الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد، مع حلقة جديدة من سلسلة (تحديات) والتي نسعى من خلالها إلى بيان بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته وكيفية مواجهتها وعبورها بإذن الله تعالى.
كنت تحدثت في الحلقة الماضية عن التحدي في الالتزام بالأخلاق الحميدة، ولعلي أقف اليوم مع خلق عظيم كنت قد أشرت إليه بعجالة في الحلقة الماضية، وهو كظم الغيظ.
التحدي في كظم الغيظ أو بعبارة أخرى عدم الغضب، تحدي صعب على كثير من الناس، خاصة أن هناك أمورا كثيرة تسبب غضب الشخص في حياته اليومية، وأنا أعتقد بأن الشخص يحتاج إلى تدريب كثير ومحاسبة شديدة وقبل ذلك توفيق من الله تعالى لكي لا يغضب.
تأمل في الأحداث اليومية التي تحصل حولك، في الشارع مثلا، ترى أن الكثير من الناس يغضب في بعض الأحيان لأتفه الأسباب، وأيضا في مكان العمل والدراسة والبيت وغيرها من الأماكن.
الغضب الذي نتكلم عنه بالطبع هو الغضب الشخصي أي الذي يمسّ الشخص نفسه أو يحاول الانتقام لنفسه، والبديل عن الغضب هو كظم الغيظ أي أن لا يغضب الشخص لنفسه بل يكظم هذا الشعور الذي يصيبه ويحتسبها عند الله عز وجل، ولأن هذا فيه تحدّ كبير للنفس، فقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم أجرا كبيرا لكظم الغيظ، قال صلى الله عليه وسلم: "من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء". رواه أبو داود والترمذي وحسنه.
هناك أيضا الغضب المحمود، وهو الغضب الذي يحدث إذا انتهكت حرمات الله تعالى أو حصل مكروه لأمة الإسلام، ولكن ينبغي أن يدفع هذا الغضب الشخص إلى التصرف بحكمة وليس بتهور.
نسأل الله تعالى أن يهدينا إلى أحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد، مع حلقة جديدة من سلسلة (تحديات) والتي نسعى من خلالها إلى بيان بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته وكيفية مواجهتها وعبورها بإذن الله تعالى.
وقفت على حديث شريف يشير فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة بأنه سوف يخرج عليهم رجل من أهل الجنة واستمر هذا الأمر لثلاثة أيام متتالية، وتبعه بعد ذلك عبد الله بن عمر – أو عبد الله بن عمرو في بعض الروايات الأخرى – والذي يعنيني من هذا الحديث قول الصحابي في نهاية الحديث :غير أني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشاً ولا حسداً على خيرٍ أعطاه الله إياه، قال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق.
تحدٍّ كبير نواجهه في حياتنا، وهو تحدي سلامة الصدر، هذا الأمر الذي يحتاج إلى جهاد كبير للنفس حتى يتحقق، وكما قال عبد الله بن عمر وهو يحكي على لسان كثير من الناس: هي التي لا نطيق، أي هي صعبة جدا على الناس، وبالفعل، فنحن في زمن نتعرض فيه لأنواع مختلفة من الأذى والظلم، وإنني على يقين بأن كل منّا قد ظُلِمَ في أمر ما، أو تعرض لأذى ما، أو على الأقل رفع أحدهم صوته عليه بقصد أو بغير قصد، والسؤال هنا، هل بقي في النفس شيء على صاحب الظلم أو الأذى؟ هل في النفس حقد على هذا الشخص؟ أعتقد بأننا لو اتبعنا منهج هذا الصحابي الذي بشّره الرسول صلى الله عليه بأنه من أهل الجنّة لكان خيرا لنا في دنيانا وأخرانا.
الأمر فيه تحدًّ كبير ولكن من أراد الفردوس الأعلى فعليه أن يجاهد نفسه ويتخطّى هذه التحديات.
وأنصح دائما بالحرص على الدعاء الجميل: "ولَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحشر 10).
نسأل الله التوفيق والسداد في جميع أمورنا، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة، والشكر له سبحانه على جميع آلائه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد، مع حلقة جديدة من سلسلة (تحديات) والتي نسعى من خلالها إلى بيان بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته وكيفية مواجهتها وعبورها بإذن الله تعالى.
نحن في معركة دائمة مع الشيطان ، وبالتالي التحديات معه كثيرة جدا، ومتى ما استطعنا التغلب عليه، فسنكون قد فزنا فوزا كبيرا، ولكن متى تنتهي هذه المعركة؟ لا تنتهي المعركة إلا بالموت والانتقال إلى الدار الآخرة، وبالتالي فإن التحديات دائما مستمرة لأن الشيطان قد تعهّد بأن يقف في طريق المسلم حتى يموت، وإذا استطاع المسلم أن يجتاز تحدّ معين، كان له الشيطان في تحدّ آخر وهكذا.
لعل من أكبر التحديات التي تواجهنا في حياتنا، بل وتواجهنا في اليوم الواحد خمس مرات على الأقل، تحدي الخشوع في الصلاة.
الخشوع من أهم الأمور التي يجب على الشخص الاهتمام بها، لأن مقدار الأجر في الصلاة يعتمد عليه، تأمل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها". رواه أبو داود والنسائي.
وهذا دليل بأن هذا التحدي صعب جدا لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أعلى درجة من درجات الخشوع هو النصف.
وسبحان الله، ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم حديثا عجيبا عن الخشوع حيث قال: "أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا" رواه الطبراني بإسناد حسن. وهذا يدل على أن التحدي عظيم جدا والقلة هم الذين ينجحون في هذا الاختبار.
علينا أن نجاهد أنفسنا كثيرا وبشكل مستمر في التغلب على عدم الخشوع، وهناك وسائل متعددة لذلك، منها الاستعداد المناسب للصلاة ومنها التبكير ومنها استشعار بأن هذه الصلاة قد تكون آخر صلاة.
نسأل الله أن يوفقنا لطاعته واجتناب معاصيه وأن يعيينا في معركتنا مع الشيطان، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، والحمد لله رب العالمين.