منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   منتدى التنمية البشرية (http://forum.islamstory.com/f130.html)
-   -   المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف (http://forum.islamstory.com/28356-%C7%E1%E3%C4%E3%E4-%C7%E1%DE%E6%ED-%CE%ED%D1-%E3%E4-%C7%E1%E3%C4%E3%E4-%C7%E1%D6%DA%ED%DD.html)

محمد فراج عبد النعيم 03-10-2011 11:36 PM

المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
 
كان ذلك عنوان لمحاضرة بروفيسور علم الفلسفة ( الملحد ,بمعنى لا يأمن بأي اله )

في جامعة أكسفورد، حيث وقف أمام فصله وطلب من أحد طلبته المستجدين أن يقف
البروفيسور: " أنت مسلم، أليس كذلك يا بني؟ "
الطالب المسلم: " نعم، يا سيدي "
البروفيسور: " لذلك فأنت تؤمن بالله؟ "
الطالب المسلم: " تماماً "
البروفيسور: " هل الله خيّر؟ " ( من الخير وهو عكس الشر )
الطالب المسلم: " بالتأكيد! الله خيّر "
البروفيسور: " هل الله واسع القدرة؟ أعني هل يمكن لله أن يعمل أي شيء؟ "
الطالب المسلم: " نعم "
البروفيسور: " هل أنت خيّر أم شرير؟ "
الطالب المسلم: " القرآن يقول بأنني شرير "
يبتسم البروفيسور إبتسامة ذات مغزى
البروفيسور : " أه!! الـقــرآن "
يفكر البروفيسور للحظات
البروفيسور: " هذا سؤال لك، دعنا نقول أنّ هناك شخص مريض هنا و يمكنك أن تعالجه وأنت في استطاعتك أن تفعل ذلك، هل تساعده؟ هل تحاول ذلك؟ "
الطالب المسلم: " نعم سيدي، سوف أفعل "
البروفيسور: " إذًا أنت خيّر!! "
الطالب المسلم : " لا يمكنني قول ذلك "
البروفيسور : " لماذا لا يمكنك أن تقول ذلك؟ أنت سوف تساعد شخص مريض ومعاق عندما تستطيع ( في الحقيقة معظمنا سيفعل ذلك إن إستطاع ) لكن الله لا يفعل ذلك "
الطالب المسلم: لا إجابة
البروفيسور: " كيف يمكن لهذا الإله أن يكون خيّر؟ هممم..؟ هل يمكن أن تجيب على ذلك ؟ "
الطالب المسلم: لا إجابة أيضًا
الرجل العجوز بدأ يتعاطف مع الطالب المسلم
البروفيسور: " لا تستطيع، أليس كذلك؟ "
يأخذ البروفيسور رشفه ماء من كوب على مكتبه لإعطاء الطالب وقتاً للإسترخاء، ففي علم الفلسفة، يجب عليك أن تتأنى مع المستجدين
البروفيسور : " دعنا نبدأ من جديد أيها الشاب "
البروفيسور : " هل الله خيّر؟ "
الطالب المسلم: " نعم " متمتمًا
البروفيسور: " هل الشيّطان خيّر؟ "
الطالب المسلم: " لا "
البروفيسور: " من أين أتى الشيّطان؟ "
الطالب المسلم: " من... الله.. " متلعثمًا
البروفيسور : " هذا صحيح، الله خلق الشيّطان، أليس كذلك؟ "
يمرر الرجل العجوز أصابعه النحيلة خلال شعره الخفيف ويستدير لجمهور الطلبة متكلفي الابتسامة
البروفيسور: " أعتقد أننا سنحصل على الكثير من المتعة في هذا الفصل الدراسي سيداتي و سادتي "
ثم يلتفت للطالب المسلم
البروفيسور: " أخبرني يا بني، هل هناك شّر في هذا العالم؟ "
الطالب المسلم: " نعم، سيدي "
البروفيسور: " الشّر في كل مكان، أليس كذلك؟ هل خلق الله كل شيء؟ "
الطالب المسلم : " نعم "
البروفيسور: " من خلق الشّر؟ "
الطالب المسلم: لا إجابة
البروفيسور: " هل هناك أمراض في هذا العالم؟ فسق و فجور؟ بغضاء؟ قبح؟ كل الأشياء الفظيعة، هل تتواجد في هذا العالم؟ "
الطالب المسلم: " نعم " وهو يتلوى على أقدامه
البروفيسور: " من خلق هذه الأشياء الفظيعة؟ "
الطالب المسلم: لا إجابة
يصيح الأستاذ فجأةً في الطالب المسلم
البروفيسور : " من الذي خلقها؟ أخبرني "
بدأ يتغير وجه الطالب المسلم
البروفيسور بصوت منخفض: " الله خلق كل الشرور، أليس كذلك يا بني؟ "
الطالب المسلم: لا إجابة
الطالب يحاول أن يتمسك بالنظرة الثابتة والخبيرة ولكنه يفشل في ذلك
فجأة المحاضر يبتعد متهاديًا إلى واجهة الفصل كالفهد المسن، والفصل كله مبهور
البروفيسور: " أخبرني، كيف يمكن أن يكون هذا الإله خيّرًا إذا كان هو الذي خلق كل الشرور في جميع الأزمان؟ "
البروفيسور يشيح بأذرعه حوله للدلالة على شمولية شرور العالم
البروفيسور : " كل الكره، الوحشية، الآلام، التعذيب، الموت، القبح، المعاناة، التي خلقها هذا الإله موجودة في جميع أنحاء العالم، أليس كذلك أيها الشاب؟ "
الطالب المسلم: لا إجابة
البروفيسور: " ألا تراها في كلّ مكان؟ هه؟ "
البروفيسور يتوقّف لبرهة
البروفيسور: " هل تراها؟ "
البروفيسور يحني رأسه في إتجاه وجه الطالب ثانيةً ويهمس
البروفيسور: " هل الله خيّر؟ "
الطالب المسلم : لا إجابة
البروفيسور: " هل تؤمن بالله يا بني؟ "
صوت الطالب يخونه و يتحشرج في حلقه
الطالب المسلم: " نعم يا بروفيسور، أنا أؤمن "
يهز الرجل العجوز رأسه بحزن نافياً
البروفيسور: " يقول العلم أن لديك خمس حواس تستعملها لتتعرف و تلاحظ العالم من حولك، أليس كذلك؟ "
البروفيسور: " هل رأيت الله "
الطالب المسلم: " لا يا سيدي لم أره أبداً "
البروفيسور: " إذًا أخبرنا إذا ما كنت قد سمعت إلهك؟ "
الطالب المسلم: " لا يا سيدي، لم يحدث "
البروفيسور: " هل سبق وشعرت بإلهك؟ تذوقت إلهك؟ أو شممت إلهك فعلياً؟ هل لديك أيّ إدراك حسّي لإلهك من أي نوع؟ "
الطالب المسلم: لا إجابة
البروفيسور: " أجبني من فضلك "
الطالب المسلم: " لا يا سيدي، يؤسفني أنه لا يوجد لدي "
البروفيسور : " يؤسفك أنه لا يوجد لديك؟ "
الطالب المسلم: " لا يا سيدي "
البروفيسور : " ولا زلت تؤمن به؟ "
الطالب المسلم: " نعم "
البروفيسور: " هذا يحتاج لإخلاص! "
البروفيسور يبتسم بحكمة للطالب المسلم
البروفيسور : " طبقاً لقانون التجريب والإختبار وبروتوكول علم ما يمكن إثباته يمكننا أن نقول بأن إلهك غير موجود، ماذا تقول في ذلك يا بني؟ "
البروفيسور: " أين إلهك الآن؟ "
الطالب المسلم: لا إجابة
البروفيسور: " إجلس من فضلك "
يجلس الطالب المسلم مهزومًا
مسلم أخر يرفع يده: "بروفيسور، هل يمكنني أن أتحدث للفصل؟ "
البروفيسور يستدير و يبتسم
البروفيسور: " أه مسلم أخر في الطليعة! هيا هيا أيها الشاب، تحدث ببعض الحكمة المناسبة في هذا الاجتماع "
يلقي المسلم نظرة حول الغرفة
الطالب المسلم: " لقد أثرت بعض النقاط الممتعة يا سيدي، والآن لدي سؤال لك "
الطالب المسلم : " هل هناك شيء إسمه الحرارة؟ "
البروفيسور : " هناك حرارة "
الطالب المسلم : " هل هناك شيء إسمه البرودة؟ "
البروفيسور : " نعم يا بني يوجد برودة أيضاً "
الطالب المسلم : " لا يا سيدي لا يوجد "
إبتسامة البروفيسور تجمدت، وفجأة الغرفة أصبحت باردة جدا
الطالب المسلم: " يمكنك الحصول على الكثير من الحرارة، حرارة عظيمة، حرارة ضخمة، حرارة لدرجة إنصهار المعادن، حرارة بسيطة، أو لا حرارة على الإطلاق، ولكن ليس لدينا شيء يدعى " البرودة " فيمكن أن نصل حتى 458 درجة تحت الصفر، وهي ليست ساخنة، لكننا لن نستطيع تخطي ذلك، لا يوجد شيء إسمه البرودة، وإلا لتمكنا من أن نصل لأبرد من 458 تحت الصفر، يا سيدي البرودة هي فقط كلمة نستعملها لوصف حالة غياب الحرارة، فنحن لا نستطيع قياس البرودة، أما الحرارة يمكننا قياسها بالوحدات الحرارية لأن الحرارة هي الطاقة، البرودة ليست عكس الحرارة يا سيدي، إن البرودة هي فقط حالة غياب الحرارة "
سكوت في الفصل، دبوس يسقط في مكان ما
الطالب المسلم: " هل يوجد شيء إسمه الظلام يا بروفيسور؟ "
البروفيسور: " نعم "
الطالب المسلم: " أنت مخطئ مرة أخرى يا سيدي، الظلام ليس شيئا محسوساً، إنها حالة غياب شيء أخر، يمكنك الحصول على ضوء منخفض، ضوء عادي، ضوء مضيء، بريق الضوء، ولكن إذا كان لا يوجد لديك ضوء مستمر فإنه لا يوجد لديك شيء، وهذا يدعى الظلام، أليس كذلك؟ هذا هو المعنى الذي نستعمله لتعريف الكلمة، في الواقع، الظلام غير ذلك، و لو أنه صحيح لكان بإمكانك أن تجعل الظلام مظلما أكثر وأن تعطيني برطمان منه، هل تستطيع أن تعطيني برطمان من ظلام مظلم يابروفيسور؟ "
مستحقراً نفسه، البروفيسور يبتسم لوقاحة الشاب أمامه
البروفيسور: " هذا بالفعل سيكون فصلا دراسيا جيداً "
البروفيسور: " هل تمانع إخبارنا ما هي نقطتك يا فتى؟ "
الطالب المسلم: " نعم يا بروفيسور، نقطتي هي، إن افتراضك الفلسفي فاسد كبدايةً ولذلك يجب أن يكون استنتاجك خاطئ "
تسمّم البروفيسور
البروفيسور: " فاسد؟ كيف تتجرأ؟! "
الطالب المسلم: " سيدي، هل لي أن أشرح ماذا أقصد؟ "
الفصل كله أذان صاغية
البروفيسور : " تشرح... أه أشرح "
البروفيسور يبذل مجهودا جبارًا لكي يستمر تحكمه ( طبعا لو أن البروفيسور كان عربيًا لطرده من القاعة، وربما من الجامعة )
فجأة يلوّح البروفيسور بيده لإسكات الفصل كي يستمر الطالب
الطالب المسلم: " أنت تعمل على إفتراض المنطقية الثنائية "
الطالب المسلم: " ذلك على سبيل المثال أن هناك حياة و من ثم هناك ممات، إله خيّر وإله سيئ، أنت ترى أن مفهوم الله شيء ما محدود و محسوس، شيء يمكننا قياسه، سيدي إن العلم نفسه لا يمكنه حتى شرح فكرة إنه يستعمل الكهرباء والمغناطيسية فهي لم تُـر أبداً، رغم ذلك فهم يفهمونها تمامًا، إن رؤية الموت كحالة معاكسة للحياة هو جهل بحقيقة أن الموت لا يمكن أن يتواجد كشيء محسوس، الموت ليس العكس من الحياة، بل هو غيابها فحسب "
الطالب المسلم يرفع عاليًا صحيفة أخذها من طاولة جاره الذي كان يقرأها
الطالب المسلم: " هذه أحد أكثر صحف الفضائح إباحية التي تستضيفها هذه البلاد، يا بروفيسور هل هناك شيء إسمه الفسق والفجور؟ "
البروفيسور: " بالطبع يوجد، أنظر ... "
قاطعه الطالب المسلم
الطالب المسلم: " خطأ مرة أخرى يا سيدي، الفسق و الفجور هوغياب للمبادئ الأخلاقية فحسب، هل هناك شيء إسمه الظُـلّم؟ لا، الظلّم هو غياب العدل، هل هناك شيء إسمه الشرّ؟ "
الطالب المسلم يتوقف لبرهة
الطالب المسلم: " أليس الشر هو غياب الخير؟ "
إكتسى وجه البروفيسور باللون الأحمر وهو غاضب جدًا وغير قادر على التحدث
الطالب المسلم : " إذًا يوجد شرور في العالم يا بروفيسور، وجميعنا متفقون على أنه يوجد شرور، ثم أن الله إذا كان موجوداً فهو
أنجز عملاً من خلال توكيله للشرور، ما هو العمل الذي أنجزه الله؟ القرآن يخبرنا أنه ليرى إذا ما كان كل فرد منا وبكامل حريته الشخصية سوف يختار الخير أم الشرّ "
اُلجم البروفيسور
البروفيسور : " كعالم فلسفي لا أتصور هذه المسألة لها دخل في اختياري، كواقعي أنا بالتأكيد لا أتعرف على مفهوم الله أو أي عامل لاهوتي آخر ككونه جزء من هذه المعادلة العالمية لأن الله غير مرئي و لا يمكن مشاهدته "
الطالب المسلم : " كان يمكن أن أفكر أن غياب قانون الله الأخلاقي في هذا العالم هو ربما أحد أكثر الظواهر ملاحظة "
الطالب المسلم : " الجرائد تجمع بلايين الدولارات من إصدارها أسبوعيًا، أخبرني يا بروفيسور هل تدرسّ تلاميذك أنهم تطوروا من قرد؟ "
البروفيسور: " إذا كنت تقصد العملية الإرتقائية الطبيعية يا فتى، فنعم أنا أدرس ذلك "
الطالب المسلم: " هل سبق وأن رأيت هذا التطوّر بعينك الخاصة يا سيدي؟ "
يعمل البروفيسور صوت رشف بأسنانه و يحدق بتلميذه تحديقا صامتا متحجراً
الطالب المسلم : " برفيسور، بما أنه لم يسبق لأحد أن رأى عملية التطوّر هذه فعلياً من قبل ولا يمكن حتى إثبات أن هذه العملية تتم بشكل مستمر، فهي غير موجودة إذًا، ألست تدرسّ آرائك يا سيدي؟ إذا فأنت لست بعالم و إنما قسيس؟ "
البروفيسور : " سوف أتغاضى عن وقاحتك في ضوء مناقشتنا الفلسفية، الآن هل انتهيت؟ "
البروفيسور يصدر فحيحاً
الطالب المسلم: " إذًا أنت لا تقبل قانون الله الأخلاقي لعمل ما هو صحيح و في محله؟ "
البروفيسور : " أنا أؤمن بالموجود، وهذا هو العلم !

“الطالب المسلم: " أه العلم ! "
وجه الطالب ينقسم بابتسامة
الطالب المسلم: " سيدي، ذكرت بشكل صحيح أن العلم هو دراسة الظواهر المرئية، والعلم أيضاً هو فرضيات فاسدة "
البروفيسور: " العلم فاسد؟ !!

“البروفيسور متضجراً
الفصل بدأ يصدر ضجيجاً، توقف التلميذ المسلم إلى أن هدأ الضجيج
الطالب المسلم: " لتكملة النقطة التي كنت أشرحها لباقي التلاميذ، هل يمكن لي أن أعطي مثالاً لما أعنيه؟ "
البروفيسور بقي صامتا بحكمة، المسلم يلقي نظرة حول الفصل
الطالب المسلم : " هل يوجد أحد من الموجدين بالفصل سبق له وأن رأى عقل البروفيسور؟ "
إندلعت الضحكات بالفصل
التلميذ المسلم أشار إلى أستاذه العجوز المتهاوي
الطالب المسلم : " هل يوجد أحد هنا سبق له و أن سمع عقل البروفيسور، أحس بعقل البروفيسور, لمس أو شمّ عقل البروفيسور؟ "
يبدو أنه لا يوجد أحد قد فعل ذلك، يهز التلميذ المسلم رأسه بحزن نافياً
الطالب المسلم: " يبدو أنه لا يوجد أحد هنا سبق له أن أحسّ بعقل البروفيسور إحساسا من أي نوع، حسناً، طبقاً لقانون التجريب، والاختبار وبروتوكول علم ما يمكن إثباته، فإنني أعلن أن هذا البروفيسور لا عقل له "
الفصل تعمّه الفوضى
التلميذ المسلم يجلس، إنهار البروفيسور مهزومًا ولم يتفوه بكلمة


(رضيت بالله رباً , وبالاسلام ديناً, وبمحمد [صلى الله عليه وسلم] نبياً)

منقووووول


محمد فراج عبد النعيم 04-10-2011 04:28 AM

رد: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
 
قال الإمام مسلم رحمه الله في آخر (كتاب القدر) من صحيحه:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان)).
شرح الحديث:
(1) قوله (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف). المراد: القوة في طاعة الله عز وجل، والرغبة في تحصيلها والعمل على ذلك ودعوة الغير إليها، والعناية في ذلك، فإن وجدت القوة البدنية التي يتمكن المؤمن بها من تحقيق هذه المطالب العالية واستعملت في ذلك، كانت القوة أتم ونتائجها أكمل وأجل.
(2) قوله (وفي كل خير). أي في كل من المؤمن القوي والضعيف خير، وذلك لاتصافهما معاً بالإيمان مع ما يكون عند الضعيف من العمل أيضاً، وهذه الجملة ذكرت بعد الجملة قبلها احتراساً عند المفاضلة لئلا يستهان بالمفضول، ونظير ذلك قوله تعالى عن النبيين الكريمين داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام: (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ*َفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ) ثم قال: (وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً). وكلمة (خير) تأتي أفعل تفضيل حذفت منه الهمزة، وتأتي اسماً في مقابل (الشر)، وقد جاء ذكرهما معاً في هذا الحديث. فهي في قوله: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)) أفعل تفضيل، وفي قوله: ((وفي كل خير)) اسم في مقابل الشر.
(3) قوله (احرص على ما ينفعك). عمم فيما يحرص عليه ليكون شاملاً لكل نافع في الدنيا والآخرة، والحرص هو بذل الجهد واستفراغ الوسع، فيحرص المؤمن على كل ما فيه سعادته في العاجل والآجل.
(4) قوله (واستعن بالله). بعد أن أمر المؤمن بالأخذ بالأسباب فيما ينفعه، أرشده الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يكون مستعيناً بالله معتمداً عليه، فإن كل خير إنما هو بتوفيقه وتسديده ومعونته، فالأسباب لا تنفع إن لم يجعلها نافعة، لأنه سبحانه خالق الأسباب والمسببات، فالمؤمن مأمور بأن يأخذ بالسبب المشروع دون تعويل عليه، وإنما يعول على مسبب الأسباب الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
(5) قوله (ولا تعجز). وبعد أن أمر المؤمن بالحرص على ما ينفع والاستعانة بالله في تحصيله، نهى عن ضد ذلك وهو العجز والكسل الذي تضعف معه الهمم وتهن العزائم، والذي ينتج منه الفشل والعاقبة الوخيمة.
(6) قوله (وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان). أي إذا فعلت ما أمكن من الأسباب وحصل مع ذلك فوات مطلوبك، فارض بقضاء الله وقدره، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا تضف ذلك إلى أسباب فتقول: لو أني فعلت كان كذا وكذا، فإن الأسباب لا تنفع إن لم يجعلها مسبب الأسباب نافعة، إنما عليك أن تقول: قدر الله وما شاء فعل، فترضى وتسلم.
(7) هذا الحديث فيه النهي عن استعمال (لو) وقد جاء استعمالها في أحاديث ولا تنافي بينها، لأن النهي محمول على التحسر من شيء فائت، واستعمالها في تمني الخير وإخبار عن شيء مستقبل.
(8) هذا الحديث يشتمل على فوائد عظيمة منتظمة، وهو من جوامع كلمه صلوات الله وسلامه عليه، فإنه أوّلاً ذكر المفاضلة بين المؤمن القوي والمؤمن الضعيف، وبين أن القوي خير وأحب إلى الله من الضعيف، وفي ذلك حث على الأخذ بأسباب القوة والاستزادة من الخير، ثم ذكر أن كلا منهما لديه الخير، وفيه فضل مشترك بينهما وإن زاد القوي على الضعيف ما كان به خيراً وأحب إلى الله منه. ثم أكد ذلك بالأمر بالحرص على ما ينفع في العاجل والآجل، وأرشد مع الأخذ بالأسباب إلى التعويل على مسبب الأسباب بقوله (واستعن بالله)، ثم حذّر مما ينافي الحرص على النافع والاستعانة بالله في تحصيله وهو العجز والكسل، ثم أرشد إلى ما يجب فعله عند فوات المطلوب بأن لا يفتح الإنسان على نفسه باباً للشيطان بأن يقول: لو أني فعلت كان كذا وكذا. وأرشد إلى ما فيه الخير والتسليم لقدر الله والعمل على ما يرضيه سبحانه بقوله: ((ولكن قل قدر الله وما شاء فعل)) فصلوات الله وسلامه على البشير النذير الذي أرشد إلى كل خير وحذّر من كل شر.
(9) من فقه الحديث وما يستنبط منه:
(1) إثبات صفة المحبة لله تعالى.
(2) أن محبته تعالى تتفاضل، فهي للمؤمن القوي أعظم منها للمؤمن الضعيف.
(3) تفاضل الناس في الإيمان.
(4) أن الإيمان يزيد وينقص.
(5) أن الإيمان سبب لمحبة الله تعالى.
(6) الحث على تقوية العبد إيمانه.
(7) أنه عند المفاضلة بين الفاضل والمفضول ينوه بالفضل المشترك بينهما لئلا يتوهم القدح في المفضول لقوله صلى الله عليه وسلم ((وفي كل خير)).
(8) أمر المؤمن بالحرص على ما ينفعه في دنياه وأخراه بفعل أسبابه المشروعة النافعة.
(9) تقييد الذي يحرص عليه المؤمن بكونه نافعاً.
(10) أمر المؤمن بأن يستعين بالله في تحصيل مطلوبه.
(11) أخذ المؤمن بالأسباب المؤدية إلى حصول المطلوب بدون تعويل عليها.
(12) أن الاستعانة لا تكون إلا بالله وحده فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه وتعالى.
(13) افتقار العبد إلى توفيق الله ومعونته ولو بذل ما بذل من الأسباب.
(14) النهي عن العجز والكسل في الأمور النافعة.
(15) الإرشاد إلى أسباب تقوية الإيمان.
(16) وجوب الإيمان بالقضاء والقدر والرضا والتسليم لما قدره الله وقضاه.
(17) النهي عن استعمال (لو) تسخطاً ولوماً للقدر.
(18) إرشاد المؤمن عند فوات مطلوبه أن يقول: (قدر الله وما شاء فعل).
(19) أن استعمال (لو) مفتاح لعمل الشيطان.
(20) سد الذرائع التي تفضي إلى الشر وتوقع في المحذور.




أسامة هوادف 31-10-2011 12:15 AM

رد: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
 
بارك الله فيك موضوع رائع جدا جدا

محمد فراج عبد النعيم 31-10-2011 03:01 AM

رد: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
 
جزاك الله كل خير ..
ومشكور علي مرورك الطيب .. وهذا شرف لي ووسام علي صدري ..


الساعة الآن 07:00 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام