كان الصحابه رضوان الله عليهم وهم خير هذه الامه قد لاقو في سبيل الله الأذي الشديد من مشركي مكه ، وتعرضوا لأشنع صنوف العذاب الجسدي والمعنوي فمنهم من قتل ، ومنهم من شرد ، ومنهم من صودرت أمواله وارضه ودياره ، ومنهم من عذب في سبيل الله عذابا شديدا لا يتحمله أحد
الا أنهم صمدوا وتحملوا الكثيرمن أجل الدعوة الي الله ونشر الاسلام ، وباعوا أنفسهم وأمولهم بغية نصر هذا الدين ، وهانت عليهم الدنيا فقدموا الغالي والنفيس مرضاة لوجهه الكريم ، وجاهدوا في سبيل الله ، حتي آتاهم الله اليقين .
ونزل قول الله سبحانه وتعالي مبشرا بالنصر ، فقال سبحانه وتعالي (لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ) ، وقال : (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) ، وقال سبحانه وتعالي : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) ، وقال : ( واصبر علي ما أصابك )
قكانت هذه الآيات وغيرها بردا وسلاما علي أفئدة الصحابه رضوان الله عليهم ، وعرفوا أن الصبر هو الترياق علي ما يلاقونه في سبيل الله ...
ولكن التعذيب والتنكيل مستمر ليلا ونهارا ، حتي هم بعض الصحابه في سؤال الحبيب صلي الله عليه وسلم بأن يدعوا لهم الملك الحق أن ينزل عليهم نصره المبين ، حتي يعبدوا الله سبحانه وتعالي في حريه ويسر، ويمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونه لا يشركون به شيئا .
فعن أبي عبدالله خباب بن الأرت (رضي الله عنه) قال : شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: الا تستنصر لنا، الا تدعو لنا؟ فقال: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في لأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون". رواه البخاري ، وفي رواية وهو متوسد بردة وقد لقينا من المشركين شدة .
حتي أتم الله وعده للمؤمنين ونصر رسوله صلي الله عليه وسلم ، وصار الأمر مطابقا لما أخبر به الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، يقول سبحانه وتعلي ( اذا جاء نصر الله والفتح . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد ربك واستغفره . انه كان توابا )
هذا هو حال الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابه فما حالنا نحن ؟
ماذا فعلنا في سبيل الله لكي نستحق نصر الله القريب ؟ وهل نحن فعلا نستحق نصر الله ؟!
لقد صرنا شيعا وأحزابا ننقد بعضنا بعضا ونتهم أخواننا في دينهم بما ليس فيهم ، بمجرد أنهم غير منضمين لحزب أو طائفة معينه .
ايها المسلمون ان الرابطه الأم لنا جميعا هي رابطة الاسلام ولا شيئ غيرها ، يقول سبحانه وتعالي : ( وان هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) . فيجب أن نستشعر عظم هذه الوحده وأثرها في سلوكنا وأخلاقنا ومعاملتنا ، عسي الله أن يأتي بالفتح القريب .
فليتق بعضنا بعضا في أقلامنا وكلامنا وكل ما يصدر عنا ، كيف هانت علينا أنفسنا أن نرمي البعض بالنفاق والسفه والوصوليه والتسلقيه ، وقد قال الله عز وجل ( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )
ولا عجب أن يكون من الايمان القول الحسن أو السكوت اذا لم يجد ، ففي الحديث المتفق عليه ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ).
ولنتق الله ولا نحكم علي أحد بالباطل ، وكيف نحكم ولنا الظاهر ققط ، هل اطلعنا علي اللوح المحفوظ ،فالله وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
ولنحذر من آفات اللسان مثل الغيبه والنميمه والبهتان وقول الزور ، ففي الحديث ( وهل يكب الناس علي وجوههم الا حصائد السنتهم )
فالله الله في اخواننا ، لا نذكرهم بالتجريح او الاساءة او الاهانه ، فنحن نعرف أن ظلم العباد شئء عظيم لا يغفره الله الا بعد أن يسامحنا عليها أهلها .
هداني الله واياكم الا ما فيه من الخير والسعادة في الدنيا والآخرة
وللحديث بقيه ان شاء الله .
جزاك الله الفردوس الأعلي مع حبيبه المصطفي صلي الله عليه وسلم
واظلنا معا في الآخره يوم لا ظل الا ظله
بارك الله علي مرورك الطيب وكلماتك الأطيب ...
ولكن أصدقك القول : أني لا التفت الي تلك الأشياء ولا أعيرها بالا ، ما دمت أثق في اخلاصي وقلبي لرب البريه سبحانه وتعالي ، فلا يضيرني شئء ، وسيجمعنا الله يوم الفرقان ويحكم بيننا فيما كنا فيه مختلفون .