بينما كان الشيخ في الطريق إلى منزله وهو يحمل متطلبات الحياة العائلية وإذا بشاب يدنو منه طالبا مساعدته فقبل الشيخ تلك المساعدة، وأثناء السير بدأ الشيخ في حكاياته القديمة عن حياته بينما كان الشاب يترصد ويتحين الفرصة للسطو عليه طمعا فيما عنده، فطن الشيخ بحنكته بهذا الشر المحدق وأوجس منه خيفة فتعلل بأنه قرب من المنزل شكر الشاب على مساعدته له لكن الشاب أبى إلاّ أن يكمل ما بدأ فيه فأصر على أن يوصل الحمل إلى بيت الشيخ.
دخل الشاب البيت متأملا بنظراته كل مكان فيه وهنا طلب الشيخ من الشاب أن يكون ضيفه ثم أدخله بيت الضيافة فتعجب الشاب مما وجد.
وجد جمعا من أمثال الشيخ سنا وبينما هو كذلك وإذا بأطباق الغداء توضع على الموائد الواحد تلو الآخر فأكل الجميع وترشفوا فنجان الشاي على قصص وحكايات الماضي.
هم الشّاب بالإنصراف فطلب الإذن من صاحب البيت تأدُّبا، فقال الشّيخ يا بني انظر إنّ لهذه الغرفة مجموعة من الأبواب فاختر من أي باب تخرج إلاّ هذا، وأشار إلى باب بعينه، فتعجب الضيف مما سمع، وفجأة تحين الفرصة واندفع إلى الباب الذي مُنع منه، وقبل أن يكمل فتح الباب تخطّفه طائر كبير وطار به إلى جزيرة بعيدة، وقد استُقبل من قبل سكان الجزيرة استقبال القائد الفاتح، فاستوضح الأمر فقيل له أن أميرهم سينزل من السماء، ففهم أنّه هو الأمير المنتظر وسُر لذلك، ثم دار في خلده كلام كثير لم يفصح عنه.
صار الأمير الجديد يأمر فيطاع، و يُنحنى له ولا يُعصى له أمرا، فأُعجب بنفسه وتمادى، وفي ليلة سمع الخدم يتهامسون بينهم فتجسس عليهم وسمع كلاما مفاده أنّ الملك المنتظر سيدخل القصر من باب سري، وفي الصباح أمر بالبحث عن ذلك الباب فدلوه عليه، وفي ليلة حالكة الظلام خرج إلى الباب طامعا في أن يصبح ملكا بدل أمير، فاتجه نحو الباب السري وفتحه، فاختطّفه نفس الطائر السابق، وما هو إلاّ زمن يسير حتى نزل الطائر أمام باب الشيخ، فمد الشيخ يده وإذا بها يد الأب وهو يقول قم يا بني فإن في البكور بركة فقد طلع النهار.
اندهش الشاب وصار يتأمل الأب
هنا أسأل إخواني الأفاضل وأخواتي الفضليات
هل يحكي الشاب حلمه للأب.
هل يوافقه الأب على نواياه مع الشيخ.
إنّ الطمع طبع إنساني وهو مجبول عليه لكن ما ضوابطه وحدوده
وهنا أطمع بدوري في أراء القارئ الكريم في كيفية توجيهه في حياة أبنائنا حتى لا يشبوا عليه.