسعة بعد الثالثة الأبناء مختلطين
على فطرت العفاف مجتمعين
ثم في ثلاثة الثانوية مفترقين
لدرء أخطار جبلة البشرية الرعناء
بعدها كل حزب بما لديهم فرحين
السودان دولتنا دولة العارفين
لا تقوم إلا بعد حربٍ لا هوادة فيها
نشنها على أعدى الأعداء النفس بين جنبينا
ذلك الجهاد في {الله }
قال عنه الحبيب
الجهاد الأكبر
وشفرة الفتح قلب يس

وسائل الإنتاج
في السودان دولتنا نموذج الأوطان
نملكها كُلنا
ولا الثروة قسمة ضيزى بيننا
نحن الأشقاء في السرّاء والضرّاء
وحب الحبيب
يكفينا شر وسوسة كل شيطانٍ لعين

فيا سلفا ومناوي
وكن أوشيك أو باكاش
المهدي في امدرمان
والختمي في سنكات
وناس كريمي والدامر
حبيبنا ما بطالبكم غير على الأخوّة تكونوا مجتمعين

دولتنا قايمة في بطن بيتنا الملك حر وليس إيجار
والذهب من تحت واطتنا سلك أحمر
وخيط أسفلت لى شبكة شوارع من حلفا القديمة إلى نمولي
ومن طوكر دلتة البركة إلى جنينة الفوراب إلى الكرمك
ومن واو إلى قيسان إلى تسني
وما فينا من طمعان يتآمر على الباقين

فياي بلادنا وكلنا إخوان
وياي سوداننا مراعي الإبل والضان
وياي نيلنا الفيّاض لا يخلف الميعاد
وياي سلة الخير الليها الكل منتظرين

السودان دولتنا نموذج الأوطان فيها المحبة شراب
ونفسنا الطالع ونازل تسبيح بعظمة خالق الألباب
ظاهرنا وباطنا واحد
وبعيد عننا كل المدعين



الفن المطلق

إن ما تراهـ العين تحسبه فناً
أكان تلويناً أو نحتاً أو تشكيلاً رسماً وتكويناً
وكل ما تسمعه الأذن تحسبه فناً
موسيقى مدوزنة تطرب الوجدان تنغّم الحسّ ترهفه
ليس كل ذلك فناً إنما هي الظلال له
وهو أي الفن لا يُرى ولا يُسمع ولا يُفهم حتى
بل هو ما يجعل القلب ينبض
ويخرّ له الفؤاد ساجداً
لعظمة العظمات مسبّحاً مسلّماً
مستسلماً لمن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

إذن فالفن والفنان لا فرق بينهما
هما واحد أحد صمد
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أو زوجة أو ولد
لا يُصوّرهـ مهما ارتفع خيالٌ
ولا يوصّفه مهما احتد بصرٌ
ولا يشير إليه مهما رقّ تعبير


الكنز المخفي هو المحبة

توقّف قطع السير ينشد استقراراً
فلم يجد إلا رياح ضجيج السكون

وتطلع إلى الأفلاك في الآفاق يستفتيها
فحالت دونه وبلوغها سحبٌ من الأوهام داكنةٌ
تسوّدها خزعبلات الظنون

فالتقمه حوتٌ تسربل شكّاً دار به
بدوّامة إعصارٍ داخل كونه
تتقاذفه الأنواء في بحر غياهيب المكون

أعياه الصبر على ابتلاءاتٍ أحاطت به
وإلا تداركه الفضل بالبرهان
يوشك أن يسايرها فتذيقه عذاب الهون

الكنز المخفيُّ ليس غير معرفة
في الأصل الأصيل هي الحب المكنون

الإطار الجسد الشكل والألوان
و اللبّ معرفة والمحبة المضمون

الفكر والشعور توأم هما اليتيمان
المذكوران صاحبي الكنز المدفون

البحث عنه لا يكون في الفضاء
بل داخل الحرم داخل القلب المصون

قال أنه من أنفسكم
منكم إليكم أفلا تبصرون
طريق الرب يتعدد شعباً
بعدد الخلائق كلها الظاهر منها والمكنون

الرب هو جوهر الحسن المضمون
المشعُّ من داخل بؤر العيون

الأرباب تفرّقوا شيعاً لكلٍ شرعه ومنهاجه
وكل حزبٍ بما لديهم فرحون

طرق الأرباب جميعها تلتقي
عند عتبة رب الأرباب
صاحب المقام تحت الجدار مدفون


حامل المسك

الناس أحراراً داخل دورهم
ولا تعرف حقيقة المريء ما لم يبدأ التعبير

ولكل إنسانٍ شريعته ومناهج عمله داخل داره
وما الشرائع العامة إلا لتنظيم حركة التنوير

الكنز في حقيقته هو المعرفة ولا حدود لها
وعروش أرباب الناس ليست غير ما يحاك داخ دورهم
على أبعادٍ ثمانيةٍ يسلّكا الفؤاد للتحرير

الإنسان الحرّ كحامل المسك إمّا أن يهبك مما عنده
أو لعلّك تبتهج بما منه تشُمّ رائحة العبير

وما المسك المشار إليه إلا شفرة
تأويله المحبّة
هي عرش رب الأرباب العزيز القدير

كل إنسانٍ أُلزم طائره في عنقه
و المعنى أن كل إناء بما فيه ناضحٌ
و فاقد الشيء لا يعطيه وإن كان على الأعراف خفير

قال{إن تكفروا فإن الله غنيّ عنكم
ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم}
[7 الزمر]
والخطاب موجهٌ لكل من يسمعه
وكل فردٍ هو أُمّةً
العقل رسولها والفؤاد جبريلها هو من يكتب التقرير

الرجل الوالد إن غاب يُقال نعمة زالت
وغياب المرأة الأم يُقال هملة وطالت
ولا يستقيم الأمر إلا تحت أقدام الأمهات كما ورد في التعبير



التوائم

الفكر والشعور وجهان لعملة واحدة
علمٌ وعملٌ بمقتضاهما
هما توائما
بينهما انبثقت الحياة مدوزنة على سبعةٍ من البحور

الفكر والشعور قطبان موجب وسالب
زوجٌ وزوجة تعاقدا على المحبة
هما زوجان مما لم يكونوا يعلمون في سالف العصور

والتقى الجمعان بالعدوة الدنيا فأنجبا الذِكر
ابناً صالحاً أباه الفكر وأمه الشعور


السؤال يوم تُسأل ليس عما علمت
وإنما العمل هو محور الحساب
والإجابة الصحيحة كتاباً تحمله باليمين
يفوح منه الطيب دُخَانٌ بعبق العود بالبخور


الفوّاحة

آية الكلمات أنها جمعت طاقة الأكوان علويها وسفليها
بما الحروف عليه اشتملت من جوهر المضمون

الحروف تبثّ الروح والريحان عمّا قد اشتملت
ولا يُشمُّ أريجها إلا أن هي على قانونها نُطقت
ما بين فتحة وسكون

إن وضعت الأرقام في مواضعها
والأقلام غُمست في محابرها
انبثق الضياء من مشكاته والنور عمّ الكون

مظلة التوحيد

نحن دعاة سلام
ودعوتنا ليست جعجعة ونفخ في قربة مقدودة

دعوتنا برنامج وخريطة طريق
لاستعادة حقوق وكرامة الإنسان حتى تكون مشهودة

دعوتنا لا إكراه ولا إرهاب ولا حتى نظرة استعلاء
فالفانية أيامها معدودة

نحن لا نريد غير أن أن يكون كل الناس
تحت مظلة التوحيد بالمحبة معقودة


لكي نحقق السلام وأمان
لابد تجمعنا سفرة طعام واحدة ممدودة

الأديان ربهم واحد و{لا إله إلا الله}
راية التوحيد عروة التوثيق
طول الزمن فوق المكان موجودة

