يعتبر الكثير من الباحثين أن الإسلام حضارة مؤسسة للمدن ويمثل على رأي آخرين ثقافة مدينيه لا يمكن إنكارها ، إذ أن الإسلام رغم انه ولد في الصحراء فهو دين تمدن، ويتضح ذلك من خلال جمعة للدين والتجارة باعتبارهما مؤسسان للمجتمع في ذلك الوقت ، وبالتالي فيعد الإسلام من أكثر الأديان تشجيعا لنمو المدن حتى أن بعض الباحثين يجزمون بأنه قد أسهم في ظهور المدن بدرجة أكبر من المسيحية .
وقد تميزت الحضارة الإسلامية بأنها سدت النقص الذي اعتري الفكر الإنساني في نظرته للمدينة، ذلك بأنها وجدت في التشريع
الإسلامي المفصل لنواحي الحياة دستوراُ مهيئا سارت عليه
حركة حياة المجتمع، مما ساعد على سرعة ازدهارها بصورة منقطعة النظير ولقد كان دور المسلمين في نشر حضارة المدن أمرا ملحوظاً ، حيث أن انتشار الإسلام واكبته تنمية حضرية بلا مثيل فالمدينة عند المسلمين إذن: صورة ونظاماً وفلسفة أثبتت وجودها بجدارة.
وكان التكوين الداخلي لقلب المدينة الإسلامية:
1) المسجد الجامع: وهو من أهم المنشآت في المدينة الإسلامية لأنه النواة الأساسية في تخطيط المدينة ومع امتداد عمران المدينة الإسلامية وتطور المجتمع وزيادة السكان باتت الحاجة ملحة لتطوير هذا المكون بما يستجيب لنمو السكان المتزايد ، إذ لم يكن المسجد مكان عبادة فحسب بل مكان اجتماع ومدرسة علم ومجلس حكم ، وبذالك اتخذ المسجد موقعا متمركزا ،
2) دار الإمارة : أوجبت الضرورة الوظيفية مجاورة دار الإمارة للمسجد الجامع منذ النشأة الأولى للمدينة واستتبع تأمين دار الإمارة عزلتها عن مساكن العامة والأسواق ويعنى هذا التركز على وضع المسجد الجامع ودار الإمارة والدواوين ومركز القضاء في قلب المدينة باعتبارها تمثل مركز الإدارة في المدينة سواء كانت قائمة بذاتها أو قاعدة إقليم أو عاصمة دوله.
3) الأسواق: وهي أهم العناصر المكونة للتراث الحضاري للمدينة الإسلامية القديمة لما كان لها من صفة الاستمرار والنمو القصوى، والتنظيم المتقن وبعض تلك الأسواق موجودة حتى الآن مثل وخان الخليلي بجانب الجامع الأزهر.
1) الشوارع: والطرق اتسمت بالتدرج في المجالات العمرانية من عامها إلي خاصتها وصولا إلى المجال السكني.
2) الساحات والحدائق: تنوعت عبر العالم الإسلامي المختلف.
ونري في الشكل جزء من منطقة المركز التقليدي، للقاهرة الإسلامية، ومما سبق يتضح لنا أن اختلاف نمط قلب المدينة الإسلامية عن المدن الأخرى المعاصرة لها زمنيا حيث اتخذ موقعاًمتمركزاً يطل على ساحة رئيسية يتوسطها المسجد كما يتضح من تخطيط مدينة الكوفة ،
وللحديث بقيه بإذن الله .
rgf hgl]dki hghsghldi çgçQgçldi
التعديل الأخير تم بواسطة محمد فراج عبد النعيم ; 20-10-2011 الساعة 12:17 AM