اخواني سأقص لكم قصة هي قصة كل شاب منا نفسه يوصل للطريق الصح بس مش عارف .....
ساقص لكم قصة صديقي تامر في مختلف مراحل حياته وتنقلاته مع مختلف الافكار، وهذه القصة اخواني واقعية ، ليست في تامر نفسه ، بل واقعية في حياتنا نحن.....
فكم مرة سالت نفسك ( مين الصح...مين اللي بيرضي ربنا... ....مين اللي فاهم دينه صح ....دول ولا دول ولا دول...ولا أنا!!...مين اللي حيخش الجنة....)
أنا في هذه القصة لن أعرض رايي بل ساعرض واقع نعيشه كلنا ، ويا ريت نتفاعل مع بعض عشان ونقيم كل مرحلة سلكها تامر ..
عشان في الاخر نتفق عالطرية الصح...
ولن أذكر في القصة مسميات بل ساذكر افكار باتت تحيرنا جميعا.....
"الجزء الاول"]
ياه الساعة دالوقت 12 داحنا اتاخرنا خالص ، بس مش مهم احنا الحمد لله خلصنا الامتحانات ، وان شاء الله منتظرين الامتياز زي كل سنة ، صح ولا ايه يا علي ، علي : والله يا عمر انا مش مصدق نفسي خلاص خلصت الكلية وكمان بتقدير امتياز ان شاء الله والله فعلا الحمد لله ، احمد: بصراحة يا جماعة مفيش نعمة زي التفوق والنجاح في ظل رضا الله وتوفيقه ، خالد: فعلا والله اللي يقرب من ربنا بجد يحس انه معاه في كل حاجه ....
اه نسيت اعرفكوا بنفسي : انا عمر في الفرقة السادسة كلية الطب....
المهم كانت هذه هي الكلمات التي تحدثنا بها قبل ان تاتي سياره (بترقص) في الشارع وبسرعة رهيبة والناس بيحاولوا يتفادوها باي طريقة ، ولما اقتربت منا سمعنا صوت الاغاني وشمينا ريحة الخمرة والسجاير ، فصاح بهم خالد:خلي بالك يابني انت وهو العمر مش بعتره ، قال له احمد:ياعم سيبك منهم ربنا يهديهم ،قال علي : والله انا خايف يعملوا حادثة ......
وفعلا لم يلبث علي ان ينطق هذه الكلمات حتى سمعنا صوت حادث مدوي على اخر الشارع ، لقد اصطدمت هذه السيارة باتوبيس و (عينك ما تشوف الا النور ) اسرعنا تجاه السيارة واسرع الناس معنا كي نحاول انقاذ من نستطيع ، اتجه معظم الناس للاتوبيس لان السياره كانت قد تدمرت بالكامل اما نحن فاتجهنا للسياره وكانت الصدمة....
لقد وجدناهم كلك قد تفحموا ، 3من البنين وبنتين، الا واحد احترق نصف وجهه ووجدناه (سايح في دمه) بس لسه فيه نفس اسرعنا باخراجه، ونحن نقوم باخراجه وجدنا سيديهات عليها صور جنسية خليعة، وازايز الخمرة ، وعلب السجاير، والمخدرات ،لما رايت هذا المظر اجهشت بالبكاء ولم املك نفسي ، وسرعان ما جاءت سيارة الاسعاف وحملناه فيها وصممت ان اذهب معه...
وانا داخل سيارة الاسعاف اخذت احدث نفسي..ياه هي الدنيا تساوي ايه عشان تبقى ديه نهايتنا فيها..هي الدنيا تساوي ايه عشان نضيع اخرتنا عشانها...يا ترى حيقولوا ايه لربنا لما يسألهم " هو أنا خلقتكوا ليه!!" .... طب لو ربنا سامحهم هل حيسامحهم عالناس اللي موتوهم في الاتوبيس ...كام واحد منهم اب مستنيه اولاده عشان يفرحوا برجوعه ، وكم منهم ابن مستنيه ابوه وامه بفارغ الصبر.... يا ترى ايه حال اباؤهم وامهاتهم لما يعرفوا ...ياه ...اللهم ارحمنا وارحمهم برحمتك الواسعة...اللهم احسن خاتمتي ....وقطع حديثي مع نفسي وصولنا السريع للمستشفى الجامعي ، سارعت بانزاله مع المسعفين _وقد كان الكل هناك يعرفني لاني كنت بتمرن هناك طيله اعوام دراستي_ ،سارعنا بادخاله غرفة العمليات ، وجاء اطباء الجراحة والعظام وطلبوا مني الخروج لان حالتي كانت لا تسمح لي بالوقوف معهم..
لما خرجت سالوني هل هذا قريبك قلت لا ولكن حاسس اني اعرفه ، المهم جلست طيلة الليل في انتظار رؤيته والاطمئنان عليه، وكان النوم يغلبني حتى ايقظوني على اذان الفجر ،فذهبت للصلاة ودعوت الله له بالشفاء ولباقي رفاقه الاموات بالرحمة ، ثم رجعت فاخبروني ان اسمه "تامر محمد سعيد" ، وانه في الفرقة الرابعة بكلية الاداب وان والده متوفي... وقد اتصلوا بوالدته وانها على وصول ، جلست انتظر مجئ والدته ..."تامر محمد سعيد" الاسم ده انا فاكره ، ياترى قابلته فين..فين...فين..اه ..تامر اللي كان معايا في الثانوية العامة ...بس ازاي ..ده كان ساكن معايا في دمنهور والواضح ان ده من اسكندرية ..وكمان تامر صحبي كان محترم وملتزم جدا ...ده كان حافظ نص القران..وتامر انا سيبته في 2 ثانوي وكان جايب99% ازاي دخل اداب ....ولو هو ازاي لسه هو في سنة رابعة ..لا لا اكيد مش هو ....قطع علي هذه الاسئله مجئ امه وكانت ترتدي النقاب ، فاستغربت حينها ، وكان معها ولد صغير اتعبه البكاء وتقريبا في الاعدادي ، اقبلت علي امه وقاليتلي ابني عامل ايه يادكتور ، فاخبرتها انه بخير ، واخبرتها بما حدث ، فقالت : الحمد لله انه لسه عايش ، انا قلتله مية مرة ملهوش دعوة بالناس البايظة ده ، والله يا دكتور حذرته انه ينتبه لمستقبله ويركز في دراسته بس منهم لله ضيعوه ...
قطع حديثها خروج الاطباء ، واخبرونا انه بخير ، ولكن لن نستطيع رؤيته الا بعد 12 ساعة ، رفضت امه وصممت الدخول ، فطمأنتها انه فعلا بخير ودخولها عليه دالوقت حيضره مش حيفيده ، وطلبت منها انها تروح دالوقت وانا حاجي اطمن عليه باليل واجي اقوللها امتى تقدر تزوره...
قررت ان امضي اليوم في المدينة الجامعية ، وقابلني زملائي واخبرتهم بما حدث ، وصمموا ان يأتوا معي الليلة لزيارته والتعرف عليه علها تكون بداية صفحة جديدة في حياته ..
وبعد صلاة العشاء ذهبنا لزيارته واخبرنا الطبيب انه كان يهمهم بكلمات طيلة اليوم ، قلنا ماهي، قال: كان يقول "لأه أنا مش وحش وخدني على فين...أنا حاولت ارضيك بس ماعرفتش .....منى..هاني...ليلى...احمد ..." قلنا : لا حول ولا قوة الا بالله ،وطلب منا الا نتاخر عن ساعة ....
دخلنا عليه بابتسامة وقلنا له شفاك الله وعافاك،قال لي :ازيك يا عمر اناكنت عارف انك حتيجي تزورني ، قلتله:هو انت تعرفني!! ، قاللي:ليك حق تنساني،أنا تامر صاحبك اللي كان معاك في الثانوية العامة،قال لي اصحابي:يا ندل حد ينسى اصحابه، قلت له : لأ والله انت جيت في بالي بس..واخذت اساله الاسئلة التي كانت تدور في ذهني ....قال لي الموضوع طويل ،اخذ زملائي يتحدثون معه ،ويذكرونه بان الله انجاه من حادث مؤكد، وان هذه رسالة من الله كي يرجع اليه ، فقال : على فكرة انا حافظ نص القران وكنت ملتزم زيكوا واكتر بس منهم لله ضيعوني وكرهوني في الدين والالتزام ، قالوله:مين!! ، قالهم: الناس اللي كنت ماشي معاهم،قالوله :ازاي ،قال:الموضوع طويل وعايز قاعدة تانية، قلتله:طب ليه مسبتهمش وروحت لغيرهم، قال:أنا لفيت علي جميع الافكار والاتجاهات، وللاسف ولا فكر حسيت انه بيفهم الدين صح ، قلتله : لأ أكيد فيه بس انت مقعدتش مع الناس اللي فاهمة الدين صح ، قاللي : مهو عشان كده كان نفسي اقعد معاك من زمان ، لاني سمعت عنك انك الحمد لله حفظت القران، ومتفوق دراسيا ، ومحبوب من الناس ، وعايش حياتك ، وسعيد بجد ، قلتله : الحمد لله وده لاني _ان شاء الله_ فاهم ديني صح...
دخل علينا الطبيب وقال:كفاية كده،قلنا لتامر خلاص ان شاء الله حنجيلك بكرة ونتكلم مع بعض ، واحنا بقه بقينا اصحاب خلاص ...ماشى..قاللنا:ماشي...
( مناقشة الجزء الاول ...)
دالوقت يا جماعة الموضوع اللي عايزين نناقشه في هذا الجزء هو هذه المقولة من كلام تامر "على فكرة انا حافظ نص القران وكنت ملتزم زيكوا واكتر بس منهم لله ضيعوني وكرهوني في الدين والالتزام ، قالوله:مين!! ، قالهم: الناس اللي كنت ماشي معاهم"..................، هل كل واحد يترك طريق الالتزام او لا يقترب منه اصلا يكون العيب فيه..أم قد يكون العيب في المنهج الموجود امامه في منطقة سكنه او في نماذج سيئة راها من الملتزمين فنفرته من هذا الطريق ، او من شيخ تربى على يديه ولكن فهمه الدين غلط بطريقة جعلته ينعزل عن المجتمع ويفقد صحبته ويهمل دراسته...هل هذه الاسباب يمكن ان تكون موجودة ام دائما العيب والتقصير من الشباب انفسهم وان هم الالي وحشين...
بمعنى اخر لو جاء النبي ودعانا للالتزام بدين الله في عصرنا هذه في ظل تلك الظروف والشهوات والانفتاح والنهضة والتقدم وكل هذه الاشياء التي تختلف عن عصر الصحابة....هل تتوقعوا ان يستجيب له الشباب، ام سيظل الوضع كما هو، فلو استجاب له الشباب اذا فاين العيب !!!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك .. أخى الكريم
القصة فعلا جميله جداً
والغريب سبحان الله ان تامر هذا كان زميلك وكان حافظ نصف القرآن وأمة منتقبه كيف وصل الى ما وصل اليه ؟
فعلاً شىء محزن للغايه والله
لن اخفيك أخي فعلاً هناك من يفهمون الدين والتدين بشكل خطأ ويغالون فى الدين بشكل قد ينفر الناس من الدين ويتجهون الى طريق مغاير تماماً عن الطريق الصواب
اعرف شاب حفظ القرآن الكريم كله وكان يذهب المسابقات وغيره وكان يفوز ويمنح من الجوائز الماله الكثير
وبعد ما صار طالب بالثانوى تحول تماما ً من حافظ للقرآن الي شاب مستهتر وغير مهذب تغير بشكل كبير جدا
الاسباب كثيره جداا
ليس فقط ما نراه الان من عولمه وتقنية عاليه وأجتياح اعلامى غربى للعقول ولا حتى دور البيت الذي قد يكون بيت عادى أب عادى لكن الام هى من جعلت من ابنها حافظ للقران اوالعكس
وقليل ما نجد اب وام متفاهميبن تلك الايام واتجاهاتهم واحده
لكن الاهم فى كل ذلك التضارب والتناقض والتنافر والتباعد الحاد بين الكثير من العلماء فى هذه الايام ما ادى الى حروب داخليه بين التلاميذ وبعضهم البعض
حتي وجدنا من يقول لا تقرأ لهذا لانه مبتدع وهذا مغالى وهذا مميع للامور الدينيه وووألخ
وفقدنا الحوار وثقافته ومنهجيته حتي توارثه التلاميذ وبدأت حروب داخليه بين تلاميذه هذا الشيخ وذاك العلامه وهكذا حتي أصبحنا ندورفى حلقة مفرغه ..
وهذا سبب كبير وعظيم جعل تامر مشوش وغير متزن نفسياً فقد الثقه بكل من هم ملتزمين