الأنبياء الكرام من {الله} عليهم سلام
هم أبناء الحقيقة الواحدة شاهدة ومشهودة

وما تباين التشريع إلا لأن العقول مختلفة
تدور كاللولب تبحث عن حلقة مفقودة
كل فنان مدرسة

ليست الفنون مجال منافسة
تُقطع على ساحتها الرقاب

فكل فنانٍ وحده مدرسة
كما كان السلام عليه إبراهيم أمة متفرّد الألقاب

ليس كمثله شيء
تلك وصفة الفنان المبدع ما يخلب الألباب

هو الواحد الأحد الصمد لا شريك له
هو الرب الأعلى على جميع الأرباب


الفنون جميعها أوصافه
وإن استطعت فحج البيت ولا حصر للأبواب

ورب كلمة طيبة لأخيك تفوه بها
تجنبك جبال ويلات الصعاب

مدرسة الفن

الفن خُلُقٌ موزون به يسمو الفنان
يحقق أرفع درجات مقامات الآفاق

وأنك أن تستقيم على وسطٍ
فذاك إبداع فنون البديع الخلاّق

قلب القرآن ي س ويس لها قلبٌ
وقلبها سلام مشتاقٍ لحبيبٍ مشتاق

وذلك الكتاب لا ريب دستور الحياة
والحياة قلبها الفن
عيناً منه مغتسلاً بارداً وشراباً حلواً دهاق

السلام هو قلب الفن النابض
على إيقاع رحمة وسعت خفاء الإطلاق

وفؤاد الفن هذا الجمال المتفرّد
أينما توجهت تجد البهاء الرقراق

وللسلام قلبٌ هو المحبة المطلقة
من جميع قيود عقال الشقاق

محبة مجرّدة لا لون لها ولا طعم
و لا رائحة و لا يعكّر صفوها إملاق

محبة بها وعليها ومن أجلها
رُفِعَ الغطاء عن كنز الخفاء العملاق


وللمحبة فؤادٌ يفاعلها
يدفعها على بحرٍ رقّت نسائمه
والفؤاد هو شبق الأشواق

الدعوة للسلام لا تكون خطباً مدبّجة
و لا شعارات رنّانة تُذوّق قيم الوفاق

وإنما هي إرساء لقواعد المحبة
وفق نظامٍ موزونٍ
وُضعت لوائحه وفق قيم الساميات من أخلاق

اقتسام السلطة والثروة على ميزان
( لا يُؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
وذلك روح دستور الإحقاق

والروح كهذا الفضاء لا غرار لها
وما نعرفه عنها ليس إلا أطيافاً
كتلك المجرّات لا لها حصرٌ يمكن أن يُطاق

روحك أنت لا تعرف منها
إلا ما واقف أنت على أديم الطيف منها
قطرة ماء من البحر المحيط لا يحده إلا الإطلاق




كشكول

يتقسمونه وكأن الأرض ميراث آبائهم
فيحكمون البلد لا يشيعوا الخير بين أبنائهم
يل و يتحكمون في مصائر الخلق
فيكنزون الغثاء فوق ظهورهم
وهم لا يعلمون

*** ****
لو ما بين الناس قام احترام
وانعدم عندهم تقدير
قول على الدنيا السلام

*******

يرى ببصيرة خاشعةٍ نفسه خاضعة خارجه
فيُكحّل عينه بالحسن من محاسنها
من ضوء يشعّ من إحالة الحيل

*******
حضرةٌ تحت ساق العرش تجلّت
جمعت القرآن بين يدي الرحمن ليعلّم الإنسان
الرحمن بالخلق علّم من خلق البيان
و ما المخلوق في حضرة الرحمن غير الإنسان

*******

رباط المحبة بين الناس عروة وثقى لا انفصام لها
هي أقوى بما لا يُقاس
من جنازير حديد فيها بأس شديد تكلبش الأجناس
*******

لا بالكذب أن تتجمّل فأُس الجمال الصدق
ولا بالصدق تتباهى إن أردت أن يعلو الحق
و لا حق لامرئ في حياة فإنها موهوبة عند مبتدأ الخلق
والخلق كله فانٍ وعمدة الحي ليس غير الصدق
الصدق تسبيح بحمد الرب والشكر توأمه والكنز في الرِّق

*******

بمناسبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية العامودي في رمضان 1431هـ
11أغسطس 2010م
نحن في زمنٍ وفي رمضان منه
إن كُبّلت شياطين جنٍ
فشيطان أنسٍ يعيث في الأرض الفساد

*******
التسوي كريت في القرض تلقاهـ في جلدها
وفاقد الشيء لا يعطيه
فلا وربك لا يؤمنوا حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ولا دين لمن لا حياء له
فإن لم تستح فأفعل ما شئت
وإن مع العسر يسرا
ولا كرامة لنبي في قومه
و زامر الحي لا يُطرب
و العرجاء لمراحها
ركاب سرجين وقّيع و مسّاك دربين ضهّيب
فلا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
*******
كسر الخاطر من قريب أشدّ إيلاماً من لسعة دبيب
والقلب لو انكسر يرجع لو ترجع الشمس بعد المغيب

*******
بحراً دميرة عدّ يروي سهول

*******
الموية إن اندلقت في التربة ما بتتخم
والكلمة الطيبة بخور الفم
الرماد يكيل الزول وقيح وما بتلم
وصفاء النيّة يزيل الهم

*******
إذ قال ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحساناً
فعقوق الوالدين يكاد يكون كفراً أثيم
من الرب يرجو العبد مغفرة من ذنوبٍ أحاطت به
كما يرجو نجاة من شر نفسٍ تمرّدت والعذاب أليم


*******
النار غضب الأم على وليدها مهما شعللت
من فوق عليه ليها طفّاية
والوليد غضيب والدين ما بلاقي الخير
بعد ما اتنكّر للحليمات الكانن ليه دفّاية

*******

ما جلست أتحرّى أنحت مُثُلاً تراها العين
وإنما استسلمت أتلقى بلا اعتراضٍ
على قدرٍ قضاه رب العالمين
ولم أكن أتلصص أمد الطرف لما ليس بنني العين
وما ندبت يوماً حظاً تعثر عليه زرفتُ دمعاً سخين

*****
لأن تنتصر يجب أن تسعى
ولكن ليس مهما كان الثمن
وعلى العطاء تعوّد لا تتردد
ولكن ليس متبوعاً بمن

*******

الإنسان مخلوق على أكمل وأجمل وأجل صورة تكون
ثم به ارتدت جِبلة الخلق لقاع الجبّ وهو كظيم
وعلى مر الدهور توالت عليه قوافل الإمداد
حبال الود من حين لآخر إليه تدلّت
ترفعه من مقام في القاع لمقامات أعلى
رحلة الشتاء والصيف
وما زالت المسافة بعيدة للقاء ربه الحي القيوم بجنان النعيم

*******
يتحزّب الشرار أحزاباً لامتلاك الرقاب حكاماً
وليس الهدف من وراء السلطان
أن لخلق {الله} نفعاً أو إصلاح

يتشدقون على المنابر بملء أفواههم وعوداً
ويزينون آمالاً عراضاً لتحقيق أوضاعٍ
لا مثيل لها من أجل أن يكون فلاح

يُبخِّسون إنجاز من كان قبل الساعة والياً
ويصوّرونه عدوّاً على أبشع ما يكون
وحشاً كاسراً لا يكف عن الصياح

*******


عازف الطنبور إنسانٌ توحّد مع آلته
فكانت له بوغاً وكان هو النافخ في الصور
يُقال أن البعد تلاشى وصار القرب غريباً
قياساً بالملم وكأن الأمر أصبح مشهور
*******
ليس الزرنيخ وأخواته وحدهم من يسمم الأبدان
بل أن السمّ الأشد زعافاً هو كلمة خبيثة
كالويل تهدم كيان الإنسان

الحياة قلبها الفن
وقلب الفن السلام والجمال فؤاده
ثالوث دائرة الحياة والحيوان

أعتا الطغاة وأشدهم بأساً
ركعوا سجّداً تحت أقدام الجمال
وأجمل ما خُلق على الإطلاق هو الإنسان
*******
ما خلاص فكّت عايره وأدّوها سوط مسّاس
والنظام اتهمّل ما عاد يعشش في ضمائر الناس

الناس يا حليل زمان الناس
وكت الطيبة ومرهف الإحساس

وكت كان جبر الخواطر
زي أكسجين يعتّق الأنفاس

*******
الكذب ظُلُماتٌ حُجُبُ جهلٍ تمنع الأنوار أن تتسرسر
ظاهر الأشياء أغلظ الأبعاد
وما وراءه لا يُرى إلا تستعمل المجهر
الرحلة من الملم إلى النانو مليون بُعد عمّالة تتبختر
فأين أنت يا عالم من أبعادٍ حدها الإطلاق ولا تراها حتى بالمجهر
*******
هل ذهب كل ما تبقى بيننا
أم أن في القاع شيء ما زال حي

الجسد تقتله ذبحاً ولا تُقتل الروح
بل تبعدها نبحاً إلى بُعدٍ قصي

اختراق حاجز الصوت
يهدّ الجبال يمحو كل ني

وصوت الكلمات بالنفخ
يجعل من الماء كل شيء حي
*******

تربية الإنسان كقبض الريح وقت الدنيا فرّقت بين عبد والسيد
المربي للإنسان لابد يكون حاضر وصاحي من قريب وبعيد
من تعثر خطوة بها يتاتي وتقديم يمين على شمال يبدأ التصعيد
ولأجل أن يكون موزوناً لابد من راعي يحاحي يوجه التعبيد
*******

عندما يجتمع شمل الجمع على موائد الباطل
ينزوي الحق ولا يجد سبيلاً إلى الإفصاح

وتتوارى الحقيقة خلف سراب الوهم
والحق يئنّ مكلوماً ينادي ولا حياة لمن ينادي
حتى ينجلي الفجر عندما انتفض الديك وصاح
*******
سألت الصالحين من آبائي ولا أعرفهم
بل بما سمعت عن حلقة الذكر
ليس غير الأباريق ذُكّارٌ وجدي من يذاكرهم

ولا أروم تزكية بصلاح أسلافي
إنما بهم أصلب الطول أتشرّف
بأنني بعضٌ من بعض ذكراهم

ولا يستغلظ الزرع يستوي على سوقه بعد أن أخرج شطأه
إلا يجد من يؤازره
وذاك ما سألت آبواتي عسى ولعلي النور من دابرهم
*******
يقولون وقد قلنا معهم أن آفة هذا العصر هي ( الإرهاب )
ولكن في حقيقة ما نراه الآن من الأمر أن الإرهاب
ما هو إلا صورة من عديد وجوه آفة الآفات
التي تؤرّق حياة الإنسان على التراب
ألا وهي هذا القلق وهذه الحيرة التي سدت كل الأبواب
ولعل أن القلق والحيرة هما من أبرز دلائل عدم التوازن
في داخل النفس البشرية وقد تفرّقت بها الأسباب

ونقول ونحن على أشد ما نكون يقيناً وثقة بما علمنا الرب التوّاب
بأنه لا سبيل للبشر جميعاً لتحقيق السلام الداخلي صلاحاً بين الأتراب
وإقامة الوزن بالقسط في معادلة معامل النفس البشرية وإقصاء مغار يف العذاب
غير سبيل واحد لا ثاني له وذلك السبيل هو صلاة الإسلام أعظم الأبواب
التي جاء بها وأقامها في نفسه من أجل نفسه النبي محمد بن عبد {الله}الأوّاب
عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ما تاب تائب وأناب

*******


هكذا وردت

البعث الأول كان بمكة
والهجرة الأولى إلى يثرب طيبة مدائن المعلوم

وسيكون البعث الثاني بمكة
والهجرة الثانية ستكون إلى الخرطوم

سيجيء الفيل الثاني إلى مكة ليهدمها
فيجدها رحلت مع المختار إلى المقرن
حيث الساعة تقوم

ستكون بذاك الخرطوم المحفوظة لن يدخلها عابث
ستكون منارة كما كانت يثرب
أمّاً لطالب علم وجميع ضروب المعلوم
ستكون الخرطوم سمة حقوق الإنسان
وجامعة الخرطوم واجبة لكل نداءات المظلوم


إيقاع البهجة

الفن هو قلب الحياة النابض هو ما يولّد الإحساس
تتمازج فيه الصور والأشكال والألوان والأنغام والأنفاس

هو الأنا و الأنت والآخر ثالوثٌ يتلولب شواظاً من نحاس
ما بين النفخ في الصورورجع الصدى من رنّة الأجراس

هو السمع و البصر والفؤاد فرقة التنقيب عن ألماس
عُدتها و عتادها السلام قولاً بكلماتٍ تاماتٍ لها المحبة أساس

هو الإيقاع يدوزن البهجة يؤجج الفرح في زفّة الأعراس
عروة وثقى لزواج الفكر بالشعور العلاقة الحميمة بين الإدراك والإحساس




الروح لا تموت

لا تجاري الوهم بما تظنه حقاً
فهو هذا المتفرّق أيدي سبأ
بجانب الحقيقة الواحدة
ليس إلا وهم

فلا يغوينك شبح القيامة عند أعتاب أربابٍ
وكل الطرق تؤدي لروما
و الحقيقة أن لولا التباين
لما تجلّت قيم

الآن هو رب المثاني
و اختلاف الرأي لا يُفسد الود
فالنفوس أريج محبة
قطرة ماء منها انبجست اثنتا عشر عيناً
لتسقي حقول الفهم

لدى التدقيق فالعقل هو أيضاً عقل واحد
بخار الماء
إلى فضاء الكون تصاعد
هو الأسباب جنود الترقي لأعلى القمم

لن يتوقف سبر أغوار المعاني أبداً
لأنها مطلقة
والصلوات كوابل اتصالٍ
لإطلاق العقول من رهن قيود الوهم

الأسباب تتعدد والنفس واحدة
رَوْحُ ريحانٍ
نفثت أريجه شجرة الحب حين تجلّت
يدفعها شبق الشوق
لرؤية ما كان خفيّاً وراء العتم

النفس سُوّيت لتستوي قائمةً وسطاً
تتدوزن بين الفجور والتقوى
يحفزها لكي تُفلح غفرانٌ
ليس مشروطاً إلا بفضلٍ عم

الحياة تطير بجناحين رَوْحٌ وريحانٌ
عبر الزمان خالدة أبداً
حتى نهاية دور التجدد
بقمة ثالوث الوجود مما قبل القِدم


وتسير الحياة بقدمين
واحدة يمين والأخرى يسار
بهما تدبّ فوق المكان خالدة أبداً
حتى نهاية دور التجدد بقاعدة الهرم

الروح إطلالة وجدٍ عتيقٍ لا تموت ولا تبلى
ولا يعرف العجز إليها طريقاً
لا يصيبها كبرٌ ولا يقعدها الهرم

الجسد مقاماً مستهلك مؤقّت
هو شاشة عرض فنون الحياة البديعة
صوت وصورة وألواناً فريدة
يفنى يُجدد كموج البحر اللطم


العنف علامة الضعف

العنف سلاحاً يشهره كل من كان عاجز
حتى ولو كانت منه حُمرة عين

القوي العزيز بكلمة تامة
سيّر الكيان والأكوان على اثنتين

من كل شيء جعل اثنين
زوج وزوجة روحاً واحدة فلقها نصفين

ميزان تخصيب النماء الوافر
الحسنة بعشرة حتى لو نيّة طيبة بين نَفَسَيْن


وجه {الله} خير مطلق
يجُبّ كل شرور لأجل نون العين

كل الكون بجميع آياته دليل إرشادٍ
إلى زمكان صاحب أول النورين

القويّ من يصمد لا يفلّه الهوى
ولا يختار إلا أيسر الأمرين

هذا قول وسمت سيد العصر
أحكم الحكماء
ليس القويّ بالصرعة
بل من عند الغضب يمسك النفس بين حدين



استعادة الجوهر المفقود

لا تختفي خلف سحابات الضباب
قم انتفض عنك أمحو عثرات آفات اليباب

ليس العيد أن تتبهرج الأكوان
تسعى لاجتذاب يراع السراب
ولا للفرح أن تمتلك زخماً من الألعاب

وليست السعادة أن تلهو لا يمسسك سوء
ولا يلفح الوجه منك سموم رياح العذاب

ليس المطلوب كل ذلك ما ورد صدر السياق
إنما هو أن ترى الجوهر فيك ما تحت النقاب

هو أن تتذوّق الرضوان
أن تشمّ عبق الرضاء يفوح منك
أن تستمع لأهازيج الفرح تنبعث منك
حين تلتقي كمال جمال صفائك أنت
حين عن الأسباب تفنى ولا يكون غيرك تحت القباب

ليس المراد منك يا إنسان الآن وبعد
إلا أن تستعيد الثقة فيك
فيما انطوى فيك تحت جدار أوهام العتاب

بملكك أنت أن تستعيد ما ضاع منك
يوم أن غفلت عنك ورحت تلهث خلف السراب

أنت لا ترى المكنون فيك لشدة ظهوره منك
تتوهم أنك أنت الأعلى وليس مثلك فوق التراب

كل ما تبلور فيك بشريّاً
نظاماً منهاجاً عاداتٍ وتقاليد
كله يفني ليبقى الإنسان الفؤاد حارس الأبواب

الإنسان هو المِثل الأعلى هو الاسم الأعظم
لذلك خُلقت له الأكوان سُخّرت له الأرباب

ولا يأتي القول هذا تعالياً أو بمظنّة علمٍ تعجرفاً
وإنما هو محاولة اكتشاف ما وراء ظلمة الأعتاب

ولقد كان يُوشك أن يقال منّا
غير أن الأنا والمِنْ ليستا غير وهم أحاط بالألباب


أزل عنك هذا الوهم فإنه قاتلك واقتل النفس بالتسليم
لا تشترط لا تفترض لا تتوارى خلف حائط الأسباب
ولعل أن أمضى السلاح لقتل النفس
هو أن تحب بلا قيد بلا شرط بلا مقابل
بل بكل آنية نظيفة مما سواك من أرباب

لا تبرح مكاناً أنت فيه الآن تقيم
لا تجوب الآفاق تبحث عنك
لا تهدر الوقت عبثاً
فمطلبك حاضراً عندك ثابتاً لدى الأعتاب

لا تنظر إليك بمنظارٍ العدسات فيه لغيرك
فما أنت هو ولا هو أنت
كلاكما صور فرقانٍ تمشّت
شاشاتٍ عليها قيم الكمال تجلّت
ما بين سالبٍ جاذبٍ والمندفع من إيجاب

المكتوب هنا ليس كما يُظن شعراً
إنما هو توصيفاً لخطوات فطرتٍ حائرةٍ
تتاتي وجمعها هيهات أن يبلغ نصاب

الفنون بجميع أساليب التعبير عن مقاصدها
ما هي إلا الشكل والمظهر
لمضمونٍ مطلقٍ يتجاوز عجلة الأسباب

هو المحبة يعجز الصوت والضوء
أن يبلغ المكنون من مضمونها
ولا يقترب حتى من الأنساب


الساعة الآن 11:53 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام